المشهد الإسرائيلي الأسبوعي من 18-25 نوفمبر

أولا : المشهد السياسي

1- الملف الإيراني

بعد الاتفاق بين الدول الكبرى بقيادة الإدارة الأمريكية 5"+"،1وإيران حول برنامجها النووي في جنيف،خرجت إسرائيل بعلاقات متوترة وخلافات شديدة مع الإدارة الأمريكية والدول الكبرى، نتيجة لإدارة حكومة إسرائيل لهذه الاختلافات بسياسة خارجية تتصف اقل ما يمكن تسميته بالسياسية الحمقاء،فعلي خلفية هذا الاتفاق شهدت جلسة الحكومة الإسرائيلية توتراً كبيراً بين وزراء الحكومة في أعقاب توصل الدول العظمى إلى اتفاق مع إيران حول برنامجها النووي في جنيف،حيث وجه عدد من الوزراء انتقادات لاذعة وشديدة اللهجة ضد رئيس الوزراء "نتنياهو" بسبب سياسته الخارجية وإدارة الخلاف مع الإدارة الأمريكية حول الملف الإيراني،معتبرين أن تلك السياسات قد ألحقت الضرر بإسرائيل وأخرجها من ذلك الاتفاق بصفر اليدين ونقلت القناة العاشرة الإسرائيلية عن بعض الوزراء قولهم ،إن رئيس الحكومة ومن خلال إدارته للخلافات مع الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة قد أضر وبشكل سلبي كبير بالعلاقات بين الجانبين،كما تسبب بوجود أضرار مع المسئولين الأمريكيين من الصعب تصليحها،مشيرين إلى أنه لم يفلح في التوقيع على اتفاق لصالح إسرائيل.

- ففي إطار خلافه مع الإدارة الأمريكية يحاول نتنياهو ممارسة الضغوط علي الإدارة الأمريكية بأكثر من اتجاه،فلقد لجأ نتنياهو لممارسة الضغوط من خلال اللوبي اليهودي أو اللوبي المؤيد لإسرائيل في الكونجرس لتعطيل أي تقدم في المفاوضات مع إيران،وكذلك محاولته تحريض الرئيس الفرنسي"هولاند" خلال زيارته لإسرائيل،وفي تطور ملحوظ في تطوير الخلاف مع الإدارة الأمريكية،زار نتنياهو روسيا لعقد اجتماعات مع الرئيس "بوتين" لإقناعه بضرورة ممارسة الضغوط علي إيران لتفكيك برنامجها النووي وعدم موافقة روسيا للطرح الأمريكي والأوربي بالتوصل لاتفاق ما مع إيران،الزيارة كما وصفها الكثير من المراقبين الإسرائيليين بأنها زيارة فاشلة بامتياز،وستزيد الطين بله في العلاقات الإسرائيلية الأمريكية .

- رغم كل الجهود المتعددة الاتجاهات التي بذلتها حكومة نتنياهو ورئيسها ،تم التوصل لاتفاق بين تلك الدول وإيران ،اتفاق رأت في إسرائيل بأنه خطأ تاريخي ويزيد من المخاطر علي أمنها واستقرارها،ففي تعقيبه علي الاتفاق،أصدر مكتب رئيس الحكومة تصريحاً رسمياً اعتبر فيه، أن الاتفاق في جينيف سيئ جداً،كما اعتبر أن الاتفاق انتصاراً دبلوماسياً لصالح إيران خاصة فيما يتعلق بتخفيف العقوبات على إيران وأيضاً الحفاظ على أجزاء كبيرة جداً في البرنامج النووي الإيراني،من جانبه عقب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو علي الاتفاق قائلا، أن اتفاق جنيف الذي تم التوصل إليه قبل ساعات بين إيران والقوى العظمى ليس اتفاقاً تاريخيا بل خطأ تأريخي وأضاف نتنياهو في كلمة له بمستهل جلسة الوزراء الأسبوعية اليوم الأحد أن الاتفاق يزيد كثيراً من خطورة الأوضاع لأن أخطر نظام في العالم خطا بفضل الاتفاق خطوة ملحوظة نحو الحصول على أخطر سلاح،وتابع يقول إن الدول العظمى وافقت على تخصيب اليورانيوم في إيران متجاهلة العقوبات الدولية التي فرضتها فيما لم تقدِّم إيران من جانبها إلا تنازلات تجميلية يمكن التراجع عنها خلال أسابيع،وأكد رئيس الوزراء أن إسرائيل غير ملتزمة بالاتفاق وأنها لن تسمح لإيران بتطوير القدرات النووية  .

- وفي هذا الشأن أيضا علق بعض الوزراء علي الاتفاق وقد عبروا عن امتعاضهم وخشيتهم من نتائجه،فقد علق وزير الشئون الإستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية "يوفال شتاينتس" على الاتفاق قائلاً،إن الاتفاق قائم على خدعة إيرانية وأوهام،واصفاً ذلك الاتفاق بأكبر نصر دبلوماسي تحققه إيران في تاريخها،من جانبه سارع وزير المالية الإسرائيلي "يائير لبيد" لمهاجمة هذا الاتفاق معتبرا انه يخدم مصالح إيران، واصفا الاتفاقية بـالسيئة،كذلك وزير الإسكان "أوري ارئيل" هاجم الاتفاقية،معتبرا بأن إيران أصبحت اليوم دولة نووية بموافقة دولية، معتبرا بأن على إسرائيل أن تدافع عن وجودها ومصالحها لوحدها ولا تنتظر أحدا للدفاع عنها،وفي رده علي الاتفاق صرح وزير الدفاع "بوغي يعلون" المتواجد في كندا،أن هذا الاتفاق سيئ للغاية وخطأ تاريخي،لأنه سمح لإيران أن تندمج مع الدول الاخري بالرغم من مواصلتها دعم الإرهاب الأخطر في العالم ،من جانبه صرح وزير الخارجية الإسرائيلي "افيغدور ليبرمان" أن الاتفاق الذي تم توقيعه يثير الكثير من المخاوف ليس فقط لإسرائيل بل لكل دول المنطقة،الاتفاق مع إيران يختلف تماما عن الاتفاق الذي تم توقيعه مع سوريا حول أسلحتها الكيماوية،فالاتفاق مع سوريا كان واضحا بان يتم تجريد سوريا من أسلحتها ومن الأدوات التي تمكنها من إنتاجه مرة أخري،بعكس الاتفاق مع إيران،فالاتفاق لا يتضمن تفكيك البرنامج النووي،ولا تفكيك الآلات تخصيب اليورانيوم،فإيران ومن خلال امتلاكها هذه المفاعلات تستطيع في أي وقت من الاستمرار في تخصيب اليورانيوم وإنتاج الأسلحة النووية .

