المشهد الإسرائيلي الأسبوعي من 3-9 أيلول 2013

خاص زمن برس

أولا : المشهد السياسي والأمني

- اختطفت تطورات الأوضاع الأمنية في سوريا وانفتاحها علي سيناريوهات عسكرية متعددة ،اختطفت هذه التطورات مجمل التحركات السياسية والأمنية في إسرائيل وانحت قضية المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية جانبا،حيث انصب التحرك السياسي للحكومة الإسرائيلية علي المتابعة الكاملة والدقيقة لكل المتغيرات وبالتفاصيل خشية أي تطور سياسي وامني مفاجأ،لما لهذه التطورات من انعكاسات واضحة وذات تأثير عميق علي الوضع السياسي والأمني لإسرائيل في الوقت الحالي وفي المستقبل،لذلك نلاحظ جدية الاهتمام الإسرائيلي بهذه التطورات في جوانبها المتعددة السياسية والأمنية .

 

 

- التحرك السياسي الإسرائيلي لمتابعة التطورات في سوريا

- منذ أن بدأت الأوضاع الأمنية في سوريا الدخول في نفق خطير علي خلفية استخدام السلاح الكيماوي في الحرب الداخلية في سوريا بين النظام والمعارضة والتي أدت إلي زهق المئات من الأرواح البريئة،حيث دخلت علي خط الأحداث الداخلية العديد من الجهات الدولية كالولايات المتحدة الأمريكية ودول أوربا والعديد من دول الإقليم،سواء أكان هذا التدخل كان في مجابهة النظام واتهامه بالمسؤولية الكاملة عن استخدام الأسلحة الكيماوية،أو انحياز بعض الدول للدفاع عن النظام كروسيا والصين وإيران ومنظمة حزب الله اللبناني ،بحجة عدم وجود أدلة مادية عن استخدام النظام لهذه الأسلحة ،فرغم التباينات في المواقف الدولية والإقليمية إلا أن التهديدات التي تقودها الولايات المتحدة بشن هجوم عسكري علي أهداف إستراتيجية في سوريا وتردد بعض الدول في الانضمام إلي الجهد العسكري الأمريكي ومعارضة دول أخري، كل ذلك سخن الأجواء الأمنية في المنطقة برمتها ،فالعمل العسكري ضد أهداف سورية لن تتوقف تداعياته علي الوضع السوري وحده،فكثير من الدول المحيطة بسوريا ستدخل علي خط هذه التداعيات وفقا لمواقف كل دولة ومصالحها سواء أكانت جزء من الجهد العسكري ضد سوريا،أو تتموقع في الجبهة الاخري ،جبهة المدافعين عن النظام السوري.

- فإسرائيل احدي تلك الدول المجاورة جغرافيا لسوريا واحدي الدول ذات المصلحة المباشرة بتوجيه ضربات إلي أهداف عسكرية سورية وخاصة تلك التي تشكل خطرا عليها الآن ومستقبلا وبغض النظر عن طبيعة النظام السياسي الذي يحكم سوريا،فهي تريد التخلص من الأسلحة الكيماوية التي يمتلكها الجيش السوري أو الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى التي تستطيع الوصول إلي العمق الإسرائيلي وإعادة سوريا كدولة وجيش إلي التخلف عشرات السنوات إلي الوراء،المصلحة الإسرائيلية في توجيه ضرة قوية للأهداف العسكرية في سوريا دفعها لان تنشط علي الجبهة السياسية علي المستوي الدولي من خلال إجراء اتصالات مكثفة مع الإدارة الأمريكية التي تمثل رأس الحربة في قيادة الجبهة الدولية لشن هجمات عسكرية علي سوريا،هذا النشاط السياسي والدبلوماسي تمثل في إجراء الاتصالات للتنسيق بين البلدين في كيفية إدارة الجهد الحربي ،واستخدام نفوذهما لإقناع بعض الدول المترددة في الانضمام للجهد الدولي ،وكذلك لمعرفة الدور المنوط بإسرائيل في هذه الحرب وما هي المواقف التي يجب علي إسرائيل القيام بها أو الامتناع عنها .

