إيــران: "النوويـــة" خــلال عــام ونصـف العــام

 

بقلم: عمير ربابورت

لو كانت إيران معنية بذلك لكانت تملك منذ الآن كمية 250 كيلوغرام يورانيوم مخصب إلى مستوى 20 في المائة فأكثر، اللازمة لإنتاج عدة قنابل نووية أولى. فهذه هي الكمية التي ذكرها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطابه الشهير في الأمم المتحدة، كفارقة مهمة في الطريق إلى القنبلة.

حقيقة أن إيران لا تحوز هذه الكمية من اليورانيوم المخصب تنبع حصريا من قرارها هي. فالتقرير الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية يفيد بان إيران بطأت بقدر ما وتيرة تخصيب اليورانيوم، بل فرزت جزءا من اليورانيوم الذي سبق أن خصبته (28 كيلوغرام لمزيد من الدقة) لقضبان الوقود، التي لا يمكن استخدامها لأغراض إنتاج القنبلة النووية. ولكن هنا، إلى هذا الحد أو ذاك، تنتهي الأنباء الطيبة في التقرير.

عند فحص التقرير بعمق، لا يمكن عدم الوصول إلى الاستنتاج بان الحسم حول مسألة ما إذا كانت إيران ستصل إلى قنبلة ذرية خاصة بها أم أن الولايات المتحدة وإسرائيل ستمنعانها من ذلك، حتى من خلال الهجوم، هو قريب جدا. فالفترة الزمنية الحرجة ستكون بين الربيع والصيف.

عمليا، يفيد التقرير بأن إيران أصبحت منذ الآن "دولة حافة" نووية – بالضبط الوضع الذي حاولت إسرائيل منعه على مدى السنين. إيران لا تصل إلى حافة 200 كيلوغرام يورانيوم مخصب فما فوق، فقط كي تمنع سببا فوريا لتشديد العقوبات الاقتصادية عليها بل وربما الهجوم. غير أنه من هذه النقطة فما بعد، لإيران توجد القدرة العملية للوصول إلى قنبلة في كل نقطة زمنية تجدها سليمة، وذلك لان تخصيب اليورانيوم إلى مستوى عسكري هو مسألة بضعة أسابيع فقط. الجزء الصعب من ناحية تكنولوجية هو تخصيب اليورانيوم من المستوى الذي يوجد فيه في الطبيعة (أحاد قليلة في المائة) إلى مستوى نحو 20 في المائة. وقد اجتازت إيران هذا العائق التكنولوجي منذ زمن بعيد.

الأجزاء المقلقة جدا في تقرير، أمس، تروي عن أن إيران تزودت بـ 180 جهاز طرد مركزي جديد، وتيرة تخصيب اليورانيوم فيها أعلى بثلاثة أضعاف من أجهزة الطرد المركزي القديم. فضلا عن ذلك فقد أشار مراقبو الأمم المتحدة الى أنهم لم يتلقوا الإذن بالاقتراب من المنشأة العسكرية في برتشين، حيث يجرى اغلب الظن النشاط الذي يفترض به أن يجعل اليورانيوم المخصب سلاحا نوويا حقيقيا. وإذا ربطنا بذلك حقيقة أن في الأسبوع الماضي فقط شارك علماء إيرانيون في التجربة النووية التي أجريت في كوريا الشمالية، فالاستنتاج هو أن إيران تندفع بكل القوة نحو القنبلة.

ما كانت الولايات المتحدة وإسرائيل بحاجة إلى تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية كي تعرفا وضع البرنامج النووي الإيراني. فهو معروف جيدا لمحافل الاستخبارات الغربية. بعيون غربية، الزمن الناجع للهجوم الذي يعيق البرنامج النووي هو بين الربيع وشهر حزيران، حيث ستجرى انتخابات للرئاسة الإيرانية.

يبدو أن ليس لإسرائيل خيار عسكري حقيقي لفرض إعاقة مهمة للبرنامج. إذا كان هجوم، فانه سينفذ اغلب الظن من الولايات المتحدة التي تملك القاذفات الإستراتيجية والقنابل المخترقة للخنادق بنجاعة اكبر من القنابل التي لدى إسرائيل.

إذا هاجمت الولايات المتحدة، وهذا ليس مؤكدا على الإطلاق، فان إسرائيل ستتعرض لهجوم على جبهتها الداخلية وستنجر إلى الحرب. وإذا لم تهاجم الولايات المتحدة في الأشهر القريبة القادمة، فان إيران ستصل إلى قنبلتها الأولى في غضون نحو سنة ونصف من اليوم.