المشهد الإسرائيلي الأسبوعي من 24 حزيران إلى 2 تموز

أولا : المشهد السياسي

- جولة جديدة تضاف إلي جولات مكوكية سابقة قام بها جون كيري للمنطقة لإحياء عملية السلام وإعادة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلي طاولة المفاوضات بعد ما يقارب الثلاث سنوات من الجمود والوقف الكامل للمفاوضات،جهود كيري تصطدم كل مره بتعنت إسرائيلي يغلق الباب أمام أي فرصه لتجديد المفاوضات،التعنت الإسرائيلي تجلي في جملة من التصريحات أطلقها قادة وزعماء من وزراء الحكومة وأعضاء كنيست من أحزاب اليمين تمحورت حول معارضتهم لحل الدولتين وطرحهم لتصورات غير واقعية لحل الصراع ،وكذلك تجلي التعنت بحملة استيطانية محمومة تجاوزت بناء مئات الوحدات السكنية في مستوطنات منتشرة في القدس والضفة الغربية،وإضفاء الشرعية علي مستوطنات كانت تصنف وفق القانون الإسرائيلي أنها غير شرعية ،وكذلك تجلي التعنت في بلورة مجموعة من مشاريع القوانين العنصرية تستهدف إضفاء الطابع اليهودي علي هوية الدولة وتهميش القوميات والعرقيات الأخرى.

 

- في ظل هذه الأجواء،أجواء التطرف الإسرائيلي الذي ساد الساحة السياسية الإسرائيلية،أجواء كادت أن تعيد الأمور إلي مربع ما قبل زيارات كيري للمنطقة،وكانت كفيلة بقتل روح الإصرار لدي كيري وفريقه، وإعادة المنطقة لأجواء التوتر والانفتاح علي كل الخيارات الصعبة،علي وقع هذه الموجة اليمينية المتطرفة عاد كيري للمنطقة متسلحا بإصرار غير عادي لمواجهة كل الصعاب وتخطي الحواجز،عاد ليجتمع مع قادة الحكومة الإسرائيلية ورئيسها نتنياهو،والقيادة الفلسطينية ممثلة برئيسها الرئيس أبو مازن، لقاءات مكوكية تنقل خلالها كيري بين القدس وعمان لتقريب وجهات النظر وجسر الهوة بين الموقفين المتباعدين .

- اللقاءات التي عقدها كيري أعطت انطباعات لدي المتابعين والمراقبين وصناع القرار في الطرفين بان الجهود التي بذلها بدأت تثمر وان نتائجها ستتضح في الأيام القادمة من خلال محاولته عقد اجتماع ثلاثي أو رباعي تشارك فيه الأردن إلي جانب المشاركة الفلسطينية والإسرائيلية والرعاية الأمريكية،هذه الانطباعات الايجابية التي تبلورت لدي المراقبين والمتابعين جاءت علي خلفية تعدد اللقاءات التي فاقت الثلاث مع كل طرف،وكذلك من خلال التصريحات الصادرة من قبل الأطراف المشاركة رغم التحفظ علي مضمون اللقاءات،و من خلال رصد ما يلف هذه اللقاءات من طبيعة الوفود المشاركة والمدة الزمنية لكل لقاء،فلقد اعتقد الكثيرين أن الاجتماع الذي عقده مع نتنياهو والذي استمر لثلاث ساعات بمشاركة وزيرة العدل ومسئولة ملف المفاوضات "تسيفي ليفني"وكذلك حضور المستشار السياسي "اسحق مولخو"ورئيس المجلس الأمني السياسي "الجنرال عميدرور" إضافة إلي مستشارين قانونيين وضباط كبار من جيش الاحتلال وكبار رجالات المؤسسة الأمنية يعطي انطباعات بان الاجتماعات جدية ومعمقة وتبحث في التفاصيل،وكذلك التنقلات المكوكية حيث تنقل من القدس لعمان والعودة للقدس في نفس اليوم وإلغاء زيارته التي كانت معده مسبقا للإمارات العربية وبقائه في القدس رغم عطلة يوم السبت عند اليهود .