- علي الجانب الأخر،وفي تصريحات غير منسجمة مع تصريحات رئيس الحكومة ووزراء حكومته،عقب رئيس الدولة"شمعون بيرس"علي الاتفاق قائلا،انه اتفاق مؤقت فمن خلال استمراره ونتائجه وليس من خلال الكلام نستطيع أن نحكم عليه في المستقبل،وصرح بيرس أمام وسائل الإعلام الدولية في رسالة مختلفة عن تصريحات نتنياهو ومتقاربة مع الموقف الأمريكي،قال،شعب إسرائيل ككل شعوب الأرض نحن نفضل الحل الدبلوماسي وليس حلا أخر أكثر خطورة،وأضاف للصحفيين انه يستحضر تصريحات الرئيس "أوباما"،عندما قال انه يفضل الحل الدبلوماسي،وفي حال فشل هذا الخيار فان الخيارات الاخري ستكون سيئة لا محالة،وهو هنا يرمز إلي الخيار العسكري الذي يفضله نتنياهو،واستمر بيرس برسائله وقال هنا للإيرانيين،نحن لسنا أعدائكم وانتم لستم أعدائنا،لماذا تهددوننا كل يوم رغم أن إسرائيل لم تهددكم،انحازوا للسلام الحقيقي ابنوا إيران دولة محترمة وملتزمة وغير مرتبطة بالإرهاب .

- الإدارة الأمريكية من طرفها دعمت الاتفاق وتعتبره انجازا دبلوماسيا كبيرا ومهما،فلقد صرح الرئيس اوباما بعد التوقيع علي الاتفاق ،انه اتفاق يتضمن أسس وبنود تمنع من إيران العودة إلي تخصيب اليورانيوم أكثر من 5% وهو يورانيوم يستخدم في البرامج السلمية،إيران كأي دولة يسمح لها أن تستخدم اليورانيوم للقضايا السلمية كإنتاج الطاقة والكهرباء،الاتفاق واضح وهو اختبار للقيادة الإيرانية،فإذا ما التزمت بالاتفاق فإنها ستحظي برفع العقوبات عنها،أما إذا أخلت بالاتفاق فان الإدارة الأمريكية ستزيد من حجم ونوع الحصار علي إيران، وأضاف اوباما انه اتصل برئيس وزراء إسرائيل وشرح له الاتفاق ،وقال انه اتفاق يمنع إيران من تطوير برنامجها النووي .

- من جانبه صرح وزير الخارجية الأمريكي أثناء المؤتمر الصحفي بعد توقيع الاتفاق بان الاتفاق يتضمن ضمان امن صديقتنا إسرائيل وكل دول المنطقة،الاتفاق يمنع إيران من تهديد حلفائنا  في المنطقة وعلي رأسها إسرائيل التي ستكون أمنة بعد توقيع هذا الاتفاق، وأضاف كيري بأنه يجري اتصالات شبه يومية علي مدار الأسبوع مع رئيس وزراء إسرائيل الذي وصفه بالصديق،وأضاف كيري انه يختلف مع نتنياهو في القضايا التكتيكية لكنهم متفقين في القضايا الإستراتيجية .

2- ملف المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية

- تصف الكثير من المصادر المطلعة علي سير المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية بأنها مفاوضات المراوغة في المكان، وأنها مفاوضات عبثية لم تسجل أي اختراق حقيقي وجدي في الملفات المطروحة علي طاولة المفاوضات،فمن جانبها تستغل إسرائيل المفاوضات في شرعنة الاستيطان وتوسيعه وتمدده في مناطق الضفة الغربية والقدس،بحجة أن الطرف الفلسطيني يعلم أن إسرائيل لن توقف الاستيطان أثناء جولات المفاوضات،وانه لم يكن شرطا فلسطينيا ولا تعهدا إسرائيليا لأي جانب ،فالمفاوضات وفق الرؤية الإسرائيلية هي إدارة جولات من المفاوضات تستمر من الزمن ما تشاء فهي ليست عقبة في تنفيذ الحكومة أي من برامجها وخططها تحديدا في موضوع الاستيطان وفرض وقائع علي الأرض من شانها أن تؤخذ بعين الاعتبار عن التوصل لأي اتفاق نهائي،وكذلك تعتقد الحكومة الإسرائيلية أن المفاوضات مع السلطة الفلسطينية هي عمليا مفاوضات مع الإدارة الأمريكية كي لا تتحمل المسؤولية عن جمودها وتوقفها.

- ففي تجديد موقفه المتعنت،أعلن نتنياهو من علي منبر الكنيست الإسرائيلي أثناء استقباله للرئيس الفرنسي،عندما قال أنه يؤيد مبدأ حل الدولتين لشعبين، إلا أنه لا يرى أنه ممكناً في هذه المرحلة،ونقلت صحيفة هآرتس عن نتنياهو قوله للرئيس الفرنسي الذي يزور الكنيست في الوقت الحالي،إن مطالبة إسرائيل بالاعتراف بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وبدولة وطنية للفلسطينيين،دون أن يعترف الجانب الفلسطيني بحق إسرائيل بالوجود وبحق الشعب اليهودي على أرض إسرائيل وعلاقته التاريخية التي تعود لأربعة آلاف عام،هي مطالب غير محقة،ودعا نتنياهو من على منصة الكنيست، رئيس السلطة الفلسطينية لزيارة الكنيست وإلقاء خطاب فيها، والاعتراف بالحقيقة التاريخية أن للشعب اليهودي،علاقة تعود إلى 4000 عام مع أرض إسرائيل،مؤكداً على أنه لا يمكن التوصل إلى حل سلمي دون اعتراف متبادل وبدون إعلان الفلسطينيين عن نهاية مطالبهم القومية والسيادية من دولة إسرائيل، والإعلان عن نهاية النزاع.

