السيناريوهات الاسرائيلية لمهاجمة لبنان

بقلم: 

لم يتبلغ لبنان اي تحذير من عدوان اسرائيلي محتمل على أراضيه في وقت قريب من اي دولة أجنبية، ولا سيما منها الولايات المتحدة الاميركية او فرنسا، على سبيل المثال لا الحصر، كما كان يحصل احيانا، او من اي جهاز تابع لمنظمة دولية كجهاز الاستعلام في "قوات حفظ السلام" التابعة لمنظمة الامم المتحدة .

وسألت" النهار" دوائر ديبلوماسية غربية في بيروت عن تقديراتها ما اذا كانت اسرائيل جادة في طرحها سيناريوات لمحاربة "حزب الله"، فأجابت بأنها تميل الى الاعتقاد ان لا مؤشر إلى حرب محتملة ستشنها تل أبيب التي وعدت الولايات المتحدة بالدرجة الاولى وروسيا بالدرجة الثانية، انها مستعدة لتسهيل الديبلوماسية المتحركة التي يقودها وزير الخارجية الاميركي جون كيري بتوجيه من الرئيس باراك أوباما، لمعاودة مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، وان الايام العشرة المقبلة ستكتشف مدى جدية رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو في هذا الصدد. وأدرجت الدوائر الخروق الاسرائيلية ضد لبنان في سياق التذكير بأنها على استعداد لـ"الثأر" من الحزب ومواجهته، وإجراء التدريبات الاستثنائية للقوى العسكرية آخذة في الاعتبار أنها تواجه منظمة مسلحة وليس جيشاً نظامياً، وبين تلك الخروق استباحة سلاح الجو الاسرائيلي اليومي للبنان واحيانا الحدود البرية بإدخال آليات الى الاراضي اللبنانية، وعدم خروجها الا بتصدي الجيش و"اليونيفيل" لها، او خطف لبنانيين من الداخل ايضا ومعظمهم من الرعاة فتحقق معهم ثم تطلقهم .

هذا ما اوضحه اكثر من مسؤول معني سألتهم "النهار" عن "حرب السيناريوات" التي تخوضها اسرائيل ضد الحزب منذ ما بعد انتهاء حرب تموز على لبنان 2006 . وأجمعوا على اهمية استمرار الحذر، لانه لا يمكن الاستكانة لما تضمره الدولة العبرية من مخططات، خصوصاً انها لم تنس الضربة التي تلقتها من الحزب قبل سبع سنوات، بحيث انها المرة الأولى تطاول فيها صواريخ من مقاتلين عمق أراضيها، على رغم تفوقها العسكري واستعمال سلاحها الجوي بنسبة مرتفعة من طاقته لتدمير مبان سكنية وقرى وبلدات جنوبية في الضاحية الجنوبية.

واعترف المسؤولون بأن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون هو الوحيد الذي يعتبر ان الوضع على الحدود اللبنانية مع اسرائيل "هشاً"، وذلك في تقاريره التي يرفعها كل اربعة اشهر الى مجلس الامن، ويدعو الأطراف الى ضبط النفس، غير انه يركز في تقريره على توجيه الكثير من الانتقادات على الحزب، بينما يستعمل أسلوبا عاديا مع اسرائيل حيال الخروق التي ترتكبها ولا سيما منها ما يتعلق بالخروق الجوية.

وقللوا اهمية الترويج لتلك السيناريوهات وعلى الأخص الاخير منها، وهو اعتماد الجيش الاسرائيلي تسمية قوة عسكرية لمقاتلة مقاومي الحزب بـ"الكتيبة العربية"، وان عناصرها تتلقى تدريبات كتلك التي يتمرن عليها مقاتلوه وعلى اعتماد اسلوب التمويه خلال القتال وعلى البطء في التقدم داخل الاراضي اللبنانية. وسألوا ما الجدوى من شرح تفاصيل التقدم العملياتي لو كان صحيحا ان هناك نية للقتال؟ هل يكشف النقاب عسكرياً عن الخطة التي ستتبع في مواجهة الخصم قبل حصولها؟

ودعوا الى الاستمرار في اليقظة أكانت السيناريوهات جدية ام لاستكشاف ردة الفعل ام تمهيدا لعدوان، لأن العدو هو اسرائيل وحروبها على لبنان لم تتوقف، وهي لا تزال تحتل اجزاء من الجنوب وترفض البنود المتعلقة بها لتنفيذ القرار 1701.

 

المصدر: 
النهار