 

- الحوارات التي أجراها كيري يبدو أنها معمقه وخاضت في التفاصيل لبلورة خطة محددة تشكل قاعدة انطلاق لجولة مفاوضات جديدة،الأخبار التي تسربت تتحدث عن خطة أمريكية في محاولة لتخطي المعيقات وقادرة علي جسر الهوة،فلقد قالت الأخبار المسربة بان الخطة تتمحور حول ثلاث نقاط تلبي إلي حد ما المطالب الفلسطينية والمتمثلة بتحديد مرجعية واضحة لحدود الدولة الفلسطينية علي أساس حدود عام 1967م، تجاوز كيري هذه العقبة من خلال تقديم تعهد للرئيس محمود عباس باسم الإدارة الأمريكية بأنها أي الإدارة،تلتزم للقيادة الفلسطينية بان المفاوضات ستجري علي أساس دولة فلسطينية علي حدود 1967م،وليس علي أساس الأمر الواقع الذي فرضته إسرائيل علي ارض الواقع،وكذلك علي ما يبدو توصل مع نتنياهو أن يفرج الأخير عن عدد ليس بسيط من قائمة السجناء الفلسطينيين الذين امضوا اكتر من عشرين عاما من الاعتقال وكانوا معتقلين قبل اتفاق أوسلو ويبلغ عددهم أل 103 معتقل،وكذلك قدم كيري تعهد أمريكي بان يتم تجميد الاستيطان شرط أن يترافق التجميد مع بدء المفاوضات وان تتمدد فترة التجميد مع بداية كل جولة تفاوضيه حسب مدة استئنافها، التعهد الأمريكي حول وقف الاستيطان جاء للقفز علي عناد نتنياهو وإصراره انه لن يعلن موافقته علي إعلان وقف البناء في المستوطنات.

- خطة جون كيري كما قالت بعض المصادر المقربة من اللقاءات بإمكانها أن تشكل أرضية مشجعه تساعد كيري في جمع الطرفين في جولة مفاوضات جديدة تمثل بداية العودة للمفاوضات للتوصل إلي اتفاق سلام شامل،لكن نفس المصادر وهي أمريكية مطلعة علي سير اللقاءات قالت أن كيري وفريقه يعملوا وفق أسلوب الخطوة تتلوها خطوة مع عدم رفع سقف التوقعات حتى لا تحدث انتكاسة تعيد الأمور إلي المربع الأول تذهب معها كل جهود كيري في مهب الرياح،هدف كيري كما أعلن هو شخصيا قبل مغادرته إسرائيل في مؤتمر صحفي عقده في مطار "بن غوريون" " قال مخاطبا الصحفيين،أقول لكم إن تقدما حقيقيا أحرز خلال هذه الجولة، وأعتقد أنه مع بذل المزيد من الجهد فإن بدء مفاوضات الوضع النهائي يمكن أن يصبح في متناول اليد، لافتاً إلى أن الجهود الرامية في تحقيق عملية السلام بدأت بخلافات كبيرة للغاية إلا أننا عملنا على تقليصها بدرجة ملموسة،وأوضح كيري أن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني أكدا جديتهما في التعامل مع تجديد المفاوضات كما أنهما أيدا الجهود التي تبذلها الإدارة الأمريكية وأنهما يعملان من أجل الوصول إلى المكان الصحيح وهو تجديد المفاوضات على أرضية سليمة،وأضاف كيري إنه لا يمكن الاستمرار على الوضع الراهن، وإنه لا يوجد أمامنا المزيد من الوقت،مشيراً إلى أن التمادي في تجديد المفاوضات يهدد المنطقة بأسرها، كما أنه يؤدي إلى وجود عدم ثقة، يسمح للأعداء التأثير والسخرية، ويمكن أن الفرصة السانحة أن تغلق، على حد تعبيره،وأشار كيري إلى أن الهدف الذي يسعى إليه ليس إجراء مفاوضات فحسب بل هو تجديد المفاوضات حول الحل الدائم، موضحاً أن جميع الأطراف تريد حل يؤدي إلى دولتين لشعبين يعزز أمن "إسرائيل" ومستقبلها كدولة يهودية، كما يمنح الفلسطينيين إمكانية تنفيذ طموحاتهم،واستطرد كيري قائلاً إن المحادثات التي أجريتها مع الطرفين ناقشت مواضيع هامة بطرق مختلفة،مؤكداً على أنها تستغرق وقتاً من الزمن من أجل التوصل إلى آليات ترضي كافة الأطراف،مشيراً إلى أن الطرفين طالباه الاستمرار حتى التوصل إلى اتفاق، كما لفت إلى أنه أبقى عدداً من الدبلوماسيين الأمريكيين في المنطقة من أجل العمل الحثيث على التوصل إلى اتفاق، وإنه سيعود قريباً إلى المنطقة من أجل استكمال مهامه للعودة إلى طاولة المفاوضات،وقبيل تلك التصريحات قال كيري وهو يقف بجانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله عقب لقائهما الثالث في غضون أيام،اتفقنا على أننا أحرزنا تقدما حقيقيا ولكن لدينا بعض الأمور التي يتوجب العمل عليها، وكلانا لديه شعور جيد حول اتجاه المحادثات .

