دبابات الاسد في الجولان لقتال السلفيين وليس اسرائيل

 

بقلم: غي بخور

عبرت جهات في اسرائيل في الايام الاخيرة عن قلق من ان تترك قوة المراقبين من الامم المتحدة الموضوعة في الجزء السوري من هضبة الجولان مواقعها، لكن لاسرائيل خاصة مصلحة في ان يترك المراقبون.

وُضعت هذه القوة إثر اتفاق الفصل بين القوات بين اسرائيل وسوريا منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي وهي منذ ذلك الحين موضوعة في وضع فاسد في جيب الفصل بين اسرائيل والجيش السوري. والمراقبون ليسوا مسلحين ولا يفصلون بالفعل بين الطرفين بل يراقبون الفصل في ظروف عيش خمس نجوم، بيد ان الجيش السوري في السنتين الاخيرتين انتقضت عُراه ولم يعد موجودا بصفة قوة مهمة بالنسبة لاسرائيل بحيث أصبحت مهمة المراقبين لا داعي لها. وهم يشتغلون في الأساس بانتقال العرائس وطلاب الجامعات الدروز من جهة الى اخرى، وببيع التفاح من اراضي الدروز في اسرائيل لسوريا وبشؤون مدنية من هذا القبيل يُشك في ان تكون ضمن تفويضهم. وبعد ان اختطف عدد من المراقبين وأُفرج عنهم هرب عدد منهم بصورة مخجلة الى اسرائيل حتى لقد كفوا عن القيام بعمل الرقابة بصورة حقيقية.

كان الاسد في حينه يستعمل مراقبي الامم المتحدة هؤلاء ليُدخل أصابعه في هضبة جولاننا بواسطة شراء التفاح ذاك أو نقل الماء سرا، وأراد بذلك ان يشير الى أنه يرعى الدروز في هضبة الجولان الاسرائيلية. وتم هذا الدخول السوري بواسطة المراقبين وكان من المتاح آنذاك معارضة ذلك.

ولما كان الصراع السوري الداخلي يتوقع ان يستمر سنين طويلة حتى بعد سقوط النظام فانه ليس لنا أي اهتمام بصلة ما بسوريا. ومن هذه الجهة فان الارتباط بواسطة المراقبين يضايق فقط. علينا ان نغلق الحدود وألا نتدخل بأي صورة فيما يجري هناك حتى ولا عن طريق المراقبين الذين يتهمهم السلفيون المتمردون أصلا بأنهم مؤيدون لاسرائيل أو للاسد. ليس لنا أي اهتمام طائفي أو غيره فيما يجري في سوريا ولا يفترض ان يكون لنا اهتمام بحفظ قوة المراقبين هذه.

برغم علاقاتنا الاشكالية بالامم المتحدة، ترعى اسرائيل قوة المراقبين في هضبة الجولان وتمنحها جبهة داخلية، وليس لنا تاريخ سوّي مع الامم المتحدة ولا يوجد ما يدعو الى ان نفعل ذلك. تتدخل الامم المتحدة فيما يجري في اسرائيل في جميع المستويات حتى بشأن المتسللين من افريقيا وعلينا ان نصد هذا التغلغل باعتبار ذلك عمل سيادة. فلتتفضل الامم المتحدة اذا ولترسل مراقبيها الى دمشق أو فلتهتم بهم بنفسها.

لكن توجد مشكلة اخرى مع اتفاقات الفصل بين القوات بين اسرائيل وسوريا ومع قوة الامم المتحدة الفاسدة هذه. حاول بشار الاسد في الاشهر الاخيرة خاصة ان يحتل من جديد القرى الصغيرة في هذا الجيب وأرسل الى هناك دبابات، لكن اسرائيل اشتكت للمراقبين أنه ينكث الاتفاق وتراجع الرئيس السوري عن ذلك. لكنه اذا لم يرسل دبابات ومروحيات فكيف سيطرد عصابات السلفيين المسلحة من هناك؟ تشتكي اسرائيل من جهة ان حدودها تسيطر عليها عصابات من المخربين. وهي لا تُمكّن النظام السوري من جهة ثانية أو ما بقي منه من طردها.

يجب على اسرائيل ان تُبلغ الامم المتحدة أنها غير مسؤولة ولن تكون مسؤولة عن هؤلاء المراقبين وأنها تغلق الحدود اغلاقا محكما. انهم جزء من الخطاب السوري وهي نفسها تغلق الحدود تماما. وليس لاسرائيل مشاركة في الحرب الطائفية في سوريا أو في صناعة الأكاذيب الوسواسية التي عاشت عليها الامم المتحدة ومؤسساتها طول السنين. فقد حان وقت ان تدافع الامم المتحدة التي يتناول ما لا يحصى من قراراتها اسرائيل 'الفظيعة الرهيبة' بنفسها عن مراقبيها البائسين.