متحدثة باسم نتنياهو: أي قرار بشأن مقاتلي حماس في رفح سيتم بالتنسيق مع إدارة ترامب

زمن برس، فلسطين: قالت المتحدثة باسم مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية إن "أي قرار يتعلق بمصير مئتي مسلح من حركة حماس المحاصرين في رفح سيتم اتخاذه بالتنسيق الكامل مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب"، وذلك في إحاطة قدمتها اليوم الإثنين لوسائل الإعلام الأجنبية.
وأوضحت المتحدثة أن الاجتماع الذي جرى اليوم بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وصهر الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر، تناول ما وصفته بـ"المرحلة الأولى من خطة ترامب"، والتي تتعلق بترتيبات ما بعد الحرب في قطاع غزة، مشيرة إلى أن الجانبين ناقشا أيضًا ملامح "المرحلة الثانية" من الخطة.
متحدث باسم نتنياهو: أي قرار يتعلق بمصير مئتي مسلح من حركة حماس المحاصرين في رفح سيتم اتخاذه بالتنسيق الكامل مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب
وأضافت أن هذه المرحلة "تشمل تفكيك حركة حماس من سلاحها ونزع سلاح قطاع غزة بالكامل، وضمان عدم مشاركة حماس في أي حكومة فلسطينية مستقبلية"، إلى جانب "تشكيل قوة استقرار دولية" للإشراف على تنفيذ الترتيبات الأمنية في القطاع.
وحول قضية عناصر حماس في رفح، تطرق مسؤول إسرائيلي كبير إلى هذه المسألة، قائلًا في وقت سابق: "في ظل الضغوط، يصعب تصديق أننا سندمرهم. هناك ضغط كبير من الولايات المتحدة، والتقدير هو أن هذا الأمر سيُحل من خلال اتفاق معين".
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإنه بعد تسليم الجندي هدار غولدن، تتوقع الإدارة الأميركية، أن يحصل نتنياهو على مساحة "واسعة" من أجل الموافقة على المقترح الأميركي بخصوص عناصر حماس في رفح.
بدوره، قال المتحدث باسم حماس حازم قاسم للتلفزيون العربي، إن حماس ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار وجاهزة لنزع الذرائع من الاحتلال، مضيفًا: "الاحتلال وواشنطن يتحملان المسؤولية عن تداعيات التعامل مع مقاتلي حماس في رفح".
وتابع قاسم: "المقاتلون في رفح لن يستسلموا وحماس لديها استعداد للتعامل الإيجابي لحل الملف"، موضحًا: "الوسطاء قدموا صيغا لحل قضية المقاتلين العالقين في رفح لكن الاحتلال تراجع".
تريد إدارة ترامب استخدام الأزمة عناصر حماس خلف الخط الأصفر لـ"تطوير نموذج لنزع سلاح الحركة"، بحسب ما قاله مسؤولان أمريكيان مطلعان على هذه القضية لـ"أكسيوس".
ووفق القناة 12 الإسرائيلية، فإن الإدارة الأميركية تسعى لدفع خطة جديدة "تتعلق بالمسلحين المحاصرين في أنفاق رفح، بعد أن أُعلن عن استعادة جثة الجندي الإسرائيلي هدار غولدن". وتشير القناة إلى أن الأميركيين يرون في هذا الملف "فرصة لتجربة نموذج قد يُستخدم لاحقًا كآلية لنزع سلاح حركة حماس".
وفي يوم أمس، قال مسؤول تركي كبير، إن "تركيا نجحت في تسهيل عودة رفات هدار غولدن إلى إسرائيل بعد 11 عامًا. هذا الإنجاز ثمرة جهود مكثفة، ويعكس التزام حماس الواضح بوقف إطلاق النار. وفي الوقت نفسه، نعمل على ضمان مرور آمن لنحو 200 غزّي محاصرين حاليًا في الأنفاق".
وفي يوم الثلاثاء الماضي، أكدت مصادر مطلعة، أن وسطاء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة يجرون منذ يومين مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، تهدف إلى تأمين انسحاب وخروج عددٍ من المقاتلين التابعين للحركة والمتواجدين خلف "الخط الأصفر" في مناطق مختلفة من قطاع غزة.
ويُعدُّ "الخط الأصفر" الفاصل المؤقت الذي تمَّ التوافقُ عليه ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من الشهر الماضي، ويحدد منطقة انسحاب جيش الاحتلال داخل قطاع غزة.
وأوضحت المصادر أن الجهود تُبذل لضمان خروج هؤلاء المقاتلين برعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر دون المساس بهم، مشيرةً إلى أن عددهم في مختلف مناطق القطاع يزيد على 200 مقاتل، وليسوا فقط داخل رفح كما يروّج الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت المصادر أن الاحتلال يشترط خروج المقاتلين بعد تسليم أسلحتهم، وهو ما ترفضه الفصائل؛ لأنه يشكّل خطرًا مباشرًا على حياتهم. وأضافت أن الاحتلال لا يمتلك أي معلومات دقيقة حول المقاتلين المتواجدين في رفح وغيرها من المناطق، في ظل ظروف أمنية حساسة تفرضها طبيعة الاتصالات بين الوحدات القتالية والقيادة الميدانية.
وكانت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية قد نشرت مساءَ الإثنين الماضي أن "الجيش الإسرائيلي بدأ في ضخ إسمنت داخل نفقٍ بمدينة رفح محاصرٍ فيه نحو 150 من مقاتلي حماس". لكن أحد مصادر "الترا فلسطين" ردّ قائلًا: "من المستحيل وجود 150 أو 200 مقاتل داخل نفقٍ واحد؛ لأن شبكات الأنفاق واسعة ومتشعبة وتمتد لمسافات طويلة تربط بين مناطق متعددة، ما يجعل من الصعب على جيش الاحتلال تحديد مواقع المقاتلين أو تحرّكاتهم".
ووفق المصادر ذاتها، فإن "الحديث الإسرائيلي عن استهداف جماعي للمقاتلين داخل الأنفاق في رفح يحمل قدرًا كبيرًا من المبالغة، إذ إن عمليات النسف والتفجير متواصلة منذ أسابيع دون أن يملك الاحتلال معلومات ميدانية مؤكدة حول أماكن تواجد عناصر المقاومة".
وأوضحت مصادر "الترا فلسطين"، أن تهديدات الاحتلال الأخيرة بضخّ الإسمنت داخل الأنفاق لا تشكّل خطرًا فعليًا على بنيتها أو على من بداخلها، لكون معظمها يضم فتحاتٍ متعددةً وممراتٍ فرعيةً، وقد سبق أن فشلت محاولات الاحتلال السابقة لضخ المياه لإغراقها.
وتتكوّن منظومةُ الأنفاق، بحسب أحد مصادر "الترا فلسطين"، من أنفاقٍ رئيسيةٍ وفرعيةٍ، وأخرى دفاعيةٍ وهجوميةٍ واستراتيجيةٍ، إضافةً إلى أنفاقٍ مخصّصةٍ للاتصال والقيادة والسيطرة، وهي بنيةٌ معقّدةٌ ومتدرجةٌ تجعل التعامل معها عسكريًا أمرًا بالغ الصعوبة بالنسبة للاحتلال.




