المشهد الاسرائيلي من 20 إلى 27 أيار 2013

أولا: المشهد السياسي

- اتجهت الأنظار إلي الزيارة الرابعة لوزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" للمنطقة، وما قد يتمخض عنها بعد اللقاءات التي أجراها مع القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية، جولة كيري الحالية تأتي ضمن سلسلة من الزيارات المتعددة بهدف إحياء عملية التسوية والشروع في المفاوضات المباشرة، فلقد استهل كيري زيارته الحالية بزيارة أكثر من عاصمة عربية، حيث كانت عمان محطته الأولي لمتابعة ملف تطور الأوضاع في سوريا والبحث في مساهمة الأردن بدفع الجهود الأمريكية لتهيئة الأجواء للعودة للمفاوضات،ورغم أهمية محطة عمان إلا أن المحطتين الأهم والأبرز للزيارة هما إسرائيل ورام الله، ففي إسرائيل التي زارها أولا التقي مرتين برئيس الحكومة نتنياهو للبحث في كيفية إحياء عملية السلام وسبل العودة للمفاوضات،وتناولت اللقاءات الوقوف علي حقيقة الموقف الإسرائيلي من المطلب الفلسطيني القائم علي أساس حل الدولتين وحدود الدولة الفلسطينية وموقف نتنياهو من حدود 1967م، ووقف البناء الاستيطاني ،مصادر مطلعة وقريبة قالت لصحيفة معاريف أن كيري طالب نتنياهو بوقف الاستيطان صراحة للشروع بالمفاوضات باقصي سرعة ممكنة.

- من جانبه  صرح نتنياهو في مستهل اجتماعه مع الوزير كيري، بان إسرائيل ترغب في تحريك عملية السلام مع الفلسطينيين، معربا عن أمله في أن تحدو الفلسطينيين رغبة مماثلة أيضا،وقال أنه يثمن دور واشنطن التي تعمل على استئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، وبدوره قال كيري أن العمل الجاد والصبر كفيلان بوضع المسيرة السلمية على مسارها الصحيح،على صعيد آخر أشار كيري إلى أن أعمال العنف والفظائع في سوريا بدأت تنتشر في الأردن ولبنان الأمر من شانه التأثير على إسرائيل.

- المفاوضات التي أجراها الوزير كيري في تل أبيب ورام الله هدفت إلي إيجاد قواسم مشتركة بين الطرفين للبدء في المفاوضات،فلقد نقل كيري لنتنياهو المطلب الفلسطيني بخصوص تحديد موقفه من قبول حل الدولتين علي أساس قيام دولة فلسطينية علي حدود 1967م، ووقف الاستيطان، كما أوضح له موقف واشنطن من قضية الاستيطان التي تعتبرها عقبة حقيقية تقف حائلا في وجه العودة للمفاوضات،انتهت اللقاءات دون أن يسمع كيري من نتنياهو إجابات محددة بخصوص هذه المطالب، المفاوضات لم تسفر عن تسجيل تقدم عملي وحقيقي بين الطرفين، هذا ما عبر عنه كيري عند مغادرته في مطار "بن جوريون"وهو في طريقه إلي عمان لحضور المنتدى الاقتصادي العالمي الذي من المقرر أن يعقد اجتماعاته في منطقة البحر الميت ،حيث قال للصحفيين،لازال الخلاف بين الطرفين قائما،فلإسرائيل مطالب أمنية ،وللفلسطينيين مطالب خاصة بتوضيح حدود الدولة الفلسطينية ،وأضاف الطريق الوحيدة لحل هذه الإشكاليات هو المفاوضات المباشرة بين الطرفين،وأضاف إن القيادة الفلسطينية وكذلك الإسرائيلية قريبتان من اتخاذ قرارات حاسمة،وبحسب ما نشر موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" فقد أكد كيري على المحادثات الايجابية التي أجرها مع القيادة الفلسطينية والإسرائيلية، مؤكدا على قرب اتخاذ قرارات حاسمة من القيادتين، ولا مانع من أعطائهما فرصة أضافية للتفكير تمتد أسبوع إلى أسبوعين،وأضاف كيري بأنه يتمنى على حكومة إسرائيل أن تعمل خلال الشهور القادمة في موضوع الاستيطان،وموقف الولايات المتحدة واضح برفض شرعنة البؤر الاستيطانية،وأكد كيري على موقف الرئيس الأمريكي الذي أعطى مهلة لعدة شهور للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لاتخاذ الخطوات الكفيلة للعودة إلى المفاوضات، لأنه سيقوم بعد ذلك بالتصريح عن الطرف الجاد للسلام والطرف الذي يعطل العملية السلمية في المنطقة.

