العاصفة تجتاح المنطقة

 

بقلم: نداف ايال

كل لحظة هي لحظة مصيرية في الشرق الاوسط، أو هكذا على الاقل يقول القول الدارج. ومع ذلك، فان اذار 2013 هو نقطة زمنية حاسمة. بعد عدة أشهر سيتخذ القرار في ايران - حل دبلوماسي أم حرب. هذا لم يعد تقدير استخباري آخر في وزارة الدفاع، هذا هو التقدير السائد في واشنطن. وفي هذه الاثناء فان نافذة اخرى آخذة في الانغلاق - نافذة التسوية مع الفلسطينيين. هذا هو رأي كل الاطراف، اولئك الذين يريدون تسوية سياسية واولئك الذين يريدون احباطها. في سوريا تعربد حرب أهلية في نهايتها تحتمل سيطرة قاعدية على أجزاء من الدولة، وفي الاردن يحاول الملك ان يصد، مثل الطفل الهولندي مع الاصبع في السد، سير التاريخ.
اوباما يأتي الى هنا في ذروة العاصفة الدائمة لحياتنا. ثمة كُتّاب امريكيون هامون يقولون انه جاء كسائح. احترامهم محفوظ، ولكن بتواضع شرق أوسطي يمكن الملاحظة فالقول - لا يأتي أي زعيم دولي الى اسرائيل كسائح. ليس أي رئيس أمريكي سائحا ولا يمكنه أن يكون سائحا عندما تطأ قدمه أرض اسرائيل. كما أن من يأتي للسماع ولا يتقدم بخطة، في أي مجال، يبث رسالة حرجة الى المنطقة والى المواطنين في اسرائيل.
اوباما ليس سائحا، هو رئيس الولايات المتحدة الامريكية، وهو يأتي مع القوة والرمزية اللتين في هذا المنصب. كل كلمة يقولها موزونة، كل بادرة مدروسة. السياسة لا تتغير في اسبوع، في شهرين او حتى في زيارة وحيدة. نحن لا نعرف ماذا سيفعل الامريكيون بالنسبة للمسيرة السلمية أو البرنامج النووي الايراني، ولكن من الصعب الافتراض الا يكون لهذه الزيارة وللقاءات التي سيعقدها اوباما أي تأثير.
إدارة اوباما الاولى، ولا سيما في سنواته الاولى، عانت من مشكلة اتصال. وكانت المشكلة داخلية وخارجية. فقد فشل الرئيس في نسج القصة التي عرضت على الشعب الامريكي، والدعم له هبط. هذا التحليل ليس تحليلي؛ هو تحليل اوباما نفسه. ولكن بالتوازي مع هذه المشكلة، ثارت ايضا مشكلة علاقات خارجية. ساد احساس بان هذا الرجل، الحاصل على عجل على جائزة نوبل للسلام، المحبوب جدا في العالم ولكن لا ينجح في تعزيز الاحلاف القديمة لامريكا واقامة احلاف جديدة.
كان هذا صحيحا بالنسبة لاوروبا وبريطانيا، وكذا بالنسبة لاسرائيل. قصة الغرام القصيرة والفاشلة لاوباما مع المسيرة السلمية الاسرائيلية - الفلسطينية خلفت طعما حامضا لدى الطرفين. وتوصل الرئيس الى الاستنتاج بان الزعماء على ما يبدو ليسوا شجعانا بما يكفي والطرفان شعرا بانه لمس وتراجع، حاول واختفى. في الادارة الامريكية فهموا الحاجة الى اعادة تثبيت انطباع التحالف بين واشنطن والقدس. ولهذا فان اوباما هنا.
ولكن السؤال هو ايضا ماذا تعلمنا نحن. من حيث التعريف، وبقوة الحاجة العميقة التي لنا لامريكا، فان الفشل الاكبر في العلاقات كان فشل القيادة الاسرائيلية. الكثيرون يتحدثون عما ينتظر من اوباما في الزيارة هنا، ولكن هيا نتحدث عما ينتظر من الاسرائيليين. في الماضي، درجت حكومة نتنياهو على المفاجأة (سلبا فقط) لادارة اوباما. بيانات متسرعة عن البناء في القدس - بناء لم يتم ولن يتم ابدا؛ اقتباسات من احاديث مغلق ضعضعت الثقة تماما؛ مزايدات تلفزيونية حيال رئيس مذهول؛ وبالاساس: غرس الانطباع بان رئيس وزراء اسرائيل يعتقد بان بطريقة ما، خفية عن العالم كله، فانه كيفما اتفق مساوٍ في القيمة لزعيم القوة العظمى التي نعتمد عليها جميعا.
ينبغي للتوقعات من هذه الزيارة الا تتجه فقط الى الرئيس اوباما. المطلوب من قيادتنا هو الاستيعاب باننا نحتاج الى اوباما أكثر مما يحتاج هو لنا. اليوم عند الظهيرة يصل الى اسرائيل رئيس شعبي، في ولايته الثانية، مع إرث متماسك سيدخله منذ الان الى كتب التاريخ وقدرة على اتخاذ قرار قريبا في الموضوع الايراني. سائح أم لا، عانقوا اوباما بشدة، هو ما يوجد لنا.
معاريف