"شاشات" تمنح جائزة "سلافة جاد الله السنوية" للمخرجة أرصغلي

رام الله: أطلقت مؤسسة "شاشات"، فعاليات مهرجانها التاسع لسينما المرأة في فلسطين، وسط اهتمام وفي ظل حضور رسمي وشعبي لافت، تجسد خلال حفل الافتتاح الذي استضافه قصر رام الله الثقافي، وشارك فيه نائب ممثل الاتحاد الأوروبي ديفيد غير، وممثل مؤسسة "هنريش بل" الألمانية رينيه وايد انجل، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، ووزيرة الشؤون الاجتماعية السابقة ماجدة المصري، والنائب في التشريعي د. نجاة أبو بكر، وعضوة مجلس إدارة المؤسسة ميسون الشرقاوي، ومديرتها العامة المخرجة د. علياء أرصغلي، التي أعلن عن منحها جائزة "سلافة جاد الله" للنسخة الحالية للمهرجان.

وأثنى المتحدث من الإتحاد الأوروبي على "شاشات" ودورها في تكريس تجربة سينمائية رائدة على مستوى العالم العربي، وليس فقط فلسطين، وعلى دعم الإتحاد الأوروبي لمهرجان شاشات للسنة الرابعة على التوالي.

أما ممثل المؤسسة الألمانية، فأشار إلى حيوية المهرجان، باعتبار أنه يطرح ملفات مهمة يجري تناولها في مناقشات ولقاءات مختلفة في شتى أنحاء فلسطين.

أما شرقاوي، فحددت أن ما ميز عمل مؤسسة "شاشات" خلال هذه السنوات التسع هي المحاور الأربع التالية: أولاً أن سينما المرأة هي سينما كل المجتمع ولا تخص فقط المرأة أو النخبة المثقفة. ثانياً، التزام شاشات بأن تكون المرأة منتجة للثقافة الفلسطينية من خلال رؤية تكاملية تشمل التدريب – الإنتاج – العروض والنقاش. ثالثاً، التركيز على أهمية ربط شطري الوطن من خلال العمل السينمائي، ورابعاً، ضرورة بناء جمهور فلسطيني للفيلم الفلسطيني وتشجيع الحوار بين الجمهور وصانعي الأفلام.

وقالت أرصغلي، "أنه ضمن مشروع "مخلفات" تمت إتاحة المجال لثماني مخرجات، للعمل مع مخرجات ومخرجين محترفين، من أجل الاستفادة من خبراتهم ليكونوا بمثابة المنتجين المنفذين لأعمالهن".

واعتبرت منحها جائزة "سلافة جاد الله"، تكريما كبيرا لها، مشيرة إلى أن تقدير "شاشات" للمكانة والدور الهام الذي قامت به جاد الله التي تنحدر من مدينة نابلس، وتعتبر أول مصورة سينمائية عربية، وتوصف بأنها أول مصورة في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة، دفعها إلى استحداث الجائزة التي تمنح لتكريم مخرجة فلسطينية، أو عربية أو دولية.

وكان قام نقيب الصحافيين د. عبد الناصر النجار منح الجائزة لارصغلي، لعطائها ودورها الفاعل والبارز في إبراز ودعم سينما المرأة في فلسطين.

وأوردت الناقدة السينمائية خديجة حباشنة أن "سلافة سليم جاد الله ولدت في مدينة نابلس عام 1941، نشأت في عائلة وطنية منفتحة على الحياة، تربي أبناءها وبناتها على المبادرة والعطاء، إذ تلقت تعليمها في مدرسة العائشية، وعشقها للتصوير كان طريقها للتعبير عن حبها لمدينتها، دافعاً إياها لتلتقط عشرات الصور من تفاصيل المدينة لتصنع منها صورة متكاملة لنابلس".

وأضافت: في أواخر الخمسينات، بادرت سلافة مع شقيقها رماء الذي رافقها في حبها للتصوير، وبعض الهواة لتكوين رابطة للفنون، من هنا انطلقت سلافة في بداية الستينات لتكون من أوائل الفتيات اللواتي يطمحن لإتمام تعليمهن الجامعي في مجال التصوير السينمائي، وتوجهت نحو معهد السينما في القاهرة الذي كان لا يزال في بداياته.

وتابعت: كان التصوير السينمائي آنذاك مهنة نادرة وشاقة، وعلى سلافة أن تخوض معركة ضد العقلية الذكورية التي تقصر هذا النوع من التخصص الفني والمهني على الرجال، لكنها استطاعت أن تقنعهم بقدرتها وجدارتها الفنية، لتقبل كطالبة في معهد السينما وفي تخصص التصوير السينمائي.

وقالت: نجحت سلافة بكسب ثقة مدرسيها حتى تم اختيارها لتشارك في تصوير الفيلم المصري "الجبل"  مع مدير التصوير المعروف وحيد فريد، لتتخرج في العام 1964 من المعهد العالي للسينما كأول مصورة سينمائية عربية.

وأردفت: سلافة بدأت بتصوير المقاتلين، وعندما وقعت حرب الخامس من حزيران عام 1967، قامت  مع المصور السينمائي الفلسطيني هاني جوهرية بتصوير أحداث وآثار تلك الحرب ومأساة النزوح الفلسطيني الذي حدث خلالها.

واستدركت: في العام ذاته، أسست مع هاني جوهرية، والمخرج السينمائي مصطفى أبو علي قسماً للتصوير، يقوم بتصوير جميع نشاطات الثورة الفلسطينية والأحداث المحيطة بها، والذي تطور في العام 1968 بعد معركة الكرامة إلى وحدة سينمائية تقوم بتوثيق جميع الأحداث الفلسطينية وخاصة نشاطات الثورة الفلسطينية السياسية والعسكرية والاجتماعية والثقافية بالصوت والصورة، عرفت هخذه الوحدة لاحقا ب "وحدة أفلام فلسطين" وأنتجت في العام 1969 أول أفلام السينما النضالية الفلسطينية "لا...للحل السلمي"، وفي العام نفسه، أصيبت سلافة برصاصة في الرأس أثناء قيامها بالتصوير، أدت إلى إصابتها بشلل نصفي، مما منعها من الاستمرار في العمل كمصورة سينمائية.

يذكر أن جائزة "سلافة جاد الله" السنوية خلال الأعوام الثمانية السابقة، منحت العام  2005 إلى المخرجة الفلسطينية الراحلة "جاد الله" نفسها التي سميت الجائزة على اسمها وأيضاً للمخرجة البريطانية "كيم لونجينوتو"، ثم في 2006، للمخرجة الفلسطينية من الناصرة "ندى اليسير"، وفي 2007، للمخرجة الهندية الكندية "ديبا مهتا"، وفي الدورة الرابعة 2008 ، للمخرجة اللبنانية رندة شهال صباغ، وفي الدورة الخامسة 2009، كرمت المخرجة الفلسطينية-الفرنسية ماريز غرغور واللبنانية نبيهة لطفي ومنحتا  جائزة المهرجان مناصفة، وفي الدورة السادسة 2010،  حصلت المخرجة اللبنانية هيني سرور على الجائزة ، وفي الدورة السابعة حجبت الجائزة، أما في الدورة الثامنة فقد حصلت عليها المونتيرة رباب الحاج يحي.

زمن برس غير مسؤولة عن مضمون الأخبار الواردة ضمن زاوية المؤسسات. 

حرره: 
م.م