غزة- زمن برس: انتهجت الحكومة الإسرائيلية منذ زمن بعيد حتى يومنا هذا سياسة الإبعاد القسري بحق الأسرى الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى قطاع غزة، المسعى الذي رأى فيه العديد من الخبراء السياسيين لتحويل القطاع إلى منفى.

للوهلة الأولى عند دخولك خيمة التضامن مع الأسرى في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة، ترى المضربين عن الطعام تنوعوا ما بين أشخاص لم يدخلوا الأسر مطلقا، ومن كان معتقلا واليوم مُبعداً و مُضرباً..

"زمن برس" التقت الأسيرة المحررة و المبعدة إلى قطاع غزة هناء شلبي التي بدورها عبرت - بعد قضائها واحد وأربعين يوما في القطاع- عن ألم ومعاناة الإبعاد من بلدتها الأم برقين قضاء جنين، مؤكدة على عودتها من حيث أتت حتى آخر يوم بحياتها.

وقالت: "أتمنى العودة لرؤية أهلي وأقربائي وأنعم بالعيش معهم في حياة كريمة، الحياة هنا غاية في الصعوبة حيث المعاناة والحصار والألم يعتصر المواطنين."

وحول ما تشهده الساحة الفلسطينية من تضامن مع الحركة الأسيرة داخل سجون الإحتلال وخوضها معركة الأمعاء الخاوية، دعت الشلبي الأسرى إلى الصمود والتحدي في وجه السجان. واسترسلت قائلة:" انتصاركم من انتصارنا في هذه المعركة، كل الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع نبارك صمودكم ونشد على أياديكم ونحن على دربكم، درب الحرية والكرامة إن شاء الله."

وخاضت الأسيرة هناء شلبي إضراباً عن الطعام داخل سجون المحتل مدة 44 يوما على التوالي، واشترطت إدارة مصلحة السجون مقابل إنه

 اعتقالها إداريا وفي إضرابها الإبعاد إلى غزة.

أما لؤي أبو عودة الأسير المقدسي المبعد إلى غزة

أيضا، والمضرب عن الطعام منذ 14 يوم "العودة إلى بلدي هي العودة إلى الأهل والتوحد

 معهم بعد فراق دام أكثر من

 16 عاما." مشيرا إلى أن أهل 

غزة أهله، لكن العودة لإسرته في

الضفة يحمل مضمونا آخرا لتعريف

الأسرة والأهل والتواجد بينهم."

ضاف أبو عودة وعلامات الإرهاق جلية على ملامحه: "معركة الأمعاء الخاوية التي نخوضها تضامنا مع الأسرى، رسالة

منا لهم على أننا خرجنا بأجسادنا لكن قلوبنا وعقولنا معهم."

يشار إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أبعدت عام 2002 نحو 26 مواطنا من المعتصمين في أحداث "كنيسة المهد" فى بيت لحم جنوبي الضفة الغربية إلى قطاع غزة، مع 

السماح بعودتهم الى موطنهم الاصلي بعد عامين وفقا لاتفاقية أبرمت برعاية أمريكية وبريطانية وأوروبية، إلا أنه حتى الان لم يسمح لهؤلاء بالعودة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أ ح. ي ع