الاسير محمد القيق نفس شامخة من شموخ جبال فلسطين الشماء

بقلم: 

شموع الأرض يا جلاد لا تركع / وإن تفقأ عيون الطفل أو تقلع / فخذ ما شئت من جسدي /  وكل ما شئت من كبدي / ومزق طفلنا إن شئت بالمدفع / فلن نركع / فإن مرت جحافلكم / وإن زخت قنابلكم / وإن ضاقت زنازنكم /فلن نمش على أربع / ولن نركع / فمن جرحي شموس الأرض يا جلادنا تسطع / ومن ألمي ورود الأرض يا سيافنا تطلع / فإن تحرق وإن تشنق / وإن تبتر وإن تقطع /فلن نركع / فقل ما شئت عن أرض زرعناها / بأكباد جبلناها / حفرنا اسمها في جبهة الشمس، رسمناها ، كتبناها ، رصفناها، إلى بوابة القدس / فلو مرت سيوف القهر من حلقي / ولو دسوا جحيم الكون في عرقي / فلن تقوى على حقي / لأن الحق من أحداقنا يسطع / فلن نركع الى اخر القصيدة لشاعرناالفلسطيني صبحي ياسين.
قد قيل قديما ان الجوع كافر ولكنه على يدك   يا محمد اصبح ثائر، أيها الحر الابي الصامد خلف القضبان ، لقد غرست فينا الصمود والكبرياء، و علمتنا معنى الإباء، المجد لك ، والعزة لنفسك الأبية التي عانت التنكيل والحرمان وما هانت، فمهما كتبنا او قلنا فكلماتنا مكبلة بالخجل، وعاجزة وصاغرة امام صمودك الأسطوري،وعزيمتك الفولاذية، فلقد قلتها للمحتل الجبان لن أتراجع عن إضرابي فإما الحرية او الشهادة.  وما نتمناه لك ان تشتم نسيم الحرية وتخرج سالما غانما مرفوع الرأس والجبين.
  ان  محمد القيق وكل أسرانا البواسل في الباستيلات  أمانة في الأعناق لأنهم يدافعون عن كرامتنا ، لهذا هم خلف القضبان وداخل الزنازين ، التي صدأت ولم تصدأ إرادتهم ... سلاحهم الصبر، ومبدأهم التحدي، واملهم التحرر ولنعمل جميعا على تحريرهم من هذه الباستيلات اللعينة، ومحاولة إبراز معاناتهم دون اي رتوش، وتدويل قضيتهم ورفعها الى المحاكم الدولية، فهؤلاء اسرى حرب من اجل الحرية وتنطبق عليهم اتفاقيات جنيف وحتما سينتصر صاحب الحق والارض والتاريخ  ،  وأخيرا وليس آخراً اليكم ايها الرجال الرجال الذين  تعيشون على الماء والملح، تنحني الهامات لصمودكم الأسطوري  ، ولعزيمتكم ، ولصبركم ، ولتضحياتكم ، فانتم لفيف من الكبرياء ، وواحة من البذل والعطاء، انتم نور الدرب الذي يضيء ليلنا الحالك  ، انتم زيتون فلسطين وسنديانه ، انتم بحرنا، انتم لستم القشور وانما انتم البذور التي ستنبت امل وحرية وستعجل في رحيل هذا الاحتلال الغاشم عن ارضنا الفلسطينية المباركة . لازال يومكم يومنا ، وجراحكم النازفة جراحنا ، لا زلنا نردف أنفسنا بصلابتكم وبصبركم ، نتذكر الماء والملح الذي حول أجسادكم الى بارود متمرد على قيود لم تنل من عزائمكم ، وستبقى جبهاتكم شامخة كشموخ جبال فلسطين ، انتم لستم وحدكم ولن تكونوا وحدكم سنبقى معكم في الداخل، والخارج، والشتات، حتى تنالوا حريتكم فساعة الفجر والنصر قادمة لا محالة ،  فانتم تاج الفخار فوق رؤوسنا وستبقون في حدقات عيوننا ، فلقد اعلنتم وفي اكثر من مرة كيف أنكم تصنعون الحلم كما تصنع أمهاتنا خبز الطابون، كيف تحشدون الامل في نفوسكم كأنكم آباؤنا في موسم الزيتون.