لماذا تركنا المعلم وحيدًا!؟

بقلم: 

قبل عدة أشهر و أثناء زيارة قصيرة لرام الله العزيزة على قلبي و خلال تجوالي في مدينة رام الله و بالتحديد أمام رئاسة الوزراء شاهدت خيمة في وسط الشارع و تجمهر كبير من الناس و الصحافة ، و عندنا سألت أخبروني أن الأسرى المحررين ينفذون اعتصام أمام رئاسة الوزراء من أجل المطالبة بحقوقهم التي وكما أخبروني بان سيادة الرئيس أصدر مرسومين بخصوص ذلك و لكن لم تنفذ لسبب أو لآخر .

صباح اليوم الثاني التقيت بصديقي الأخ بسام زكارنة عضو المجلس الثوري لحركة فتح الذي كان يتابع شؤون الأسرى المضربين و يحاول التواصل من خلال علاقاته للتوصل إلى حل يعيد لؤلئك المناضلين كرامتهم و يسد جزءا من دينهم في رقابنا ، و عرض علي الأخ بسام مرافقته لخيمة الاعتصام فوافقت بدون تردد .
وصلنا الخيمة و خلال حديثنا مع الأخوة الأسرى كان جليا للجميع أن الرئيس اهتم بقضيتهم و لم يتوان للحظة في إصدار المرسوم الأول و عندما لم ينفذه المتنفذون أصدر قرارا آخرا بتنفيذ القرار الأول و لا حياة لمن تنادي .

اتفق المضربون على انتداب بعض الأسرى السابقين من جميع الفصائل و تشكيل وفد برئاسة الأخ عيسى قراقع للقاء السيد الرئيس .

ذهب الوفد و بقينا مع الأسرى في خيمتهم و دخل السيد رئيس الوزراء و خرج عدة مرات أمام المناضلين المضربين الأكرم منا جميعا هو و نوابه و مدراء و وزراء كثيرون و لم يكلف أحد منهم عناء التوقف معهم و السؤال عن سبب اعتصامهم أو على الأقل إظهار تعاطفه ودعمه لمطالبهم .

غادرنا انا و أخي بسام خيمة الاعتصام بعد فترة طويلة من الانتظار بسبب ارتباطات عائلية و اجتماعية وبعد أقل من ساعة جاءنا اتصال من أحد الإخوة الأسرى المحررين يخبرنا فيه أن الرئيس وافق على جميع مطالبهم و أمر بتنفيذها فورا و قبل أن يغادروا مكتبه .

كنت اتمنى على أحد قيادات العمل الوطني و خاصة الأخوة أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح أو أحد قيادات و وجهاء رام الله أن يدعوا المعلمين إلى تشكيل وفد و أن يذهب بهم للقاء الأخ الرئيس و وضع سيادته في الصورة و طرح مطالبهم أمامه و انا على ثقة بأن الأخ الرئيس سينفذ ما يستطيع من مطالبهم و سيشرح لهم بالتفصيل أسباب عدم قدرة السلطة على تنفيذ بعض الحقوق المشروعة لهم لأن سيادته قادر على استيعاب و تفهم هموم و مطالب أبناء شعبه أكثر من غيره الذين لا يملكون خيارات كثيرة و ربما ليسوا معنيين بأمر المعلمين ولا تعنيهم كثيرا الحقوق و المطالب الخاصة بهم .

لا زالت الفرصة سانحة و لا زال بالإمكان استيعاب غضب المعلمين المشروع و يمكن لأصحاب العقول النيرة و الرأي الصائب أن يكون لهم كل الأثر في حل الأشكال و عودة المعلمين إلى مدارسهم رحمة بأطفالنا و شبابنا الذين أصبحوا فريسة سهلة للاحتلال و الشارع و الانحراف و الموت المجاني .

دعوة أخيرة و صرخة عالية أوجهها لأصحاب الضمائر الحرة أن يتدخلوا بحكمة و وعي لاستيعاب هبة المعلمين و اراضائهم و إعادة بعض الحقوق المسلوبة منهم و انا على يقين أن كل المعلمين لا يرغبون بالتصعيد قدر ما يرغبون بحياة كريمة و عيش كريم و الا فإن الأمور قد تخرج عن السيطرة - لا سمح الله - و سنسمح لأصحاب النوايا السيئة بتسييس الإضراب و التدخل بشكل لن تحمد عقباه ..

لا تتركوا المعلم وحيدا

#كرامة_المعلم