- هذا وقد نشرت بعض الصحف عن خطة سيقدمها كيري للطرفين في حال عدم التوصل لقرارات من قبل الطرفين،خطة تقوم علي أساس ثلاث عناوين رئيسية، الأمني و الاقتصادي والسياسي،وسيكون للعنوان السياسي الأهمية من بين العناوين والذي بموجبه سيحدد كيري خطته للتحرك، ويتضمن هذا العنوان ،تجميد مؤقت للبناء وراء الخط الأخضر ومناطق القدس الشرقية،وتعهد فلسطيني بوقف الحصول على ترقيات في المحافل الدولية، أو ملاحقة "إسرائيل" أمام محاكم الجنايات الدولية.

- ولتوضيح الموقف الأمريكي من عملية السلام،والجهود التي يبذلها جون كيري لتقريب وجهات النظر بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي السابقة لهذه الجولة، نتوقف عند توبيخ كيري للسفير الإسرائيلي في واشنطن بعد قرار الحكومة الإسرائيلية بشرعنة أربع مستوطنات عشوائية وغير قانونية وفقا للقوانين الإسرائيلية نفسها في الضفة الغربية، توبيخ كيري للسفير الإسرائيلي بمثابة رسائل في أكثر من اتجاه أراد أن تصل قبل زيارته،الرسالة الأولي لرئيس الحكومة نتنياهو وحكومته مضمونها أن كيري والإدارة الأمريكية تنظرا إلي مثل هذه الأفعال بعين الشك والريبة لنوايا الحكومة الإسرائيلية، وان هذه السياسة لم تعد محتملة، وسببا في عرقلة الجهود التي يقوم بها الوزير كيري لإحياء عملية التسوية، الرسالة الثانية للرئيس أبو مازن مضمونها بان الإدارة الأمريكية تري في الاستيطان حجر عثرة وأنها لا توافق الحكومة الإسرائيلية في سياستها الاستيطانية، وهي رسالة طمأنة للرئيس أبو مازن علي الموقف الأمريكي المحايد، وهي كذلك رسالة إلي دول الإقليم المعنية بالمفاوضات والتي تبدي رغبة في الانخراط في عملية التسوية، بان جهودها وانخراطها يتقاطع مع الموقف الأمريكي الذي لا يتفق مع السياسة الإسرائيلية الاستيطانية، الإدارة الأمريكية تبدو علي ما يبدو انها  جادة جهودها وفي معارضتها للاستيطان،فقد تجلي ذلك وإضافة إلي توبيخ كيري للسفير الإسرائيلي،حضور غير مسبوق لمسؤول ملف المستوطنات في السفارة الأمريكية في إسرائيل "اندرو شوت" جلسة المحكمة العليا الإسرائيلية يوم الأربعاء، التي تنظر في الدعوة التي تقدمت بها حركة "السلام الآن" الإسرائيلية لإخلاء ستة بؤر استيطانية في الضفة الغربية، وبحسب ما نشر موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" فقد جاء حضور المسؤول الأمريكي لجلسة المحكمة في أعقاب ما أعلنته حكومة إسرائيل نيتها شرعنة أربعة من هذه البؤر،يشار إلى أن هذه البؤر سبق وصدر قرار من المحكمة بأخلائها ولكن الجيش الإسرائيلي يتباطأ في تنفيذ هذا القرار، ما دفع حركة "السلام الآن" التوجه للمحكمة العليا والطلب من الجيش تنفيذ أوامر الأخلاء .

- عملية التسوية والعودة للمفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين،تعتبر الموضوع الرئيسي في جولة كيري الحالية في المنطقة،رغم تزاحم الملفات التي يحملها كيري ليتشاور حولها مع بعض قادة بلدان المنطقة ،كالملف السوري وتداعياته السياسية والأمنية علي دول المنطقة بما فيها إسرائيل، وكذلك ملف البرنامج النووي الإيراني وملف سلاح حزب الله، فوزير الخارجية الأمريكي يعمل في أكثر من مسار دبلوماسي يعتقد أنها وان بدت مسارات مختلفة لكنها في نهاية المطاف متشابكة ومترابطة وكل مسار يؤثر في المسارات الاخرى، وإعطاء الأولوية لمسار عملية التسوية يأتي من منطلق قناعة كيري بان هذا الملف هو أبو الملفات، لهذا الاعتقاد يعطي كيري هذا المسار أولويته القصوى ويجعله فاتحة الحلول لمجمل الملفات الاخري .

