سلطة المياه: إنشاء محطة التحلية هي الحل الامثل لمشكلة المياه في قطاع غزة

رام الله: عقدت سلطة المياه الفلسطينية، اليوم الخميس، بالتنسيق المباشر مع ديوان الرئاسة اجتماعها الثاني مع الممثليات المعتمدة ورؤساء التعاون الإنمائي للدول غير المنضمة لمنظومة الاتحاد الأوروبي وغير العربية والمؤسسات الدولية المختلفة حول مشروع التحلية الخاص بقطاع غزة والذي كانت أعلنته دولة فلسطين كحل جذري لازمة المياه في قطاع غزة والذي تبناه الاتحاد من اجل المتوسط كاول مشروع ضمن نشاطات الاتحاد. و الذي يهدف الى توفير 120 مليون متر مكعب سنويا من المياه لسد احتياج القطاع من المياه أواخر العام 2018.

وافتتح رئيس ديوان الرئاسة الدكتور حسين الأعرج الجلسة الذي بدوره يتابع سير التطورات في هذا المشروع و الذي يعتبره من أهم المشاريع لما له دور من تخفيف معاناة السكان لأهلنا في قطاع غزة و الذي و صل إلى حد الكارثة المائية نتيجة التلوث للخزان الجوفي حيث أن ما يضخ من هذا الحوض لا يصلح للاستخدام الآدمي و كان السبب الرئيس في تفشي بعض الأمراض لدى السكان في القطاع، و ذكر الأعرج أن السيد الرئيس أعطى تعليماته لكافة الجهات للعمل على إنجاح المشروع و بذل كافة الجهود لإدخاله حيز التنفيذ و بالسرعة الممكنة.

وفي دوره قام السفير البرازيلي و بصفته الداعي بالإنابة عن سلطة إلى دعوة كافة الأطراف للتعاون و بذل الجهود من اجل البدئ بالمشروع لما له من أهمية على الصعيد الإنساني و حل مشاكل المياه في قطاع غزة و التي وصفها بأنها تتنافى مع التوصيات العالمية للاستخدام الآدمي للمياه كما أنها تعد خرقا واضحا لقرارات الأمم المتحدة و التي تعتبر المياه و الوصول إلى المياه النظيفة احد أساسيات الحق الإنساني كما ذكر أن توفر المياه هو ركيزة أساسية و حيوية لحماية الصحة العامة و التطوير المستدام لكافة القطاعات.

و في هذا السياق قامت سلطة المياه بعرض ملخص حول وضع المياه في غزة و أعلنت و طبقا للدراسات الفنية أن 95% من المياه المستخرجة في قطاع غزة هي مياه مالحة و ملوثة بالعضويات المختلفة كما بينت انه بحلول العام 2017 سيصل التلوث حتى يبلغ كافة إرجاء الخزان الجوفي الساحلي في قطاع غزه و

بحلول العام2020 سيصل الخزان الجوفي الى وضع لا يمكن اصلاحة مما سيؤثر على حياة السكان ويعرضها للخطر. كما استعرضت سلطة المياه خططها لمواجهة الكارثة المائية و التي تشتمل عل 9 تدخلات رئيسية على رأسها إنشاء محطة التحلية المركزية وبناء الخطوط الناقلة و إصلاح شبكات التوزيع. كما وضح السيد جيمس راولي أن إنشاء محطة التحلية يتناسق مع التوصيات التى أوصت بها الأمم المتحدة في تقريرها عن القطاع متسائلا قطاع غزة غير قابل للحياة عام2020 و الذي دعا العالم لضرورة الإسراع بايجاد حل جذري لمشاكل المياه في قطاع غزة قبل حلول العام 2016 لما له اثر سلبي على الحياة الاجتماعية و الصحية و البيئية للسكان هناك و كما دعى إلى ضرورة حل المشاكل بتنفيذ الخطط و ليس الاكتفاء بالتخطيط و كتابة التقارير التي توصف الحال و لكن على العالم تحمل مسؤولياته لوضع حد للكارثة الإنسانية التي تعصف بقطاع غزة.

و في دورة وضح الدكتور رفيق الحسيني نائب الأمين العام للاتحاد من اجل المتوسط لشؤون المياه و البيئة أن المشروع يعتبر الأهم لدى الاتحاد من اجل المتوسط و دعى الدول للاستثمار بالمشروع و دعمه سياسيا و اقتصاديا و ذلك لتوفير الحماية الدولية للمشروع و تحييده أوقات الصراع و العمل على لعب دور سياسي من اجل البدء بتنفيذ المشروع و تسهيل عمليات إدخال المواد من اجل إنشائه بالسرعة الممكنة.

هذا وقد ختم اللقاء الدكتور شداد العتيلي رئيس سلطة المياه و الذي بدوره وضح جهود الحكومة الفلسطينية في هذا السياق حيث و بتوجبهات مباشرة من سيادة الرئيس تم وضع هذا المشروع على رأس أولويات قطاع المياه و الحكومة الفلسطينية و استجابة لهذا صادق مجلس وزراء المياه العرب على قرار بدعوة الدول العربية للمشاركة في مؤتمر المانحين للمشروع ودعتهم للمساهمة بالتمويل وأوضح العتيلي أن سلطة المياه و بالتعاون مع الدول المانحة بتجنيد الدعم المالي للمشروع و الذي تبلغ تكلفته الإجمالية 450 مليون دولار حيث أعلن أن الدول الخليجية ستساهم ب 50% من اجمالي التكاليف و ذكر العتيلي أن الحكومة الفرنسية رصدت 10مليون يورو لهذا المشروع، واستعدت الجزائر وتركيا ودول أخرى للتمويل كما أن العتيلي أوضح ان الدراسات التحضيرية و تحضير وثائق العطاءات للمشروع سوف يعلن عنها بالقريب العاجل و ذلك بعد توفير مبلغ 4 ملايين يورو من الاتحاد الأوروبي لبنك الاستثمار الأوروبي للبدء بتحضير وثائق العطاءات, كما دعى العتيلي كافة الدول المانحة للمشاركة الفاعلة في المؤتمر الخاص بتمويل المشروع و الذي تحضر له سلطة المياه و بالتعاون مع الاتحاد من اجل المتوسط من اجل تمويل المشروع و الاتفاق على آليات إدارة التمويل و آليات التنفيذ و التي سوف تستمر لثلاث أعوام لإنجاز المرحلة الأولى و التي تشمل بناء المحطة بطاقة 55 مليون متر مكعب و إنشاء الخط الناقل و تحسين الشبكات وحالة

التوزيع في قطاع غزة، وذكر العتيلي أن جامعة الدول العربية أعلنت بقرارها الصاد في هذا الأسبوع و بناء على نتائج الاجتماع الوزاري العربي في شهر يونيو 2013 كما اختتم العتيلي اللقاء بالشكر الجزيل لسيادة الرئيس لمتابعة الحثيثة لهذا الملف و شكر المشاركين و دعاهم للبدء بتوفير الدعم اللازم للمشروع سياسيا وفنيا و ماليا.