- في معرض رده علي دعوة نتنياهو لإلقائه كلمة في الكنيست مشروطة بان يعترف بيهودية دولة إسرائيل وإقراره بحق اليهود في فلسطين،قال الرئيس أبو مازن بأنه مستعد أن يلبي دعوة نتنياهو بالتحدث أمام الكنيست الإسرائيلي،لكنه أضاف انه موافق أن يلقي كلمة ليست مشروطة،وبأنه سيلقي كلمة أمام الكنيست هو يصيغها ويكتبها ولا دخل لنتنياهو بمحتواها،هذه التصريحات أدلي بها أبو مازن أثناء مغادرته لزيارة روسيا التي سيضعها كما قالت مصادر صحفية إسرائيلية في صورة المفاوضات مع إسرائيل .

- رغم حالة التوتر والغضب في الجانب الفلسطيني علي فحوي الموقف الإسرائيلي وإدارته للمفاوضات والتي أعقبها تقديم الوفد المفاوض استقالته للرئيس أبو مازن،فانه ستجري جولة مفاوضات فلسطينية – إسرائيلية جديدة هذا الأسبوع في ظل تعديل الطاقم التفاوضي الفلسطيني، وفشل الجهود الأميركية في احتواء أزمة الاستيطان الأخيرة،ويخوض الوفد الفلسطيني الجولة التفاوضية هذه المرّة تحت مسمى "تيسير أعمال" المفاوضات، بعد استقالته،إلا أن كبير المفاوضين صائب عريقات سيعود مجدداً إلى طاولة التفاوض، مقابل تغيب عضو الوفد محمد اشتية عن الجلسة المقبلة، بعد إصراره على الاستقالة منه.

- ثانيا : الملف الإسرائيلي الداخلي

- فاز "يتسحاق هرتسوغ" برئاسة حزب العمل خلال الانتخابات الداخلية للحزب،حيث حصل على 56% من أصوات الناخبين مقابل 41% لصالح منافسته ورئيس الحزب السابقة "شيلي يحيموفيتش"،علماً أن نسبة التصويت وسط منتسبي الحزب بلغت حوالي 53%،،وبهذه النتيجة يكون "هرتسوغ" حقق فوز بفارق كبير على رئيسة الحزب "يحيموفيتش" وصل إلى 16% أي بحوالي 3000 صوت،حيث حصل هرتسوغ على 12922 صوت مقابل 9191 صوت ليحيموفيتش، من أصل 55 ألف صوت،ويرى بعض المراقبين أن فوز هيرتسوغ في هذه الانتخابات يعود بالدرجة الأولى إلى خيبة أمل منتسبي الحزب من قيادة شيلي يحيموفيتش مما أثر على النتائج،وتعبر هذه النتائج عن رغبة الناخبين في إعادة التركيز على الأجندة السياسية للحزب التي أهملتها زعيمة الحزب السابقة وتركيزها علي الأجندة الاجتماعية فقط.

- ويذكر أن النائب "يتسحاك هيرتسوغ" كان يشغل منصب و زير الرفاه الاجتماعي في الحكومة الإسرائيلية السابقة،كما يعتبر تغيير رئيس حزب المعارضة الإسرائيلية أمراً ذات تأثير سياسي كبير ليس فقط إسرائيلياً وإنما فلسطينياً حيث أن هيرتسوغ لديه توجه للانضمام للحكومة الحالية،هذا واتصلت رئيسة الحزب الحالية شيلي يحيموفيتش هاتفيا بهرتسوغ صباح يوم صدور النتائج ،وهناته بفوزه واتفقت معه على التعاون، ووصفت الانتخابات بسباق نزيه وتعهدت بتقديم المساعدة قدر الإمكان لرئيس الحزب الجديد من اجل تعزيز حزب العمل كبديل لليمين الاقتصادي والاجتماعي لنتنياهو.

- ها ولاقي انتخاب "هرتسوغ" ارتياحا في أوساط الأحزاب المشاركة في الحكومة علي أمل أن ينضم لها حزب العمل ،فلقد هنأ الوزيرين "يائير لابيد" و"تسيبي ليفني" هرتسوغ، وقال لابيد في صفحته على شبكة الفيسبوك أن هرتسوغ هو صديق له منذ سنوات طويلة فيما أعربت ليفني عن اعتقادها بأن هرتسوغ ملتزم حقا بالتوصل إلى تسوية سياسية،ورأت ليفني أن العملية السلمية بحاجة إلى تأييد حقيقي وليس إلى تأييد مشروط، واتصلت رئيسة حزب ميرتس زهافا غلؤون هي الأخرى على هرتسوغ وهنأته بمناسبة فوزه في الانتخابات،ودعت غلؤون حزب العمل إلى البقاء في صفوف المعارضة إلى جانب ميرتس وعدم الانضمام إلى حكومة نتنياهو.

- ومن جانبه استبعد رئيس حزب العمل الجديد "يتسحاق هيرتسوغ" انضمام حزبه إلى الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو في تشكيلتها الحالية،رغم عدم استبعاده هذا الخيار في حال حصول تقدم ملحوظ في عملية السلام مع الفلسطينيين،في حين أكدت رئيسة حزب العمل السابقة النائبة "شيلي يحيموفيتش" التي خسرت المنافسة أمام "هيرتسوغ" أنها لن تعتزل الحلبة السياسية بل إنها ستقوم خلال الفترة المقبلة بحشد طاقاتها للعمل المشترك مع هيرتسوغ سعياً لدفع أهداف حزبها،وكان محللون إسرائيليون في الصحف الإسرائيلية اليومية قد تحدثوا عن احتمال توجه حزب العمل لإجراءات مباحثات مع رئيسة حزب الحركة بهدف تشكيل تحالف مشترك وسطي بقيادة "ليفني".

