طوبى لك أيها الشهيد الفلسطيني العظيم زياد أبو عين !

بقلم: 

(1-2)

المجد يركع ساجداً تحت أقدام العظماء الذين أفنوا جُل حياتهم مُدافعين عن ثرى أوطانهم الغالية ، و لذلك فإن مفردات العظمة اللغوية تتواضع أمام وصف عظمة أولئك الأبطال الشُجعان الذين سطّروا بدمائهم الطاهرة أروع ملاحم الصمود و التحدي و الكبرياء و الشموخ الوطني، لأنهم جادوا بدمائهم الطاهرة و أرواحهم الغالية وقدموا الغالي و النفيس قرباناً لحرية الأوطان، أولئك هم العظماء الذين يناضلون من أجل الحرية و الاستقلال و حب الأوطان حتى الرمق الأخير من حياتهم طمعاً في تحقيق النصر أو الشهادة للظفر بأحد الحسنيين .

لأجل ذلك تعجز الكلمات و الأشعار عن رثاء العظماء الأفذاذ عندما نستذكر صفحات تاريخهم الوطني المُشرق المجيد الحافل بالكفاح الوطني لنيل الحرية و الاستقلال لتنعم الأجيال اللاحقة بحياة وطنية كريمة .

لأن فارس كلماتي الوطنية هو أحد أساطير الحرية العظماء و فخر فلسطين و العروبة جمعاء و جميع أحرار العالم من عُشاق الحرية و الأوطان ، و لأن زياد ابو عين "ابو طارق" هو أحد أولئك العظماء الأفذاذ و الوطنيين الأحرار ، فإنني أؤكد بأن الشهيد القائد الوطني العظيم الوزير زياد ابو عين و أمثاله ممن قضوا نحبهم فداءً لفلسطين بعدما سطّروا أروع الملاحم الوطنية في التحدي و الفداء من أجل إنهاء الاحتلال و إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف .
لذلك أؤكد تأكيداً راسخا بأن الشهيد زياد ابو عين هو أحد عُظماء فلسطين ، و ما هو إلا نجماً وطنيا لن يخفت بريقه الوطني الساطع مهما توارى جسده الطاهر عن الأنظار ، لأن ذكراه و سيرته الخالدة تهتدي بها و تتداولها الأجيال الوطنية جيلا بعد آخر لتنهل منها الإرادة و الكرامة مهما اختلف الزمان و المكان .

لأن زياد ابو عين "ابو طارق" كذلك ، فإنه يُعتبر قمراً وطنيا ساطعاً في سماء الحرية و عِشق الأوطان ، وسيبقى "ابو طارق" بمواقفة البطولية الشُجاعة شمساً لا تغيب في سماء فلسطين الحبيبة ، كما سيبقى نبراساً تسير على خُطاه الأجيال اللاحقة ، لذلك فإن زياد ابو عين "ابو طارق" ما هو إلا قمراً مُنيراً وهاجا من أقمار فلسطين الغوالي .

لأن الشهيد القائد العظيم الحُـر "ابو طارق" و أمثاله من عُشاق الحرية كذلك ، فإنه يحق لهم أن يفتخروا على الدُنى كلها بأنهم الرِجال الرِجال و القادة العِظام و الأبطال الشُجعان ، ولذلك سيذكرهم التاريخ دوماً بذكريات المجد و البطولة الوطنية المُعبقة بروائح الحرية العطرة ، كما أنه سيسجل أسمائهم الخالدة بأحرف نورانية مُضيئة على مرّ الأزمان و العصور .

لأجل ذلك فإن العظماء أمثال الفلسطيني العظيم "زياد ابو عين" يحق لهم وحدهم أن يتربعوا خالدين في القلوب و العقول أبد الدهر ، لأن أفعالهم الوطنية العظيمة و مواقفهم البطولية الشُجاعة قد رصّعت أسمائهم العظيمة في سجل العظماء الخالدين إلى أبد الدهر و نهاية التكوين .

