شارون والانتفاضة وعرفات -الجزء الثاني

خاص زمن برس

تل أبيب: خصصت القناة العاشرة الإسرائيلية  الجزء الثاني من فيلم شارون والانتفاضة لـ"عملية السور الواقي " وهي اجتياح الضفة الغربية، في إطار سعي اسرائيل لقمع الانتفاضة، وحاولت القناة الإجابة على تساؤل مركزي طرحته في بداية الفيلم وهو: " ما هو السبب الذي أوقف الانتفاضة؟". وتطرقت إلى عدة إجابات منها: "الجدار، حصار المقاطعة، الضعط العسكري."

وتؤكد القناة أن ما سمته "لوبي الاستيطان" في الضفة الغربية مارس دورا تحريضا لدفع القيادة الاسرائيلية لضرب الانتفاضة بيد من حديد وقالت: "ليس بالإمكان الحديث عن الانتفاضة دون الحديث عن الاستيطان، اللوبي السياسي الأقوى في الدولة حاول جر القيادة للعمل بطريقة أخرى، أي بعدم ضبط النفس، والذي جرى في وادي الحرامية، هو نموذج لتأثير لوبي الاستيطان".

وعن تأثير "لوبي الاستيطان" على قرارات القيادة السياسية والعسكرية خلال قمع انتفاضة الأقصى يكشف  اللواء دوف تسدكا رئيس الإادارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال في الضفة الغربية، أن حاجز وادي الحرامية العسكري الذي كان يفصل نابلس عن وسط وجنوب الضفة الغربية، تم وضعه بناء على رغبة "لوبي الاسيتطان" ودون أي مبرر "أمني"، ويلفت إلى أن الحاجز أزيل بعد أن تعرض لهجوم نفذه قناص فلسطيني ويقول: " في مفترق طرق مهم للمستوطنات طالب المجلس المحلي بنيامين الحصول على الشعور بالأمن، وجزء من الشعور بالأمن هو وضع حاجز عسكري في وادي الحرامية، ووادي الحرامية هو أحد الأماكن الحقيرة لوضع حاجز عسكري."

وتسأل القناة اللواء دوف تسدكا عن موقفه من اتخاذ قرار بوضع حاجز وادي الحرامية فيرد: " قائد الكتبية  التي تسيطر على المنطقة يتصرف بناء على رغبة المستوطنين".

 وتذكر القناة الاسرائيلية الهجوم الذي استهدف حاجز وادي الحرامية العسكري: "قناص فلسطيني بالقرب من عوفرا أطلق خمسة وعشرين رصاصة من بندقية كرابين قديمة قتل سبعة جنود وثلاثة مواطنين".

 ويدلل اللواء دوف تسدكا رئيس الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال في الضفة الغربية على عدم أهمية ذلك الحاجز بالإشارة إلى أنه تمت إزالته فوراً بعد الهجوم: "فقط بعد ذلك الهجوم الفظيع الذي قتل فيه اثني عشر جندياً ومواطن تمت إزالة ذلك الحاجز وأزيل في غضون ثوان بعد إخلاء الجرحى".

 ويضرب اللواء دوف تسدكا عدة أمثال لنفوذ "لوبي الاستيطان" خلال الانتفاضة الثانية: "كان هناك الكثير من المطالب والكثير من الضغوط خصوصا من قبل المستوطنين، وكان يتم اختيار قادة الكتائب من قبل المستوطنين، والمستوطنين شاركوا في جلسات تقدير الموقف. كانوا يقولون أن عدد الشكاوي التي قدمت من الفلسطينيين قليلة ويبدو أن الكتيبة تتصرف بطريقة إنسانية أكثر من اللازم، والكتائب الأخرى التي تكون أكثر قسوة تتلقى الشكاوي من جانب الفلسطينيين أكثر، وهذه إشارة أن هذه الكتيبة أفضل وتفرض النظام."

