رغم الجهود للتهدئة.. كاتس يوافق على خطة احتلال مدينة غزة

رغم الجهود للتهدئة.. كاتس يوافق على خطة احتلال مدينة غزة

زمن برس، فلسطين:  وافق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، على خطة احتلال مدينة غزة ومهاجمتها في عملية عسكرية تحمل اسم "عربات جدعون 2"، رغم جهود الوسطاء للتوصل إلى وقف إطلاق نار في القطاع وتبادل الأسرى وموافقة حركة حماس على مقترحهم.

وأفادت القناة "آي 24" العبرية، بأن كاتس قبل الثلاثاء، بـ"خطة هجوم الجيش على مدينة غزة، والتي قدمها رئيس هيئة الأركان إيال زامير وهيئة القيادة العليا للجيش (خلال اجتماع عقد بينهما)".

وقالت إن هذه الخطة حملت اسم "عربات جدعون 2"، وذلك استكمالا لعملية "عربات جدعون" التي أطلقتها الجيش في 17 مايو/ أيار الماضي، رغم إقرار سياسيين إسرائيليين وعسكريين سابقين بفشلها.

وأوضحت القناة العبرية بأن الجيش أعلن في عملية "عربات جدعون" الأولى سيطرته "على 75 بالمئة من قطاع غزة".

وأشارت إلى أنه "سيتم إرسال أوامر الاحتياط اللازمة لتنفيذ هذا الهجوم"، لافتة إلى موافقة سابقة على ما تزعم أنه "استعدادات إنسانية" لاستيعاب الفلسطينيين الذين سيجبرهم الجيش على النزوح من مدينة غزة إلى المناطق الجنوبية من القطاع.

ونقلت القناة عن كاتس مزاعمه بأن هذه الخطة من شأنها "تهيئة الظروف لإنهاء الحرب مع إطلاق سراح جميع المختطفين (الأسرى الإسرائيليين بالقطاع)، ونزع سلاح حماس ونفي قادتها، ونزع السلاح من غزة".

وتأتي هذه التطورات في وقت يواصل فيه الوسطاء (مصر وقطر إضافة إلى الولايات المتحدة) الجهود للتوصل إلى وقف إطلاق نار وتبادل أسرى في قطاع غزة، عقب تقديم مقترح جديد وافقت عليه حركة حماس.

وفي مؤتمر صحفي الثلاثاء، قالت متحدثة البيت الأبيض كارولين ليفيت، إن الولايات المتحدة تواصل مناقشة مقترح وقف إطلاق النار الجديد بغزة.

وأعلنت "حماس" الاثنين، قبولها مقترحا قدمه الوسيطان مصر وقطر بشأن وقف النار وتبادل الأسرى في غزة، حيث قال متحدث الخارجية القطرية ماجد الأنصاري الثلاثاء، إن رد الحركة "شبه متطابق" مع ما قبلته إسرائيل سابقا.

ويتضمن المقترح "مسارا للوصول إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب، وقبله وقفا لمدة 60 يوما (للعمليات العسكرية) تشهد تبادل الأسرى وإعادة التموضع الإسرائيلي بالقطاع مع تكثيف دخول المساعدات".

إلا أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال الثلاثاء، إن "سياسة إسرائيل لم تتغير، (فهي) تُطالب بالإفراج عن جميع المختطفين الخمسين وفقًا للمبادئ التي وضعها المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر (الكابينت) لإنهاء الحرب".

واعتبر مراقبون، أن بيان مكتب نتنياهو يحمل رفضا ضمنيا للمقترح رغم أنه مشابه جدا أو يكاد يكون نفسه الذي عرضه المبعوث الأمريكي ستيف يتكوف سابقا ووافقت عليه تل أبيب، والمتمثل بإطلاق سراح 10 أسرى أحياء و18 جثمانا مقابل 60 يوما من وقف إطلاق النار تجرى خلالها مفاوضات لإنهاء الحرب.

وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية.

وكانت "حماس" أعلنت مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.

لكن نتنياهو - مطلوب للعدالة الدولية لارتكابه جرائم حرب - يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.

وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت 62 ألفا و64 قتيلا، و156 ألفا و573 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 266 شخصا، بينهم 112 طفلا.