 ثانيا : ردود الفعل الإسرائيلية علي جهود كيري

- توالت ردود الأفعال الإسرائيلية علي جهود جون كيري التي تمحورت حول فرص نجاح هذه الجهود والثمن الذي علي الحكومة الإسرائيلية دفعه لإنجاحها،وهذا فقد تسربت أخبار أن اختلافات ظهرت بين أعضاء المجلس الأمني المصغر حول جهود كيري وموقف نتنياهو من شروط أبو مازن التي اتفق معظم أعضاء المجلس بأنها شروط يهدف منها أبو مازن إلي إفشال أي محاولة للبدء في مفاوضات جادة ،أعضاء المجلس تتفقوا أيضا أن أبو مازن ليس معني بإنجاح المفاوضات وان لديه نوايا إلي إفشال المفاوضات ليذهب في شهر سبتمبر إلي نيل الاعتراف بدولة فلسطينية في خطوة أحادية الجانب ،وقد عزز هذا الرأي التقرير الأمني الذي قدمته الأجهزة الأمنية لأعضاء المجلس الأمني المصغر التي جاءت بهذا المحتوي أيضا.

- وفي شان الردود فقد قلل وزير إسرائيلي بارز اليوم السبت من احتمالات نجاح الدبلوماسية المكوكية التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لإحياء مفاوضات السلام مع الفلسطينيين،فقد قال وزير حماية الجبهة الداخلية "جلعاد أردان" وهو عضو في المجلس الأمني المصغر في حكومة نتنياهو وهو احد قادة حزب الليكود ،قال في تصريحات للقناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي نقلتها إنه لا يتوقع محادثات وشيكة مع الفلسطينيين،وأنحى أردان باللائمة على ما قال إنه "شروط مسبقة" يضعها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي اجتمع معه كيري مرتين في الأردن في اليومين الماضيين تخللهما محادثات مع نتنياهو في القدس.

 

- داني دانون نائب وزير جيش الاحتلال وصاحب التصريحات المتطرفة الأسبوع الماضي صرح قائلا أن إصرار نتنياهو العودة للمفاوضات دون أن يقدم تنازلات أمام الشروط الفلسطينية موقف مقبول لكل أطراف الائتلاف وكل أعضاء كتلة الليكود ،وأضاف انه ليس من الإنصاف أن يتم الإفراج عن اسري فلسطينيين إرهابيين حسب وصفه ،من جانبها قالت عضو الكنيست من حزب الليكود "ميري ريقف" وهي من التيار اليميني المتطرف في الليكود قالت انه ليس من الصائب إطلاق سراح اسري إرهابيين ،فمكان هؤلاء حسب قولها السجن وتنفيذ أحكام القضاء، وأضافت أن المفاوضات يجب أن تجري بدون شروط مسبقة .

