سانتا كلوز.. أبيض أم بطريق؟ وهل هو طيب بالضرورة؟

بقلم روبن نافاراتي

نيويورك: ألقي على سانتا كلوز باللوم على تدليل الأطفال لدرجة أنهم يعتقدون أن الحياة كلها هدايا وألعاب.. ليس "سانتا كلوز الأبيض"، كما أنه ليس "سانتا كلوز غير الأبيض".. إنه "سانتا كلوز وحسب."

حلّ فترة الأعياد مبكراً هذا العام بسبب جدل تسببت فيه قناة "فوكس" التي شددت إحدى مذيعاتها على أنّ "سانتا كلوز" أو "بابا نويل" أبيض بالتأكيد، وأن المسيح أبيض حصراً وبالتأكيد أيضاً.(جدل حول لون بشرة المسيح وبابا نويل).

لكن القصة بدأت قبل ذلك، عندما نشرت المدونة عائشة هاريس، وهي من أصول أفريقية، مقالا قالت إنه "يتعين أن لا يكون سانتا كلوز أبيض من هنا فصاعداً"، قائلة إنها ترعرعت "بسانتا كلوزين اثنين مختلفين"، واحد من الثقافة الشعبية السائدة وهو أبيض، والثاني عرفته لاحقاً عند مراجعة المنطقة التي تنحدر منها وهو أسود، وبالتالي فإنه مثل البطريق.

وردّت المذيعة ميجين كيلي على عائشة بالقول "ليس لكونك غير مرتاحة للونه فإنه يتعين عليه أن يتغير.. المسيح كان رجلاً أبيض أيضاً.. هذا أمر تثبته الأحداث والقرائن التي تمت مراجعتها.. فكيف تريدين تغيير لون سانتا من أبيض إلى أسود؟"

وبعد أن تلقت سيلا من الانتقادات، اتهمت كيلي خصومها باللعب على وتر العنصرية، واعتذرت بشأن الجانب المتعلق بالمسيح، قائلة إنها علمت أنّ "الموضوع مازال لم يحل بعد."

وأنا هنا أجدني قريباً من طرح عائشة، فقد ترعرعت أيضاً مع اثنين من السانتا، ولكن لا علاقة للأمر باللون، وإنما بأمر آخر.. فسانتا الأول طيب، وسانتا الثاني سيئ، ولست قلقاً بشأن لونيهما.

ما يقلقني هو كيفية أداء سانتا لعمله.. وبصفتي والداً لثلاثة أطفال بين الرابعة والثامنة من العمر، فإن ما يهمني هو أن لا ينشأوا على قاعدة الحصول على الهدايا فقط لمجرد أنهم أطفال، ويرون فيها حقاً مكتسباً يستمر معهم إلى ما لا نهاية.

لقد التقيت سانتا السيئ عدة مرات، في المحلات التجارية والفضاءات الكبرى.. هم أولئك الذين يعملون بنظام العمولة نظير تشجيع الأطفال على إجبار الوالدين على شراء أكثر ما يمكن من الهدايا.

كما التقيت سانتا الطيب مؤخراً، عندما كنت في جولة مع ابنتي ذات الست سنوات وطفلين، فقد اعترضنا "سانتا كلوز" وأوقف الأطفال وسألهم ما إذا كانوا جيدين خلال هذا العام، وعندما تلقى الإجابة مكنهم من الهدايا، ثم نصحهم بأن يكونوا مطيعين لأوليائهم وأقاربهم الكبار وعدم التخاصم مع أترابهم.. كما أوضح لهم أن الأمر يتعلق بهدية واحدة من حقهم، فقط هدية وحيدة.

قد كان ذلك السانتا قديساً، إنه السانتا الذي ترعرعت ونشأت معه ولم أره منذ سنين.. وقناعتي أنه يتعين أن تكون الأعياد مناسبة لتعليم أطفالنا أنّهم عليهم أن يحصلوا على الأشياء مقابل أن يكونوا جيدين.. جيدين مع الآخرين وجيدين في أفعالهم وسلوكهم.

ويعتقد الكثير أن تربية طفل واحد تستدعي مشاركة قرية بالكامل، لكنني أعتقد أنّ بضعة من "السانتا" يضمنون ذلك.. وأعتقد أنّ النقاش حول لون سانتا هو مضيعة للوقت كان من الممكن أن لا تكون كذلك لو كان الجدل بشأن كيفية أداء عمله، فنحن في القرن الحادي العشرين، وفي عام 2010 بات اللاتينيون يشكلون 16 بالمائة من الشعب الأمريكي، وسيكونون ثلث هذا الشعب عام 2050، ويعرف الأمريكيون، جميعهم، أنّ سانتا كلوز من أصل لاتيني.

حرره: 
م . ع