- أشارت تقديرات لطبيعة العلاقات بين حزبي الليكود وإسرائيل بيتنا مؤخراً ، إلى إحتمال وقوع عملية فصل متوقعة بين الحزبين في حال عدم بذل حزب الليكود جهود حثيثة في اتجاه توحيد الحزبين في حزب واحد وعدم إقتصار الأمر على الشراكة السياسية فقط ،فمن المتوقع أن يجتمع مركز حزب "إسرائيل بيتنا" يوم الأحد من هذا الأسبوع مساءاً من أجل البحث في قرار استمرار التعاون مع حزب الليكود،ومع ذلك تشير التقديرات أن مركز الحزب سيعزز استمرار الوضع الحالي ببقاء قائمة الشراكة بين الحزبين "الليكود بيتنا" وخوض انتخابات الكنيست القادمة معاً حتى إشعار أخر، فقد صرح مسؤول في حزب "إسرائيل بيتنا" إن "الوضع الحالي يلزمنا بان نكون مسؤولين،رئيس الحكومة وليبرمان مقتنعان أن هذا الوقت غير مناسب لإجراء تغييرات سياسية،إلا أن النقاش داخل "إسرائيل بيتنا" لم ينتهي بشكل رسمي،ومن المتوقع أن يستمر حتى نهاية الأسبوع،حيث سيقوم ليبرمان بتقديم عرض سياسي حول تطلعات الحزب أمام 520 عضو مركزي من حزبه خلال اجتماع مركزية الحزب المرتقب .

- وفي نفس العنوان أشارت التقارير أن يوم الجمعة الماضية أجرى وزراء وأعضاء كنيست من "إسرائيل بيتنا" جلسة مطولة استمرت حتى أربع ساعات وبحثت مسألة بقاء الوحدة مع حزب الليكود أو الانفصال عنه ، ويوم الأربعاء الماضي أيضاً اجتمع أعضاء سكرتارية الحزب في نقاش أخر استمر ساعتين ونصف وبحث ذات الموضوع،إلى ذلك قال مسؤولون شاركوا في الاجتماعات السابقة للصحيفة،أنه وخلافاً لتوجه ليبرمان فإن قرار الانفصال موجود ،ولكن نحن مستمرون في الوحدة مع حزب الليكود وعلى الأقل في هذا الوقت،تجدر الإشارة إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو زعيم حزب الليكود كان قد قدم مبادرة قبل خمسة أشهر لمؤتمر حزبه لدمج الحزبين ضمن حزب واحد، هادفاً من وراء ذلك إلى إضعاف التكتلات المناوئة له داخل الليكود،مع العلم أن المستفيد الأكبر من خطوة كهذه في حال تحققت هو حزب إسرائيل بيتنا. 

- لاستعادة هيبته ومكانته المهددة علي الدوام قالت صحيفة يديعوت أحرونوت،إن رئيس الحكومة الإسرائيلية،نتنياهو يعكف في الأيام الأخيرة على استعادة سيطرته داخل الليكود وإحكام قبضته على الحزب من خلال محاولة تغيير النظام الداخلي للحزب،وقالت الصحيفة إن مسعى نتنياهو هذا تمثل بتقديم مذكرة رسمية لمدير عام الليكود،"غادي أريئيلي" تحمل عنوان "تغيير بنود في دستور الليكود" ،تتضمن اقتراحات بتغيير بنود الدستور بحيث تؤدي في حال قبولها وإقرارها في مؤسسات الحزب إلى ترسيخ مكانة نتنياهو وتفويضه بصلاحيات شبه حصرية لإدارة شؤون الحزب على حساب صلاحيات مؤسسات الحزب وكبار الأعضاء فيه،ولفتت الصحيفة إلى أن البنود المقترحة ستمكن رئيس الحزب،من تحصين موقع واحد على الأقل من بين كل عشرة مرشحين على لائحة الحزب،إلى جانب صلاحية تعيين كبار الموظفين والمسؤولين داخل الليكود بقرار فردي دون الرجوع للمؤسسات،وتنص الاقتراحات الجديدة أيضا على وجوب جمع تواقيع  30% من أعضاء الحزب في حال طالب أعضاء من الحزب أن يكون التصويت على مقترحات معينة بشكل سري وليس علنا برفع الأيادي. وسيتمكن رئيس الليكود، في هذه الحالة أيضا من تعيين مدير عام الحزب ورؤساء أقسامه المختلفة وفق قراره الشخصي دون الرجوع لأحد.

- وبحسب الصحيفة تأتي هذه المبادرة على أثر خسارة نتنياهو قبل نحو نصف سنة أمام مركز الليكود عندما حاول تعيين المقرب منه "يوسي شيلي" في منصب مدير عام الليكود بدلا من المدير العام الحالي غادي أريئيلي،لكن محاولته هذه باءت بالفشل بسبب موقف رئيس سكرتارية الليكود الوزير "يسرائيل كاتس"،ونقلت الصحيفة عن أحد أعضاء سكرتارية الليكود قوله إنه لا يوجد أدنى أمل بأن توافق سكرتاريا الحزب على مقترحات نتنياهو هذه،في المقابل يرى البعض أن مبادرة نتنياهو تأتي لاستباق تحرك من قبل الوزير "أفيغدور ليبرمان" باتجاه الاندماج في حزب الليكود وتكريس قواعده وقواته كخطوة أولى تمهيدا للسيطرة على الليكود من الداخل والإطاحة بنتنياهو،خاصة وأن الأخير يواجه معارضة شديدة داخل الحزب من الجناح اليميني المعارض لأي تسوية تعتمد مبدأ الدولتين مع الفلسطينيين.