"لذلك طوبى لك يا زياد ! يا أخي و حبيبي و تاج رأسي و قُرة عيني أيها الفلسطيني الوطني الحُـر العظيم !".

إن الافتخار و الاعتزاز لا يكون إلا للعظماء و الأبطال الميامين من الثوار و الأحرار و القادة العِظام ، ولذلك فلتفتخر معي كل الدُنى و ليعتز جُل أحرار العالم أينما كانوا بالشهيد "ابو طارق" القائد الوزير الثائر الحُر الفلسطيني البطل الهُمام والشامخ ذو الإباء و الكبرياء الوطني اللامحدود .

فلتفخر الدُنى كلها بما قدمه الفلسطيني الحُـر "زياد ابو عين" من تضحية و نضال أو كفاح منقطع النظير حتى الرمق و الثانية الأخيرة من مسيرة حياته الوطنية على هذه الأرض الحبيبة ، ولتفخر الدُنى بالحُر العظيم "ابو طارق" الذي جاد بالغالي و النفيس من دمائه و روحه الطاهرة فداءً لفلسطين الحبيبة .

" الله .. الله أكبر ما أعظمك أيها الحُر العزيز ! الله أكبر ما أعظمك زياد ابو عين ! الله أكبر ما أعظمك ! و أنت تُصارع بني صهيون الأنجاس لتقتلهم بزيتونة فلسطين الأبدية التي تضرب و تتجذر بجذورها في ثرى فلسطين الحبيبة منذ نشأة التكوين و الأزل البعيد " .
الله اكبر ما أعظمك يا زياد ! و أنت تتحدى بصدرك العاري و يداك الطاهرتين وتقاوم جبّروت الطُغاة الأنجاس من بني صهيون اللئام ، ما أعظمك أيها البطل الصّنديد ! و أنت تسحق كبرياء صهيون تحت أقدامك الشريفة ، وما أعظمك أيها البطل المغوار ! و أنت تقف أمامهم سداً منيعاً وجبلاً شامخا لا يتزحزح أبدا عن الحق الوطني مهما كلف الأمر .

ما أعظمك زياد ابو عين ! و أنت تنفجّر بركاناً من الغضب الفلسطيني المُزمجر لتحرق الأرض نارا تحت أقدام الصهاينة الأنجاس ، ما أعظمك يا حبيب فلسطين العظيمة ! ، لذلك طــوبى وألف طوبى لك " زياد "أيها الشهيد القائد العظيم الخالد في القلوب و العقول !!

لأجل ذلك فإن الهامات تنحني إجلالاً و إحتراماً و تعظيما للقائد الوطني الحُر "زياد ابو عين" الذي قاتل و كافح و تحدّى الغاصب المحتل منذ نعومة أظفاره و حتى لقاء وجه ربه الأعلى ، و كافح و ناضل و تمسّك بكل العنفوان الثوري بحقه في الوجود على ثرى فلسطين الحبيبة ، كما أنه صبّر على تنكيل و ظلم السجّان الاسرائيلي العنصري ولقنه دروساً من الآيات و النضال الوطني الذي لا يُنسى أبدا .

ذاك هو "زياد ابو عين" الذي كرّس جُل حياته من أجل حرية فلسطين العظيمة ،و استمر دوماً في الهجوم على الصهاينة الأنجاس دفاعاً و حِفاضا عن ثرى فلسطين حتى الرمق الأخير من حياته ،" لأجل ذلك تعشقك الأرض و تفخر بك السماء أيها الحبيب العظيم زياد ابو عين " ...

تشهد لك الدُنى كلها أيها القائد الوطني العظيم الحُر "ابو طارق" بأنك الفلسطيني العظيم الذي تمسّك بأرضه حتى النهاية ،و قاتل الأعداء بلا هوادة دونما أدنى خوف وبلا كلل أو ملل ، و لأنه العاشق الأبدي لثرى فلسطين العظيمة فقد ناضل حتى النهاية من أجل الحفاظ على ثرى الوطن الغالي ليكون خالياً من دنس الغاصب المحتل .

