إلا رسول الله

بقلم: 

ما يجري من نقاش في أوروبا وأمريكا حول الرسومات التي إسائت لرسول الله (صلى) يبرز حرية الصحافة وحرية التعبير ويهمش حرية العبادة ومشاعر المسلمين وحرياتهم لخيار معتقداتهم بما يتناسب مع افكارهم العقائدية وهنا تقع المشكلة في هذا النقاش العالمي الناقص.

حيث ان الأسئلة التي يجب الإجابة عليها هي هل مافعلته مجلة تشارلي اسائه للإسلام والمسلمين؟ وهل القتل بالضروره الأسلوب المناسب لإجابة على تلك الاساءة؟

عندما يعرف الصحفي ان ما يقوم به من رسومات تسيء للرسول(صلى) وتشيط من غضب المسلمين ويستمر في فعلته مرة واُخرى فان الهدف اصبح وبلا شك هو الاساءة والتجريح لأكثر من مليار مسلم. اما فكرة الحرية فهي أصبحت فكرة ثانوية في ظل هذه الفعلة الغير مبررة والتي لا تولد الا الكره والحقد تجاه المسلمين ورسولنا الكريم.

وما هو غريب في الموضوع ان المجلة تضع خطوط حمراء لانتقاد الديانات الاخرى. هذا فعلا ما جرى عام ٢٠٠٩عندما قامت مجلة تشارلي بفصل الصحفي موريس سينيه لاسائته لليهودية في مقال ساخر كتبه في المجلة يقترح فيه ان ابن الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي سيحول ديانته لليهودية من اجل المال. تم احالة الصحفي للقضاء بتهمه عداء السامية وفصله من المجلة.

إذن هناك حدود وهناك خطوط حمراء لا يجب تجاوزها عندما تكون الاسائة للديانات الاخرى، اما عندما تكون الاسائة للإسلام والمسلمين فهي مقبلوه؟ هذا سوْال يجب ان تجيب عليه المجلة وفرنسا.

هذا لايعني انه يحق لأي كان ان يقوم بالقتل من اجل تصحيح هذه الاسائه ولكن على فرنسا ان ترسم خطوط حمراء تشمل الديانه الاسلامية، وتسمح بتجريم معاداة الدين الاسلامي كما هي الحال بمعاداة الساميه.

البعض يقول ان ما نحتاجه من علماء الدين الاسلامي هو التوضيح لنا وللعالم ما هو حكم القران والسنه تجاه إظهار ورسم صورة الرسول الكريم. جزء منهم يقول انها محرمة وجزء اخر يقول لا يوجد اي ذكر او نهي او تحريم في القران الكريم عن رسم او تصوير الرسول الكريم. الإجابة على هذا السؤال مهم لنا كمسلمين بالدرجة الاولى اما النقاش الذي يجري من وجه نظرنا كمسلمين فهو يدور حول السؤال التالي: هل العالم يحترم ديننا ومشاعرنا كمسلمين ام لا ولماذا؟

وحتى الان، وللاسف الشديد الإجابة هي، لا.
والغريب في الامر ان كثير من ساندوا تلك الصحيفة المسيئة تحت بند حرية التعبير هم نكلوا كثيرا بالصحافة في بلدانهم وبلدان اخرى يحتلونها، ويلاحقون كل من ينتقدهم !! هل يعتقد هؤلاء الرؤوساء انهم أعلى مرتبة من رسول الله ؟.