- عضو الكنيست عن حزب البيت اليهودي ورئيس لجنة المالية التابعة للكنيست "سلمونسكي" صرح أن الفلسطينيين هم بحاجة للمفاوضات أكثر من الإسرائيليين لذلك ليس من المعقول أن يتم تلبية طلباتهم وخاصة في موضوع إطلاق سراح اسري "إرهابيين"، وان أي تنازل إسرائيلي سيزيد من عناد الفلسطينيين ولن تتقدم مفاوضات السلام ، وانضمت عضو الكنيست من حزبه "ايلات شيكد" بالقول بأنها سمعت نتنياهو مرات عدة وهو يتعهد بعدم العودة للمفاوضات بالشروط التي يضعها الفلسطينيون،وأضافت انه إذا كان الفلسطينيون معنيين بعملية السلام عليهم العودة دون شروط مسبقة وأضافت أنها متأكدة أن هذه الشروط يتمسك بها أبو مازن وهو يعرف أنها ليست مقبولة علي إسرائيل ليذهب في شهر سبتمبر إلي المنظمات الدولية ، وقالت أن المفاوضات التي جرت مع ايهود براك وايهود اولمرت لم تجري بشروط ،فلماذا الان يضع أبو مازن الشروط ؟ .

- أتهم رئيس لجنة الخارجية والمن التابعة للكنيست الإسرائيلي زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" افغدور ليبرمان الرئيس الفلسطيني أبو مازن بعدم وجود رغبة لديه للتوصل إلى سلام مع إسرائيل، ويسعى إلى استخدام المفاوضات للتحريض على إسرائيل في اجتماع الهيئة العمومية للأمم المتحدة في أيلول القادم،جاءت تصريحات ليبرمان أمام مؤتمر لشبيبة حزب "إسرائيل بيتنا" والتي أكد فيها بأن الرئيس أبو مازن يخطط للتحريض على إسرائيل وتحميلها المسؤولية الكاملة في فشل المفاوضات أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وحتى يستطيع تحقيق ذلك يدرك بأنه يجب القيام بخطوات تسبق اجتماع الأمم المتحدة، ليظهر بأنه يسعى للسلام ومعني بالمفاوضات مع إسرائيل،كي يستخدم ذلك في التحريض بأن إسرائيل هي التي أفشلت المفاوضات .

 

- رغم الأجواء الايجابية التي تركتها جولة كيري الأخيرة والتي لا زالت مستمرة وفي الوقت الذي يبذل وزير الخارجية الأمريكية جون كيري جهوداً للعودة إلى المفاوضات، قابلتها إسرائيل ليس فقط بتصريحات يمينية وحسب،بل بإجراءات عملية كشفتها صحيفة معاريف في عددها الصادر اليوم الأحد،تمثلت بقرار لوزارة الإسكان الإسرائيلية وبلدية الاحتلال في القدس ببناء 930 وحدة استيطانية في جبل أبو غنيم ستباع بأسعار منخفضة،وأوضحت الصحيفة أن بلدية الاحتلال ستقر غدا بالاتفاق مع وزارة الإسكان الإسرائيلية تخفيض أسعار الوحدات الاستيطانية في جبل أبو غنيم وبذلك سيتم إصدار القرار بالبدء في العمل،وبينت أن هذا القرار يهدف لخلق واقع جديد وتسلسل جغرافي يهودي يمنع التواصل بين صور باهر وبيت لحم بحيث تبقى صور باهر خارج الدولة الفلسطينية في حال سيتم التوصل إلى اتفاق مع "إسرائيل"،وكان وزير الداخلية الإسرائيلي السابق ايلي يشاي، قد اقر بناء هذه الوحدات الاستيطانية عام 2011 إلا انه تم تجميد القرار لأسباب سياسية أما اليوم فقد قرر وزير الإسكان "اوري هرئيل" من البيت اليهودي، وهو مستوطن، القيام بتغطية تكاليف البنية التحتية للحي الجديد في حين قررت البلدية إعفاء من يشتري وحدة من الضرائب التي تفرض على شراء البيوت،وقال رئيس قائمة الليكود في بلدية الاحتلال "اليشع بيليج"، أن تجميد الاستيطان خارج الخط الأخضر قد انتهى، إقرار الاتفاق بين البلدية ووزارة الإسكان هو نهاية وقف البناء خارج الخط الأخضر.