رئيس الحكومة الاسرائيلية ولقائه مع وزير الخارجية البريطاني "وليم هيج"

- جولة جون كيري الحالية وجولاته السابقة منسقة مع أطراف دولية وإقليمية ذات علاقة بعملية التسوية،فلقد تزامنت جولة كيري للمنطقة مع جولة وزير الخارجية البريطاني "وليم هيج" لإسرائيل ورام الله، حيث اجتمع مع القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية، وقد صرح "وليم هيج" بعد سلسلة اجتماعاته بالمسئولين من الطرفين، أن بلاده تدعم الجهود الأمريكية ومستعدة لبحث إمكانية مساهمتها في إحياء عملية التسوية، وكذلك نتلمس هذا التنسيق علي المستوي الإقليمي مع الأردن المحطة المهمة في الزيارة،ليس فقط لبحث ملف التطورات في سوريا وتداعياته، وان كان له أولوية مستعجلة بالنسبة للأردن، فالملف الأهم من الناحية الإستراتيجية للأردن هو ملف عملية التسوية،ليس فقط نتيجة العلاقة التاريخية والجغرافية مع فلسطين، وحرص الأردن علي حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بالطرق السلمية، بل لإدراك الأردن أن إحياء عملية التسوية من جديد وإشاعة أجواء السلام في المنطقة يعتبر نجاحا للسياسة الأردنية التاريخية، ويساهم في استقرار الأردن سياسيا وامنيا، وكذلك نلاحظ التنسيق مع تركيا التي زار رئيس وزرائها "اردوغان" واشنطن الأسبوع المنصرم للتباحث مع الإدارة الأمريكية في شؤون المنطقة والدور السياسي والأمني المنوط بها، ومعرفة مدي مساهمتها في الملف السوري، وملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، فلتركيا دورا مستقبليا محوريا بالتنسيق والتشاور مع الإدارة الأمريكية .

 

الرؤية الإسرائيلية للجهود الأمريكية :

- أرخت الجهود الأمريكية التي يقودها "جون كيري" بظلالها علي الساحة السياسية الإسرائيلية،فلقد خلقت أجواء من النقاشات الحادة بين مختلف الأطياف السياسية الحزبية، المعارضة وتلك المشاركة في الحكومة،فالحكومة الإسرائيلية تتعامل مع الجهود الأمريكية وعملية التسوية بانتهازية عالية،حيث تستغل الاندفاع الأمريكي لإحياء علمية التسوية لابتزازها لمعالجة ملفات أخرى ترى إسرائيل أنها أهم من ناحية التأثير الاستراتيجي على أمنها واستقرارها من ملف المفاوضات،فهي تحاول أن تجر الإدارة الأمريكية للانخراط المباشر عسكريا وامنيا لمعالجة الملف السوري، وكذلك معالجة ملف البرنامج النووي الإيراني، وملف سلاح حزب الله والمخاطر التي يشكلها هذا السلاح علي امن واستقرار إسرائيل .

 

 - النقاشات والجدل في إسرائيل حول عملية التسوية يرافقها تصريحات متناقضة من أطراف مشاركة في الحكومة الإسرائيلية، تناقضات  تعبر عن خلافات حقيقية في رؤية الأحزاب المشاركة في الحكومة لعملية التسوية ،تناقض يخلط الأوراق أمام الدبلوماسية الأمريكية ويشتت تركيزها، فلقد صرحت "تسيفي ايفني" وزيرة العدل الإسرائيلية ورئيسة طاقم المفاوضات إن الأيام المقبلة حاسمة للجهود الرامية إلى إحياء محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية المجمدة،وأضافت "ليفني" إن "الجهود المبذولة لإطلاق المفاوضات لا ينبغي أن تقع فقط على عاتق الولايات المتحدة الأمريكية ولكن أيضاً على الطرفين ومن السهل الوقوع في لعبة اللوم، واقترح على الجميع بما في ذلك الفلسطينيين الامتناع عن القيام بذلك الآن، وتابعت بالقول، إن الهدف من ذلك هو إعادة إحياء المفاوضات وإنهاء الصراع، وآمل أن يدرك الفلسطينيين ذلك، مضيفةً أن الأيام والأسابيع المقبلة ستكون حاسمة ومن المهم الاستمرار في تركيز الجهود،والوقف الفوري لحملة الاتهامات المتبادلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين .

- وفي تناقض لافت صرح "يائير لبيد" وزير المالية وزعيم حزب "يوجد مستقبل"، صرح لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، انه يرفض وقف البناء في المستوطنات داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 أو حجب الامتيازات المالية التي تعطيها الحكومة لكل يهودي يأتي إلى المستوطنات للإقامة فيها، وأضاف أن الإسرائيليين يريدون السلام والأمن فيما يريد الفلسطينيون السلام والعدالة وهذان أمران متباينان وعلى هذا التباين يجب أن نتغلب، وأكد لبيد تمسك إسرائيل بالقدس المحتلة لتبقى القدس كلها عاصمتنا، لأننا لم نأت من أجل لا شيء، وابدي لبيد رغبته باتفاق مؤقت مع حدود مؤقتة بدلاً من معاهدة سلام كاملة لإقامة الدولة الفلسطينية، هذه التصريحات التي أدلى بها لبيد تشكل عقبة حقيقية أمام اتخاذ الحكومة الإسرائيلية قراراً باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين في موازاة وقف الاستيطان،وتوضح حقيقة موقف الحكومة الإسرائيلية من عملية التسوية ،فمواقف لبيد الذي كان يصنف بأنه يمثل الوسط الحزبي لا تختلف عن مواقف الشريكين الآخرين في الحكومة "الليكود" و "البيت اليهودي"، وأنه باستثناء الحزب الصغير الذي تقوده ليفني "الحركة" فإن غالبية أعضاء الحكومة تعارض تقديم أي تنازل يهيئ الأجواء للعودة للمفاوضات، هذا ومن جانبه حاول عضو الكنيست النائب من حزب "يائير لبيد، يوجد مستقبل، عوفر شيلح" تخفيف حدة تصريحات زعيم حزبه لبيد إذ أعلن أن الحزب يدعم الجهود ألأميركية لاستئناف المفاوضات مضيفاً أن السلام هو مصلحة عليا لإسرائيل.

- تصريحات لبيد لاقت ردود أفعال قوية ،فلقد انتقدت وزيرة العدل ومسؤولة ملف المفاوضات مع الفلسطينيين تصريحات لبيد وقالت أن هذا التصريح لا يساهم في دفع عملية السلام وبالذات في الأسبوع الذي يصل فيه وزير الخارجية الأمريكي كيري للمنطقة،وأضافت ليفني في اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أن الوضع الحالي يضر بمصالح إسرائيل،ودعت ليفني إلى استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية باعتباره أولا وقبل كل شيء أنها مصلحة إسرائيلية، وأكدت ليفنى لأعضاء اللجنة أن الجمود يوجه ضربة على حد سواء لشرعية إسرائيل وحريتها في التصرف عسكريا إذا لزم الأمر،محذرة من أن الموقف الفلسطيني يزداد قوة و يكتسب تأييدا دوليا، تصريحات ليفني تأتي متناقضة مع تصريحات مستشارها السياسي الخاص  "تال بيكر"، الذي عبر عن تشاؤمه الكبير حول احتمالية التوصل لاتفاق سلام دائم مع السلطة الفلسطينية خلال السنوات القريبة القادمة، وقال "بيكر" خلال اجتماعات مغلقة جرت في الأسابيع الأخيرة، نه من غير المعقول التوصل لاتفاق دائم ولحل دولتين في المستقبل القريب في ظل وجود محمود عباس في رئاسة السلطة الفلسطينية، الجانب الإسرائيلي لديه شعور قوي بأن أبو مازن غير متحمس للعودة للمفاوضات في الوقت الذي تريد فيه إسرائيل العودة،وأضاف، الشارع الفلسطيني يرفض العودة للمفاوضات، وأبو مازن يعرف ذلك ويخشى من دفع الثمن في حال عوده للمفاوضات، وأنا أعتقد أن الضغط الأمريكي سوف يؤتي ثماره، وسيوافق أبو مازن على العودة للمفاوضات حتى لا يغضب الأمريكان، وتابع بالقول، سيوافق أبو مازن على العودة للمفاوضات بل وسيوافق على الالتقاء مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو .

وزير المالية وزعيم حزب يوجد مستقبل "يائير لبيد"

- وفي موقف أخر صرح شمعون بيرس أثناء استقباله للرئيس الفرنسي السابق "سركوزي" قبل يومين أثناء زيارة كيري لإسرائيل ،انه يوجد توافق في إسرائيل علي حل الدولتين وانه يجب مضاعفة الجهود لدفع المسيرة السلمية للأمام،هذا وقد أعلنت صحيفة "يديعوت احرنوت" أن الرئيس بيرس سيتوجه صباح غد الأحد، إلى الأردن في زيارة خاصة لتمثيل إسرائيل في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في منطقة البحر الميت، ويشارك في المؤتمر الاقتصادي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس محمود عباس ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن بيريس سيعقد خلال تواجده في المؤتمر عددا من اللقاءات السياسية، دون أن يفصح ديوانه عن أسماء زعماء الدول العربية المشاركة في المؤتمر والتي من المقرر أن يلتقي قادتها بيرس، وكانت صحيفة "هآرتس" ذكرت في وقت سابق أن بيرس سيلتقي على هامش المنتدى الاقتصادي مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وشخصيات أخرى مشاركة في هذا المؤتمر.

