المشهد الإسرائيلي الأسبوعي من 14-20 يناير 2014

أولا : المشهد السياسي

- في إطار سياسة التضليل والخداع،ولابتزاز القيادة الفلسطينية والضغط عليها،وذلك بالتنسيق المشترك بين الطرفين الإسرائيلي – الأمريكي،نقل"موقع واللا" العبري عن مصادر أمريكية وصفها بذات علاقة وثيقة بتفاصيل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية،أكدت أن نتنياهو أعلن استعداده لاتخاذ خطوات تاريخية لكنه يريد تنفيذها على مدى زمني طويل لتجنب إقدامه على تنفيذ عملية إخلاء جماعي للمستوطنين أثناء توليه مهام منصبه،بهذه الروحية تحدث نتنياهو خلال اجتماعاته الأخيرة مع وزير الخارجية الأمريكية "جون كيرى" وخلال المباحثات التي أجراها العام الماضي مع الرئيس الأمريكي " اوباما"، ووفقا للمصادر الأمريكية فقد أوضح نتنياهو لوزير الخارجية كيري والرئيس اوباما بأنه مستعد للذهاب بهذا الاتجاه لكن بشرط أن يتم التنفيذ خاصة الجوانب المتعلقة بإخلاء المستوطنات تدريجيا يمتد على فترة طويلة وليس كما يطالب الفلسطينيون من 3-5 سنوات،وقالت المصادر الأمريكية ،نتنياهو يدرك بكل تأكيد بان إسرائيل مجبرة على الذهاب نحو عقد اتفاق لكنه لا يريد أن يكون الشخص الذي يخلي عشرات ألاف المستوطنين من الضفة الغربية لذلك فإن أفضل سيناريو وأكثرها تفاؤلا من ناحيته يتحدث عن اتفاق تدريجي يضمن أن يتم تنفيذ جوانبه الرئيسية والأساسية خلال فترة ولاية رئيس الوزراء الإسرائيلي القادم .

- التضليل والخداع والمناورة تتجلي في توقيت تسريب هذا الادعاء وأهدافه، ففي الوقت الذي تبدي فيه الحكومة الإسرائيلية كل أشكال التعنت ووضع العراقيل أمام التقدم في المفاوضات،من خلال الإعلان عن التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس،وسلسلة التصريحات الصادرة عن وزراء الحكومة الرافضة للتوصل إلي حل الدولتين علي أساس حدود 67م،وتحفظاتها علي بنود ما يسمي اتفاق الإطار الذي ببنوده ينسف قيام دولة فلسطينية مستقلة ومتواصلة بعاصمتها القدس وسيادتها علي منافذها البرية مع الأردن وانتقاص من سيادتها الأمنية في سيطرتها علي مناطق تخضع لنفوذها،وإصرارها علي ضم كل الأراضي التي بنيت عليها المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس،في ظل هذه السياسة لا يمكن أن يكون إعلان هذا التسريب في هذا التوقيت بريئا، فهو يستهدف إظهار نتنياهو بأنه رجل سلام ويبدي جدية حقيقية ولديه الاستعداد لتقديم تنازلات بين يدي المفاوضات،ومن جانب أخر فانه يستهدف ممارسة الضغوط علي القيادة الفلسطينية بحجة أنها المسؤولة عن فشل المفاوضات وأنها متعنته، ولم تقدم أي تنازلات في مقابل قرارات ونوايا نتنياهو السلمية .

- وفي ذات السياق،قال السفير الأمريكي لدى تل أبيب "دان شابيرا" بان الوزير كيري سمع خلال تجواله بين تل أبيب ورام الله من نتنياهو ما لم يسمعه احد من قبل،ورفض السفير الإدلاء بأية تفاصيل تتعلق بما سمعه الوزير الأمريكي،لكن المصادر الأمريكية سابقة الذكر قالت بان ما سمعه الوزير " كيري" من نتنياهو " يتعلق باستعداد الأخير التوصل إلى اتفاق تسوية تاريخية تشمل تنازل إسرائيل عن غالبية مساحة الضفة الغربية مع إصراره على التنفيذ التدرجي .