 

- ففي اطار التنسيق المتواصل والدقيق بين البلدين أفادت صحيفة "هآرتس" بأن رئيس الولايات المتحدة "باراك أوباما" قد أطلع رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" عن نيته بتأجيل الضربة العسكرية المرتقبة لسوريا، كما أطلعه على طلبه الموافقة من الكونغرس الأمريكي على العملية العسكرية،ووفقاً لصحيفة فإن أوباما قد أجرى مكالمة هاتفية مع نتنياهو بعد ظهر يوم السبت الماضي وقبل أربع ساعات من إلقاء خطابه في حديقة "هورديم" في البيت الأبيض الذي أعلن خلاله بشكل علني تأجيل الضربة العسكرية على سوريا،وبحسب ما نقلته الصحيفة فإن مكالمات هاتفية أخرى أجراها الرئيس الأمريكي مع قادة دول غربية خلال الآونة الأخيرة، إلا أن البيت الأبيض قد قرر الحفاظ على أن إجراء المكالمة مع نتنياهو بشكل سري وعدم نشرها للوسائل الإعلامية، في حين تكتم مكتب نتنياهو على المكالمة،وتشير الصحيفة إلى أن كل من البيت الأبيض ومكتب نتنياهو قد رفضا التحدث عن تلك المكالمة، مشيرة إلى أن الإجابة كانت موحدة بـ"لا يوجد تعليق"،ولفت مسئولون إسرائيليون كبار إلى أن المكالمة التي جرت بين أوباما ونتنياهو تأتي في إطار تنسيق المواقف الدولية بين الجانبين على أعلى مستوى خاصة عندما يتعلق الأمر بالضربة العسكرية على سوريا.

- العلاقة البينية بين البلدين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ،عميقة ودافئة وتاريخية وتعبر عن مصالح مشتركة رغم ما يعتريها أحيانا من اختلاف في المواقف،ففي شان التطورات في سوريا تريد إسرائيل سرعة التحرك الأمريكي بتوجيه ضربة عسكرية ،وتلح بطلبها هذا علي الإدارة في كل الاتصالات التي تجريها بل وتحرض علي عدم التروي والتعامل بحذر،فلا يهم الحكومة الإسرائيلية تداعيات شن أي هجوم بعيدا عن حاضنة دولية من مجلس الأمن أو انتظار حسم دول أخري لموقفها،فقد لاقي خطاب الرئيس "اوباما" الذي قال فيه انه سيذهب لنيل الموافقة علي شن الهجوم علي سوريا من الكونجرس الأمريكي، حيث اعتبرته إسرائيل الرسمية والشعبية مناسبة لشن حملة تشويه وتحريض علي الرئيس "اوباما" حيث دأب الإسرائيليون بشن حملة انتقادات ضد الرئيس الأمريكي ووصفه بالجبان والضعيف والمتردد وذلك من خلال برامج إذاعية ومواقع غير رسمية ، ما حدا برئيس وزراء إسرائيل للطلب من وزرائه عدم توجيه أي انتقاد للرئيس اوباما والطلب خلال الجلسة الأسبوعية لحكومته المنعقدة اليوم الأحد من وزراء الحكومة بالامتناع مطلقا عن انتقاد قرار الرئيس الأمريكي باراك اوباما وانتظار مصادقة الكونغرس على قرار الحرب على سوريا،وقال نتنياهو للوزراء "اطلب منكم الحفاظ على تصرفاتكم واتزانكم وعدم التصرف بشكل غير مسئول اتجاه حليفتنا فقط من اجل احتلال عناوين الصحف ادعوكم مواصلة التصرف بحكمة ومسؤولية هذا الأمر هام بالنسبة لأمن الإسرائيليين جميعا، ليتضح لاحقا أن نتانياهو نفسه كان يعرف أن اوباما قد أجل الهجوم على سوريا.

