مخاطر المرحلة الحالية

بقلم: 

 في خضم الاستعدادات لخوض معركة الانتخابات التشريعية والرئاسية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يتطلع غالبية شعبنا الفلسطيني بتفاؤل حذر إلى إحداث تغيير إيجابي على مستوى صانعي القرار، بحيث يجري انتخاب نخبة من الشباب الوطني، الواعي بمسؤوليته في الدفاع عن وطنه، والالتزام بالتمسك بالثوابت الوطنية، وعدم السماح لأي كان بالتفريط فيها أو التنازل عنها.

وفي الوقت ذاته، تمر القضية الفلسطينية في هذه المرحلة في مفترق طرق خطير، يهدد وجود الفلسطينيين في وطنهم، وينذر بتدهور الأمور إلى أوضاع كارثية، فقد كشفت بعض وسائل الإعلام عن مشاركة شرذمة من الشخصيات المفسدة من داخل الوطن وخارجه، في عملية تهويد مدينة القدس، حيث تورطوا بشراء بعض العقارات الفلسطينية وخاصة في البلدة القديمة، وتسببوا بنقل ملكيتها للاحتلال.

وتقوم تلك الشخصيات منذ زمن بضخ أموال طائلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لتجنيد المؤيدين لهم ودعم أعوانهم في الانتخابات التشريعية.

إن الانتخابات هي من أهم الوسائل لإحداث تغيير إيجابي على جميع المستويات، ولكن ذلك لن يحدث إلا عبر الشرفاء من شعبنا، الذين ضحوا من أجل الوطن وبذلوا أرواحهم فداءه، ويعيشون حياة بعيدة عن الترف والتبذير.

إن التغيير المنشود لن يحدث أبداً عبر المفسدين، الذين من المتوقع أن يتناحروا على السلطة والنفوذ، ويتسببوا في حدوث صراع داخلي نتيجة تضارب مصالحهم الشخصية، الأمر الذي سيمزق المجتمع الفلسطيني وينشر الفوضى والدمار، ويؤدي إلى إراقة الدماء الفلسطينية بأيدي فلسطينية.

ولذلك فإن الرئيس محمود عباس، يتحمل بالدرجة الأولى مسؤولية إتاحة الفرصة أمام الشعب الفلسطيني، كي يختار ممثليه من خلال الانتخابات الحرة النزيهة، بمنع جميع الأطراف المشاركة في الانتخابات من اللجوء إلى سياسة البلطجة أو الرشوة.

لقد طفح الكيل، لم يعد شعبنا الفلسطيني يحتمل مزيداً من القهر والعذاب، فهو يُطحن منذ سنوات طويلة بين مطرقة الاحتلال وسندان المفسدين في مواقع المسؤولية، الذين في غالبيتهم لا يخضعون للمساءلة أو المحاسبة.

وأخيراً فقد دقت ساعة العمل لمواجهة مخاطر المرحلة الحالية، لنعمل معاً من أجل توحيد صفوفنا لتقرير مصيرنا ومصير أجيالنا القادمة، فالتغيير نحو الأفضل هو حق مشروع لشعبنا، وهو الخطوة الأولى لتعزيز صموده في وطنه، وتحقيق العدالة الاجتماعية، والعيش بحرية وكرامة، فالمسؤولية تقع على عاتق جميع المواطنين في المشاركة في الانتخابات، واختيار المرشحين الشرفاء، القادرين على حمل الأمانة في الدفاع عن الوطن ومقدساته، ورفع الظلم عن شعبنا الأصيل القابض على الجمر، والمرابط في وطنه.

المصدر: 
ميسون الوحيدي