- ثالثا : الملف الأمني

1- الجبهة الجنوبية – غزه ومصر

- التوتر علي الحدود الجنوبية وما شهدته جبهة غزه من تصعيد وان كان محدودا إلا انه ينذر بتدهور مفاجئ وسريع للأوضاع،فعلي خلفية إطلاق قذيفة هاون علي الحدود، شنت الطائرات الإسرائيلية سبع غارات علي أهداف في قطاع غزه،غارات لا تتناسب مع إطلاق قذيفة الهاون لكنها علي يبدو رسالة إسرائيلية لحماس وفصائل مسلحة أخري بان إسرائيل ستزيد من وتيرة ردودها في حال أن أطلقت قذائف علي البلدات المحاذية لغزه .

- التصعيد جاء علي خلفية الهاون، لكنه في الحقيقة تصعيد علي خلفية استعراض القوة من قبل حماس وفصائل المقاومة، والنفق الذي سمته إسرائيل بأنه استراتيجي ولو تم استخدامه لغير وجه المنطقة،وتصعيد علي خلفية الاستعراضات العسكرية والتي كشفت عن تطور ملحوظ للفصائل المسلحة في غزه علي الصعيد العسكري،وفي هذا الشان ونتيجة لتطور الاوضاع الأمنية علي الحدود مع غزه،صدرت الكثير من التصريحات والتحليلات من الجانب الإسرائيلي،فلقد قال قائد كتيبة نيشر لجمع المعلومات الاستخبارية اللفتانت كولونيل "تومر" إن الاستخبارات الإسرائيلية تراقب تطور أداء حماس الاستخباري بعد مرور عام على عملية عامود السحاب،وقال "تومر" خلال لقاء مع صحيفة جيروزاليم بوست إن حماس تواصل الاستعداد طوال الوقت,وأن قواته تقوم بتسجيل جميع الأنشطة التي تقوم بها حماس لجمع معلومات عن المواقع الإسرائيلية التي من شأنها أن تثبت فاعليتها في أي صراع في المستقبل،وأضاف "نحن نراهم يراقبوننا,ولكن ليس هناك شك أننا أقوى منهم في هذا المجال, ولكنهم منافسين لنا,ويمكن وصف ما يدور على الحدود بأنه منافسة من وراء الكواليس بين الجيش الإسرائيلي وخلايا الاستخبارات الميدانية التابعة لحماس،وتابع تومر قائلا ،ننا نرى كل شيء في غزة ونعلم أن حماس تزداد قوة يوما بعد يوم وهي تعد نفسها جيدا,ونحن أيضا في المقابل نستعد لأي سيناريو قادم بعد أن ينتهي وقف إطلاق النار،واستدرك تومر قائلا،إن حماس تحاول أن تتعافى وتزداد قوة لكن ليس بنفس الوتيرة السابقة بسبب حالة الخصومة التي يفرضها النظام المصري الجديد والتعقيدات الإقليمية وتوتر العلاقة مع إيران،وأوضح تومر أن قواته تسعى للمحافظة على اليقظة طوال الوقت حيث تم تزويد الجنود بأدوات مراقبة متطورة ومناظير عالية الأداء وأجهزة كهروبصرية ورادارات حرارية وبالونات مراقبة, وتقوم بعمل تقييمات في كل وقت.

- موقع "واللا" الإسرائيلي الإخباري قد نقل عن ضابط إسرائيلي كبير قوله، إن حماس قرّرت جمع معلومات استخباراتية في عمق إسرائيل وليس عند خط الحدود فقط،فلقد تمكنت من صنع بالونات مليئة بغاز الهليوم (مناطيد) وتم وضع كاميرات عليها،وأضاف إن "بالونات المراقبة تشكل قدرة مقلقة وتدل على أن نيات حماس لا تنحصر في تعزيز قوتها في مجال الصواريخ وبناء الأنفاق الهجومية التي تقود إلى الأراضي الإسرائيلية،وإنما بجمع معلومات استخبارية حول ما يحدث داخل إسرائيل وحركة الجيش والمدنيين ،وقال قائد اللواء الجنوبي في فرقة غزة العسكرية في الجيش الإسرائيلي، العقيد "عاموس هكوهين"، للموقع الإلكتروني،إن مقاتلي حماس لا يجلسون مكتوفي الأيدي، وإنما يبنون قبالتنا منظومة جمع معلومات استخباراتية تشمل كاميرات،ونصبوا جزءاً منها على اسوار بارتفاع 45 متراً،وهم يستعدون لعملية عسكرية ضدنا، ولديهم منظومة جمع معلومات منهجية وثابتة، ونحن بدورنا لا نتجاهل ذلك ونبني بنك أهداف .

- هذا ونشرت الصحف العبرية تقرير عن ملاحقة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية لصواريخ فجر 5،حيث تناول التقرير كيفية عمل وإدارة الفريق المصغر التابع للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" حرب العقول ضد حماس لأشهر طويلة,حيث بدأت نشاطات "النمل" حول صاروخ "فجر 5" منذ صيف 2010،وبدأت النشاطات الإسرائيلية ضد هذه الصواريخ التي يصل مداها إلى 75 كم فور بداية تدفقها للقطاع ما يؤهلها لضرب أهداف في وسط إسرائيل وترافقت عمليات جمع المعلومات الاستخبارية مع عمل طواقم دراسات وأبحاث وأخرى متخصصة بالتوقعات والتكنولوجيا وكل معلومة أو نصف معلومة استخدمت بشكل احترافي لإتمام رسم الصورة العامة التي أضيف فيما بعد إلى بنك الأهداف .