- قالت مصادر مقربة من الحكومة الإسرائيلية أن نجاح كيري بإعادة الطرفين لطاولة المفاوضات وقبول نتياهو بمبدأ حل الدولتين من شانه أن يؤثر علي استقرار الحكومة،فحزب البيت اليهودي اليمين المتطرف هدد بأنه سيعارض أي خطوة سياسية في اتجاه إقامة دولة فلسطينية وتفكيك أي مستوطنة في الضفة الغربية،وكذلك أعلن حزب إسرائيل بيتنا شريك الليكود في الانتخابات الأخيرة انه إذا وافق نتنياهو العودة للمفاوضات بالشروط الفلسطينية فان حزب سيفك شراكته مع الليكود وسينسحب من الحكومة ، ولتفادي خلق أي أزمة تؤثر علي استقرار الحكومة أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن أي اتفاقية يتم التوصل إليها مع الجانب الفلسطيني سوف تخضع للاستفتاء الشعبي،مبديا استعداده للبدء فورا في المفاوضات المباشرة مع الجانب الفلسطيني دون التنازل عن مصالح إسرائيل الأمنية،جاءت تصريحات نتنياهو في مستهل جلسة الحكومة الإسرائيلية الأسبوعية اليوم الأحد،وفقا لما نشره موقع صحيفة "يديعوت احرونوت"،والتي ذكر فيها استمرار الاتصالات مع الجانب الأمريكي من خلال وزير الخارجية جون كيري،مشيرا أنه التقى الوزير كيري قبل فجر اليوم ليكون اللقاء الثالث منذ قدومه إلى المنطقة الخميس الماضي،وأشار نتنياهو إلى استعداده للبدء في المفاوضات مع الجانب الفلسطيني للتوصل إلى اتفاقية نهائية، ولن نتنازل عن الأمن والترتيبات الأمنية لأنها غير قابلة للمفاوضات، ولن نعرض أمن سكان إسرائيل للخطر ضمن أي اتفاقية يتم التوصل إليها مع الجانب الفلسطيني،ومع ذلك فإنني على قناعة بضرورة عرض الاتفاقية في حال توصلنا لها للاستفتاء الشعبي،موقف نتنياهو بإعادة حسم أي اتفاق لخيار الشعب الإسرائيلي تعتبر خطوة تكتيكية لسحب البساط من تحت أقدام معارضيه في الحكومة والمعارضين لأي حل يقوم علي أساس حل الدولتين .

- الكاتب الإسرائيلي المشهور"ناحوم برنيع" قال في مقالا له في معاريف أن إسرائيل ستواجه "تسونامي" سياسي في شهر سبتمبر،"برنيع" يقول ذلك لمعرفته أن نتنياهو وحكومته اليمينية ليست مؤهلة لتقديم ثمن مقابل التوصل لاتفاق مع الفلسطينيين ،هذه الحكومة غير قادرة بتركيبتها الائتلافية علي وقف الاستيطان والتخلي عن القدس الشرقية ولن تقبل بقيام دولة علي حدود 1967م، هكذا حكومة تهدف من وراء الإعلان عن قبولها لمبدأ المفاوضات علي أساس حدود 1967م،من اجل التضليل والكذب علي المجتمع الدولي،التسونامي السياسي الذي ستواجهه في سبتمبر يأتي علي خلفية توجه السلطة لنيل الاعتراف بدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة في ظل وجود دعم دولي لهذه الخطوة،وستجد إسرائيل نفسها معزولة دوليا وستعاني من ضغوط اقتصادية وسياسية .