 

ثانيا : الملف الأمني

- في تقييمه للأوضاع الأمنية الخطيرة المحيطة بإسرائيل صرح وزير جيش الاحتلال "بوجي يعلون"على أن الرئيس السوري بشار الأسد يفقد سيطرته على سوريا تدريجياً، حتى لو كان قد ظهر مؤخراً على أنه مسيطراً على زمام الأمور في بلاده، رغم أن الواقع غير ذلك،وأشار في كلمة له أمام المؤتمر السنوي للأمن القومي الذي عقد أمس الأربعاء في "هرتسيليا" إلى أن المنطقة تمر في حالة عدم الاستقرار المزمن والذي من المتوقع أن يستمر لفترة طويلة، واصفاً الوضع الأمني على عدة جبهات مختلفة بالصعب والعميق الذي سيمتد لأكثر من جيل،ولفت الوزير يعالون إلى أن التهديد الطبيعي أو التقليدي قد انخفض بدرجة كبيرة، في حين أن التهديد الحقيقي والواقعي قد ارتفع مقابل ذلك، وأن الجيش السوري الذي حاول أن يصل لتوازن استراتيجي مع "إسرائيل" منشغل الآن في الحرب على بقاء نظامه،وأوضح يعالون أن على الرغم من ذلك إلى أن هناك العشرات من الصواريخ لا زالت تهدد أمن "إسرائيل" المستقبلي، مؤكداً على أن هذا الواقع ممكن أن يتطلب مرة واحدة أن نكون بجدية مستعدين في أي وقت كان.

وزير جيش الاحتلال "يعلون" ورئيس هيئة الاركان "غانتس"

وقال يعالون "إن سوريا وحزب الله يريدون أن يجلبوا للمنطقة وسائل قتالية ممكن أن تمس بتفوقنا الجوي والبحري وسلاح دقيق جداً لإصابة أهداف في إسرائيل"، مضيفاً "نحن نعمل في هذا الاتجاه ويجب أن نمنع ذلك بصورة مسئولة وعقلانية،وأكد يعالون على أن "إسرائيل" لن تتدخل في الصراع الدائر في سوريا، نافياً ما تداولته بعض وسائل الإعلام من أن "إسرائيل" تؤيد طرف على طرف آخر، لافتاً إلى أن الجيش الإسرائيلي قد حدد عدة أسس سيعمل بها في حال شعر بالخطر على مصالحه الخاصة مثل نقل أسلحة متطورة إلى لبنان،وتطرق يعالون إلى أمر آخر وهو الحفاظ على الهدوء في الجولان والحفاظ على سيادة "إسرائيل" في الشمال، قائلاً "يجب إدارة ذلك بكل مسئولية، يجب أن نكون مستعدين لكل تطور، معرباً عن تقديره من أن الوضع في سوريا لا ينذر لحرب قريبة أو على الأقل خلال الأشهر القليلة القادمة.

- وتناول وزير جيش الاحتلال موشيه "بوغى يعلون" تسخين الوضع في الجولان وقال في جولة في الوحدة البحرية 13 وفي بارجة في قاعدة سلاح البحرية في حيفا أن "سياستنا واضحة،نحن لا نتدخل في ما يجري في سوريا، ولا نتدخل بالطبع في الحرب الأهلية .

وبالنسبة للوضع في هضبة الجولان، نحن لا نسمح ولن نسمح بانتقال النار إلى أراضينا، ومع أن رئيس الأركان قدر بان احتمالات الحرب الشاملة منخفضة، ولكن يجب الاستعداد للأسوأ.