- تواجد في ساعات ظهر يوم 14/11 وبعد دقائق قليلة من العملية الافتتاحية لعملية التي عرفت باسم "عامود السحاب" والتي تمثلت باغتيال القائد العسكري لحماس احمد الجعبري لم يتواجد في "مركز قيادة النيران" في المنطقة العسكرية الجنوبية سوى كبار الضباط وبعد دقائق معدودة فقط انتقل قائد المنطقة الجنوبية الجنرال طال روسو الى مكتبه مصحوبا بكبار الضباط في قيادة المنطقة الجنوبية وهنا صاح " روسو" بصوت مرتفع قائلا" افعل" وترك بقية المهمة للجنرال احتياط "م" الذي تولى قيادة مركز النيران إضافة لطاقم مقلص تم تجنيده لقوات الاحتياط 24 ساعة فقط قبل اندلاع العمليات العسكرية بهدف الحفاظ على سرية تجنيد هذا الطاقم وسرية العملية العسكرية فيما شعت القاعدة الجوية "رمات دافيد" وقبل يوم واحد من العملية بالاستعداد والتجهيز وتهيئة الطائرات للإقلاع فيما تم تحديد مخازن أسلحة إستراتيجية تحتوي عشرات الصواريخ التي عملت حماس على استيعابها خلال أكثر من ستة أشهر على قائمة بنك الأهداف التي كانت تنتظر أوامر القيادة لتدميرها وضربها بقوة،وكان هدف العملية الأساسي شل قدرات حماس على إطلاق صواريخ بعيدة المدى وإعادة الحركة للعمل فقط ضمن الصواريخ قصيرة المدى المعروفة لإسرائيل منذ بداية الألفية الثانية والتي يمكن لإسرائيل ووفقا لتقديرات الجيش التعامل معها بسهولة نسبية وفي هذه اللحظات انتظرت الطائرات المقاتلة المحلقة في أجواء غزة فوق الأهداف تماما منتظرة إطلاق صواريخها لتدمير مخازن الصواريخ التي صنفتها إسرائيل بأكبر تهديد يواجه سكان منطقة المركز.

- أدار الرائد "ل" حرب الأدمغة والأبحاث الاستخبارية ضد حركة حماس التي كانت دائرة في قسم الأبحاث التابع للاستخبارات العسكرية "امان" ويعتبر الرائد "ل" ضابط باحث وركز جهوده على مدى عام ونصف قبل الحرب على الساحة الفلسطينية ولعب "ل" أثناء الحرب دورا مركزيا في تحديد الأهداف الواجب تدميرها وانتظر هو ورجاله لحظة استهداف واستخدام الأهداف التي أعدوها وإخراجها من دائرة الفعل والعمل علي "تدميرها " خاصة مخازن صواريخ "فجر 5" التي تولت وحدة أبحاث برئاسة "أ" مهمة جمع كل معلومة مهما كانت صغيرة عن هذه الصواريخ ولم ينه خدمته العسكرية سوى قبل 3 أشهر بعد أن عمل منذ صيف 2010 على رصد ومتابعة وتحديد مكان وجود صواريخ "فجر 5".

-وفق التقرير قام رجال قسم الأبحاث بشرح مراحل جمع المعلومات مرحلة اثر أخرى إضافة لشرحهم للجهود الخاصة والكبيرة التي بذلوها لرصد وتحديد مكان الصواريخ المحسنة تلك الجهود التي بدأت فور ورود معلومة أولية تفيد بوصول عدد من صواريخ "فجر 5" إلى قطاع غزة, وهنا أدركت الاستخبارات بان صواريخ متوسطة المدى التي دخلت القطاع في طريقها إلى أيدي رجال المنظمات المختلفة الذين سيسارعون إلى دفنها وإخفائها وهنا استذكر "أ" اللحظات الأولى لتلقي هذه المعلومات قائلا،عرفنا بان هذه الصواريخ قادرة على ضرب تل أبيب وبدأنا العمل لمواجهتها،وفي هذه اللحظة أدركت "امان" أن حماس تعمل على مشروع كبير وجديد لذلك تم توجيه كافة الجهود والموارد الخاصة بمواجهة هذا المشروع مع إعطائها أولوية وهنا قال "أ": "صواريخ متوسطة المدى تمنح الجانب الأخير في حال استخدامها صورة النصر وتسمح له برفع علم الانتصار لهذا شكلت بالنسبة لحماس هدفا يجب إخفائه جيدا في سياق سعيها لامتلاك قوة إستراتيجية دون أن يقدر احد على عرقلة مشروعها أو التشويش عليه.

- وتحولت القضية إلى جانب الأبحاث والدراسات الجارية إلى أهم قضية ينشغل فيها كبار قادة الجيش الذين طلبوا في أوقات متقاربة دراسة وتحديد مدى تقدم حماس في مجال بناء مخزنها الصاروخي من طراز " فجر 5" الذي صنف حينها كـ "أسلحة كاسرة للتوازن،لقد أدركوا أن الأمر يتعلق بموضوع يستوجب ويستحق توظيف واستثمار جهود كبيرة وكثيرة للإحاطة به بهدف التوصل إلى نتائج وكان هدفنا تحقيق انجاز استراتيجي يوم صدور الأوامر, وكان علينا أن نأخذ بعين الاعتبار كافة المحطات التي توقفت فيها صواريخ "فجر 5" وطرق إدخالها إلى قطاع غزة والمسار الذي سلكته من لحظة دخولها إلى غزة وبالتالي ضبطهم في منتصف الطريق وكان هدفنا معرفة مكان تواجدهم في كل لحظة وزمن حتى وصولهم إلى نقطة النهاية "بئر الإطلاق", قال الضابط "أ".

- وكان كبار قادة "امان" بمن فيهم رئيس الجهاز "افيف كوخافي" على دراية ومعرفة بجهود جمع المعلومات لكن تولى مهمة جمع المعلومات اليومية طاقم مصغر من "الباحثين" الذين عرفوا الأمر وفهموا الموضوع بشكل جيد جدا واستطاعوا تمييز وفهم أي تغيير وتفسير وإدراك جوهره وهنا انضم إلى مهمة جمع المعلومات الرائد "ل" وتولى قيادة هذه المهمة منتصف 2012 وحينها قال له خلفه في المهمة ،يوجد لك ذخر مهم يجب عليك الاهتمام به وهمس في أذنه بان قضية صواريخ "فجر5" هي أكثر المواضيع أهمية على طاولة عمل "أمان" .

