الاسد يقسم سوريا

 

بقلم: بوعز بسموت

نظام الاسد دخل منذ زمن بعيد في زمن الاصابة. فالامم المتحدة تتحدث عن سبعين الف قتيل في النزاع السوري العنيف، الذي سيدخل الشهر القادم سنته الثالثة. وكانت الايام الاخيرة عنيفة على نحو خاص (ما الجديد) في دمشق (عمليات) وفي حمص (قصف المنازل). حمام الدماء مستمر وبالضبط مثل المشروع النووي الايراني العالم يصخب، ولا شيء حقا يتغير.

يقال عن المعارضة السورية انها منقسمة. وأمس، على سبيل التغيير، اظهرت وحدة واعلنت عن أنها تعتزم مقاطعة لقاء 'اصدقاء سوريا' في روما يوم الخميس القادم. كما أن الزيارات التي كان مخطط لها الى واشنطن وموسكو الغيت هي الاخرى. لقد ملت المعارضة السورية 'الصمت العالمي أمام الجرائم الفظيعة التي يرتكبها النظام'. يمكن أن نفهمهم.

لقد سيطر الجيش السوري الحر، حسب شبكة 'الجزيرة' على مركز البحوث النووية 'الكبر' في دير الزور، ذاك الذي قصفته، حسب منشورات اجنبية، اسرائيل في 2007.

وتسللت الى الجيش السوري الحر عناصر جهادية متطرفة تدفع الغرب الى تنفس الصعداء في أن ليس للاسد اليوم منشأة نووية. بالمقابل، حسب تقارير مختلفة، فان قوات الثوار سيسيطرون قريبا على المواقع التي يطلق منها الجيش السوري صواريخ السكاد. على مسافة غير بعيدة من بيتنا تسقط وسائل قتالية خطيرة في ايادٍ لا تلزم نفسها بتقديم الحساب لاحد.

وفي هذه الاثناء، فان الاسد في دمشق لا يزال يؤمن بانه قادر على البقاء. فهو مقتنع بان الاقليات، ولا سيما 30 في المائة السنة، يخافون من المستقبل الاسلامي لسوريا اكثر مما يخافون من استمرار حكمه. كما أنه واثق من أن الغرب يخاف جدا من أن يؤدي انهيار نظامه الى اضطرابات دموية في لبنان وفي الاردن. كما أن الاسد يعرف بان الغرب لا يعول على الثوار ولهذا فانه لا يسارع الى تسليحهم. فالثوار منقسمون بين وطنيين وجهاديين. ولا غرو في ان العلاقات هناك ايضا متوترة.

الاسد، كما تفيد وسائل الاعلام العربية، يحافظ على السكينة والثقة. هكذا على الاقل يروي اولئك الذين يلتقون به. وهو مقتنع بانه سينجح في أن يهزم منظمات الارهاب (هكذا يسمي الثوار) وان الغرب لن يفعل شيئا كي يسرع سقوطه.

بهذه الوتيرة فان الاسد سيبقى يحكم دمشق بفضل مائة الف جندي موالٍ، وكل واحدة من جماعات الثوار المنقسمة ستكون صاحبة السيادة على أرضها، الى أن يسقط.

 

اسرائيل اليوم

حرره: 
ز.م