وتكشف القناة أن شاؤول موفاز الذي شغل منصب رئيس الأركان خلال قمع الانتفاضة طلب من قادة الكتائب في أحد الاجتماعات عدد معين من المصابين الفلسطينيين نهاية كل يوم، وقال معد البرنامج عن ذلك الاجتماع: "رئيس أركان الجيش خلال الانتفاضة كان شاؤول موفاز، وكان موفاز لا يرغب بأن يعرف العالم ماذا قال في الاجتماع، وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها ضباط كبار من الجيش عن الذي جرى هناك."

 وعن ذلك اللقاء يقول اللواء دوف تسدكا: "أنا أذكر  اجتماع مهم عقد في تلة الذخيرة، رئيس الأركان طلب كمية مصابين، لقد قال نحن يجب أن نؤثر على الميدان عبر عدد المصابين أي يتوجب على الجانب الفلسطيني أن يفهم رسائلنا، وطلب أن يتم تسجيل هذا الاجتماع، وفي  الاجتماع طلب عددا من المصابين الفلسطينيين من كل كتيبة. أنا أذكر الكلمات؛ لقد قال أنا أطلب من قائد كل كتيبة في نهاية كل يوم أن يسجل على الأقل عشرة مصابين في الجانب الآخر".

 ثم تورد القناة شهادة لصحفي اسرائيلي يتحدث عن تلك الفترة: "وحدات من سلاح المشاة، ووحدات خاصة  تتجول وتفتش عن حواجز فلسطينية وعندما تجد شرطي فلسطيني مسلح يفتحون عليه النار وببساطة تتم تصفيته."

وتعرض القناة شهادة لأحد الجنود الإسرائيليين الذين شاركوا في عمليات انتقامية هدفت لقتل رجال أمن فلسطينيين، يقول: "أثناء الشرح قبل العملية  قالوا لنا عن ما حدث في عين عريك، ولم يستخدموا كلمة انتقام ولكن الكل يعلم أن ذلك ما سيتم، الأمر كان قتل كل رجال الشرطة الفلسطينيين المتواجدين على الحاجز، في نهاية المساء سيكون خمسة عشر شرطي فلسطيني في عداد القتلى."

ويحاول رئيس أركان جيش الاحتال بوغي يعلون في تلك الفترة وصف الهجمات التي نفذها جيشه ضد  رجال الأمن الفلسطينيين ويقول: "قادة كتيبة احتياط في قاطع جنوب الخليل فسر أقوال رئيس الأركان على نحو حاسم وأنه يتوجب المبادرة إلى عمليات في الميدان، ووصل الأمر حد اشتباك أوقع إصابات في صفوف رجال شرطة فلسطينيين وعلى الفور يتوجب ايضاح تعليمات فتح النار."

 وتقول القناة أن شارون واجه صعوبة في أن يقع خلال فترة ولايته هذا العدد الكبير من القتلى في صفوف المواطنين الاسرائيليين وفرغ إحباطه على الجيش، وفي هذا السياق كشف السكرتير العسكري لشارون :" كان يتم تمرير رسائل أن رئيس الحكومة يريد رداً حاسماً وسريعاً، ولم يكتفِ،  بصراحة كان محبطا وأعرب عن عدم ارتياحه بسبب قلة الأهداف وبسبب عدم وجود ما يكفي من الإبداع، وأنا اذكر أنه قال عدة مرات: أنا مستعد لارتداء البدلة العسكرية والتجند وأن أقوم بتأدية الخدمة العسكرية الاحتياطية كقائد للواء الجنوب."

ويلفت سكرتير شارون العسكري إلى أن جيش الاحتلال كان يلجأ إلى مهاجمة أهداف فقط لمجرد الانتقام" :كان ثمة مشكلة في كمية ونوعية الأهداف خصوصاً بمسألة الرد السريع، ولذلك فإن المنظومة في حالات كثيرة هاجمت أهداف غير أخلاقية وليس واضحاً أي هدف خدم ذلك. في الحوار الداخلي حدد الجيش أهدافاً مثل تدمير البيوت، ولكن لم يكن واضحاً أي هدف حقق من وراء ذلك".