ربّ السموات و الأرض يشهد لك يا حبيب فلسطين "زياد ابو عين" بأنك وقفت في وجه الصهاينة كالليث الجسّور المِقدام حفاضاً على أرض فلسطين و باذلاً أعز ما تملك من أجل حريتها و استقلالها .

تشهد لك السموات و الأرض يا زياد بأنك الفلسطيني العظيم الذي لبّى نداء فلسطين الأغلى منذ نعومة أظفارك و حتى لقاء وجه ربك العظيم ، و تشهد لك بأنك الفارس الوطني العظيم الذي لم يكّل أو يمّل يوما أو لحظة واحدة عن النضال مهما بلغت التحدّيات و عظمت التّضحيات ، وتشهد لك بانك الثائر الحُر الذي استمر مناضلاً فوق صهوة فلسطين حتى الرمق الأخير من حياته الطاهرة .

" لأجل ذلك تعشقك الأرض و تفخر بك السماء أيها الحبيب العظيم زياد ابو عين "..

لأنه زياد ابو عين قد كرّس وأفنى جُل حياته من أجل الحرية لتحرير أرض فلسطين الغالية من دنس الاحتلال الإسرائيلي الغاشم ، و قدم روحه الطاهرة قرباناً خالدا على درب ملحمة الاستقلال الوطني ، و لأنه فخر فلسطين و حبيبها و عاشقها الأزلي الذي عشق و تمسك بثراها الطاهر من المحيا إلى الممات .

لأنه كذلك ، فإن زياد ابو عين "ابو طارق" هو أحد أساطير الصمود و الشموخ و الكبرياء الوطني ، وسيبقى "ابو طارق" كذلك أسطورة نضال وطني خالدة على مرّ العصور لا محالة.

كما أنه من أعظم الوطنيين الأحرار الذين ساروا بأقدامهم الطاهرة على هذه الأرض الغالية ، و لذلك فإن القائد الفلسطيني العظيم الشهيد "أبا طارق" من خير من دُفنت بالأرض أعظمه فطاب لرائحته الزكية القاع و الأكم ... لذلك طــوبى و ألف طــوبى لك حبيبنا قائدنا وزيرنا وشهيدنا الخالد العظيم .

المؤكد بأن القائد الفلسطيني الوطني الحُر والفتحـاوي العظيم "ابو طارق" يُعتبر خارج نطاق دائرة النسيان نهائيا ، لأن أمجاده وتضحياته أو أفعاله الخالدة ستبقى مُخلدةً بأحرف نورانية مجيدة عبر تتابع الأجيال و مرّ الأزمان ، ولذلك فإن البطل الوطني الكبير "زياد" لا يُنسى أبدا كي نستذكره في ذكرى استشهاده فقط .

لذلك لم أكتب هذه الكلمات من أجل أن نستذكره في ذكراه الوطنية العطرة فقط ، لأن الشهيد البطل "زياد ابو عين" خالدٌ في القلوب والعقول دائما  ، و لكن أكتب شوقاً و حباً لسيرته الوطنية الشماء ، كما أن ذكراه السنوية العطّرة تفرض على الجميع أن يبوح بما لديه عرفاناً و امتناناً و تخليداً للشهيد الفلسطيني العظيم زياد ابو عين الذي انتقلت روحه الطاهرة إلى بارئها الأعلى في مثل هذا اليوم الموافق لعام 10/ 12 / 2014 م .

لا و لم و لن ننساك أبدا أيها الشهيد القائد الفلسطيني العظيم "ابو طارق" لأننا نسير على دربك و نقتفي أثرك دائما في كل يوم و حين، لن ننساك أبدا لأننا عاهدناك و بايعناك على المُضي قُدما على خُطاك الطاهرة نحو الحرية ، بايعناك لنزرع الأرض كما زرعت "زيتونة فلسطين" في أرض الآباء و الأجداد ، و سنرويها بالدماء الطاهرة لتُزهر ثمار الحرية و الدولة المستقلة و عاصمتها القدس الشريف .