- أما حول التهديد الإيراني قال يعالون، إن التهديد الإيراني هو التهديد رقم "1" والأكثر إلحاحاً، والإيرانيون يعتقدون أننا مرتبطون بضوء أخضر من دولة عظمى، وأن حزب الله يستعد ليوم القتال كرد في حال تعرض إيران لهجوم، وعندما يجري أو يحدث كل ذلك بدون أن يكون هناك غطاء نووي يجب علينا أن نفهم ماذا سيحدث لو كان هناك غطاء مثل هذا وسنقوم بكل شيء من أجل أن لا يحدث ذلك. 

http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTff5Z0vNC09Z-Bep9mSRO39U8NgWCi0WkJnBD6_LzhrjCQ0aV9

- من جانبه وفي استعراض التحديات والمخاطر التي تعصف بالمنطقة والتي تشكل خطرا علي الأمن الإسرائيلي جراء تطور الأحداث في سوريا والجبهة الشمالية بمجملها، تطرق رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي "بيني غانتس" إلى التحديات الأمنية التي تواجه جيشه خلال هذه المرحلة، قائلاً،بسبب حالة عدم الاستقرار في منطقتنا فإن الجيش الإسرائيلي وجد نفسه أمام سيناريو حقيقي يتمثل بصراع طويل على عدة جبهات في آن واحد،ولفت غانتس في كلمة له في الحفل الختامي لدورة قيادة الأركان إلى أن الجيش يعيش في واقع شديد الصعوبة من الأجدر به أن يكون على قدر المسئولية، وأعرب غانتس عن اعتقاده من أن الجيش الإسرائيلي يجب عليه أن يعمل بايجابية وفعالية وبتنسيق كامل من أجل أن نضمن النصر في كل معركة مستقبلية محتملة، وقال يجب على الجيش أن يكون على أهبة الاستعداد في كل لحظة من أجل أن نستطيع حسم أي مواجهة بكل سرعة، وفي نبرة تهديد للرئيس الأسد قال "غانتس" وبعد تجوله على الحدود السورية، عندما ألقى كلمة في ندوة عقدها مركز بحوث الأمن القومي في جامعة حيفا، قال، لن نسمح بأن يصبح مجال هضبة الجولان مجالا مريحا للرد بالنسبة للأسد، ويجب أن نعرف بأننا كيف ندافع عن أنفسنا وأن نرد أيضا عند الحاجة،وكشف "غانتس" النقاب عن أنه لا يمر يوم لا نكون فيه في وضع اتخاذ قرارات على حدث يمكن أن يؤدي بنا إلى تدهور مفاجئ وغير قابل للتحكم، ولكنه شدد على أن احتمال اندلاع حرب شاملة منخفض،مهمتنا الحرص على أن تكون الأحداث من هذا النوع قصيرة قدر الإمكان، ومن أجل الوصول إلى ذلك يجب على العمل أن يكون ردنا قوي جدا ومتماثل في ظل استخدام كل الوسائل، القتال البحري، البري، الجوي، وكذا القتال تحت الأراضي الذي بدأ يتطور.

- واستعدادا لأي حرب مفاجأة يبدأ في "إسرائيل" غداً تدريب عسكري واسع يحمل عنوان "أسبوع الجبهة الداخلية – جبهة متينة"، ويستمر حتى الخميس، وذلك بهدف فحص جاهزية السلطات المحلية لحرب شاملة تشمل تعرض "إسرائيل" لهجوم صاروخي من جبهات عدة، واحتمال أن تحمل الصواريخ رؤوساً غير تقليدية، ويجري هذا التدريب للسنة السابعة على التوالي، إذ بدأ عام 2007 لاستخلاص العبر من الحرب الأخيرة على لبنان عام 2006، وكان يحمل في الماضي عنوان «نقطة تحول»،وستطلق صفارات الإنذار الاثنين المقبل مرتين، في الصباح لفحص جاهزية المدارس لحماية الطلاب، وفي ساعات المساء لفحص الجاهزية في المنازل. وسيتم تركيز فحص الجاهزية وسط "إسرائيل"، ومنطقة تل أبيب، وكان مفروضاً أن يجري التدريب قبل ثلاثة أسابيع، لكن تم تأجيله في أعقاب النشر عن هجمات نفذها سلاح الطيران الإسرائيلي على مواقع في سورية، وارتأت إسرائيل التأجيل لتفادي بث رسالة بأنها تستعد لحرب، ويتزامن التدريب مع تواتر تصريحات مسؤولين "إسرائيليين" كبار بأن "إسرائيل" تتأهب لحرب مفاجئة، وبأنها لن تسمح بوصول أسلحة من سورية إلى «حزب الله».

"ايال ايزنبرغ" قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية

- من جهته أعلن وزير الجبهة الداخلية "يغال أردان" أن تدريب هذا العام يحمل معاني مهمة وفورية أكثر من أي وقت مضى، مضيفاً أن "إسرائيل" تدرك أن أعداء "إسرائيل" سيحاولون دب الرعب واستنزاف مواطنيها، وأن السؤال لم يعد هل تتعرض "إسرائيل" إلى صواريخ من حدودها مع لبنان وسورية وقطاع غزة إنما متى يحصل ذلك ؟؟، وسيتمحور التدريب في فحص جاهزية السلطات المحلية لتوفير الأمان لسكانها في المجالات المختلفة. وسيتم التدرب للمرة الاولى على إرسال بلاغات للمواطنين عن سبل الحماية والسلوك الصحيح عبر أجهزة الهاتف الخلوي، وقال قائد «الجبهة الداخلية في الجيش العقيد "ايال آينزنبرغ" إن من شأن تحضير السكان لمواجهة حرب، أن يعزز المناعة، والواقع الأمني الحالي يستوجب منا أن نكون في تأهب متواصل.