ثالثا : الملف الأمني

- لا زالت سخونة الأوضاع في المنطقة وتحديدا علي الجبهة الشمالية جبهة سوريا وحزب الله تثير القلق والحذر عند المؤسستين السياسية والعسكرية في إسرائيل فقد صرح رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي "جانتس" أثناء تخريج دورة للطيارين،صرح قائلا أن  المنطقة مضطربة من حولنا والاضطراب بدأ يمتد من الشمال حتى الجنوب، ففي سوريا لا زال النزيف مستمر، كما أن في لبنان مشاركة حزب الله في الصراع الدائر في سوريا أدت إلى ضعفه على المستوى العسكري،وأشار غانتس في كلمة له أمام حفل التخريج في إحدى القواعد التابعة لسلاح الجو إلى أن مسئولين أمنيين أكدوا أن التحالف الشيعي في المنطقة بدأ يضعف بسبب الأزمة المتواصلة في سوريا، اللافت هنا أن غانتس للمرة الأولى يتحدث عن أمر كهذا،وفي محاولة منه إيصال رسالة إلى الطيارين الجدد، أكد غانتس على أن سلاح الجو هو بمثابة الذراع الطويل للجيش الإسرائيلي كما أننا نعمل بالتوافق مع كافة الأذرع التابعة الجيش حتى نتمكن من الانتصار على أعدائنا.

- وفي ذات السياق صرح وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي "بوغي يعلون" موجها حديثه للطيارين الجدد إنه يجب أن يكونوا على استعداد خلال وقت قصير عندما يطلب منهم تفعيل قدراتهم قرب الحدود وعلى بعد منها، لضرب الذين يحاولون تشويش مجرى الحياة في إسرائيل،وتطرق يعالون إلى انتخاب حسن روحاني رئيسا لإيران، وشدد على موقف إسرائيل بأنه لا يتوقع حصول تغيير في سياسة إيران،وقال انتخب رئيس جديد في إيران ذو طموحات قديمة، وهي مواصلة السعي من أجل الحصول على سلاح نووي، وتهديد مصير الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وتهديد المنطقة والعالم الغربي كله،واضاف ان التحديات القائمة أمام إسرائيل كبيرة،وقال إن منظمات الإرهاب حركة حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله، تواصل تهديد إسرائيل، وادعى يعالون أنه أمام هذه التحديات فإن إسرائيل تواصل السعي نحو السلام، ومد يدها إلى كل شعوب المنطقة، وفي الوقت نفسه الحفاظ على الجاهزية والاستعداد كأنما الحرب على الأبواب،وقال نعرف أنه في كل وقت وفي كل سيناريو، وفي ظل كل التطورات في الدائرة القريبة والدائرة البعيدة، فإن سلاح الجو يبقى الذراع الطويلة والسريعة للجيش،وتجدر الإشارة إلى أن يعالون كان قد صرح خلال الأسبوع الحالي في مناورة للواء "غولاني" في الشمال أن "مقاتلي غولاني، ومثل باقي الوحدات القتالية الأخرى، قد يجدون أنفسهم في حالة استنفار للمعركة خلال فترة زمنية قصيرة"، مشيرة إلى أن هذه المناورة لها أهمية خاصة في هذا الوقت وفي هذه المنطقة.

 

- من جانبه صرح رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو في تخريج دورة الطيارين "إن جيش الاحتلال أثبت على مر السنوات أنه لا يتحدث فقط بل الركن الأساس في التعامل مع تطورات المنطقة هو الفعل من خلال الدفاع عن الجمهور الإسرائيلي،مدعياً أنه وخلال العام الماضي حقق الجيش أهدافاً كثيرة،تصريحات نتنياهو عن قيام سلاح الجو بأعمال سرية لا يكشف سرا،فلقد اعترفت إسرائيل من قبل أنها شنت غارات علي أهداف عسكرية في العمق السوري،وكذلك إعلان نتنياهو عن هذه الأعمال جاءت في سياق الرد علي تصريحات ادلي بها رئيس جهاز الموساد السابق "مئير دغان" أن تهديدات نتنياهو العلنية لتوجيه ضربات ضد أهداف في العمق السوري تبقي مجرد أقوال هدفها استعراض العضلات  وتسبب الخطر علي الأمن الإسرائيلي .