عاهدناك و بايعناك على العهد و القسم لتحقيق الحرية و تحقيق النصر أو النصر ، عاهدناك كما عاهدنا من سبقوك من إخوانك العظماء أساطير الحرية والوطن الذين قادوا قوافل الشهداء نحو فلسطين بقيادة الشهيد الأسطورة الوطنية العالمية ياسر عرفات رحمهم الله جميعا و أدخلهم فسيح جناته .

لن ننساك أيها الخالد العظيم ! لأننا نهتدي بسيرتك الوطنية العطرة و سنقاتل كما كنت تفعل حِفاضا على الأرض الطاهرة التي استشهدت فداءً لحريتها ، "لن ننساك زياد ابو عين لأنك حتماً خارج دائرة النسيان" .

" لن ننساك أبداً "زياد ابو عين" لأنك عاشق الأرض و حبيب السماء أيها الشهيد الوطني الخالد"...

إذا ما أردت الكتابة أو الحديث عن السيرة الخالدة للشهيد القائد العظيم الخالد "زياد ابو عين" فإن القلم يعجز عن البداية مثلما سيعجز عن وصف النهاية الثورية الخالدة التي قدّست الصورة الوطنية الحقيقية للخالد زياد ابو عين "ابو طارق" ، وبالرغم من ذلك سأضع هذا الغيض من ذاك الفيض المُشرق لحياة القائد الوطني الفلسطيني والفتحاوي الكبير ليكون منارةً و نبراساً للأجيال القادمة كي تهتدي بسيرة العظماء الأفذاذ ، و لتستمر نحو مواصلة المسيرة الوطنية من أجل إنهاء الاحتلال و إقامة دولة فلسطين المستقلة و عاصمتها القدس الشريف .

لذلك سأكتب عِشقاً و حباً و كرامةً للعظماء الخالدين أبناء حبيبتي فلسطين العظيمة ، و لأفتخر بأبنائها الأبرار العظماء أمثال الوطني الحُر "زياد ابو عين" لتهتدي الأجيال اللاحقة بنورهم السّاطع و لتسير على نهج القادة الوطنيين العِظام ، سأكتب نورا من نورهم الوهاج السّاطع في سماء فلسطين و كما يلي :-

لقد انخرط "زياد ابو عين" والتحق بركب النضال الفلسطيني ضد الغاصب الاسرائيلي والمحتل الغاشم منذ نعومة أضفاره ، و انخرط مناضلا طوال عمر الثورة الفلسطينية بجميع مراحلها الثورية المختلفة ، و كانت المرحلة "مسك الختام" الأخيرة لحياته الخاصة في قرية "ترمسعيا" شمال رام الله عند اشتباكه المباشر بالأيدي مع جحافل الاحتلال الإسرائيلي الهمجية أثناء تصديه البطولي ليمنعهم من مصادرة الأرض الفلسطينية الغالية .

وهنا لم يسقط الفارس و لكن ترجّل من على صهوة النضال ليستلم الراية أبطال الحرية من أبنائه و أحفاده و أصدقائه أبناء فلسطين العظيمة.

لقد أدى الحدّث الجلل لاستشهاد القائد الوطني العظيم و الوزير ابو طارق أثناء تصدّيه البطولي للاحتلال الغاشم إلى إثارة ردود و أصداء عالمية على جميع الصُعد الدولية المختلفة ، وتلك الأصداء الغاضبة تشبه تماماً الهالة الوطنية العربية و الدولية الكبيرة التي صنعها زياد ابو عين عندما كان سجينا في السجون الأمريكية .

لذلك فإن زياد ابو عين ما هو إلا أسطورة نضال و كفاح وطني مُشرق ، لأنه عاشق الأرض الفلسطينية من المحيا و حتى الاستشهاد العظيم ، ولهذا فإن الأرض و السماء تفخران بإحتضانهما لجسده الحبيب و لروحه الطاهرة ذات الرائحة الوطنية المُعبقة برائحة المسك و العنبر الفوّاح .