- طلب نتنياهو التنفيذ التدريجي،حسب ذات المصادر التي سربت هذا الإعلان،أن يشمل إخلاء المستوطنات والتواجد العسكري الإسرائيلي في منطقة غور الأردن بشكل تدريجي، ورفضت المصادر الأمريكية الإدلاء بتفاصيل تتعلق برد الجانب الفلسطيني على مواقف نتنياهو لكنه أشار إلى وجود فجوة في المواقف فيما يتعلق بالجداول الزمنية .

- أقوال المصدر الأمريكي وتسريب هذا التصريح المنسوب إلي نتنياهو،تأتي في سياق تفسير التفاؤل الكبير الذي يظهره الوزير "جون كيري"عن سير المفاوضات وإمكانية التوصل إلي اتفاق نهائي،رغم التقارير الكثيرة التي تتحدث عن الصعوبات والعقبات التي تعترض المفاوضات، وهي صعوبات حقيقية تتجلي بوضوح بعدم التقدم في أي من ملفات الحل النهائي،وكذلك في التعنت التي تبديه الحكومة الإسرائيلية تجاه إمكانية تحقيق اختراق حقيقي وجدي في هذه الملفات .

- مصادر إسرائيلية تتقاطع مع ما أعلنه المصدر الأمريكي،حيث تعتقد هذه المصادران الأمريكيين يشعرون بان نتنياهو قريب من نقطة تجاوز اللاعودة أو كما يسميه الأمريكان عبور "نهر روفيكون " وهو نهر شمال ايطاليا يستخدم كمصطلح للإشارة إلى التقدم نحو ما كان يعتبر أمرا مستحيلا وخطرا، وتضيف المصادر الإسرائيلية أن الأمريكيون لا يتأثرون بالتصريحات اليمينية التي يدلي بها نتنياهو خلال اجتماعاته الحزبية وهم مقتنعون بأنه مجبر على إرضاء الجانب اليميني من حزب الليكود لكن الأقوال الهامة والحقيقية يدلي بها خلال اجتماعاته بالوزير الأمريكي خاصة أثناء اللقاءات الثنائية التي تجمعهم  .

- وللتأكيد علي التضليل والخداع،كشف موقع إذاعة جيش الاحتلال "جلي تساهل" بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو،طلب إضافة تجمع رابع للتجمعات التي ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية في الحل النهائي،والمتمثل بتجمع "بيت أيل" الاستيطاني غربي مدينة رام الله،وجاء هذا الطلب من نتنياهو في اجتماعات المفاوضات التي تجري برعاية وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري،وبهذا الطلب فان تجمع "بيت أيل" الاستيطاني ينضم إلى التجمعات الاستيطانية الثلاث الكبرى ،"معاليه ادوميم ، ارائيل ، جوش عتصيون" ،والتي تصر إسرائيل على بقائها تحت السيطرة الإسرائيلية وعدم الانسحاب منها في الحل النهائي،وأشار الموقع إلى أن الجانب الفلسطيني رفض بشكل كامل هذا الطلب الذي تقدم به نتنياهو،وكذلك رفض ما طرحه الجانب الإسرائيلي حول بعض الأراضي التي طرحت بيعها للجانب الفلسطيني في الحل النهائي ، تحت دعوى أنها ملكية إسرائيلية ولن تنسحب منها .

- التعنت والمراوغة والتضليل ليست مقتصره علي ممارسات نتنياهو من خلال مشاريع الاستيطان،فلقد هاجم وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي"بوغي يعلون" هاجم بطريقة غير مسبوقة وزير الخارجية الأميركي واصفاً إياه بـ "المسيحي المهووس" وذلك خلال لقاء جمعه مع طلاب إسرائيليين في المرحلة الثانية في منطقة "أوفيكم" بالنقب الغربي، مضيفاً إن "الخطة الأميركية لا تساوي ثمن الورق الذي كتبت عليه ، وأن الأوان قد آن لكي نقول للولايات المتحدة كفى، وقال يعلون، أن أبو مازن موجود بفضل حرابنا، وفي الوقت الذي سنترك فيه الضفة الغربية فإنه سينتهي ،وأن الأشهر الأخيرة لم تشهد مفاوضات بيننا وبين الفلسطينيين،بل بيننا وبين الأمريكيين" ،وأضاف مستهزئاً، إن الأمر الوحيد الذي يمكنه أن ينقذنا هو حصول كيري على جائزة نوبل ،وحول الخطة الأميركية قال يعلون،عدا عن أنها لا تساوى الورق الذي كتبت عليه فإن ليس بها امن وليس بها سلام ،فوجودنا في منطقة الأغوار وعلى طول الحدود مع نهر الأردن ، هو وحده الكفيل بعدم وصول الصواريخ إلى مطار بن غوريون ونتانيا ،وعدم تحويلها إلى أهداف لهجوم الصواريخ من جميع الجهات، وأضاف، أن كيري يصل إلينا منطلقا من إصرار مهووس غير مفهوم ، فهو لا يمكنه تعليمي شيء عن المواجهة مع الفلسطينيين .