 العقيد موشي تامير قائد لواء جولاني خلال قمع الانتفاضة كشف أن الأوامر صدرت له باحتلال مخيم جنين دون علم رئيس أركان الجيش شاؤول موفاز آنذاك، ويقول: "العملية الأولى التي أقرت تنفيذها كانت احتلال مخيم جنين، فجأة! أنا أقود ألفا ومئتي مقاتل ضمن عملية داخل مخيم اللاجئين بعد سنوات طويلة من عدم استخدام هذه الكمية من الجنود، وفي يوم التنفيذ عندما بدأنا بالذهاب، طلبوا مني الذهاب إلى مكتب رئيس الأركان من أجل استيضاح الأمور، واكتشفت خلال النقاش أن رئيس الأركان لا يعلم مطلقاً  بأننا ننوي في تلك الليلة تنفيذ احتلال مخيم اللاجئين".

ويتابع: "اتضح من النقاش أن العملية سيتم بموجبها دخول لواء مكون من ألف ومئتي جندي لاحتلال هذا المخيم، وهذا ليس أمرا بسيطا، وبالإمكان القول لقائد الوحدة نفذه دون استيضاح  الأمر ودون إقرار الخطة، وأن يتم فجأة  استدعاء قائد الوحدة وإخضاعه لاستجواب، ويتضح أن رئيس الاركان لا يعلم بالأمر.. كان شيئاً غريباً".

ويقول أوري شيني أن رئيس الحكومة الاسرائيلية آنذاك أريئيل شارون تساءل خلال الاجتماعات مع قادة جيشه عن كيفية قتل الفلسطينيين، فيقول: "درون الموغ كان قائد لواء الجنوب  وعرض أمام رئيس الأركان ووزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر خطته، وبعد عشر دقائق أو ربع ساعة قال له شارون: اسمع خلال خدمتي العسكرية لم تكن هذه الأجهزة وهذا الحاسوب المحمول، وأيضا هذه المصطلحات لا أعرفها، ولكن لدى سؤال واحد قل لي كيف تقتلون العرب هنا؟."

يحاول نائب رئيس أركان جيش الاحتلال بوغي يعلون الحديث عن منظومة "اختراع الاغتيالات" التي استحدثها جيش الاحتلال، فيقول: "أحد الأدوات الفعالة التي طورناها كانت التصفيات الموضعية،  وجئت بشارون كي أطلعه كيف تعمل هذه المنظومة العظيمة وخلال العرض قال شارون: نعم رأينا الألعاب أين الوسائل القتالية الحقيقية؟. وبعد ذلك قرأت مقال يشكر شارون الذي دفع الجيش الى تنفيذ الاغتيالات الموضعية، نعم هذه هي السياسية...لقد كانت لديه خبرة ولكنها مناسبة لسنوات السبعينات، لدرجة أنه كان يقول أنثروا جنود دمي في أماكن معينة حتى يعتقد العرب أنها قوات".

ويزعم  اللواء غيورا آيلند رئيس قسم العمليات في جيش الاحتلال أن تقديرات الاستخبارات كانت تؤكد أن اجتياح المدن الفلسطينية كان أمر لا بد منه لوقف الهجمات، ويقول: "الطريقة الوحيدة التي نملكها لمنع الهجمات القادمة تلزمنا السيطرة على المدن الفلسطينية،  الأمر الذي قد يؤدي إلى مواجهة مع كل القوات الفلسطينية، وقد يؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية، وقد يثير العالم ضدنا، ولكن تلك هي الطريقة الوحيدة لتنفيذ المهمة".

ويلفت نائب رئيس المخابرات الاسرائيلية "الشاباك" آنذاك يوفال ديسكن أن تقديرات استخبارات الجيش ستوقع المئات من القتلى الاسرائيليين والآلاف من الفلسطينيين، يقول: "الجيش إدعى أنه إذا احتللنا مناطق "أ" سينتهي ذلك بمئات القتلى ودمار وسيقع في صفوفنا مئات الإصابات وسيكون للفلسطينيين آلاف القتلى، وكانت حملة تخويف كيبرة، وحتى خلال النقاش في تلك الليلة فورا بعد الهجوم في فندق بارك، الجيش لم يقل إنه لن يفعل ذلك ولكنه قدم توصيفاً للثمن الذي سيدفعه الفلسطينيون".