لقد استمر "ابو طارق" بالنضال الوطني المستميت منذ البداية و حتى النهاية كثائر وطني حّرّ يسعى لتحقيق الحرية و الاستقلال ، بل استمر زياد ابو عين في نضاله الوطني ضد الغطرسة الصهيونية المُتعجرفة حتى الرمق الأخير من حياته الوطنية الخالدة التي كرّسها فداءً لفلسطين الحبيبة .

ولذلك فقد تم تتويج حياة القائد العظيم بالنهاية الوطنية الخالدة التي يطمح لها كل إنسان وطني حُر يؤمن بتحقيق الانتصار لنيل الحرية ، أو الفوز بالشهادة الكبرى تتويجاً لمسيرة حياته الخاصة فرحاً بلقاء وجه ربه الأعلى ، و ليحيا في جنات الفردوس الأعلى حياة النعيم و الخلود الأبدي برفقة الأنبياء و الصديقيين وحسُن أولئك رفيقا ، طـوبى لك و هنيئاً لك جنات النعيم أيها الحبيب الفلسطيني العظيم !!

لقد حاز زياد ابو عين على الشهادة الربّانية العُـظمى تتويجاً لحياته و سيرته الوطنية الخالدة المليئة بالألقاب الوطنية العظيمة ، ولذلك كانت النهاية الوطنية المُقدسة "الخاتمة المِسك" للثائر الحُر عندما نال الشهادة الكبرى التي يتمناها كل الأحرار و الثوار العظماء ، وتم استشهاده المُقدس دفاعا عن أرض فلسطين أمام عيون العالم أجمع ليفوز باللقب الغالي و الأعظم من كل الألقاب " شهيدا ... شهيدا ... شهيدا فلسطينيا عظيما وخالدا أبد الدهر .

" ابتسامة الفرح و الشوق لجنات النعيم " لقد شاهد العالم أجمع الابتسامة الأخيرة الخالدة على مُحياه الطاهر أثناء وداع الأحبة له قبل أن يوارى جسده الطاهر الثرى وقبل لقاء وجه ربه الأعلى ، تلك الابتسامة الربّانية على مُحيا الشهيد ابو طارق بمثابة الرضا و الفرح و السعادة للشهيد لرؤية مقعده الخالد في جنة الفردوس الأعلى ، كما أن تلك الابتسامة الخالدة هي مواساة الخالق لعائلة الشهيد و أبنائه و أحبابه للتخفيف عن مُصابهم الجلل بفقدان و فراق شهيدهم البطل .

تلك الابتسامة العظيمة للشهيد تنادي أبناء فلسطين و تطالبهم بإقتفاء آثر الشهداء لمواصلة الدرب نحو الحرية والاستقلال و تُخبرهم بأن الجِنّان تنتظركم أيها الأبطال الشُجعان ، وتلك الابتسامة الأخيرة لنحتفظ للشهيد بأجمل صورة في أذهاننا الأبدية .

الابتسامة الربّانية الخالدة للشهيد العظيم يوم استشهاده كانت رداً ربّانياً على الظلاميين الحاقدين آنذاك لأنهم نصّبوا أنفسهم آلهة دون الخالق للحكم على البشر حسب أهوائهم الظلامية السوداء الخاصة ، ولأمثال أولئك الظلاميين أخبرهم بأن تلك الابتسامة الربّانية لشهيد فلسطين و حركة فتح العظيم الحُر "زياد ابو عين" تؤكد بأن شهيدنا بألف ألف شهيدّ ، لذلك موتوا بحقدكم الأسود أيها الظلاميون و لا تقتربوا نهائيا بألسنتكم الحاقدة من هامة الشهداء العِظام !!

"الابتسامة ما هي إلا كرامة من ربّ السموات و الأرض لشهيد فلسطين العظيم "ابو طارق" زياد ابو عين ".                               