- علي الجبهة الجنوبية وفي ظل تطور الأوضاع في الساحة المصرية عبرت مصادر أمنية إسرائيلية عن خشيتها من محاولة مجموعات أصولية من الجهاد العالمي في شبه جزيرة سيناء تنفيذ هجمات على الحدود الجنوبية ضد أهداف إسرائيلية، مستغلة توتر الأوضاع الأمنية في مصر عقب الإعلان عن تنظيم مظاهرات لمعارضي ومؤيدي الرئيس المصري "محمد مرسي" هذا الأسبوع،وربطت تلك المصادر تخوفها بالتصعيد الأخير مع قطاع غزة في أعقاب تجدد إطلاق الصواريخ على إسرائيل على خلفيات نزاعات داخلية انعكست أثارها على "إسرائيل"، حيث قال مصدر أمني إننا تفاجئنا من تحول نزاع نشب بين حركة الجهاد الإسلامي وحماس السبت الماضي ضد إسرائيل،وقالت مصادر في جيش الاحتلال، أنهم يخشون محاولة هذه المجموعات تنفيذ هجمات ضد أهداف بالقرب من الحدود أو في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، في حال تفاقم الوضع الأمني المصري وخروجه عن السيطرة، وذلك على الرغم من السياسات الشديدة التي يتخذها الجيش والشرطة المصريين تطبيقاً لاتفاق وقف التهريب على الحدود،وقالت مصادر أمنية مطلعة،أن السياسات المصرية على الحدود أصبحت أكثر صرامة عقب عملية خطف بدو سيناء سبعة جنود مصريين الشهر الماضي،وَأضافت المصادر، أن قيادة الجيش المصري في لواء رفح تقوم بخطوات أمنية شديدة ضد السكان المحليين في تلك المناطق لفرض الأمن والهدوء على الحدود.

 

- في إطار الحرب النفسية والتحضيرات والردع نشرت صحيفة "جيروزلم بوست" الإسرائيلية باللغة الانجليزية،أن جيش الاحتلال يشغل كتيبة استخبارية كبيرة على الحدود الشمالية ترصد عن كثب تحركات عناصر حزب الله اللبناني الذين يجوبون القرى الحدودية بالزى المدني ويخبئون الأسلحة الثقيلة والصواريخ داخل المنازل استعدادا للحرب القادمة مع إسرائيل،وجاء في  التقرير الذي نشر مطلع الأسبوع الحالي، أن كتيبة "النورس" ثاني أكبر كتيبة في جيش الاحتلال أنهت هذا الأسبوع تدريباً شاقاً استغرق خمسة أسابيع في الجليل الأعلى يهدف إلى إعداد عناصر الكتيبة لكافة الاحتمالات،ويدعي التقرير أن عناصر الكتيبة أنهوا العديد من المهمات الأمنية التي من خلالها أضافوا العديد من الأهداف التي سيقصفها جيش الاحتلال في حال اندلاع مواجهة عسكرية مع حزب الله مستقبلاً،وستكون مهمة الكتيبة المذكورة في حال اندلاع القتال تقديم صورة أولا بأول حول التطورات في الميدان مما سيتيح لجيش الاحتلال القدرة على توجيه ضربات محكمة لمواقع العدو،ويقول قائد الكتيبة "يفتاح سيبوني"،إننا نرصد تحركات حزب الله وبناء على ذلك نجري تحديثا أولا بأول لقائمة الأهداف التي سنهاجمها، وإننا نضيف أهدافا جديدة باستمرار وهذا هو الهدف الأساسي من نشاطاتنا،ويضيف قائد الكتيبة مفاخراً نحن لسنا صيادي أسماك ننتظر من يقضم الطعم، بل نبحث جاهدين عن أهدافنا،وحول طبيعة الدور الذي ستلعبه الكتيبة أثناء الحرب، يقول قائدها إن عمل جنوده لا يقتصر على تحديد مواقع الأهداف، بل يجب عليهم أن يرسلوا معلومات دقيقة حول موقع الأهداف في ساعة الحسم للوحدة "91" المتمركزة في الجليل، والتي بدورها ستتولى التنسيق لمهمات في الجبهة الأمامية أثناء الحرب مع حزب الله،أما عن تحركات عناصر حزب الله، فيدعي قائد الكتيبة،أنهم "يتخفون بالزى المدني، وأنهم يزرعون معداتهم ومنصاتهم بين المدنيين، وإننا نشاهدهم على طول المنطقة الحدودية، وبدوره يقول معد التقرير إن لدى حزب الله قرابة 80,000 صاروخ موجهة نحو أهداف في "إسرائيل"، ويدعي أن معظم منصات الصواريخ موجودة في القرى الشيعية في الجنوب اللبناني، وفيما يتعلق بطبيعة المهمات التي تنفذها كتيبة المراقبة، يضيف التقرير أن الجنود يعملون بهدوء، ويقيمون نقاطا عسكرية كاذبة للتمويه، بينما يختبئون في مواقع سرية قد تصل إلى يومين أو ثلاثة يخرجون إلى الميدان عدة ساعات كل أسبوع،ويساند هذه الكتيبة الاستخباراتية طواقم تراقب وتحلل مقاطع فيديو تردهم من كاميرات على طول المنطقة الحدودية يجري التحكم بها عن بعد، كما أن جنود الكتيبة يحملون أجهزة مراقبة ومجسات في غاية الدقة، على حد قول التقرير الإسرائيلي . 
 