وتستحضر القناة خطاب شارون الذي سبق عملية اجتياح الضفة الغربية  "عملية السور الواقي" حيث يقول شارون: "حكومة اسرائيل قررت في اجتماعها يوم الخميس الماضي الخروج لمعركة  موسعة لاجتثاث الإارهاب المتواجد في مناطق السلطة الفلسطينية"، وتلفت القناة أن قرار اجتياح الضفة ثمرة لنقاش سريع.

 يقول اللواء دوف تسدكا رئيس الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال في الضفة الغربية أن احتلال الضفة الغربية خلال "السور الواقي" تم بواسطة خمس كتائب اسرائيلية، وأن تلك الكتائب مارست التخريب، يكمل: "استيعاب خمس كتائب في الميدان مهمة غير ممكنة، هذه الفوضى التي تسببها القوات تؤدي الى دمار كبير. يدخلون وأنت تشاهد ظواهر محزنة لتدمير وتصرف بتطرف في أماكن لا يتوجب فعل ذلك فيها!  لقد كان ذلك هو الجو إنها رسالة حرب".

ويكشف سكرتير شارون العسكري أن جيش الاحتلال دمر الوزارات الفلسطينية  خلال عدوان "السور الواقي" ولكنه حاول الزعم أن ذلك تم بخلاف تعليمات شارون، يقول: "الجيش لم يلحق الأذى فقط في الأهداف الإرهابية، وإنما دخل إلى الوزارات الفلسطينية وأفرغ محتوياتها، وأخذ البنية التحتية الإدارية الضرورية لإدارة السلطة بشكل مناقض لتعليمات رئيس الحكومة ووزير الأمن".

ويؤكد اللواء دوف تسدكا رئيس الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال في الضفة الغربية أن اسرائيل لم تمتلك تصور لصورة الأوضاع في الساحة الفلسطينية بعد "السور الواقي": "لقد شبهت ذلك بمعالجة مريض بالسرطان في مسألة عدم قدرتك على الوصول إلى الخلية الموبوءة، وأنت حينها تلجأ الى استخدام العلاج الكيميائي، ولم يكن هناك نقاش جوهري حول التساؤل بعد أن ينتهي كل ذلك ما هو الهدف النهائي وكيف نريد أن نرى السلطة؟."

وتمضي القناة بالقول: "ليس لدينا نية لا سمح الله أن نزعم أن عملية "السور الواقي" لم تحقق أثراً، ولكن كم منكم يذكرون أنه بعد العملية كان لنا المئات من الضحايا الإسرائيليين".

 وتذهب القناة بعد ذلك إلى افي ديختر رئيس جهاز المخابرات الاسرائيلية "الشاباك" ليتحدث عن علاقة عدوان "السور الواقي" بعدد الهجمات التي نفذت داخل اسرائيل في تلك الفترة، يقول: "منذ بداية الانتفاضة وحتى "السور الواقي" كان لدنيا 450 قتيل ومعظمهم سقطوا من العمليات الانتحارية ومن "السور الواقي" وحتى عام ألفين وثلاثة في فترة زمنية مماثلة تقريباً سقط منا 450 قتل، "السور الواقي" تمت في فترة وجيزة وأثرت بسرعة".

ويكشف دان مريدور أحد الوزراء في حكومة شارون أنه كان يرفض فكرة بناء جدار الفصل العنصري: "رئيس جهاز الشاباك في تلك الأيام افي ديختر كان يكرر في كل المناقشات في الحكومة والكابينت إنه بحاجة الى جدار، لقد قال: شخص ينهض في الصباح في بيت لحم ويقرر أنه يريد قتل يهود في القدس، يأخذ عدة عبوات ويربط ذلك بسلك، وفي غضون ربع ساعة يكون في القدس نحن بحاجة إلى جدار وليس بالإمكان المواصلة على هذا النحو، نحن بحاجة إلى جدار يفصلنا عنهم، وليس بالإمكان إدارة حرب على هذا النحو وشارون لا يريد الجدار".

