لبنان: أكثر من 20 شهيدا ومصابا معظمهم سوريّون بغارات إسرائيلية على البقاع وبعلبك

لبنان: أكثر من 20 شهيدا ومصابا معظمهم سوريّون بغارات إسرائيلية على البقاع وبعلبك

زمن برس، فلسطين:  استشهد 12 شخصا، بينهم 7 سوريين، فيما أُصيب 12 آخرون، بغارات شنّها جيش الاحتلال الإسرائيليّ، اليوم الثلاثاء، على البقاع وبعلبك بلبنان، وذلك في ظلّ تواصل الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، بشكل يوميّ، فيما أقرّ الجيش الإسرائيلي بذلك، مُعلنا، بدء شن غارات على أهداف تابعة لـ"وحدة الرضوان" بحزب الله في منطقة البقاع.

يأتي ذلك فيما، تسلّم لبنان "أفكارا" أميركية، ضمن تبادل المواقف بشأن مقترحات واشنطن، بحسب ما أفاد تقرير صحافيّ، مساء الإثنين.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية، إن "الغارات الإسرائيلية على محافظتي البقاع وبعلبك الهرمل اليوم، أدت إلى سقوط 12 شهيدا وإصابة 12 بجروح".

وأشارت إلى أن "الغارة على وادي فعرا قضاء بعلبك أدت إلى سقوط 12 شهيدا، 7 من الجنسية السورية و5 لبنانيين، إضافة إلى إصابة 3 أشخاص بجروح. فيما أن الغارات الصباحية على محافظتي البقاع وبعلبك الهرمل أدت إلى إصابة 9 مواطنين بجروح".

وقال محافظ بعلبك الهرمل، بشير خضر، إن "7 شهداء سوريين سقطوا نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية في وادي فعرا"، موضحا أن "بينهم عائلة من 5 أشخاص".

من جانبها، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية، بأن "الطيران الحربي المعادي، شن غارات على منطقة وادي فعرا في البقاع الشمالي، إحداها استهدفت مخيما للنازحين السوريين، ما أدى إلى سقوط 12 شهيدا، من بينهم 7 شهداء سوريين، و8 جرحى".

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، مساء الثلاثاء، إنه "في وقت سابق من اليوم، هاجم سلاح الجو معسكراتٍ لقوة الرضوان، و(مقاتلين)، ومستودعات أسلحة يستخدمها حزب الله في منطقة البقاع اللبناني".

وقبل ذلك، ذكر الجيش الإسرائيلي في بيان آخر، أنّ "طائرات سلاح الجوّ، شنّت، قبل قليل، بتوجيه من الاستخبارات العسكرية، وقيادة المنطقة الشمالية، غارات على عدة أهداف تابعة لمنظمة حزب الله في منطقة البقاع بلبنان".

حزب الله: على الدولة اللبنانية أن تكسر حالة الصمت وتتحرك بشكل جاد وفوري وحازم

ومن جانبه، أدان حزب الله العدوان الإسرائيلي على "منطقة وادي فعرا في البقاع الشمالي، بحق مواطنين لبنانيين وسوريين من خلال استهداف حفارة لآبار المياه، ما أدى إلى استشهاد اثني عشر شخصا بينهم سبعة أفراد من الإخوة السوريين، وسقوط عدد من الجرحى".

وأضاف أن "هذا الاعتداء الخطير يشكّل تصعيدًا كبيرًا في سياق العدوان المتواصل على لبنان ‏وشعبه، ويؤكد مجددًا الطبيعة ‌‏الإجرامية للعدو الذي لا يقيم وزنًا لأيّ من القوانين أو المواثيق الدولية، ‏ولا يتورع عن ارتكاب المجازر بحق المدنيين ‌‏الآمنين، وهو ما يوجب على الدولة ‏اللبنانية، بكل مؤسساتها، أن تكسر حالة الصمت غير المجدي، وأن تتحرك بشكل ‌‏جاد ‏وفوري وحازم لوضع الجهات الدولية كافة وفي مقدمها الدول الضامنة أمام مسؤولياتها، خاصة ‏الولايات المتحدة ‌‏الأميركية، التي تتهرّب من التزاماتها كجهةٍ ضامنة لاتفاق وقف ‏إطلاق النار، وتلتف عليه اليوم بمبادرات لا تراعي إلا ‌‏مصالح العدو الإسرائيلي وأمنه، ‏محاولة إيهام اللبنانيين بأنها الحريصة على استقرار لبنان وأمنه ووحدته وأنها ‌‌‏الداعمة له، فيما هي تطلق العنان لهذا العدو الصهيوني المتوحش ليعيث دمارًا وقتلًا ‏في لبنان".

