هل سيسقط اختبار بايدن في بنسلفانيا وميشيغان أم سيزيل الصدأ عنها.. ؟

هل سيسقط اختبار بايدن في بنسلفانيا وميشيغان أم سيزيل الصدأ عنها.. ؟

زمن برس، فلسطين:  صدمة مدوية تلقاها الديمقراطيون إبان الانتخابات الأمريكية 2016، عندما صوتت ولايتا ميشيغان وبنسلفانيا، لصالح الجمهوري دونالد ترامب.

فوصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض عام 2016 كان نتيجة فوزه بولايتي ميشيغان وبنسلفانيا، على الرغم أنهما كانتا منذ بداية القرن الـ21 صوّتت الولايتان للمرشح الديمقراطي في انتخابات أعوام 2000، و2004، و2008، و2012.

ومثّلت قدرة ترامب على قلب تصويت الولايتين، والحصول على أصواتهما في المجمع الانتخابي صدمة للديمقراطيين. ودفع ذلك بالمرشح جو بايدن ونائبته كامالا هاريس إلى القيام بزيارات عدة للولايتين خلال الأيام الأخيرة، إضافة إلى استهداف الولايتين بالكثير من الإعلانات الدعائية المروّجة لترشيح بايدن.

وإذا ضمن ترامب أصوات الولايات الجمهورية التقليدية بما فيها ولايتا فلوريدا وكارولينا الشمالية، سينتقل القول الفاصل في تحديد هوية المرشح الفائز بانتخابات 2020 إلى الولايتين المتأرجحتين بنسلفانيا وميشيغان، وأصواتهما الـ36 في المجمع الانتخابي.

تقع الولايتان ضمن ما يُطلق عليه "حزام الصدأ"، وهو مجموعة ولايات شمالية تقع جنوب البحيرات الكبرى، وكانت هذه الولايات مركز وعماد الصناعات التقليدية الثقيلة الأميركية لعقود، خاصة السيارات والطائرات والآلات الضخمة، لكنها شهدت تدهورا كبيرا أثناء العقدين الأخيرين مع هجرة المصانع إلى خارج الولايات المتحدة بحثا عن العمالة الرخيصة.

ودفعت سياسات العولمة ومراعاة البيئة إلى إغلاق كثير من المناجم والتخلي عن مئات الآلاف من العمال، ومن ثم إلى هجرات سكانية معاكسة بحثا عن فرص اقتصادية أفضل.

وفي الوقت الذي تمكنت فيه بعض مراكز الصناعة التقليدية من التحول إلى مدن ذكية تعتمد على قاعدة اقتصادية خدمية وتكنولوجية وصحية متقدمة كما هو الحال في مدينتي شيكاغو ومينيابوليس، فقد فشلت مدن أخرى في اللحاق بركب التغيير مثل فيلادلفيا كبرى مدن بنسلفانيا وديترويت في ميشيغان، حيث وقعتا في براثن الفقر، وانخفاض عدد السكان، وارتفاع معدلات الجريمة.

يمنح متوسط الاستطلاعات بايدن تقدما بنسبة 6%، بحيث يحصل على 51% مقابل 45% لترامب، وتمتلك الولاية 20 صوتا في المجمع الانتخابي، وتعتبر ولاية منقسمة بين مناطقها الريفية المؤيدة للجمهوريين، وكبريات مدنها مثل فيلادلفيا في جنوبها الشرقي وبيتسبرغ في شمالها الغربي المؤيدتين للديمقراطيين. ويطلق على الولاية -تندّرا على تركيبتها الغريبة- "ولاية ذات مدينتين كبيرتين وبينهما آلاباما"، في إشارة إلى طبيعة ولاية آلاباما المتطرفة في تأييدها للجمهوريين.

ولبايدن جذور عائلية في الولاية إذ إنه ولد في مدينة سكرانتون في ولاية بنسلفانيا، وقضى فيها طفولته، ويقيم الآن في ولاية ديلاوير المجاورة.