وبحسب ديختير فإن الحديث عن مقترح بناء الجدار العازل كان يثير غضب شارون: "رئيس الحكومة كان يشعر أنه يملك ما يكفي من الشجاعة،  لقد كاد يضربني عندما يسمع كلمة جدار، وكان بالإمكان ملاحظة أن ذلك يسبب له الغضب".

 ويوضح مريدور سبب رفض شارون لـ" فكرة الجدار"، ويقول: "شارون فهم في تلك الفترة المعنى السياسي للجدار، لقد فهم أن ما يقع خلف الجدار ليس لنا ولكنه في النهاية اقتنع."

ويعترف اوري شيني أن شارون يفرح بكل خبر عن عملية اغتيال ناجحة: "البشارة التي كان يحبها شارون هي دخول السكرتير العسكري وإبلاغه بأمر عملية اغتيال ناجحة".

وتعيد القناة بث مقطع لحديث دار بين شارون وقائد أركانه موفاز دون أن يعلما أن الصحفيين يسجلان الصوت حيث قال موفاز: "يجب أن نطيره" في إشارة إلى الرئيس الشهيد ياسر عرفات، ويرد شارون بالقول: "أنا أعلم" ويرد موفاز: "هذه فرصة سانحة.. ليس لدينا فرصة أخرى".

وتجري القناة مقابلة مع القائد العسكري الذي اقتحم المقاطعة في رام الله ويقول عن ذلك: "كانت المهمة هي المقاطعة ، وأدخلنا وحدة الأركان،  كنا بحاجة الى تفجير باب وكانت المعلومات أن جدارا فقط يحمي مكتب عرفات وكان الجدار من الباطون وإنه ليس هناك داعى للقلق، وأنه بإمكاننا الاقتحام".

ويتابع: "بالطبع وضعت وحدة الاركان عبوة ناسفة على الباب، لقد كانت عبوة كبيرة وحدث انفجار قوي، ومردخاي الذي قاد وحدة الاركان قال لي اسمع باطون الجدار لم يعد موجودا،  ولذلك فإننا نقف أمام طاولة عرفات، وسأل مردخاي ما العمل؟".

ويضيف" لقد علمنا أنه موجود لحظة الاقتحام وأنه لم يصب بأذى."

ويؤكد دان مريدرو أن شارون كان يحمل عرفات المسؤولية عن أي هجوم حتى لو أن حماس من نفذه: "كان لدى شارون فكرة أنه كلما حدث شيء حتى ولو نفذت خلية من حماس عملية فإنه يجب هدم جدار إضافي في المقاطعة من أجل تشديد حصار عرفات".

وتتضمن شهادة بوغي يعلون التي بثتها القناة إشارة الى أن شارون يسأل ضباطه خلال جلسات تقدير الموقف عقب اقتحام المقاطعة وحصار عرفات: " لماذا لم يتم هدم بعض المرافق في المقاطعة؟"، ويقول: " كان شارون يجلس وينظر إلى الخارطة ويقول لماذا هذا الجزء من البناء لم يتم هدمه ولماذا هو قائم حتى الآن".

 ثم تذهب القناة الى اللواء دوف تسدكا رئيس الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال في الضفة الغربية الذي يؤكد أن شارون كان سعيداً جداً خلال حصار المقاطعة: "كان يصل إلى جلسات تقدير موقف وهو راضٍ من وجود فقط جدار يفصل بينهم وبين ياسرعرفات، حيث لا يوجد كهرباء ولا ماء أو أي شيء للأكل، وإن كل ما يتم إدخاله يخضع للمراقبة من قبل منسق عمليات الجيش في المناطق حتى البسكويت. قائد الكتيبة كان يبغله أنهم قريبون من ياسر عرفات وأنهم تقريبا يلمسونه، ونحن نسمعه يتحدث، وفي حال مددنا يدنا بإمكاننا أن نشم رائحته هذا كان يسبب متعة كبرى أيضا لرئيس الحكومة والمحيطين به وأنا أرى في ذلك شيء من الصبيانية".

 

حرره: 
م.م