 

 

- أما علي المستوي الشعبي الغير رسمي فقد شن هذا القطاع حملة تحريضية علي الرئيس اوباما ،ففي نشرة أخبار تلفزيون إسرائيل كشف محللون إسرائيليون مقربون من رئيس وزراء إسرائيل عن صدمتهم وتفاجئهم من قرار الرئيس الأمريكي تأجيل الهجوم على سوريا،كما عبروا عن قلقهم البالغ تجاه طريقة اتخاذ القرارات في الحروب حيث أن قائد الجيوش الأمريكي وقادة عسكريون أمريكيون آخرون فوجئوا بقرار اوباما عدم مهاجمة سوريا ،بل إن بعض المحللين ذهبوا لمقارنة اوباما برؤساء أمريكا السابقين وتوصلوا إلى نتيجة أن اوباما متردد وخائف، فيما خرجت الصحف العبرية تقول أن الهجوم على سوريا سيكون بعد عشرة أيام،وقد جاء في القناة الإسرائيلية الثانية أن رئيس أمريكي لا يجرؤ على مهاجمة سوريا لن يجرؤ على مهاجمة إيران وان هذا ما يفهمه قادة إسرائيل من الآن فصاعدا،وقالت عضو الكنيست الإسرائيلية السابقة، الدكتورة عينات ويلف، التي شغلت عضو في لجنة الأمن والخارجية في الكنيست السابقة، إنّ زيادة الطلب على الشفافية في الدول الديمقراطية، ولا سيما من الاستخبارات في تلك الدول، يجعل من الصعب على هذه الدول الخروج إلى الحرب والعمليات العسكرية،وأضافت ويلف في معرض تعليقها على قرار الرئيس الأمريكي براك أوباما تلقي إذنا من البرلمان الأمريكي للخروج إلى الحرب على سوريا،إنّ التصويت في البرلمان البريطاني وقرار الرئيس أوباما الحصول على موافقة الكونجرس لمهاجمة سوريا، يثبت أن الزيادة في الطلب على الشفافية وتراجع الثقة في أجهزة الأمن، خاصة المخابرات، في الدول الديمقراطية يجعل من الصعب على هذه الدول الخروج إلى الحرب والعمليات العسكرية،
ورجّحت المحللة الإسرائيلية للشؤون الأمنية، أنه يفترض أنّ هذه الظاهرة سوف تتفاقم مع مرور الوقت.

ثانيا : الملف الأمني

التحرك العسكري الإسرائيلي في مواجهة التطورات الأمنية علي الجبهة السورية :

أ- تحركات عسكرية إسرائيلية علي المستوي الخارجي

-  في إطار مزاوجة التحركات السياسية مع التحرك العسكري، بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل زار وفد من كبار المسئولين الإسرائيليين البيت الأبيض لبحث عدد من الملفات الأمنية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط، على رأسها تطور الأوضاع في سوريا والملف النووي الإيراني،والتقت مستشارة الأمن القومي سوزان رايس، رئيس الوفد الإسرائيلي مستشار الأمن القومي يعقوب عميدرور، وتناولت المحادثات "إيران ومصر وسوريا وسلسلة من ملفات الأمن القومي"،حسب ما أعلنت المتحدثة باسم مستشارة الأمن القومي "كايتلن هايدن"،وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن اللقاء قد أعد له ليكون علي صلة بتطور الأحداث في مصر وسوريا،وجرى اللقاء في وقت تدرس فيه واشنطن احتمال قيامها بتدخل عسكري في سوريا بعد هجمات مفترضة بأسلحة كيميائية الأربعاء نسبتها المعارضة إلى نظام الرئيس بشار الأسد. 

 

- عاد وزير الدفاع الأمريكي" تشاك هيغل" من الفلبين في نهاية جولة قادته إلى دول جنوب شرق أسيا ليتابع الاستعدادات الأمريكية لشن هجوم على سوريا،وقالت مصادر إسرائيلية أن وزير الدفاع الأمريكية هاتف من على متن طائرة العودة نظيره الإسرائيلي "بوغي يعلون" ونظيره الفرنسي فيما رفض التحدث مع المراسلين الصحفيين المرافقين له على رحلة العودة،وقالت المصادر ان فحوي الاتصال انصب علي التنسيق بين الجيشين الإسرائيلي والأمريكي بخصوص شن الهجوم علي سوريا.