- تصريحات "يعلون" أثارت ردود أفعال قوية في وزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض ،فلقد جاء رد الفعل الأمريكي غاضبا ومستهجنا لهذه التصريحات التي تأتي في إطار إنكار الدور الذي تقوم به الإدارة الأمريكية تجاه امن واستقرار إسرائيل،واعتبرت أن التصريح يتطاول بشكل شخصي علي وزير الخارجية ،وهو غير مقبول لدي الإدارة الأمريكية ووزارة الخارجية،وأكدت التصريحات الأمريكية أن هذا التصريح لن يمنع استمرار وزير الخارجية بجهوده لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط،وفي تعقيبه الشخصي علي تصريح "يعلون"،قال كيري،أن هذه التعليقات لن تردعه عن مواصلة جهوده للتوصل إلى سلام في المنطقة ،مؤكدا على وجود فرصة حقيقية لهذا السلام بعد مرور 5 شهور من المفاوضات، مضيفا بأن الأمر يصبح أكثر صعوبة وتعقيدا عندما نصل إلى بحث القضايا الرئيسية ،والتي نعرف وندرك مسبقا بأنها صعبة جدا،وبأن العملية السلمية وطريق السلام صعب جدا، ولكننا لن نسمح لهذه التعليقات التي تهدف إلى إجهاض جهود السلام بالمرور، ولن تردعني هذه التعليقات عن الاستمرار في جهودي من اجل السلام،وأضاف لقد قطعنا خطوات مهمة خلال الشهور الخمس الماضية ،وأنني على يقين بأنه يوجد فرصة حقيقة للسلام في المنطقة، بعد أيام يوجد لي لقاء جديد مع رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو،ونحن ملتزمون بتعزيز جهود وعملية السلام .

- أما عن أسباب الهجوم الذي شنه وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي علي الوزير الأمريكي"كيري"،فقد حاولت بعض الصحف من البحث في الأسباب الكامنة وراء هذه التصريحات،حيث ذكرت صحيفة "معاريف"،غضب "يعلون" جاء على خلفية محاولة ممثليين أمريكيين تجنيد جنرالات احتياط رفيعين في جيش الاحتلال لتأييد الانسحاب من غور الأردن، وهو ما يفرضه يعلون ويعتبره خطاً أحمراً في أية تسوية مستقبلية مع الفلسطينيين قد تفضي إليها المفاوضات،وأشارت الصحيفة أن الأمريكيين حاولوا استخدام اللواء "آفي مزراحي"، قائد ما تسمى المنطقة الوسطى سابقاً في جيش الاحتلال من خلال علاقاته الوثيقة مع طاقم اللواء احتياط "غادي شماني" الذي يقدم المشورة لمجموعات التخطيط التابعة للجنرال "جون ألن" المسؤول عن موضوع الأمن في منطقة غور الأردن،حيث جرت العديد من اللقاءات من قبل طاقم المفاوضات الأمريكي برئاسة "مارتن ايندك" مع ضباط احتياط في جيش الاحتلال، ما اعتبره وزير الجيش يعالون تدخلا وقحا في أحشاء الوسط العسكري الإسرائيلي ودفعه للتصريح ضد كيري.

