مبادرة لدعم التصنيع الغذائي المحلي تنطلق في طولكرم

بدأت مدرسة بنات فرعون الثانوية بمديرية طولكرم بمبادرة تربوية رائدة لتدريب الأمهات والطالبات على تصنيع الأغذية الصحية وبيعها للسوق المحلي، بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم في طولكرم ووزارة الاقتصاد الوطني و مؤسسة إنجاز.

انطلقت فكرة المبادرة من إدراك مديرة مدرسة بنات فرعون أ. لينا سلمان، وأ. وسيم العطعوط  أستاذ العلوم الاجتماعية في مدرسة ذكور سامي حجازي الثانوية لأهمية تعليم الكبار ودوره في تنمية المجتمع وتطوير أفراده. وتهدف المبادرة بحسب العطعوط وسلمان إلى تمكين النساء والفتيات باتجاهين رئيسيين أولهما زيادة التوعية الصحية حول تصنيع الأعذية وأساليب حفظها، وثانيهما تمكينهنّ اقتصاديا من خلال تسويق هذه الأغذية بحيث تشكل مصدر دخل لهن.

وتتضمن المبادرة دورات تدريبية وتوعوية، يشارك فيها 40 سيدة وطالبة موزعات على مجموعتين؛ الأولى منخرطة في التدريب الذي تقدمه وزارة الاقتصاد للسيدات من ربات البيوت والمتعلمات اللواتي يرغبن في تطوير مهارتهن وزيادة توعيتهن الصحية، فيتعلمن صنع الكعك والمعجات، وأساليب حفظ الطعام كالتجفيف والتخليل وغيرها. والثانية تقدمها مؤسسة إنجاز لعدد من طالبات مدرسة بنات فرعون، وجامعة القدس المفتوحة حول كيفية إنشاء شركة مساهمة محدودة تعمل على تسويق المنتجات المصنّعة محليا، بما يخدم المشاركات في المبادرة وأسرهنّ.

وأوضحت سلمان أن من شأن المبادرة زيادة توعية النساء بدورهن وامكاناتهن؛ خاصة أن المنطقة تعاني الفقر والتهميش، وكثير من النساء المشاركات من غير المتعلمات أو من ذوات التعليم المتوسط، وأسرهن ذوات دخل محدود، وفي هذه المبادرة يزداد لديهن الوعي بالذات وتقديرها وبالتالي الاعتماد عليها جنباً إلى جنب مع زيادة الوعي بأهمية الاقتصاد ودوره وماهية سوق العمل وآليات الدخول فيه والمنافسة.

وأضافت سلمان أن من المتوقع أن تسفر المبادرة عن انشاء شركة خاصة تعتمد نظام الأسهم لتحقيق الأرباح وزيادة الدخل، مما يوفر مصدر رزق للفتيات والسيدات المشاركات، وينعكس ايجابا على تنمية أسرهن، كما يساهم في إحداث حراك للصناعات الوطنية ولفت الانظار إلى الامكانات المحلية التي من الممكن استثمارها وتطويرها. لافتة إلى أن المبادرة تعتمد بشكل أساسي على بناء الشركات حيث مدت الجسور مع الجهات الرسمية ومع مؤسسات المجتمع المدني، كما تسعى لتوسيعها لتشمل مؤسسات أخرى ذات علاقة من القطاعين الخاص والأهلي.

ويتوقع كل من العطعوط وسلمان أن تتمكن النساء من انتاج مواد غذائية صحية وذات جودة، تقوم الفتيات بتسويقها عبر شركتهم، بعد حصولها على ترخيص من وزارة الاقتصاد (المنخرطة والشريكة في المبادرة)، كما ويطمحان لتطويرها في المستقبل لتشمل زراعة المواد المطلوبة للتصنيع في بساتين المنطقة ضمن مشروع محلي للزراعة يطمحان بإيصاله لمنظمة "الفاو" العالمية لتقوم برعايته ودعمه.

جدير بالذكر أن مبادرة سلمان والعطعوط واحدة من مبادرات كثيرة انبثقت عن مشروع "مبادرون ملهمون لتعليم الكبار" الذي أطلقته مؤسسة التربية العالمية وبرنامج "إلهام فلسطين" في محافظات الشمال الشهر الماضي بتمويل من مؤسسة التعاون الدولي التابعة للجمعية الألمانية لتعليم الكبار (DVV). ويهدف المشروع المذكور إلى تدريب مبادرين تربويين من مدراء ومعلمين ومشرفين على مفاهيم تعليم الكبار، ومهارات الارشاد والتوجيه، والتطوير الجماهيري، وآليات الضغط والمناصرة، وتطوير وبناء الشراكات مع المجتمع المحلي ليخوضوا غمار تجربة مجتمعية قائمة على لعب دور في التغيير باتجاه تعليم الكبار، وإتاحة الفرصة للراغبين منهم في الاستفادة من برامج التعليم والتدريب، وتنمية القدرات العلمية  والعملية المختلفة، التي ستزيد من الإمكانات والمهارات الفردية لديهم، وبالتالي ستنعكس على تحسين فرص العمل للمستفيدين.

 

حرره: 
ع.ن