غزة تعيش "الحب" على استحياء!!

غزة تعيش "الحب" على استحياء!!

سناء كمال

(خاص) زمن برس، فلسطين: على استحياء زار "الفالنتاين" -عيد الحب- قطاع غزة المحاصر، متجاهلًا الاختلاف حوله سواء كان دينيًا أو اجتماعيًا. وعلى قاعدة أن الحب للجميع وليس للعشاق فقط، لم يجد الشاب العشريني محمد العطار سبيلًا ليجني مالًا وفيرًا سوى التحضير لهذا اليوم، ووضع بضاعته على بسطة صغيرة على ناصية شارع عمر المختار وسط مدينة غزة؛ لاستجلاب الزبائن.

مضت ساعات طويلة منذ الصباح وهو يقف خلف بسطته ينتظر العشاق لعلّهم يشتروا منه. لكن انتظاره الطويل جعله يعيش يومه الاعتيادي دون الحب، فلم يحصل إلا على بضعة شواقل فقط.

"حتى الحب ما عاد متل زمان" بهذه الكلمات يلخص العطار تذمره من عدم تمكنه من "التربح" اليوم أيضًا، ويضيف: "زمان كان هاليوم إلو مكانة كبيرة بين الناس، وفي متل هالوقت بنكون بعنا عن أشهر كاملة من أيام السنة، لكن اليوم ما قدرت أبيع ولو جزء بسيط من البضاعة".

فكان التحضير لهذا اليوم يبدأ من تاريخ 25/12 من كل عام حتى يوم 14/2، من استجلاب البضائع الخاصة بالعشاق. غير أن البيع حاليًا يقتصر على البضاعة الشعبية التي قد تجمع بين الهدية وشيء يصلح استعماله مثل الساعات وبعض الإكسسوارات.

ويحتفل العالم في مثل هذا اليوم بعيد "الفالنتاين" حيث يكون اللون الأحمر الدال على الحب هو المسيطر على الملابس والهدايا، والورود الحمراء التي تباع في الأسواق والشوارع.

ولم يتخلف المسن "أبو محمود" صاحب اللحية البيضاء، عن عادته في حمل الورود الحمراء وبيعها في الأسواق والشوارع، وهو ينادي عليها :"وردة واحدة عبر فيها عن حبك"، ويتغنى بهذه العبارة التي يقصد فيها الأم والأب والأخ والأخت والعم والخال والأصدقاء، فلا يقتصر الحب على أحد دون غيره؛ كما أكد لمراسلة زمن برس التي التقته في الشارع.

ويضيف: "رغم كل الآلام التي نعانيها في غزة، خاصة بعد الحرب والفقر والجوع والعوز، ما في سلاح إلنا لنهزم الموت اللي ملاحقنا من يوم ما انولدنا إلا أنّا نحب بعضنا، نحب حياتنا، نحب مجتمعنا وقتها بس راح نقدر نعيش".

وفيما يختلف الغزيون حول الاحتفاء بيوم الحب، حيث يعتبر البعض منهم بأنه الحب لا وقت مخصص له، لأن الدين الإسلامي هو دين الحب ونشر السلام والمودة بين الناس، فلا يمكن  اقتصاره على يوم واحد أسوة بالغرب، كما تقول أم محمد صالحة (36 عامًا) لـ زمن برس.

يرى البعض الآخر أنه يوم رمزي للتعبير عن الحب للآخرين، فلا يقتصر على هذا اليوم فقط، ولكنه تعزيز للحب في يوم خاص به، كما هو يوم الاستقلال والأسير والجريح والشهيد، فلا يتعدى كونه يوم مثل الأيام الوطنية والعالمية، ولا ضرر من الاحتفاء به وفق ما يراه المواطن سليم السويركي (40 عاما).

ولكن سليم لم ينكر تأثير الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي على غزة، وهي كفيلة بحد ذاتها بنسيان الأيام الرسمية والوطنية وأحيانا الدينية ما بال نسيان يوم الحب؟!

حرره: 
م . ع