 

ثانيا : التباينات داخل الحكومة الإسرائيلية حول المفاوضات

- تبدو الحكومة الإسرائيلية غير منسجمة في الموضوع السياسي،حيث تتجلي بوضوح التباينات في المواقف المتناقضة للأحزاب المشاركة في الحكومة،ففي حين يبدي وزراء الليكود بيتنا ووزراء حزب البيت اليهودي معارضتهم لأي تقدم في المفاوضات من خلال معارضتهم لأي انسحاب من أراضي الصفة الغربية وعدم قبول تجميد التوسع الاستيطاني  في القدس والضفة الغربية،وكذلك معارضتهم لأي انسحاب من منطقة الغور،ورفض جهود جون كيري وما أطلق عليه "اتفاق الإطار" رغم ما يحمله من انحياز واضح للمطالب الإسرائيلية في استمرار السيطرة الأمنية والسيادية علي أراضي محتلة عام 67م،وفي هذا الشأن صرح وزير الاقتصاد ،زعيم حزب البيت اليهودي"نفتالي بينت"،أن أي تقدم في المفاوضات يصاحبه انسحاب من أراضي الضفة الغربية أو قبول خطة جون كيري فانه سينسحب من الحكومة .

 

- وعلي الجانب الأخر من متراس الحكومة،فان وزيرة القضاء ورئيسة طاقم المفاوضات"تسيفي ليفني"توجه انتقادات دائمة لمشاريع التوسع الاستيطاني محذرة من عزلة دولية تواجه إسرائيل في حال استمرت الحكومة في إعلان مشاريع الاستيطان وعدم إحراز تقدم في المفاوضات،ومن جانبه يؤكد وزير المالية ،زعيم حزب يوجد مستقبل"يائير لبيد"  انه موجود في الحكومة من اجل العملية السياسية وانه لابد من الانفصال عن الفلسطينيين،ويربط عادة ما بين التحسن في الوضع الاقتصادي لإسرائيل بنجاح العملية السياسية، وهدد الوزير "يائير لبيد" رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بالانسحاب من الحكومة إذا توقفت المفاوضات مع الفلسطينيين التي تهدف إلى التوصل لاتفاق معهم،وقال "لبيد"، أنا أجلس في الحكومة التي يرأسها نتنياهو  من أجل دفع عملية السلام قدما ولن يبق الحزب في الحكومة إن ابتعدت عن المفاوضات.

- بالرغم من التناقضات وعدم الانسجام بين جناحي الحكومة،اليمين من جانب، والوسط من الجانب الأخر، إلا انه يمكن في موقف ما يتوافق الجناحين،فلقد كشفت المصادر المطلعة علي أوضاع الحكومة الإسرائيلية، أن الخطة التي طرحها وزير خارجية إسرائيل "افغدور ليبرمان" والمتعلقة بتبادل الأراضي مع السكان "وادي عارة والمثلث" لم تكن فقط من رأسه، فقد أكدت مصادر في كتلة "الليكود – بيتنا" بأن هذه الخطة لقيت تأييد من رئيس الوزراء نتنياهو، وكذلك من مسؤولة ملف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني "تسيفي ليفني"،وذهبت هذه المصادر للتأكيد بأنها تجد أذان صاغية لدى طاقم المفاوضات الأمريكي وفقا لما نشره موقع صحيفة "معاريف" اليوم الجمعة،وأكدت هذه المصادر بأن نتنياهو مع ليفني سيقدمون هذا الاقتراح على طاولة المفاوضات،ليصبح مطلبا إسرائيليا بالتخلي عن منطقة المثلث ووادي عاره مع السكان لصالح الدولة الفلسطينية في الحل النهائي،وأشار الموقع وفقا للمصادر الليكودية بأن بعض المسؤولين في طاقم المفاوضات الأمريكي وجدوا في هذه الخطة ما يجب الحديث عنه،ولم يسقطوا هذا الاقتراح من دائرة المفاوضات،وللتأكيد على تأييد نتنياهو وليفني لما قدمه ليبرمان من تبادل الأراضي مع السكان، فأنه لم يصدر أي تصريح عنهما بعد إعلان ليبرمان لهذه الخطة، في الوقت الذي هاجم نتنياهو في اجتماع كتلة الليكود عضو الكنيست "ميري رغيف"،عندما طرحت مشروع القانون المتعلق بمنع الحكومة التفاوض على القدس واللاجئين إلا بموافقة مسبقة من الكنيست،وعنفها على هذا المشروع الذي أعتبره يمس جوهر عمل الحكومة الإسرائيلية،وكذلك يلحق الضرر الكبير في إسرائيل كون المفاوضات مصلحة إستراتيجية لإسرائيل.