زياد ابو عين هو انسان بكل ما تحمله الكلمة من معانى ، و من كان يتابع حياة زياد الخاصة أثناء تولية لمنصب وزير مكافحة الجدار و الاستيطان كان سيعلم علم اليقين بأن ذلك البطل العظيم على درجة عالية من الانسانية والتواضع العظيم ، وإن الصور الموثقة لحياة الشهيد أثناء نضاله آنذاك تؤكد و تُثبت تواضعه و بساطته الوطنية ، حيث كان يجلس دائما على الأرض لأنه يعشقها بكل ما فيها ، كما أنه كان دائما يشارك أبناء شعبه و يقودهم للاشتباك مع العدو الغاشم و يشاركهم أفراحهم و أتراحهم .

الشهيد القائد الوزير الوطني الحُر "زياد ابو عين" و بالرغم من قيمة منصبة الاعتباري كوزير إلا أنه كان متواضعاً لدرجة أنه لا يُشعرك بأنه وزير أو قائد أو ... ولهذا فقد تغلغل حبه في قلوب الذين عايشوه ، كما أنه دائما ما يقود المواجهات المباشرة مع العدو الاسرائيلي و يتقدم الجميع في الصفوف الأولى للنضال و التحدي ، كما كان يؤدي صلواته على الأرض مباشرة أثناء المواجهات أو يجلس للاستراحة من عناء الكفاح على ثراها الطاهر .

لذلك فقد كان ابو طارق يقدم الخدمات للجميع دون أدنى اعتبار لمنصب الوزير المكلف به أو أي شيء أخر، و كانت سِمته الرئيسية التواضع ثم التواضع و حب أبناء شعبه، ولذلك فإن الوزراء سيتعبون و سيلهثون كثيراً من بعد زياد ابو عين إذا ما أرادوا نيل الحب الكبير الذي يكنه الشعب الفلسطيني لقائده الوطني العظيم .

لذلك فقد كان شهيدنا البطل قائداً وطنياً نبيلا بمعنى الكلمة ، و لذا كان الجانب الانساني يطغى على جُل حياته الخاصة ، كذلك فقد كان قائداً وطنيا ملتزما بالجانب السياسي الوطني ، و ما تصديه الدائم لقطعان المستوطنين و جنود الاحتلال الاسرائيلي المُدجّجين بأعتى الأسلحة إلا دليلاً راسخاً على الالتزام الوطني والعزيمة الوطنية ذات الارادة الفولاذية التي يتمتع بها القائد الوطني الكبير .

ذاك هو زياد ابو عين في أبسط صورة " أي أنه إنسان بسيط يحب الجميع ، أما عند المواجهات و التحدي فقد كان قائداً وطنياً قوي العزيمة والتحدي و فارساً وطنياً هُماماً كبيرا لا يهاب الموت  و يهجم كالأسد الرهيص على الأعداء ، لذلك عندما تنادي ساحات الوغى أبطالها فإنك ستجد أن زياد ابو عين هو أعظم فرسانها .

إن حياة زياد ابو عين هي حياة المناضل الوطني الذي وهبّ روحه فداءً لفلسطين ، حيث كان فدائياً مناضلاً وطنيا منذ نعومة أظفاره و ريعان شبابة ،و لذلك فقد تعرض البطل العظيم للاعتقال من طرف العدو الصهيوني عام 1977م عندما كان رئيسا لاتحاد شباب فلسطين داخل الأرض المحتلة ، ثم تعرض للاعتقال في أمريكا بعد كرٍ و فر مع الموساد الاسرائيلي و المخابرات الأمريكية بحجة قيامه بعمليات مُسلحة نتج عنها مقتل العديد من الإسرائيليين اليهود ، وبالفعل فقد تم إلقاء القبض عليه و تم سجنه في سجن شيكاغو عام 1979م لمدة ثلاث سنوات لحين تسليمة للعدو الاسرائيلي ، و هنا ...