- وفي ذات المضمار، التسخين علي الحدود الشمالية وبما يوحي بان الحرب باتت علي الأبواب ،ذكرت صحيفة هآرتس العبرية نقلا عن كلمات بعض القادة الإسرائيليين في المؤتمر السنوي السادس وخلال ندوة لمعهد فيشر للبحوث الإستراتيجية في هرتسيليا، أن قائد سلاح الجو اللواء "أمير أيشل" حذر من حرب مفاجئة بأشكال كثيرة، وأحداث تتصاعد بسرعة كبيرة تتطلب الجهوزية العالية في غضون ساعات، وتطرق "أيشل" للتوتر على الحدود الشمالية في الأسابيع الأخيرة الماضية قائلا، أن الاستعدادات لحرب مفاجئة مع سوريا ذات صلة مضاعفة عن الماضي، حيث أن سوريا تواصل التزود بأفضل وسائل القتال والتكنولوجيا الروسية، وأضاف، الأسد مع القليل من ميزانيته، استثمر المليارات في شراء صواريخ مضادة للطائرات من طراز SA-17 وSA-24 وSA-22 و SA-300 التي على الطريق، وعندما تنشأ الحاجة، سيكون بوسع سلاح الجو أن يكون مستعداً لاستخدام كل قدراته في غضون ساعات.

"أمير ايشل" قائد سلاح الجو الإسرائيلي

- وفي خطوة عملية واستعدادا لأي تطور ميداني في جبهة الجولان ،صادق الجيش الإسرائيلي على عودة "فرق التأهب" التابعة لميليشيا المستوطنين في هضبة الجولان إلى التدريب على السلاح، وأضافت صحيفة "معاريف" العبرية يوم الجمعة، أن الجيش الإسرائيلي صادق الخميس على مطالب المستوطنين في الجولان لتزويدهم بالسلاح للتدريب.وذكرت الصحيفة انه على خلفية التوتر بين سوريا وإسرائيل خلال الفترة الماضية، ساد توتر بين الجيش الإسرائيلي وميليشيا المستوطنين، وكانت هناك مطالب مستمرة خلال الفترة الماضية من قبل المستوطنين بالسماح لهم بالاستعداد لأي سيناريو قادم، وأكدت الصحيفة أن الجيش ابلغ المستوطنين الخميس بان "فرق التأهب" ستستأنف تدريباتها على إطلاق النار، وتم إزالة العقبات التي منعت أفراد فرق التأهب من الحصول على تصاريح حمل السلاح، ولفتت الصحيفة إلى أن الحياة تسير بشكل طبيعي في المستوطنات الإسرائيلية القريبة من خط وقف إطلاق النار في الجولان.

- من جانبه واستمرارا لحالة التسخين والتهديدات المتبادلة بين إسرائيل من جهة وحزب الله وسوريا من جهة أخري ،صرح الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني إن القيادة السورية جادة بشأن فنح جبهة الجولان وإنه لم يتبق سوى التطبيق العملي،وأضاف قاسم في مقابلة الجمعة مع قناة الميادين اللبنانية إن سوريا لديها قدراتها، لكن المقاومة جاهزة لمساعدة أي مقاوم ضد إسرائيل، لافتا إلى أن سوريا هي من يجب أن يفتح جبهة الجولان وليست بحاجة إلينا لأنها تملك القدرات، غير أن الشيخ قاسم أكد في حديثه أنه إذا ما طلبت منه دمشق فان حزب الله على استعداد للمساعدة، وحول ما إذا كان تدخل حزب الله سيكون بمثابة استفزاز لإسرائيل قال الشيخ قاسم، إن حزب الله لا يكترث لذلك موضحا أن إسرائيل إذا كانت مقتنعة بحاجتها لخوض حرب وتحقيق إنجازات، فسوف تتخذ قرارا بخوض حرب، ولدينا من القوة ما يكفي لمواجهة أية حماقة من قبل إسرائيل .