ثالثا : العلاقة الإسرائيلية – الأوربية ،علي خلفية التوسع الاستيطاني

- تشهد العلاقات الاسرائيلية الاوربية حالة من التوتر وعدم الانسجام علي خلفية الموقف الاوربي الدائم من معارضة اقدام الحكومة الاسرائيلية عن الاعلان عن طرح مشاريع بناء وتوسع استيطاني في الضفة الغربية والقدس،وتربط الدول الاوربية بين هذه المشاريع والتاثير علي التقدم في عملية السلام،وفي خطوة عملية للتعبير عن رفضها لهذه السياسة ،استدعت كبرى العواصم الأوروبية سفراء إسرائيل لديها على مدى اليومين الماضيين،وطلبت منهم توضيحات تتعلق بقرار إسرائيل طرح عطاءات لبناء 1400 وحدة استيطانية جديدة،وقال موقع " والاه" العبري إن سفراء إسرائيل في روما وباريس ولندن وبرلين ومدريد تم استدعاؤهم إلى مقرات وزارات الخارجية في الدول المذكورة لبحث موضوع الاستيطان، مؤكدا بان السفراء لم يستعدوا لمحادثات توبيخ لكن تم تسليمهم احتجاجات شديدة اللهجة على قرار بناء الوحدات الاستيطانية خلال عملية التفاوض من الفلسطينيين .

- وفي خطوة مضادة وردا على استدعاء سفراء إسرائيل في كبرى دول الاتحاد الأوروبي للاحتجاج على الاستيطان، أصدر وزير خارجية إسرائيل "افغدور ليبرمان" قرارا للخارجية باستدعاء سفراء هذه الدول في إسرائيل،وبحسب ما نشر موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" فأن ليبرمان سيلتقي اليوم الجمعة سفراء بريطانيا وفرنسا وايطاليا واسبانيا في إسرائيل، بهدف الاحتجاج على موقف دول الاتحاد الأوروبي باستدعاء سفراء إسرائيل، كذلك رفض إسرائيل لهذه السياسة التي تعتبرها خطوات أحادية الجانب وتهدف فقط لإدانة إسرائيل،وأضاف الموقع بأن ليبرمان سوف يبلغ سفراء هذه الدول موقف إسرائيل، ففي الوقت الذي تسعى إسرائيل وتقوم بكل ما هو ممكن لاستمرار المفاوضات مع الجانب الفلسطيني للتوصل إلى سلام، تقوم دول الاتحاد الأوروبي بخطوات أحادية الجانب ضد إسرائيل بدلا من بذل الجهود لنجاح هذه الجهود.

- ومن جانبه انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطوة الاتحاد الأوروبي، وذلك على خلفية قيام الدول الأوروبية الخمس الكبرى باستدعاء سفراء "إسرائيل" لديها إلى جلسات احتجاج على نشر مناقصات البناء الأخيرة في المستوطنات،واتهم نتنياهو في حديث مع مراسلين أجانب، مساء أمس الخميس، الاتحاد بالتلون لأنه يدين البناء في المستوطنات ولكنه لا يدين "العمليات الإرهابية" التي ينفذها الفلسطينيون،ونقلت صحيفة معاريف عبر موقعها الالكتروني عن نتنباهو قوله،من السخرية القول بأن المستوطنات تمثل عائقا أمام تحقيق السلام فالمزيد من البيوت لن يغير الخريطة،وختم حديثه بدعوة الإتحاد الأوروبي إلى التوقف عن "النفاق والتعامل أكثر بمنطقية".

رابعا : الدور الأردني وأهميته في المفاوضات

- ذكرت مصادر إعلامية أردنية ظهر اليوم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد اجتمع في ساعات الصباح الأولى مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في العاصمة الأردنية عمان، بهدف بحث آخر التطورات عملية السلام في ضوء المفاوضات الجارية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية أمريكية،ووفقاً لتلك المصادر فإن هذا الاجتماع يأتي في أعقاب اللقاءات التي عقدها الملك عبد الله مؤخراً مع كل من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، من جانبه، أكد نتنياهو في بيان عقب عودته لإسرائيل على الدور الهام الذي يلعبه الأردن تحت قيادة الملك عبد الله الثاني في الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين،وقال أن إسرائيل تولى اهتماما كبيرا للترتيبات الأمنية بما في ذلك مصالح الأردن في أي اتفاق مستقبلي وأنها سوف تضع في الاعتبار معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل التي وقعت قبل 20 عاما.