هنا حدثت أشياء تاريخية و أفعال عظيمة ربما لو حدثت في هذا الوقت الزمني لأطلقنا على صاحبها "ابو طارق" لقب "البطل الأسطوري" ، ولتعلموا قوة الكاريزما الوطنية الخاصة لزياد ابو عين و حبه اللامتناهي والشديد لفلسطين ، لذا سأتطرق هنا إلى بعض تلك الأمور لأهميتها التاريخية خلال مرحلة هامة من حياة الثورة الفلسطينية عموما و حياة زياد ابو عين خصوصا ، و كما يلي :-

1 – بفضل قوة الإرادة للفلسطيني العظيم فقد أصبحت قضية زياد ابو عين بعد أسره في أمريكا قضية رأي عام عالمية لجميع أحرار العالم ، و ألهبت الضمير العالمي و حركت المشاعر الوطنية في كل مكان ، مما أدى إلى إشعال المظاهرات الغاضبة في العديد من العواصم العالمية للمطالبة بعدم تسليمه إلى دولة الاحتلال الاسرائيلي آنذاك .

2 – نتج عن ذلك الضغط الدولي للجان حقوق الانسان و الجامعة العربية و المظاهرات العارمة أن تم عقد العديد من الاجتماعات لهيئة الأمم المتحدة ، والتي بدورها أصدرت عدة قرارات ( سبعة قرارات تقريبا أو أكثر) طالبت الولايات المتحدة الأمريكية بعدم تسليم الفلسطيني البطل "زياد ابو عين" إلى إسرائيل .

3 – هنا سابقة تاريخية و لأول مرة في التاريخ ، السابقة التاريخية هي أن تصدر الأمم المتحدة عدة قرارات معينة من أجل شخص ما تطالب الإفراج عنه ، ولكن لأنه "زياد ابو عين" ذاك الفلسطيني العظيم فقد كان ما كان من الأمم المتحدة ، وهذا بحد ذاته افتخارا و تكريما عالميا للبطل الوطني الفلسطيني ، ولذلك فإن الافتخار العظيم الذي حازة زياد ابو عين ابو طارق لم يسبقه إليه أحد على وجه الإطلاق .

" لذلك يكفي زياد ابو عين فخرا و اعتزازا أنه البطل الأسطوري الذي أقام الدنيا و أقعدها على رأس العدو الاسرائيلي و رفع راية فلسطين في الأعالي آنذاك ".

4 – زياد ابو عين خلال فترة سجنه في أمريكا و في سجن شيكاغو تحديدا قام بالأفعال "الخوارق" آنذاك ، حيث خاض إضرابا مفتوحا عن الطعام ( ما يُسمى معركة الأمعاء الخاوية حاليا) و لذلك فقد تدهور وضعه الصحي ، و رفضت أمريكا السماح لطبيب من الصليب الأحمر الأمريكي بزيارته !!

" تمعنوا جيداً و أنظروا إلى عظمة الفلسطيني العظيم زياد ابو عين ذو الكبرياء والشموخ الوطني الحُر ذو النفس العزيزة ، وانظروا ماذا فعل البطل العظيم" ؟

لقد صمم العظيم "ابو طارق" على مواصلة الاضراب المفتوح عن الطعام ،و استمر مُتمسكاً و مُطالبا بحضور طبيب فلسطيني من الهلال الأحمر الفلسطيني ( من بيروت تحديدا) علماً بأن أمريكا كانت تعتبر الكل الفلسطيني إرهابياً في ذلك الوقت ، وكان الشهيد الخالد "ياسر عرفات" رحمه الله قد أرسل ذلك الطبيب من مستشفى عكا في بيروت لمعاينة زياد ابو عين في السجون الأمريكية .

في النهاية و أمام الإرادة الجبّارة و العزيمة القوية فقد استطاع زياد ابو عين أن ينتصر على السجّان الأمريكي الذي رضخ أخيراً بعدما أصبحت عندئذٍ قضية زياد ابو عين قضية رأي عام دولي ، وخوفا على حياة البطل فقد رضخت الإدارة الأمريكية لطلب "ابو طارق" ، و تم السماح للطبيب الذي أرسله ياسر عرفات من رؤية الثائر العظيم زياد ابو عين .