وجاء في بيان حزب الله "إن استمرار غياب الموقف الرسمي الفاعل والصلب، والاستمرار في التجاهل والتقاعس عن الحركة الفاعلة دوليًا، لن ‌‏يؤدي إلا إلى مزيد من التمادي والاعتداءات. وإن هذا العدو ‏الصهيوني المجرم، يحاول بالدم والنار أن يضغط على ‌‏الإرادة الوطنية، لكن الشعب ‏اللبناني المقاوم الذي لم ينم يومًا على ضيم، سيزداد ثباتًا وصلابة وتمسكًا بخياراته ‌‏الوطنية ‏المقاومة كخيار لازم لمواجهة العدو وكبح عدوانه، وصون كرامة لبنان ‏وسيادته".

 

وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية، بأن "الطيران المعادي، شنّ غارتين غرب بعلبك، الأولى استهدفت خراج بلدة شمسطار، والثانية وادي أم علي".

وأكّدت تقارير أن "غارات إسرائيلية، استهدف الجرود في عدد من المناطق بالبقاع وبعلبك الهرمل"؛ كما أشارت إلى "تحليق مكثّف لطيران الاحتلال على علوّ منخفض، فوق بيروت وضواحيها".

وأضاف الجيش الإسرائيليّ، أنه "في إطار هذه الغارات، هوجمت معسكرات تابعة لـ’قوة الرضوان’، حيث تم تحديد مواقع (مقاتلين)، ومستودعات أسلحة تابعة لحزب الله".

وذكر الجيش الإسرائيلي أن "حزب الله يستخدم هذه المعسكرات، لتدريب وتأهيل (المقاتلين)، لتخطيط وتنفيذ مخطّطات ضد قوات الجيش الإسرائيليّ ودولة إسرائيل. وفي إطار التدريب والتأهيل، يخضع (العناصر) لتدريبات رماية، وتمارين على استخدام أنواع مختلفة من الأسلحة".

 

وقال إنه "تم تصفية قادة الوحدة في أيلول/ سبتمبر 2024 في بيروت، وجنوبي لبنان... ومنذ ذلك الحين تعمل الوحدة على استعادة قدراتها، وتقدمت الوحدة نحو التهديد البري الرئيسيّ الذي بنته حزب الله، وتعمل قوات الجيش الإسرائيلي ضد الوحدة منذ عامين، مما يمنعها من إعادة تأهيل وبناء قوتها".

كاتس: رسالة للحكومة اللبنانية

وقال وزير الأمن الإسرائيليّ، يسرائيل كاتس، إنّ "هجمات الجيش الإسرائيلي الحالية في لبنان، رسالة واضحة إلى حزب الله، التي تخطط لاستعادة قدراتها على شن غارات على إسرائيل من خلال قوة الرضوان".

وذكر أن الهجمات "رسالة كذلك إلى الحكومة اللبنانية، المسؤولة عن الحفاظ على الاتفاق"، مضيفا: "سنضرب كل عنصر، ونُحبط أي تهديد لسكان الشمال، ودولة إسرائيل، وسنردّ بأقصى قوة على أي محاولة لاستعادة هذه القدرات".

ومنذ انتهاء حرب إسرائيل الأخيرة على لبنان بدعم أميركي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، تتزايد ضغوط واشنطن لنزع سلاح حزب الله، الذي يتمسك به طالما استمر الاحتلال الإسرائيلي.

وقال الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، مؤخرا، إن حزبه لن يستجيب لدعوات تسليم سلاحه قبل رحيل العدوان الإسرائيلي عن لبنان.

وفي 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، بدأ سريان اتفاق لوقف لإطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، لكن تل أبيب خرقته أكثر من 3 آلاف مرة، ما أسفر عما لا يقل عن 237 شهيدا و546 جريحا، وفق بيانات رسمية.

وفي خرق للاتفاق، يواصل الجيش الإسرائيلي احتلال 5 تلال لبنانية في الجنوب سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق أخرى يحتلها منذ عقود.

وأعلن الجيش الإسرائيليّ، مساء الأحد، مداهمة "مقرّات كوماندوز" كانت تابعة بالسابق لنظام المخلوع بشار الأسد، بجبل الشيخ، وادّعى العثور على ثلاثة أطنان من الأسلحة والمعدات والقنابل.

وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان، أنّه "خلال هذا الأسبوع، عثرت كتائب الاحتياط.... على عدد من مقرّات الكوماندوز المركزيّة للنظام السوريّ السابق في جبل الشيخ، والتي كان يُعتقد أنها كانت ضمن القطاع السوريّ - اللبنانيّ، خلال عهد نظام الأسد".