- وفي هذا الإطار،صرح برلماني من حزب "ليكود" وحليف وثيق وخازن أسرار رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو،بان الأردن يدعم إصرار إسرائيل على الاحتفاظ بوجود عسكري في وادي الأردن كجزء من أي اتفاق بشان الوضع النهائي مع الفلسطينيين،وقال "اوفير اكونيس" في اجتماع بمجلس إحدى البلديات في تل أبيب،أن المسؤولين الإسرائيليين تلقوا ردودا من نظرائهم الأردنيين الذين يشعرون بقلق شديد إزاء احتمال انسحاب إسرائيل من الحدود التي تفصل الضفة الغربية عن المملكة الأردنية،بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية،وأضاف "اكونيس"،الأردنيون يعارضون انسحابا إسرائيليا من وادي الأردن لأنهم يخشون من انه إذا أقيمت دولة فلسطينية وسيطرت عليها منظمات متطرفة مثل حماس والقاعدة، فان هذا سوف يعرض للخطر حكم ملك (الاردن) وليس تل أبيب فقط،وهاجم اكونيس في الاجتماع الفلسطينيين الذين اعتبرهم عقبة أمام إحلال السلام،وأضاف،إصرارهم على عدم الاعتراف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي يثبت أن الصراع لا يتعلق بالأرض ولكن صراع من اجل وجودنا،وتابع،أعتقد انه يتعين علينا أن نقيم علاقات مع الفلسطينيين ولكننا نحتاج إلى أن نفهم أن دولة فلسطينية يمكن ان تعرض للخطر معظم المدن الإسرائيلية .

 خامسا : الملف الحزبي الداخلي

- كشفت صحيفة معاريف اليوم الأربعاء،عن إدارة وزير الاتصالات السابق "موشيه كحلون" والمنسحب من حزب الليكود قبيل الانتخابات الأخيرة ،اتصالات متقدمة لإنشاء حزب سياسي جديد للتنافس في الانتخابات الإسرائيلية القادمة بعد أربعة أعوام،وكشفت تقارير صحفية أن من بين الشخصيات البارزة التي يسعى "كحلون" لضمها للحزب، الجنرال "تال روسو" قائد المنطقة الجنوبية السابق في جيش الاحتلال،وعضو الكنيست المنسحب من حزب شاس "حاييم مسلم"، والمتحدث باسم الجيش سابقاً "أفي بنياهو"،وذكرت التقارير أيضاً النائب السابق كرمي شاما هكوهين وكذا النشيطان من الليكود شمعون سوسان وارنون جلعادي، وشخصيتان أمنيتان طرحتا في هذا السياق ولكن نفتا كل نية للانضمام إلى السياسة هما رئيس المخابرات السابق يوفال ديسكن ورئيس الموساد السابق مئير دغان،وذكرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أسماء أخرى مرشح انضمامها للحزب ومن بينهم رجل الأعمال الناجح "رامي ليفي"، اللواء المتقاعد "يوآف غالانت"، والبروفسور في الاقتصاد "مانويل ترختنبرغ"، الذي ترأس الطاقم الاقتصادي للاستجابة لمطالِب الاحتجاجات الاجتماعيّة في صيف عام 2011،وأوضحت الصحيفة أن أي من الشخصيات المذكورة لم تنفي أو تؤكد هذا التوجه، مشيرة أن الفترة المتبقية حتى بلوغ موعد الانتخابات كافية لانتهاء فترة الاستراحة التي يفرضها القانون على العسكريين قبل انضمامهم إلى الساحة السياسية وذلك فيما يتعلق بالجنرال "تال روسو" الذي يقضى إجازة التسرح من الجيش في هذه الأيام،ويتبيّن من استطلاع نُشرت نتائجه في القناة الثانية الإسرائيلية مؤخراً بعد نحو سنة من انتخابات الكنيست، أن إنشاء حزباً سياسياً برئاسة كحلون سيفوز بعشرة مقاعد في الكنيست،حيث أوضح الاستطلاع أن مقترِعون كثيرون صوّتوا لأحزاب الليكود، شاس، هناك مستقبل، والبيت اليهودي سينقلون دعمهم إلى كحلون،وتُنسَب إلى كحلون أقوالٌ مفادها أنّه غادر حزب الليكود لأنّ الحزب هجر قيَمه الاجتماعيّة لصالح وجهة نظر تخدم أصحاب رؤوس الأموال، لهذا السبب، فإنّ الحزب الذي سيقيمه سيكون ذا خطّ اقتصادي مختلف عن ذاك الذي لبنيامين نتنياهو، كما يبدو،ووفقاً للقناة يبدو أنّ نتنياهو يخشى كثيرًا إمكانيّة انشقاق كحلون عن الليكود، فقُبيل الانتخابات الأخيرة، ضغط نتنياهو على كحلون كي لا يُنشئ حزبًا خاصًّا به ويُعلن دعمه للّيكود، لكن وفق التقارير، فإنّ كحلون هو في مرحلة متقدِّمة من إجراء اتّصالاته لإنشاء حزبٍ كهذا .