- لقد نفذت المهمة على مدار الساعة فيما اهتمت أفضل الأدمغة والعقول بتحليل كل معلومة وشذرات المعلومات التي كانت تصلنا وتحليل كل حركة تقوم بها حماس أو خطوة يمكن تفسيرها بأنها ذات علاقة بصواريخ "فجر" وكل معلومة من هذا النوع نالت اهتماما كبيرا وخاصة من قبل الاستخبارات العسكرية التي استثمرت لصالح هذه المهمة موارد كبيرة وخاصة في مجال جمع المعلومات.

- وفي نظرة صغيرة خلف كواليس احد انجح عمليات فك الألغاز والكشف التي أدارها الرائد "ل" يمكن أن تعطينا نموذجا جيدا للأجواء التي سادت طيلة تلك الأشهر الطويلة أمام شاشات الحواسيب في قسم الأبحاث وفي إحدى أمسيات أعياد الشهر الأول من السنة العبرية ،الذي حل قبل عملية " عامود السحاب" وفيما كان الرائد "ا" يقوم بالتسوق استعدادا للعيد تلقى من رجاله الذين كانوا على رأس عملهم في الرصد والمراقبة رسالة مستعجلة هزت هاتفه الشخصي وبعد أن اخبروه بان المعلومات التي بحوزتهم ملائمة ومناسبة وان الأمر قد يكون حل لغزة جديد وهنا بدأ "ل" من فوره بالعمل واتصل بكافة الوحدات والوكالات طالبا منها مساعدته ووضع الإمكانات لتحقيق هدف أخر تحت تصرفه،اتصل بأحدهم في بيته وقلت له عليك الوصول إلى المقر خلال نصف ساعة وبعد أن وصل واطلع على المادة الاستخبارية "المعلومات" قال لي بان الأمر يتعلق بذات السمات والطابع الذي نريد رؤيته دائما ", وحين تلقيت هذا التقييم من رجلي الذي أيقظته من منزله وصلت أنا وقائدي المباشر واستدعينا شخصيين أو ثلاثة آخرين وأقمنا طاقما مناسبا لمعالجة الأمر والاهتمام به وعمل الطاقم في غرفة واحدة وجمع بين يديه كافة المعطيات والمعلومات فيما واصلت كافة اذرع " أمان" العمل بالتوازي مع الطاقم وأمضينا في الغرفة ما بين 8 إلى 10 ساعات إلى ما بعد حلول العيد وتابعنا الحدث لحظة بلحظة مع استمرارنا بوضع الجهات العليا في تفاصيل الأمر أول بأول.

- حاولت حماس إخفاء كل صاروخ لكن صاروخ فجر كان مرتفعا وليس من السهل إخفائه ومرت منذ لحظة وصولها إلى غزة في مسار طويل حتى لحظة دفنها وتهيئتها للإطلاق واحتوى كل بئر إطلاق على عدة صواريخ معدة للإطلاق فور تلقي الأمر فيما كانت عمليات جمع المعلومات من قبلنا متواصلة ومستمرة وكل تقدم في هذا المجال احتاج إلى وقت طويل وكان العيون المنتفخة من قلة النوم امرأ اعتياديا في أوساط طاقم " البحث والدراسة" .

- استثمر قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية على مدى عامين ونصف موارد كثيرة في رحلة مطاردة صواريخ "فجر5" كل شي قذف إلى السماء ويمكن أن يكون على علاقة بالموضوع أوقف الاستخبارات على رجليها " قال الرائد "ل" وأضاف "كان واضحا للجميع بان الموضوع تحت مسؤوليتنا وأننا نحن من يتوجب علينا أن نهتم به ونعالجه ولا مجال لإضاعة أو تفويت أي شيء .

- وفي سياق عملية الرقابة الداخلية اطلع ضباط كبار في الاستخبارات العسكرية آخرين على المعلومات مثل رؤساء الشعب والساحات ووجه الضباط الكبار الأسئلة قاسية وصعبة كي يعرفوا مدى صحة وصلابة المعلومات حتى يتمكنوا من وضع توقيعهم النهائي على الأهداف ومهاجمتها ضمن عملية " عامود السحاب" وكل هدف تم تحديده وبلورته عرض على رئيس "امان" وهذا لم يكن مطلوبا بل قمنا بذلك لاطلاعه على هذه الأهداف في مراحلها الأولى وكذلك قمنا بوضع قائد المنطقة الجنوبية في الصورة.

- استمرت عملية جمع المعلومات عامين ونصف دون توقف حتى ساعات الظهر من الرابع عشر من نوفمبر حيث اغتيل احمد الجعبري وتم وضع ملف بنك الأهداف للعمل عليه ضمن موجة الهجوم الثانية وهي الجولة التي تستكمل وتتم جولة اغتيال قادة الذراع العسكري لحركة حماس،وانتظروا في مركز إدارة النيران في القيادة العسكرية الجنوبية في تلك اللحظة أمر الشروع بتنفيذ العملية بعد الانتهاء من أخر الاستعدادات وصدرت عبر جهاز الهاتف في مركز إدارة النيران مكالمة موجهة لغرفة العمليات التنفيذية التابعة لسلاح الجو اصدر عبر الجنرال احتياط "م" بالشروع بتسيير "القطار الجوي" في إشارة إلى شن الغارات المتتابعة،في لحظة حصول الموافقة والمصادقة يتم إصدار أمر "افعل" لسلاح الجو انطلقت الطائرات إلى السماء لتلقي قذائفها وصواريخها بهدف شل قدرات المسلحين الفلسطينيين على إطلاق الصواريخ ذات مدى 40 كم حيث لرغبتنا بالحفاظ على "الملعب" ضمن المدى المعتادين عليه ومعتادين على مواجهته والتعامل معه لذلك تم إصدار أمر منع نشر لضمان السرية لكننا وفور اغتيال الجعبري هاجمنا أهدافا نوعية مثل مواقع تخزين وإطلاق صواريخ "فجر" وكافة مكونة البنية التحتية القتالية التي صنفناها ضمن الأهداف الواجب إزالتها وإخراجها من اللعبة ودائرة تهديدات حماس الموجهة ضدنا بهد خفض قدراتها بعيدة المدى بالدرجة الأولى وضرب الوسائل القتالية قدر الإمكان،وبالتوازي مع إقلاع الطائرات من قاعدة "رمات افيف" الجوية عمل مركز إدارة النيران التابع للمنطقة الجنوبية على ترشيح الأهداف الواجب ضربها والتأكد من عدم قدرة حماس استغلال أية فرصة لإخفاء الصواريخ أو إطلاقها فور رصدهم عملية أو غارة إسرائيلية.