وصوّتت بنسلفانيا في انتخابات عامي 2008 و2012 لمصلحة الرئيس السابق الديمقراطي باراك أوباما بفارق مريح، لكنها صوّتت في انتخابات 2016 لمصلحة ترامب بفارق 44 ألف صوت من أصل أكثر من 6 ملايين صوت، أي بفارق 0.72%، وهو أصغر هامش فوز في الانتخابات الرئاسية للولاية منذ 176 عاما.

ويبلغ عدد سكان بنسلفانيا 12.7 مليون نسمة، منهم 12% من السود الذين يصوتون بكثافة للديمقراطيين. ويمثل الأميركيون ذوو الأصول اللاتينية "الهيسبانيك" 8% من سكان الولاية، ويصوتون للديمقراطيين خاصة بعد سياسات ترامب المناوئة للمهاجرين، وبنائه سورا حاجزا عند الحدود الجنوبية مع المكسيك.

وبدأ التصويت المبكر فيها منذ 28 سبتمبر/أيلول الماضي، وسمح بأن يتم فرز بطاقات البريد التي تصل بحد أقصى يوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني. ولا يتوقع أن تعلن نتيجة الولاية سريعا إذ سمحت المحكمة العليا قبل أيام لولاية بنسلفانيا بالاستمرار في فرز وعد بطاقات التصويت التي تصل عن طريق البريد خلال 3 أيام من انتهاء موعد الاقتراع الرسمي في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني.

وفشلت محاولة الجمهوريين عرقلة قرار المحكمة، وانتقد الرئيس ترامب قرار المحكمة العليا، واتهم الديمقراطيين مجددا بـ"محاولة سرقة هذه الانتخابات".

ومن شأن قرار المحكمة العليا أن يجعل بنسلفانيا الولاية التي تستغرق وقتا أطول لفرز أصوات انتخابات 2020، حيث لم تعتد على معالجة هذا الكمّ الكبير من بطاقات الاقتراع البريدية التي تتلقاها العام الحالي.

أنصار ترامب في استقباله لدى وصوله إلى ولاية ميشيغان ضمن حملته الانتخابية قبل أيام من الاقتراع (الفرنسية)

فاز ترامب بولاية ميشيغان عام 2016 محققا 47.5% من الأصوات مقابل 47.2% لمصلحة هيلاري كلينتون، وتقدم ترامب بفارق أصوات بلغ 10 آلاف صوت فقط، وللولاية 16 صوتا في المجمع الانتخابي.

ويبلغ عدد سكان الولاية 10 ملايين نسمة منهم 14% من السود، و6% من الهيسبانيك، وكلاهما يصوت بكثافة للديمقراطيين.

وبدأ التصويت المبكر فيها يوم 24 سبتمبر/أيلول، ويسمح بالتصويت بالبريد على أن تصل بطاقات الاقتراع قبل نهاية يوم الاقتراع النهائي في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني.

وتعد ميشيغان الولاية الوحيدة التي تشهد انخفاضا في عدد سكانها خلال العقود الأخيرة بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية، خاصة في مدينة ديترويت التي كانت تعد عاصمة صناعة السيارات في العالم، لوجود المركز الرئيس لشركات فورد وجنرال موتورز وكرايسلر.

قبل 4 سنوات أعطت استطلاعات الرأي هيلاري كلينتون الأفضلية في الولايتين بما يقارب 5 نقاط، لكن حظوظ بايدن اليوم تزيد حيث إن فارق تقدمه على ترامب أكبر، ويبلغ 7 نقاط كاملة. لكن الديمقراطيين مع ذلك لا يثقون بأي شيء في ظل وجود ناخب تضاعف غضبه وانقسامه عما كان عليه الحال قبل 4 سنوات.

ومن ناحية أخرى، قد تضعف حظوظ ترامب الانتخابية إذا خسر ولاية بنسلفانيا، أما إذا خسر ميشيغان أيضا فسيتم القضاء على آماله في البقاء رئيسا 4 سنوات أخرى.