- اظهر اخر استطلاع، أنّ 65% من الإسرائيليين ليسوا راضين عن أداء الحكومة، مقابل 27% قالوا إنّهم راضون، وبالمُقابل، يعتقد 30% من المُستطلَعة آراؤهم أنّ نتنياهو هو الشخص الأجدر في "إسرائيل" لشغل منصب رئيس الحكومة، بفارقٍ كبير عن الرجل التالي، يتسحاق هرتسوغ، الذي يعتقد 11% فقط أنّه الأجدر بتولّي رئاسة الحكومة،ويعتقد 7% أنّ تسيبي ليفني هي الأحقّ برئاسة الحكومة، يليها أفيغدور ليبرمان (6%)، نفتالي بينيت (6%) .

 

 سادسا : الملف الأمني

1- جبهة غزه

- قدّرت الأوساط الأمنية الإسرائيلية بأن تفاهمات الهدنة التي تم التوصل لها أثر الحرب الأخيرة على قطاع غزة "عامود السحاب" في طريقها للانهيار، بالرغم مما وصفته بعدم رغبة حركة حماس بتفجير الأوضاع،ورغبتها بالمحافظة على الهدوء وتفاهمات وقف إطلاق النار، وترجع تلك الأوساط الأمنية،ان التغيير الحاصل في مصر ينعكس بشكل كبير على الوضع في قطاع غزة،ويدركون بأن النظام المصري الحالي لا يوجد لديه تأثير على حماس كما كان للرئيس محمد مرسي، وفي ظل تصاعد عمليات إطلاق الصواريخ من قطاع غزة خلال الفترة الماضية، فإن تفاهمات الهدنة تتجه نحو الذوبان تدريجيا.

 

- في محاولة لتهويل قوة فصائل المقاومة لأهداف أمنية إسرائيلية،أو لنوايا إسرائيلية مبيته،أعلنت مصادر أمنية أن إسرائيل تشعر بالقلق من إمكانية محاولة الفصائل الفلسطينية في غزة استهداف الطائرات الإسرائيلية التي تحلق في سماء القطاع دون توقف تقريبا عبر استخدام صواريخ ارض- جو خاصة في ظل محاولة هذه الفصائل الأسبوع الماضي استهداف طائرة بصاروخ ارض – جو لكن المحاولة فشلت بسبب خلل فني أصاب قاذف الصاروخ وكلفت هذه المحاولة حركة الجهاد الإسلامي حياة احد عناصرها " محمد العجلة" وفقا لما ادعته المصادر الأمنية الإسرائيلية ،ونقلت الإذاعة عمن أسمتهم بالمحللين العسكريين الإسرائيليين قولهم،أن الفصائل الفلسطينية امتلكت خلال السنوات الماضية أسلحة مهمة وان إمكانية استخدام الجهاد الإسلامي للأسلحة" إستراتيجية" قد تقوض الوضع القائم حاليا بين إسرائيل وحماس وان تجر القطاع إلى جولة قتال أخرى .