 

- في إطار الاستعدادات لأي حرب قادمة وفي إطار التنسيق المشترك بين الجيشين الإسرائيلي والأمريكي تسلم سلاح الجو الإسرائيلي أول طائرة "سوبر هيركوليس" من أصل ثلاث طائرات قامت وزارة الحرب الإسرائيلية بطلبها من شركة "لوكهيد مارتين" الأمريكية،وذكر موقع "واللا" الإسرائيلي، أنه خلال الحفل الذي جرى في مصنع الإنتاج التابع للشركة في جورجيا الولايات المتحدة، تسلم عناصر سلاح الجو الإسرائيلي طائرة النقل التكتيكي الرائدة في العالم وهي من نوع c – 130 j، التي ستسمى في إسرائيل "شمشون"، موضحاً أنه بعد أن يتم وضع منظومات من إنتاج "إسرائيل" والقيام بطلعات تجريبية عليها، يتوقع أن تصل الطائرة إلى "إسرائيل" في ربيع 2014،وبحسب الموقع، فان سلاح الجو الإسرائيلي يمتلك عدة طائرات من نوع "هيركوليس" النموذج القديم، وهي من نوع c -130 الموجودة في الخدمة منذ العام 1971،لافتاً إلى أن السلاح الجوي يجري مفاوضات مع وزارة الحرب الأمريكية لشراء طائرات "شمشون" أخرى،ذات قدرات متنوعة، للاستجابة لحاجات جيش الاحتلال الخاصة، مع التركيز على جبهة العمق بقيادة اللواء احتياط شاي أبتال،وأشار إلى أن الطائرات الجديدة ستُمكن طاقم الطائرة من نقل عدد اكبر من الجنود وتجهيزات ثقيلة، نسبة للنموذج السابق، كذلك أيضا تستطيع طائرة "شمشون" التحليق لمسافات ابعد بكثير ولديها قدرات معدلة في مجال الحماية الجوية.

- وفي سياق الاستعدادات أيضا أعلن جيش الاحتلال صباح اليوم الجمعة عن نصبه بطارية من منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ قصيرة المدى في مدينة حيفا على الحدود الشمالية،وأوضحت مصادر في الجيش أن عملية نصب البطارية تأتي في إطار ترتيبات تهدف إلى فحص وتجربة المنظومة في أماكن مختلفة ووفقاً للتطورات الأمنية على الحدود.

 

حرره: 
م.م