- وفي إطار الجهود العسكرية الإسرائيلية علي المستوي الخارجي ،بعثت الحكومة الإسرائيلية عديد من الرسائل التي يرسلها المستويين السياسي والعسكري،رسائل موجهة للقيادة السورية بان تحذر من مغبة توجيه أي ضربات عسكرية لأهداف إسرائيلية ،لان من شأن قيام سوريا بذلك أن يجلب عليها الخراب والدمار ،فلقد صرح رئيس الوزراء نتنياهو رسالة بهذا المعني إذ قال في جلسة تشاوريه مع المستويين السياسي والأمني أن إسرائيل ليست طرفا في الحرب الأهلية السورية،وقال محذرا القيادة السورية أن أي تحرك عسكري ضد إسرائيل الجاهزة لكل التطورات سيجابه بقوة وعنف، ونقلت صحيفة "معاريف" عن وزير جيش الاحتلال "موشيه يعالون" قوله "في نهاية الأمر نحن مستعدون وجاهزون ونتخذ إجراءات لازمة وملائمة، نحن نقوم بذلك بمسئولية عالية وحذر شديد،وأضاف يعالون التحضيرات واجب علينا القيام بها لكن يجب في الوقت نفسه أن نحافظ على الحياة اليومية الروتينية،مهدداً برد قاسي على كل من يحاول ضرب المناطق الإسرائيلية، ونقول لكل من يحاول تهديد أمننا القومي بأنه سيصطدم بقوتنا التي ستدمر كل من يحاول المس بمواطنينا،وأكد يعالون على أن "إسرائيل" لا تنوي التدخل بما يحدث في سوريا، موضحاً أن ما يحدث في سوريا حدث استثنائي وتاريخي، مدعياً أن "إسرائيل" غير متورطة بما يحدث هناك، ولا تنوي التدخل، ومن يقوم بمهاجمة سوريا والاستعداد لذلك ليس نحن وإنما العالم الغربي بقيادة الولايات المتحدة.

ب - الاستعدادات الإسرائيلية العسكرية الداخلية

- ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" أنه وفي أعقاب التهديدات الدولية بشن حرب على سوريا، من المتوقع أن تعقد اللجنة الفرعية لجاهزية الجبهة الداخلية اجتماعاً هاماً لنقاش خاص، من أجل فحص جاهزية الجبهة الداخلية لإمكانية أن سوريا ستهاجم "إسرائيل"،من جانبه قال رئيس اللجنة وعضو الكنيست عن حزب شاس "إيلي يشاي" "إنه واجب الحكومة الإسرائيلية لأن تكون مستعدة لكل سيناريو"،وأشارت الصحيفة إلى أن الطلب على الكمامات الواقية قد ازدادت في الآونة الأخيرة خاصة في ظل التهديدات ضد سوريا، مقابل التصريحات لمسئولين سوريين بضرب "إسرائيل في حال تم مهاجمتها

 

- وفي إطار الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية لأي تطور قد يزجها في المعركة مع سوريا ،يقوم جيش الاحتلال بالعديد من الاستعدادات حيث ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن سلاح الجو الإسرائيلي نشر عدداً من منظومات الدفاع الجوي الصاروخي من نوع "باتريوت" في مدينة حيفا شمالي "إسرائيل"،وذلك في ظل الحديث عن ضربة أميركية مرتقبة لسوريا،وأوضحت الصحيفة أن سلاح الجو الإسرائيلي وجه منظومة الباتريوت باتجاه شمالي إسرائيل، ووضعها في حالة استعداد عملياتية، كما نشر سلاح الجو الإسرائيلي المسؤول عن إدارة منظومة القبة الحديدية بطارية من المنظومة في عدة مواقع في منطقة "غوش دان" تل أبيب، ضمن الاستعدادات لإمكانية أن تتعرض "إسرائيل" لهجوم مضاد نتيجة هجوم أمريكي متوقع يستهدف النظام السوري،وذكر موقع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي،أن نشر المنظومة يأتي في إطار تجهيز منظومة الدفاعات الجوية الإسرائيلية في إطار إعداد منظومة دفاعية متعددة الطبقات، والتي يضعها جيش الاحتلال ضد كل سيناريو متوقع،كما أفادت القناة أنه خلال الأسبوع القادم سيتم نصب بطاريتين من المنظومة في المنطقة الشمالية بسبب حالة التأهب الأمني، تضاف إلى البطارية التي نشرت منتصف الأسبوع الماضي في مدينة حيفا.