- الجنرال "م " يقول ،عرفنا بان طائرات سلاح الجو جاهزة ومستعدة وبعد فترة قصيرة جدا من اغتيال الجعبري كنا مستعدين لضرب جميع مواقع صواريخ "فجر5" والبنية التحتية المتعلقة بها التي نعرفها ونعلم عنها لتنفيذ هجمات إضافية للتأكد من تدمير الصواريخ والوسائل القتالية.

- وفي نفس اللحظة سجل مقر القيادة العامة "هكرياه " وسط تل أبيب وما يعرف بـ "بئر القيادة" حالة من الاستنفار حيث جلس داخل البئر رئيس الأركان وكبار قادة هيئة الأركان الذين كانوا على علم بالغارة الافتتاحية "الاغتيال" إضافة إلى رجال "أمان" الذين انتظروا ورود الرسائل والمعلومات من داخل غزة لمعرفة فيما إذا كانت العملية التي عملوا عليها أشهرا طويلة قد حققت النجاح أم لا، فيما أكد الاستطلاع الجوي المرافق للغارات تدمير كافة الأهداف لكن الشك بقي قائما حتى بدأت تصل المعلومات الاستخبارية الأولى حينها قال "ل" لنفسه "الآن فهمت بأنني غيرت صورة الواقع والأوضاع وخرقت التوازن لصالحنا.

- وفي موضوع الأنفاق وخطرها علي الأمن الإسرائيلي والتي باتت تشكل تحدياً نوعياً أمام "إسرائيل" في ميدان المواجهة مع التنظيمات الفلسطينية في قطاع غزة،كونها خلقت بيئة جديدة للصراع بعيدة عن ميادين القتال الاعتيادية للجيش الإسرائيلي البرية والجوية والبحرية،وحداثة الخبرة لدى المنظومة الأمنية الإسرائيلية في التعامل معها مما جعلها نقطة ضعف في إستراتيجية الدفاع الإسرائيلية،وتكمن الصعوبة في التعامل مع تحدي الأنفاق في اتساع رقعة انتشارها على طول الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، وقلة المعلومات الإستخبارية بشأن أماكن حفرها ومساراتها وأهدافها ،فضلاً عن تأخر المنظومة الأمنية في إيجاد حلول لهذه المعضلة، وذلك وفقاً لما ذكر الخبير الجيولوجي "يوسي لنغوستكى" عقيد في الاحتياط وعنصر سابق في الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية،وأوضح الخبير،أن جميع الحلول التي يعكف الجيش والمنظومة الأمنية على تجنيدها في مجال محاربة الأنفاق بما فيها الاستعانة بخبرات خارجية لن تكون مجدية،وذلك حسب قوله،لأنهم بدءوا متأخرين جداً وهم يقومون بذلك بعد أن "هربت الحصون من الإسطبل" كما يقول المثل الشعبي في إسرائيل،وهناك أنفاق حفرت بالفعل منذ سنوات ولا نعلم عن وجودها وحتى أفضل أجهزة الكشف الجيوفيزيائية لن تستطيع الكشف عنها الأن .

- علي خلفية التدهور الأمني في الجنوب وتحديدا علي حدود غزه شرعت تشكيلة غزة في الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الأحد،بمناورة اعتيادية في مدينة عسقلان ومحيطها،تحاكي إدخال قوات كبيرة من سلاح المشاة إلى داخل مناطق سكنية مأهولة وفرض السيطرة عليها،وأشارت صحيفة "يديعوت أحرنوت"،التي نشرت النبأ على موقعها الالكتروني اليوم الأحد، أنه سيشارك في المناورة قادة ألوية من سلاح المشاة والمدرعات النظامية،وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي "موتي ألموغ"، أن المناورة تأتي في سياق التدريبات الروتينية وحددت وفق مخطط التدريبات السنوي لهذا العام 2013م،بهدف الحفاظ على الاستعدادات والجاهزية وسط قوات الجيش،وأكد المتحدث العسكري،أن التدريبات بدأت صباح اليوم الأحد في منطقة عسقلان وبعض القرى المحيطة بها،وستنتهي يوم الأربعاء القادم،وقال مسؤول عسكري رفيع مشارك في المناورة،أن التدريبات ستتركز على القتال في المناطق السكنية المأهولة وبلورة خطط وتطبيقها ميدانياً،وأعلن الجيش لسكان مناطق التدريب ، أنه ستلاحظ خلال المناورة حركة نشطة للجنود والمركبات والآليات العسكرية ، وسيتم إغلاق بعض الطرق لفترات وجيزة وبالتنسيق مع عناصر الشرطة ، كما ستسمع أصوات انفجارات. 

إلى ذلك أشارت مصادر عسكرية للصحيفة أن ميدان المناورة يشابه بيئة قطاع غزة وجرى اختياره لمحاكاة عملية اجتياح بري واسع النطاق.

- علي الحدود الإسرائيلية – المصرية  قالت مصادر إسرائيلية أن صاروخا أطلق من سيناء وسقط قرب الحدود الإسرائيلية المصرية،وقال الجيش الإسرائيلي أن الصاروخ من طراز "غراد" ولم يوقع إصابات.

 

حرره: 
م.م