بين سياج نتنياهو وهياج الفنادق الإسرائيلية

بقلم: 

عقلية "الغيتو " ماتزال في اقفاصها !!
في الوقت الذي كان به نتنياهو يعلن عن الشروع ببناء جدار امني على طول الحدود الجنوبية مع الاردن وبطول 235 كيلو مترا بثت القناة الثانية الاسرائيلية تسجيلا لمراسلتها حيث قامت بالاتصال بأكثر من فندق في اسرائيل وخاصة في طبريا وايلات ، وكان سؤال المراسلة عن اماكن شاغرة في عطلة نهاية الاسبوع التالية لعيد العرش ، فكان جواب موظفي الفنادق صادما بعنصرية اسرائيلية واضحة.

فقد اجاب اكثر من موظف اجابة واحدة تحذر من وجود " الوسط " في هذه الفترة نظرا لحلول عيد الاضحى في هذه الفترة و " الوسط " باتت كلمة عنصرية يقصد بها العرب ، وعندما سألت المراسلة ما هو سبب الادلاء بهذه المعلومة ، قيل لها ان هذا واجب الفنادق تحذير الإسرائيليين من غرق الفنادق والمدن السياحية بالعرب الفلسطينيين في هذه الفترة !

وبين سياج نتنياهو وهياج الفنادق الاسرائيلية من " الغوييم "
عقلية " الغيتو " ماتزال تعيش في اقفاصها الامنية المسيجة حولها، وبعد 67 عاما من افتعال دولة الاسلاك الشائكة في اراضي غيرها وتجمّع شعبها المختار كالكلمات المتقاطعة وتوحد الروسي مع الاثيوبي حول الخوف من محيطها الذي لم تفلح حتى معاهدات السلام في علاج الفوبيا الاسرائيلية التي يريدها نتنياهو القومية الوحيدة لهذا الخليط البشري الذي يعيش تحت قبة حديدة واحدة ، وفي اقفاص مسيجة بأجهزة الانذار المبكر ، لعلها تقنع "الحرامي" الاسرائيلي انه امن بسرقة وطن من اصحابه الذي يحاول موظفو الفنادق الاسرائيلية المقامة على اراضي مسروقة تحذيره من اصحابها الضحايا الذين يمضون اجازة عيد الاضحى مع عيد عرش الجزار بتوقيت واحد!

وعلى مستوطن روسي بمنتجع في طبريا او ايلات ان لا يعكر صفو " انتجاعه " برؤية فلسطيني من الجليل او النقب، وعلى الجدار العازل بين الضفة الغربية والخط الاخضر ان يؤمن للحرامي عزلته وهو ينعم بسرقته على شاطئ يافا بحراسة مبنى الموساد الشاهق في تل ابيب المقام على عظام مقبرة الشيخ مؤنس يوم كانت يافا تدفن امواتها قبل ان تعيش تل ابيب فوق عظامها !

وعلى دولة الاسلاك الشائكة ان تقلع شوكها بيدها فلا معاهدات سلام مع الاردن او مصر تمنحها الامان فعليها تسييج امنها ، واقناع فسيفساء خليطها القومي بالتوحد خلف دبابة "المركابا " والتشمس على شاطئ ايلات بحماية ال اف 16 ، وعلى عصفور فلسطيني فوق غزة ان يخضع لمراقبة اجهزة الرادارات الاسرائيلية ، وعلى شجرة زيتون ان تقنع الجرافة الاسرائيلية بحقها في مواجهة المستوطنة في بيت لحم ، وعلى حاجز قلنديا ان يفتش سراويل الفلسطينيين الداخلية لكي يشعر مستوطن بولوني في القدس بالأمان وهو يبكي على هيكل مزعوم ينقب عنه في تراب الاخرين ليدل عليه ، وعلى الغرب ان يصدق هذا الاسرائيلي " المسكين " انه يسعى للسلام مع " جيرانه " الغارقين في حروبهم الطائفية والمذهبية ، التي اشعلتها اسرائيل سياجا امنيا جديدا هو الاخر لكي يكون الجيران دولا دينية تجعل من الدولة اليهودية نسيجا متناغما مع جيرانها دول السماء التي تسحب الارض من تحتها وتقام عليها الاسيجة الامنية لكي يمضي غاصب اسرائيلي اجازته بعيد العرش في ايلات وهو امن !