- اما علي الجبهة الجنوبية، فلازال الهدوء بين قطاع غزه وسيناء مع الحدود الاسرائيلية سيد الموقف، رغم ما شاب سيناء من احداث داخلية تجلت في خطف الجنود المصريين علي ايدي جماعات اصولية متطرفة قد تصدر ازمتها اثر خطفها للجنود المصريين لتسخين الجبهة مع اسرائيل.

- الجبهة الاخري "جبهة الضفة الغربية" ،التي تشهد هدوءا وتسخينا وفقا للظروف والمعطيات الميدانية ،تشهد هذه الجبهة صدامات تفرضها عصابات المستوطنين تحت ما يسمي "جباية الثمن"، حيث تقوم بالاعتداءات اليومية علي السكان وممتلكاتهم ومزارعهم ومساجدهم، تحت سمع وبصر وحماية الجيش الإسرائيلي .

- الاحتجاجات الشعبية الفلسطينية تعبيرا عن هذه العمليات الإجرامية ليس مسموحا بها ومخالفة للقانون العسكري للجيش الإسرائيلي الذي يبدي قسوة كبيرة في مواجهة أية احتجاجات شعبية سلمية، هذا وقد كشف عضو الكنيست العربي احمد الطيبي خلال جلسة للكنيست الإسرائيلي أن الجيش الإسرائيلي خصص وحدة للكلاب يتم تدريبها لمهاجمة أي عربي يقول 'الله أكبر،وكشف الطيبي أن هذه الكلاب ستقوم إثر ما تلقّته من تدريب بمهاجمة المصلين فور قول كلمة الله أكبر.  وأضاف في خطابه ل 'الكنيست': هل هذه هي أخلاقكم التي تتفاخرون بها أمام العالم ؟!وتابع، وها أنا أقول الله أكبر، فهل توجد كلاب هنا لتهاجمني ؟!.

- وفي تزييف للواقع تواصلت حملة التحريض ضد الفلسطينيين وإظهار جنود الاحتلال كضحايا للعنف الفلسطيني وعجز الأوامر العسكرية التي يحملونها عن حمايتهم من هذا العنف،الحملة التحريضية دشنتها الأسبوع الماضي صحيفة " معاريف " العبرية اليمينية عبر تحقيق استطلع مشاعر جنود الاحتلال في الضفة الغربية مشاعر الغصة والاهانة والمذلة التي يشعرون بها نتيجة عجزهم عن مواجهة المتظاهرين الفلسطينيين كجنود محاربين ما حولهم إلى " بطة " يستهدفها الفلسطينيون متى أرادوا الأمر الذي انعكس سلبا على معنوياتهم حسب تعبير التحقيق الصحفي الذي أثار ردود فعل عاصفة وغاضبة ومتنوعة من حيث المصدر والشدة طالت كافة أطياف الساحة السياسية الإسرائيلية التي تبارى قادة أحزابها في طرح الطرق والتعديلات وإطلاق الدعوات المستعجلة الهادفة إلى حماية الجنود وتعديل أوامر إطلاق النار بما يمكنهم من الدفاع عن أنفسهم ويسمح لهم بالتصرف كجنود محترفين وليس كأهداف ثابتة للحجارة الفلسطينية لا حول لهم ولا قوة حسب تعبير العديد من قادة إسرائيل السياسيين والإعلاميين الذي تجندوا لدعم حملة " معاريف" والتحريض على الفلسطينيين،هذا وقد انضم للحملة المستوطنين حيث أعلن رؤساء المستوطنين عن نيتهم تنظيم مظاهرة احتجاجية يوم الجمعة، لمطالبة الجيش الإسرائيلي بتسهيل قوانين إطلاق النار على المواطنين الفلسطينيين، تحت دواعي أمنية،وذكرت صحيفة هآرتس أن المستوطنين ينوون التظاهر بالقرب من مخيم العروب في مدينة  الخليل، ومخيم الجلزون بالقرب من مستوطنة بيت أيل، وبالقرب من قرية كفر قدوم في مدينة نابلس،ويطالب المتظاهرون المستوطنين الجيش الإسرائيلي بتسهيل قوانين إطلاق النار على المواطنين الفلسطينيين، وذلك في أعقاب مقتل المستوطن الإسرائيلي " افيتار بوروفسكي"، مطلع شهر مايو الحالي على يد شاب فلسطيني بالقرب من مفترق تبواح، في غضون ذلك لا يزال قائد المنطقة الوسطى "نيسان ألون"، مصراً على موقفه حول تقليص عمليات إطلاق الرصاص الحي على المواطنين الفلسطينيين بدواعي أمنية، رافضاً بذالك الضغوطات التي تمارس عليه من قبل المستوطنين في هذا السياق.

حرره: 
م.م