" CIA" تجرد الموساد من أهم إنجازاته

سي اي ايه

محمد مرار

(خاص) زمن برس، فلسطين: بعد انقضاء سبعة أعوام من الانفجار الغامض الذي ضرب العاصمة السورية دمشق، وأدى لاستشهاد القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية، نُشرت نهاية الأسبوع الجاري صحيفتين أمريكين شهرتين تفاصيل عملية الاغتيال، وللمرة الأولى تمت الإشارة  إلى الدور الذي لعبته الاستخبارات الأميركية CIA.

حتى قبل عدة أيام كان الاعتقاد السائد لدى حزب الله  هو أن جهاز المخابرات الاسرائيلية "الموساد" هو الجهة التي نفذت العملية ولكن بحسب التحقيقين اللذين نشرتهما صحيفة واشنطن بوست والنيوزويك فإن العملية اعتمدت على المعلومات التي قدمتها CIA.

وخلال السبع سنوات التي تلت عملية اغتيال عماد مغنية، تم اعتبار العملية كأكبر انجاز للمخابرات الإسرائيلية "الموساد" خلال العشرين عاماً الماضية.
وكان تحقيق مفصل نشرته صحيفة الأخبار اللبانية عام 2013، أكد في مسؤول كبير في حزب الله أن الموساد هو من اغتال مغنية، ومع ذلك امتنعت تل أبيب أو واشنطن عن إعلان مسؤوليتهما عن  العملية.

وبخصوص توقيت نشر تفاصيل عملية الاغتيال، بالامكان الاعتقاد أنها محاولة تعزيز موقف  CIA في ظل تعرضها لانتقادات واسعة في الولايات المتحدة بعد نشر التقرير الذي كشف التعذيب التي تمارسه، ويأتي ذلك بعد اتهام CIA ، بالكذب على أعضاء الكونغرس خلال الاستجوبات البرلمانية.

ولكن الفرضية التي أبرزتها وسائل الاعلام العبرية لتفسير كشف ضلوع CIA باغتيال مغنية تشير الى رغبة مسؤولين أمريكيين سابقين إلى تخريب المفاوضات الجارية بين واشنطن وإيران حول ملفها النووي، لأن الكشف عن دور أميركي بالعملية قد يثير رغبة الانتقام لدى حزب الله مجدداً، ولكن هذه المرة قد يستهدف حزب الله هدفاً أميركياً.

وعن تفاصيل العملية فقد كشفت صحيفة واشنطن بوست في مقالها" أن عماد مغنية قائد العمليات الدولية في حزب الله كان يسير في شارع هادىء في دمشق بعدما خرج من أحد المطاعم وليس بعيداً منه كان هناك فريق من السي أي أيه يلاحق تحركاته ولدى اقترابه من سيارة رباعية الدفع كان قد أوقفها في المكان إنفجرت عبوة ناسفة كانت مزروعة في الإطار الإحتياطي الموجود في خلفية السيارة فتطايرت الشظايا ضمن دائرة ضيقة ما أدى لإغتيال عماد مغنية على الفور.
وأشارت الصحيفة" انه تم استخدام تكنولوجيا للتعرف على الوجه للتأكد من هوية مغنية عندما غادر المطعم في الليلة التي قتل فيه".

وكشفت الواشنطن بوست" إن العبوة فجرها الموساد عن بعد من تل أبيب وهم كانوا على تواصل مع المجموعة العاملة على الأرض،  و أشار مسؤول سابق في الاستخبارات الاميركية الى ان الطريقة التي اعدت بها العبوة كانت تسمح للولايات المتحدة باعتراض وتعطيل تفجيرها ولكنها لا تمكنها من تفجيرها وقد تم اختبار هذه القنبلة في ولاية كارولاينا الشمالية لضمان ان يكون الانفجار محدوداً والا يؤدي لأضرار جانبية، وقال مسؤول سابق لقد فجرنا حوالى 25 قنبلة للتأكد من حسن سير العملية.

عملية الإغتيال بحسب الواشنطن بوست كانت تحتاج الى موافقة الرئيس الاميركي جورج بوش وان عددا من كبار المسؤولين الامريكيين من بينهم وزير العدل ومدير جهاز الاستخبارات الوطني ومستشار الأمن القومي وقعوا على الأمر أيضا، وفقاً لما نقلته فضائية "lbc" اللبنانية عن الواشنطن بوست.

وأشارت معلومات الواشنطن بوست الى أنه في خلال العملية،سنحت الفرصة للسي أي أيه باغتيال قائد فرقة القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ففي وقت ما، كان الرجلان يقفان هناك، في نفس المكان، وفي نفس الشارع. كل ما كان يتعين فعله هو الضغط على الزر لكن لم يكن للعملاء  الصلاحية القانونية لقتل سليماني".
 

حرره: 
م.م