نتنياهو وبينيت في مسار تصادم: من يتنازل أولاً؟

 

بقلم: ماتي توخفلد

كان إدخال تسيبي لفني الى الائتلاف ايماء فقط إلى وجود تقدم والى ان السعي لاحراز ائتلاف فيه 57 عضو كنيست سيستمر. وُجّه هذا الايماء الى بينيت. فرئيس "البيت اليهودي" ونتنياهو في مسار تصادم كسيارتين منطلقتين بأقصى سرعة. ولمنع حادثة سير ستضطر احدى السيارات الى الانحراف في آخر لحظة، وهو ما سيتوج الشجاع الذي بقي مستقرا على أنه المنتصر. قام أحدهما في مواجهة الآخر الى الآن، وداسا دواسة البنزين بكامل قوة وإن تكن السيارة في حالة وقوف، وهدر المحركان بصوت عال مع انبعاث دخان المحركين في حين يقف فريق من المشجعين من كل جانب يصفق لهما. التوقيع مع لفني بدأ في واقع الامر مرحلة انطلاق أحدهما نحو الآخر. ويعتقد بينيت ان نتنياهو سينحرف آخر الامر، أي سيوقع معه ومع لبيد ويترك الحريديين في الخارج.

لكن نتنياهو يوحي بالتصميم. ويقول المقربون منه لكل معني بالاستماع انه يرى ان الاتجاه الى الانتخابات أفضل من حكومة من غير حريديين تعتمد على نزوات لبيد. ويعتمد نتنياهو على تمرد داخل "البيت اليهودي" يفرض على بينيت دخول الحكومة حينما يصبح تهديد الانتخابات حقيقيا.

وفي المقابل يعرض بينيت ايضا توجها متشددا ويقول انه لن ينقض الحلف مع لبيد حتى لو أفضى ذلك الى انتخابات. وبخلاف أمل نتنياهو يوجد مقتنعون بين المقربين من بينيت بأن مكانته في "البيت اليهودي" لا يمكن ضعضعتها وان الكتلة لن تضغط ولن تنقسم.

لكن ضم لفني الى الائتلاف هو اجراء صغير فقط. وسيعتبر ضم موفاز اجراء صغيرا جدا. أما الاجراء الكبير الذي سيفضي في واقع الامر الى نقطة اللاعودة فهو توقيع واحدة من الكتل الحريدية على الاتفاق، فلا عودة من هناك، والطريق الى استكمال خطة ائتلاف الـ 57 نائبا ستضطر الجهات كلها الى اجراء حساب من جديد للوضع.

أحسن بينيت الصنع حينما عقد مؤتمرا، أول من أمس، ليقول انه ما زال يتمتع بتأييد ودعم شبه مطلقين من اعضاء الوسط واعضاء الكنيست والحاخامين. لكن يمكن ان نُخمن انه لو عُقد المؤتمر بعد اسبوعين وبدا الوضع عالقا كما هو الآن فلربما ظهر بمظهر مختلف تماما.