صفقة عودة أبو مازن للمفاوضات توشك على الاكتمال

بقلم: 

مرة أخرى، كل شيء يوحي أن أبو مازن سيعيدنا من جديد إلى الوهم، إلى المفاوضات، لكن يبدو أن العودة إليها هذه المرة ستكون عبر ترتيب عربي.

خطاب السيسي أمس يشير إلى ذلك. لم يكن خطابا عاديا. كان خطابا موجها للإسرائليين مباشرة. بل إنه طلب من المسؤولين الإسرائيليين أن يذيعوا خطابه على الجمهور الإسرائيلي.

أحد الصحفيين المصرييين توقع بأن السيسي قد يزور الكنيست، ويخطب فيه، كما فعل السادات عام 1982. قرأ هذا من خطابه، ومن الإشارات التي يحملها.

على الجانب الفلسطيني تتكاثر تصريحات أبو مازن التي تعلن الاستعداد للعودة للمفاوضات من دون شروط.
يترافق هذا مع ارتفاع وتيرة التطبيع السعودية- الإسرائيلية.

وكل هذا يدفع إلى الشكل بأن صفقة بيع جزيرتي ثيران وصنافير جزء من الصفقة، صفقة العودة للمفاوضات. لقد بيعت الجزيرتان للسعودية من أجل المال الذي سينقذ السيسي، لكن أيضا من أجل تطمين إسرائيل وفتح خط جغرافي مباشر لها مع الرياض.
صفقة ثيران وصنافير عقدت في سياق عودة أبو مازن للمفاوضات. إنها صفقة (توسيع السلام)، المصطلح الذي فاه به السيسي قبل شهور، ويثبت الآن أنه لم يفه به عبثا أو مجانا.
إذن، فهو سلام سعودي- مصري- إسرائيلي، يدخل بغطائه، وبموجبه، أبو مازن في حفلة المفاوضات الجديدة، في حفلة الوهم الجديدة.
وهذا يعني فلسطينيا أن أبو مازن يوافق على (توسيع السلام)، أي يوافق على تطبيع عربي شامل مع إسرائيل، حتى قبل أن يحصل على شيء. يوافق عليه من أجل استئناف المفاوضات فقط.
الأمور تتدحرج من دون مكاشفتنا.
تتدحرج من وراء ظهورنا.
تتدحرج لكي نوضع أمام أوسلو جديد، وأشد كارثية.