- نقلت الإذاعة العامة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بداية جلسة الحكومة تعليقه على الأوضاع الجارية في المنطقة الجنوبية، قائلاً ،إسرائيل تسعى جاهدة للحفاظ على الهدوء في المناطق الجنوبية من خلال الإحباط المسبق والرد القوي على كل محاولة للمس بنا، مطالباً حركة حماس بالأخذ في الحسبان سياسة حكومته،وكانت طائرة استطلاع تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي قد استهدفت صباح اليوم دراجة نارية في منطقة الصفطاوي شمال مدينة غزة بصاروخ واحد على الأقل، ما أدى إلى إصابة اثنين من الفلسطينيين وصفت إحداهما بالخطيرة وحدوث عدد من الأضرار في المنطقة،في حين أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الهدف هو أحمد سعد المسئول المباشر على إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه مدينة أشكلون يوم الخميس الماضي فضلا عن ضلوعه في عمليات مماثلة خلال العامين الأخيرين مشيرة إلى انه خطط أيضا لتنفيذ اعتداءات أخرى ضد إسرائيل .

- وفي إطار استعداداتها لأي تسخين علي جبهة غزه أو الجبهة اللبنانية، ذكرت صحيفة "معاريف"،العبرية في عددها اليوم أن ما يسمى بسلطة تطوير الوسائل القتالية الإسرائيلية ستكشف عن منظومة جديدة من إنتاجها لاعتراض قذائف صاروخية تطلق لمسافات قصيرة جدا،ووفقا للصحيفة فانه سيتم عرض منظومة"الشعاع الحديدي" في الصالون الجوي الذي سيقام في سنغافورة بعد حوالي ثلاثة أسابيع،وتعتمد هذه المنظومة على استخدام أشعة الليزر لاعتراض القذائف الصاروخية التي لا تتمكن منظومة القبة الحديدية من اعتراضها بسبب إطلاقها لمسافات قصيرة جدا

- نقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن وزير حماية البيئة الإسرائيلي "عمير بيرتس" قوله، يجب النظر بخطورة بالغة جراء التصعيد الحاصل في المناطق الجنوبية،خاصة وأن الذي يقوم بإطلاق الصواريخ هي منظمات تابعة للجهاد العالمي،وأضاف بيرتس خلال زيارة ميدانية قام بها لمدينة عسقلان ،ينبغي أن نوضح لحركة حماس بصفتها المسئولة عما يحدث في قطاع غزة، أنها تتحمل كامل المسئولية لما يحدث هناك،كما صرح  وزير العلاقات الدولية  في الحكومة الإسرائيلية "يوفال شتاينتس" إن إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة على منطقة عسقلان الليلة الماضية يؤكد ضرورة بقاء التواجد العسكري الإسرائيلي على امتداد منطقة غور الأردن إلى جانب التجمعات السكنية الإسرائيلية.

2- جبهة لبنان – حزب الله

- أكدت مصادر أمنية إسرائيلية أن قوات الجيش تستعد لكافة الاحتمالات بما فيها إطلاق النار من لبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية وأنها قررت رفع حالة التأهب لوحداتها على الحدود الشمالية مع لبنان،وأضافت المصادر،أن إسرائيل تنظر ببالغ الخطورة إلى محاولة أي جهة معادية للاعتداء على سكانها وسيادتها،قائلة أن المسؤولية عن أي عملية إطلاق نار من الأراضي اللبنانية تقع على عاتق الدولة اللبنانية وحكومتها،بدورها كشفت مصادر أمنية لبنانية أن الجيش اللبناني اعتقل في منطقة البقاع شخصين احدهما لبناني والأخر سوري للاشتباه فيهما بمساعدة ماجد الماجد الذي توفي بعد اعتقاله في لبنان، مشيرة إلى احد المعتقلين يعتبر من قادة كتائب عبد الله عزام ويدعى جمال دفتردار الملقب محمد المصري،وتستند التقارير اللبنانية إلى وجود صواريخ يبغ مداها 40 كلم تملكها كتائب عبدالله عزام إلى مصادر أمنية لبنانية التي حصلت عليها أثناء التحقيق الذي أجرته مع قائد كتائب عبد الله عزام ماجد الماجد الذي اعتقل قبل حوالي أسبوعين في بيروت وتوفي بعد اعتقاله بوقت قصير.

ويائير لبيد (5%)، إذًا، يبدو أنّ الإسرائيليين ليسوا راضين عن نتنياهو، لكنّهم يعتقدون أن لا بديل أفضل منه.