5 – لمن لا يعلم الوطنية الهائلة لدى "زياد ابو عين" فليعلم بأن ابو طارق خلال فترة سجنه في شيكاغو حرك ضمير العالم و كل من حوله في أمريكا ، كما أن الزنزانة رقم 1413 كانت تعتبر محط أنظار العالم أجمع لأن نزيلها هو سجين الحرية و الكرامة و الشموخ "ابو طارق" الفلسطيني العظيم .

داخل السجن استطاع زياد ابو عين أن يُبرز قضية فلسطين بشكلٍ لافت للجميع ، حيث كانت أسوار السجن الشائكة تطل على جامعة شيكاغو آنذاك و لذلك فقد كان زياد ابو عين يرسم علم فلسطين كل يوم ، ثم يقوم بتسلق الأسوار في فترة الاستراحة و يقوم بتعليق صورة العلم الفلسطيني المرسوم على الورقة ليراه الناس و طلاب جامعة شيكاغو .

وهكذا دواليك زياد يرسم ويعلق العلم الفلسطيني على أسوار السجن و الحراس يمزقونه ، ولذلك فقد تعاطف معه الكثير و الكثير حول العالم حتى كان ما أسلفته أعلاه ،و ليُذاع صيت فلسطين في كل مكان في ذلك الوقت .

لأجل ذلك إن حياة زياد ابو عين النضالية مليئة بالدروس و العبر الوطنية الهامة ، وتلك الدروس العظيمة لا تنم بالمُطلق إلا عن قائد فلسطيني عظيم و وطني حُرّ و خالص يمتلك إرادة خارقة و عزيمة لا تلين ، ولذلك طوبى و ألف طــوبى لك أيها القائد العظيم زياد ابو عين !

6 – لاحقا قامت أمريكا بتسليم زياد ابو عين لإسرائيل ، ولهذا فهو أول فلسطيني في التاريخ يتم تسليمه للعدو الاسرائيلي ، و تم الحكم عليه بالسجن المؤبد وفقا لقانون "تامير" بالرغم من عدم اعترافه بأدنى تهمة .
وللعلم فقد تطوع الكثير من المحاميين الدوليين و الفلسطينيين و العرب للدفاع عن زياد ابو عين ،و كان يرأس أولئك المحاميين وزير العدل الأمريكي سابقا "رمزي كلارك" .

زياد ابو عين إجتباه الخالق في عُلاه و أنعم عليه بأرفع لقبٍ خالد "شهيد" يسعى إليه جميع الأحرار و الثوار منذ الخليقة لينالوا جنة الرضوان عند المليك العدنان ، ولذلك أؤكد بأن السماء قد ربحتك يا زياد كما تفتخر بك الأرض ، ومن أحبته السماء فقد فاز و ربّ الكعبة لأن الله في عُلاه قد اشتاق لحبيبة .

لذلك فقد إجتباك الخالق يا زياد .. شهيدا .. شهيدا لينعم عليك أعظم الأجر والثواب في جنات الخلود و النعيم، ولذلك طـوبى وألف طـوبى لك أيها الشهيد القائد البطل العظيم .

لله ذرك أيها القائد البطل ! وما أعظم تضحيتك وإقدامك ! وما أعظم أخلاقك وصفاتك النبيلة ! و ما أعظم حبك لفلسطين وما أعظم غيرتك الوطنية على وطنك و أبناء شعبك الفلسطيني ! ما أعظمك زياد ! ما أعظمك أيها الثائر الوطني الحُر و ما أعظم عِشقك للثرى الوطني الطاهر !

أيها الشهيد الفلسطيني العظيم ! طـوبى و هنيئاً لك المجد و الخلود في جنات النعيم و الفردوس الأعلى ، هنيئاً لك الشهادة المُقدسة الخالدة أيها الشهيد الوزير الفلسطيني الفتحـاوي القائد العظيم و الثائر الوطني الحُر .

سـلامٌ لك وسلامٌ عليك وسلام إلى روحك الوطنية الطاهرة ، وسلامٌ لك يوم تُبعث حيا ، رحمك الله وإخوانك عُـظماء حركة فـتـح وفلسطين ، ودائما طـوبى لك أيها الشهيد القائد الفلسطيني العظيم زياد ابو عين !