روسيا لن تغير سياستها بالمنطقة

القاهرة: جاء اللقاء الذي جمع يوم أمس الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بمجموعة من المسؤولين الإسرائيليين، ضمن زيارة قام بها إلى إسرائيل استمرت على مدار 24 ساعة، ليظهر حقيقة التحسن الذي طرأ على العلاقات بين الدولتين بشكل كبير، رغم الاختلافات الكبرى بينهما، بخصوص عدة قضايا، يأتي في مقدمتها برنامج إيران النووي.

وأجرى بوتين خلال تلك الزيارة محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، ايهود باراك، وغيرهما من كبار المسؤولين الإسرائيليين، وتركزت المحادثات على القضية الإيرانية وغيرها من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

ومع هذا، قالت صحيفة النيويورك تايمز الأميركية إنه لا يكاد يوجد أمل بأن تعمل تلك الزيارة على تغيير سياسة روسيا في المنطقة. وذلك في الوقت الذي استضافت فيه آخر جولة محادثات بين القوى العالمية الستة وإيران الشهر الجاري، التي انتهت حتى من دون تعهد بإجراء اجتماع آخر رفيع المستوى، مع تأكيد قادة إسرائيل أن المحادثات منحت إيران المزيد من الوقت لتطوير ما يرون أنه برنامج نووي عسكري.

بينما أكدت إيران، ولا تزال تؤكد، أن برنامجها سلمي، ومازالت ترفض روسيا مساندة المساعي التي يتم بذلها من أجل فرض عقوبات مشددة ضد الجمهورية الإسلامية.

وفي الوقت الذي طالب فيه أيضاً القادة الإسرائيليون بزيادة التحركات الدولية الساعية الى إنهاء نزيف الدم الحاصل في سوريا، فإن روسيا ينظر إليها باعتبارها أبرز المدافعين الأجانب عن الرئيس بشار الأسد.

وفي مؤتمر صحافي مشترك أعقب اجتماعهما، قال نتنياهو إنه اتفق ومعه الرئيس بوتين على أن تزود إيران بأسلحة نووية يشكل خطراً حقيقياً على إسرائيل في المقام الأول وعلى المنطقة والعالم بأسره. وتابع نتنياهو حديثه بالقول إن إسرائيل ترغب في توسيع نطاق العقوبات ضد طهران، ووقف جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم من جانب إيران، والتخلص من كل اليورانيوم المخصب من إيران، وتفكيك مفاعل نووي تحت الأرض بالقرب من مدينة قم.

أما بوتين، فقال متحدثاً بالروسية، إنه ناقش مع نتنياهو الوضع السوري وبرنامج إيران النووي، وأضاف أن تلك المحادثات كانت موسعة ومفيدة للغاية. ومضت الصحيفة في السياق عينه لتنقل عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى رفض الإفصاح عن هويته لأسباب متعلقة بالبروتوكول الدبلوماسي، قوله: "دعونا لا نبالغ في الأمر. فتلك الزيارة موجزة للغاية. وأنا أقول لكم لا تنتظروا أي انفراجات كبرى".

وأشار مسؤولون في القدس إلى أن السبب الرئيسي للزيارة هو افتتاح نصب تذكاري وطني في مدينة نتانيا الساحلية تكريماً لجنود الجيش الأحمر السوفيتي الذين قضوا خلال الحرب العالمية الثانية ودورهم الذي لعبوه في الانتصار على ألمانيا النازية. ثم مضت الصحيفة تشير إلى تحفظات إسرائيل كذلك بخصوص عملية السلام الراكدة منذ فترة طويلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ونوهت كذلك إلى التظاهرة التي قام بها أيضاً حزب ميريتس اليساري اعتراضاً على زيارة بوتين، قائلاً إنه خطأ من الناحية الأخلاقية وأمر غير حكيم من الناحية الدبلوماسية بالنسبة لنتنياهو أن يوافق على مقابلة الرئيس الروسي، بوتين، في الوقت الذي يتواصل فيه قتل المدنيين في سوريا.

وختمت الصحيفة بلفتها الى زيادة النشاط التجاري بين إسرائيل وروسيا، وتزايد أعداد السيّاح الروس في إسرائيل، وهم ثاني أكبر عدد سيّاح هناك بعد السيّاح الأميركيين. وذلك بالاتساق مع تصريحات نتنياهو التي قال فيها إنه متأكد من أن زيارة بوتين ستزيد من تحسين العلاقات في الزراعة والعلوم والتكنولوجيا والفضاء ومجالات أخرى.

إيلاف

___

آ ج