وجه بوك.. وثقافة يوك

بقلم: 

منذ أن صدّر لنا مارك اختارعه "الفيس بوك" وحياتنا شوهت وأصبحت بلا ألوان سوى أن الأزرق طاغي على جميع نشاطاتنا.

وإذا قارنا بين زمن الفيس بوك والذي خلاها لوجدنا كثيراً من الأمور اختلفت واتجهت للأسوء أغلبها وهذا على أقل تقدير.

وعلى سبيل المثال الانتفاضة الشعبية التي كانت قبل الفيس بوك، كانت رشق حجارة على اليهود وما شابه ذلك من مقاومة مسلحة، حتى فكرياً كانت أعمق بما يجري اليوم، إذ كانت عبارات الشجب والإستنكار وتهيج الشعب تكتب على حيطان وأسوار الحارات برشاشات الدهان، وتعليق الأعلام على أعمدة الكهرباء في كل الشوارع، أما في زمن العالم الأزرق فيكفي أن تشجب وتستنكر على شاشة ألكترونية وأنت جالس في مكتبك وتحت هواء المكيف المنعش، وهذا لا يضّر أيضاً إذا لم يزد عن حده.

وإذا اتجهنا نحو الكتاب والقاصين والشعراء، لوجدتهم أناسٌ قارئين فاهمين لما يدور حولهم، ولا يصدر له أي كتاب إلا بعد سنين من القراءة والكتابة، وفي عصرنا الحالي يكفي أن تسرق فكرة، وتدون عبارات أصبحت مستهلكة ويكون لديك علاقة مع أحد العاملين في دور النشر وتملك أربعة آلاف شيقل ليكون لديك كتابٌ موجود على البسطات، ولايكات على شاشة زرقاء من معجبين ليسو بأكفاء ليشبهوك بدرويش وكنفاني وشداد.
 
  وجميع سكان الفيس بوك يَعّدو أنفسهم مثقفين لديهم علم واسع، وهم لا يعلمون ما في جيبوهم ولم يقرأو كتاباً ولا قصة حتى كتبهم المدرسية كانت جديدة من قلة الاستخدام.

وهناك أمورٌ كثيرة تُفهت من مستخدمي الفيس بوك، ولكن لا نستطيع أن نحصيها وأصبحنا مفتييون وأصحاب خبرة في جميع المجالات أولها من حالة الطقس، إلى أن نصل للحب والعشق والهيام والدراسة والطلاق والدراسة حتى نصل إلى أمورنا الشخصية مثل غرف نومنا وماذا طبخنا على العشاء.

هذا ما صدره لنا مارك "وجه بوك، وثقافة يوك"
جميلون نحن خلف الشاشات، وما أبشعنا في حياتنا.