الحقيقة وراء انخفاض الدولار لأدنى مستوياته والسيناريوهات المتوقعة

بقلم: عماد الرجبي

رام الله: يتساءل الكثيرون لماذا انخفض سعر الدولار الأميركي والدينار الأردني فجأة ، حيث وصل سعر الدينار الأردني إلى 4.98 شيقلا فيما وصل الدولار الأميركي إلى 3.53 شيقلاً.

السبب الرئيسي لذلك، هو انسحاب المرشح لورنس سمرز -الذي يعد أقل تأييداً لبرنامج التحفيز الكمي- من رئاسة البنك المركزي الفيدرالي الأميركي، ما أدى إلى تنامي الشعور لدى المستثمرين ان البنك الامريكي سيستمر في سياسته الكمية.

وينتهج البنك الفيدرالي، سياسة تقضي بضخ 80 مليار دولار إلى أسواق بلاده بهدف دعم الاقتصاد، بعد أن عصفت به الأزمة العالمية قبل عدة سنوات، غير أن مستوى التحسن الاقتصادي الأميركي الذي طرأ في الآونة الأخيرة، جعل البنك الفيدرالي يشير إلى انه سيعكس سياسته، حيث سيوقف ضخ الأموال تدريجيا بمعدل 10- 15 مليار دولار شهريا.

غير أن ما حصل هو أن المستثمرين تخوفوا من انسحاب سمرز، بأن يستمر البنك الفيدرالي بسياسته، ما يعني أن الاقتصاد الأميركي في تراجع، لذلك كان من المتوقع أن ينخفض الدولار، وترتفع سلعاً واسهماً أخرى، من أهمها -والتي تعتبر المستفيد الأول من قرار الانسحاب- هي الأسهم الأوروبية التي ارتفعت بشكل كبير اليوم.

وفيما يتعلق بتأثير انخفاض الدولار على الدينار الأردني، فإن هناك علاقة طردية تربط بينهما، بسبب ارتباط البنك المركزي الأردني بنظيره الأميركي منذ عام 1995، وبالتالي فإن ما يحصل على الدولار يحصل على الدينار.

أما عن السيناريوهات المتوقعة بالنسبة لسعرهما، فإذا وقفنا عند السبب وهو سياسية التيسير الكمي، نستطيع القول إنه في حال نَفذ البنك الفيدرالي سياسته خلال الشهر الجاري وهو ما سيظهر يوم الأربعاء القادم خلال اجتماعه، فان الأسعار ستعود للارتفاع مرة أخرى كما في السابق، أما في حال لم ينفذ سياسته فترجيحات أن يبقى على حاله وقد يتراجع سعرهما أكثر، لاسيما وان ذلك يعني أن الاقتصاد الأميركي لم يتعافى بعد من أزمته .

حرره: 
م.م