- استعدادات إسرائيلية عسكرية علي قدم وساق رغم أن مصادر إسرائيلية أمنية  قد قللت من فرص قيام النظام السوري بشن غارات على إسرائيل رداً على ضربة عسكرية أميركية محتملة، وذلك إدراكاً منه للنتائج شديدة الخطورة المترتبة على ذلك في الوقت الذي يخوض فيه هذا النظام صراع البقاء ،كما رجحت المصادر عدم قيام حزب الله اللبناني بفتح جبهة جديدة مع إسرائيل، غير أن المصادر أوضحت أن إسرائيل تستعد لأي سيناريو مرجِّحة أن يطلعها الجانب الأميركي مسبقاً على أي عملية عسكرية له،هذا وقد اقر الكابينت الأمني قرر في جلسته الطارئة استدعاء جزءاً محدوداً من جنود الاحتياط، وذلك في إطار الاستعداد لعدوان عسكري محتمل على سوريا، مشيراً إلى أن معظم جنود الاحتياط الذين سيتم استدعاؤهم يخدمون في وحدة سلاح الجو الإسرائيلي وهيئة الاستخبارات وقيادة الجبهة الداخلية،أن تلك الاستعدادات الإسرائيلية لا تتم بناء على معلومات استخبارية وإنما مجرد استعداد لأي طارئ.

 

 

- هذا وعلي الجانب الشعبي، فقد شرعت الجبهة الداخلية الإسرائيلية في تدريب بمطار "روش بيناه" بالشمال، يحاكي عملية سيطرة على المطار وإطلاق نيران وخطف مسافرين،وحسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" التي أوردت النبأ، سيسمع خلال التدريب والذي يحاكي أوضاع طوارئ، أصوات انفجارات، وستكون هناك حركة نشطة لمركبات قوات الشرطة والإنقاذ،ونفى مدير المطار "يوسف غولسبرغ" أن تكون هناك صلة بين توقيت التدريب والتطورات الحاصلة في سوريا والحديث عن هجوم أمريكي محتمل،ونقلت الصحيفة عن مدير المطار قوله،أنا أعلم أن الأيام الأخيرة حساسة وتوقيت التدريب يثير عدة تساؤلات، وأنا أؤكد أن الحديث يدور عن تدريب تم إقراره مسبقاً ويجري كل عام في مطارات البلاد،ويدور الحديث عن تدريب سنوي مخطط له مسبقاً ويجري لمرة أو مرتين في العام ويستهدف تدريب طواقم الحراسة لأوضاع الطوارئ، تجدر الإشارة إلى انه بدأ تدريب أخر سيستمر لمدة يومين لقوات الأمن والإنقاذ التابعين للجبهة الداخلية في منطقة هضبة الجولان، وفي استعداد أخر أعلن جيش الاحتلال فتح جميع الملاجئ شمالي إسرائيل،وذلك خشية من تعرضها لهجوم كرد فعل سوري على الهجوم التي تنوي عدة دول في مقدمتها أميركا وبريطانيا تنفيذها ضد عدد من المنشآت السورية،وذكرت صحيفة "معاريف" أن الجيش أعلن حال التأهب القصوى في عدد من المدن والبلدات الإسرائيلية في شمالي إسرائيل،وكذلك عن مناطق محمية من الصواريخ التي قد يطلقها الجيش السوري على "إسرائيل"، وأضافت الصحيفة أنه سيتم تعطيل العمل بالمدارس والمنشآت الحكومية القريبة من المستوطنات المقامة بالقرب من هضبة الجولان، موضحة أن درجة الاستعدادات التي أعلن عنها جيش الاحتلال، هي الأقوى منذ حرب لبنان الثانية في عام 2006.

