إيمان..قصة ألم ومعاناة مع زوجٍٍ دمر أسرته

ايمان

دعاء نوفل

زمن برس، فلسطين: لم يعد الزواج المبكر منتشراً كالسابق، لكن هذا لا يمنع وجود حالات زواجٍ أخرى تشكل خطراً على الزوجين، فكيف إن كانت الزوجة صغيرة و زوجها يكبرها بثلاثين عاماً.
زواج واحتضار:
السيدة إيمان زوجةُ لرجل يكبرها بثلاين عاماً، تزوجت وهي في السابعة عشرة من عمرها وكان عمر زوجها سبعة وأربعون عاما، دخلت حياتها الزوجية حاملةُ معها كل الحب والاهتمام والتقدير لزوجها، لكنها لم تكن تدرك أن حياتها ستصبح جحيماً مع هذا الرجل، الذي أنجبت منه ولدين وبنت.
كان زوجها رجلاُ لا يعرف للرحمة عنوان، تزوجته فقط لأن وضع أهلها المادي لا يسمح لها بالبقاء، فهي من أسرة تتكون من 9 أفراد، هذا السبب كان دافعاً قوياً لأن ترضى بأيِ كان لذا وقعت في مخالب النمر، رجلٌ يضرب زوجته ويهينها ويجبرها على أي عمل فقط لكي تحضر له ما يكفيه من النقود.
لم يدخل زوجها للبيت قرشاً واحداً، كانت تعاني وأطفالها من الحرمان والجوع، وتقول: " إحنا بالعيد ما بنشتري أواعي الناس كانوا يعطونا أواعيهم القديمة والبسهم للأولاد مشان يفرحوا بالعيد متل غيرهم، بس عمرهم ما فرحوا". أما هو، فهو رجل عجوز لا تفارقه المشروبات الكحولية، يجعل امرأته تعمل ليأخذ نقودها ويشرب ويلعب بها، ولا يعرف أسماء أولاده ولا حتى أشكالهم.

الرجل العجوز:
هو رجلُ لا يقوى على الحياة وهي فتاة في مقتبل العمر مقبلة على الحياة بكل ما فيها من جميل، كانت ترى الحياة بأجمل صورها وتتشوق لبداية رحلتها الطويلة بها، وهو رجلً أمضى من عمره الكثير ولم يبقي في حياته من شيء ، يودع الدنيا كل ليلة ولا يعلم إن كان سيرى زوجته الشابه وهي تشيب، ولا يهمهً في هذه الحياة أي شيء وإن كان على حساب إنسانة صغيرة لا زالت تتعلم كيف تقضي يومها بشكلٍ جيد.

الحرمان يولد الإصرار:
خشيةُ من أن يجد نفسه مجبراُ أن يتكلف بمصاريف أولاده كان دائماُ يأخذ النقود من الناس واعداً اياهم بإرجاعها في أقرب وقت، ثم يسافر بهذه النقود، دون اي اهتمامٍ أو مسؤولية بحق أسرته، تقول السيدة ايمان: " دايما يتداين من الناس مشان يسافر وبروح وبغيب ولا بنشوفو، حتى بدون ما يسافر كان يغيب عن البيت أيام وليالي ولا يسأل فينا ولا يعرف عنا شي".
تعيش هذه الأسرة في بيت صغير تنقصه  الحاجات الأساسية لأي بيت، بل ومن شدة وضعه السيء، اضطرت العائلة لتركه في الآونة الأخيرة والبقاء في منزل الجيران، لتصليح البيت من المياه الكثيرة المتسربة إليه خلال العاصفة الثلجية الأخيرة، وكأن هذه الأسرة بلا معيل.
لكن هذا الوضع لم يرق للأبناء ودفعهم جميعاً للعمل ،فبعد أن أنهت ابنتها الكبيرة الثانوية العامة تعمل الآن في أحد المحال التجارية لكي تضمن لنفسها ما يكفيها لتكمل تعليمها، فتعمل في الفصل الأول وتدرس في الفصل الثاني من العام الأكاديمي، لكنها لا تعلم إن كانت ستسطيع حتماً المتابعة على هذا النحو، فوالدها سيسرق ما لديها من نقود إن علم بذلك.

طريق الانحراف
إبن السيدة ايمان الكبير، لم يكمل تعليمه، وقرر الاعتماد على نفسه والعمل بأي طريقة ليتمكن من العيش دون الإعتماد على أحد، لكن لا أحد يعلم ما هي طبيعة عمله الليلي، الذي يدفعه للخروج من المنزل ليلاً والعودة صباحاً، تقول السيدة إيمان:" ابني ضاع مني وخسرته، دايما بشتغل بالليل الله أعلم ايش هالشغل، بطلع آخر الليل وما برجع للصبح، والمصاري ما بعمل فيها شي غير دخان وشرب،. الولد زي أبوه".

حياة كالحياة:
لا تعلم السيدة إيمان إن كان زوجها متزوج من امرأة أخرى أم لا، ولا تخشى ذلك، بل هي تتمناه،  وترى بذلك راحتها وتقول:" إن شاء الله يكون متزوج علي ويريحني من العيشة معو، بلكي شاف وحدة غيري تصرف عليه، لإنو أنا وأولادي تعبنا منو، وبس بدنا يتركنا بحالنا".

ولا زالت السيدة إيمان تعمل في وظيفتها وتتلقى بعض المساعدات من أهل الخير، أملاُ في أن تؤمن حياة أفضل لأبنائها.

حرره: 
م.م