- وفي إطار الاستعدادات الشعبية ،كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت"،أن جيش الاحتلال يرفض الإفصاح عن العدد الحقيقي للكمامات الواقية التي وزعها خلال الأيام القليلة الماضية، على الرغم من نشره معطيات مماثلة عن توزيع الكمامات الواقية في المجالس السكانية خلال العامين الأخيرين،وقدرت الصحيفة أن جيش الاحتلال وزع حوالي عشرين ألف كمامة واقية من الغازات السامة على الجمهور مؤخراً، عشية الحديث عن هجوم أمريكي مرتقب على سوريا، موضحة أن هذه الكمية تمثل خمسة أضعاف الكمية المطلوبة في المتوسط العادي،وذكرت الصحيفة أنه وحسب التقديرات فقد وزعت عدة ألاف أخرى من الكمامات الواقية إلى جانب العشرين ألف كمامة، ليتبقى في المخازن عدة مئات من الآلاف من الكمامات في ظل بقاء حوالي 2.5 مليون إسرائيلي غير مزودين بكمامات ضد السلاح النووي والبيولوجي والكيميائي،وأشارت الصحيفة إلى أنه من أجل تصغير الفجوة الموجودة، وجهت وزارة الجيش الشركات المصنعة للكمامات في "إسرائيل" من أجل التسريع في حجم الإنتاج ليرتفع من 30 إلى 50 ألف كمامة في الشهر، وزيادة مستوى الإنتاج سيتم وفق العقد الموجود بين وزارة الجيش والمصانع الإسرائيلية،إلى ذلك في قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية مستمرون في فتح نقاط توزيع إضافية لتوزيع الكمامات إلى جانب أفرع البريد،وكانت الصحيفة قد ذكرت أن حالة من الهلع والهستيريا تسود في صفوف الإسرائيليين للحصول على الكمامات الواقية، موضحة أن "إسرائيل" لم تشهد من قبل طوابير بهذا الحجم لاقتناء الكمامات،وأوضحت الصحيفة أن الشرطة عززت من انتشارها في أفرع البريد التي يوزع فيها الكمامات الواقية، حيث شهدت بعض الأفرع عراك بين عدد من الإسرائيليين الذين يحاولون الحصول على الكمامات الواقية،وفي سياق متصل كشفت مصادر أمنية إسرائيلية مطلعة أن 40% من الإسرائيليين لا يملكون كمامات واقية، كما أنهم لا يملكون حقن الأتروفين التي تستخدم في حال تعرضت إسرائيل لهجوم كيماوي من سوريا.

ثالثا : سيناريوهات الموقف الإسرائيلي

- أثارت أنباء الحشودات الغربية والنوايا لشن هجوم عسكري على سوريا قريحة المحللين الإسرائيليين الذين تناولوا تقريبا كل سيناريو محتمل أو خيالي لتحديد وتوصيف مهام العدوان وأهدافه والدور الإسرائيلي فيه كان آخرها تحليل قدمه المراسل والمحلل العسكري لصحيفة "معاريف" العبرية "احاكيم موشه دافيد" تناول فيه سيناريوهات الموقف الإسرائيلي الذي حدده بين احتمالين أولهما التدخل والمشاركة الفعلية في العدوان وثانيهما الاكتفاء بدكة الاحتياط وامتصاص الضربة السورية في حال وقعت،ووضع المحلل الإسرائيلي خمسة سيناريوهات يرى في سياقها آفاق التعاطي الإسرائيلي مع الوضع المتفجر وهي على النحو التالي:

1- انضمام إسرائيل للعدوان: ستمنح ضربة سورية توجه إلى إسرائيل "الشرعية" لجيشها للرد وفيما ينفذ الأمريكان عملياته المحدودة التي لا تستهدف إسقاط النظام قد يرسم الرد الإسرائيلي نهاية النظام السوري وقتل الرئيس السور،وقد تستغل إسرائيل الهجوم السوري لتصفية "محور التشدد" المتمثل بإيران وسوريا وحزب الله بعد أن تستأصل العضو المركزي في هذا المحور والمتمثل بالنظام السوري حسب تعبير المحلل الإسرائيلي.

 

- هجوم "من الجهاديين :"قد تلجأ المنظمات "الجهادية" لشن هجوم من الأراضي السورية في ظل امتناع سوري رسمي عن وقفها أو اعتراضها بهدف إشعال الحدود الفاصلة بين القسم المحتل من الجولان والأراضي السورية فيما تأخذ إسرائيل بحسبانها احتمال تدخل حزب الله عبر إطلاق صواريخ من داخل الأراضي اللبنانية ومن داخل سوريا نفسها لكن حسن نصر الله الذي يشعر ان وضعه قد تزعزع كثيرا ليخسره في حال المواجهة مع إسرائيل لكن ربما يؤدي الضغط الإيراني إلى جره للرد ومهاجمة إسرائيل سواء كان هجوما علنيا أو عبر وكلاء من منظمات صغيرة غير معروفة يكلفها بقصف إسرائيل حسب تعبير المحلل.

3- قصف إسرائيل بالأسلحة الكيماوية: نشرت إسرائيل خلال الأيام الماضي في المنطقة الشمالية ثلاث بطاريات من القبة الحديدة وبطارية صواريخ باترويوت وبطارية من طراز "حيتس" بعيدة المدى ورفعت درجة التأهب والاستعداد ورغم التهافت الإسرائيلي على مراكز توزيع الكمامات يبقى احتمال الهجوم الكيماوي متدنٍ جدا لكنه غير مستبعد بشكل مطلق وفي حال تحقق هذا الاحتمال فإن جيش الاحتلال سيهاجم سوريا بكل قوته وقد قال ضابط رفيع يوم امس ان هجوما من هذا النوع سيعيد سوريا الى العصر الحجري.

4- لا رد إسرائيلي : التوتر السائد في إسرائيل يذكرنا بالتوتر الذي سادها قبل حرب الخليج الأولى 1991 حينها هاجم الأمريكان العراق فرد الرئيس صدام بقصف إسرائيل بالصواريخ فطلبت واشنطن من تل أبيب الحفاظ على الصمت وعدم الرد حتى لا تمس بالائتلاف الدولي والعربي الواسع الذي قادته في تلك الحرب لكن حاليا لا نعلم شيئا على الأقل حتى الان عن طلب أمريكي مماثل لكن رغم التصريحات الإسرائيلية النارية قد يطلب الأمريكان من إسرائيل مرة أخرى عدم التدخل والحفاظ على صمتها المطبق.

5- تحدي قادم من غزة :تمتد أيادي إيران إلى المنطقة الجنوبية أيضا والحديث للمحلل الإسرائيلي لذلك تأخذ إسرائيل بحسبانها سيناريو شن هجوم من قطاع غزة يتزامن مع بداية الحرب على سوريا حيث يمكن للمنظمات الفلسطينية ومنظمات الجهاد العالمي تولي هذه المهمة،تقف حماس المسيطرة على قطاع غزة هذه الأيام بعيدا نسبيا عن إيران وهي ترتدع منذ نهاية عملية "عامود السحاب" عن دخول مواجهة جديدة مع إسرائيل لكن ما حدث في مصر يدفع حماس مجددا نحو طهران لذلك هناك احتمال أن تقدم حماس لإيران "هدية" مصالحة تتمثل بإطلاق صواريخ نحو أهداف داخل إسرائيل وفي هذه الحالة من المتوقع أن ترد إسرائيل،فيما يتعلق بالضفة تبدو احتمالات تفجر أعمال "عنف" ضعيفة لان الأسد لا يتمتع بتأييد كبير وهام في هذه المنطقة مع بقاء احتمال لجوء حركة الجهاد الإسلامي إلى إثارة "استفزازات" حسب تعبير المحلل العسكري لصحيفة "معاريف" صاحب السيناريوهات سابقة الذكر.

حرره: 
م.م