خطوات نتنياهو المقبلة: تصاريح عمل وجمود سياسي

نتنياهو

محمد مرار

(خاص) زمن برس، فلسطين: خلال الأيام المقبلة سيتم تكليف بنيامين نتنياهو، بصفته رئيساً  لأكبر الأحزاب داخل الكنيست، وتشير التقديرات إلى أنه سيلجأ لتشكيل ائتلاف حكومي بالاعتماد على كتلة اليمين التي تشكل الأغلبية في الكنسيت.

نتنياهو حرص خلال دعايته على التأكيد أنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية، وبفضل ذلك نجح بالحصول على كمٍ أعلى من الأصوات، ولتحقيق هذه الغاية، "منع قيام دولة فلسطينية"، سيكثف نتنياهو من مساعيه لتغيير الوقائع على الأرض لتصبح فكرة إقامة دولة فلسطينية غير واقعية بمضاعفة الاستيطان، ويتعزيز ربط الاقتصاد الفلسطيني باسرائيل.

قضية ضائقة السكن ستكون من أوليات الحكومة الإسرائيلية المقبلة التي سيشكلها نتنياهو، لاسيما وأن حزب "كولانو" الذي يتزعمه موشيه كلحون يشترط انضمامه  للائتلاف الحكومي بوضع خطط لحل هذه المشكلة التي يعاني منها مئات الآلاف من الإسرائيليين.

إيجاد حل لضائقة السكن في  إسرائيل يتطلب إيجاد أيدي عاملة رخيصة، والخيار المتاح حالياً أمام إسرائيل هو العمال الفلسطينين، خصوصاً أن قطاع البناء والانشاءات الاسرائيلي لم يعد قادراً على إقناع العمال الرومانينين بالعمل في إسرائيل لأن بوابات الاتحاد الاوربي باتت مفتوحة أمامهم.

أيضا رفضت الصين التوقيع على اتفاقٍ لتوريد 16 ألف عاملٍ صيني لإسرائيل بعد أن امتنعت الأخيرة عن التعهد بعدم تشغيلهم داخل المستوطنات بالضفة الغربية، وهذا يجعل الاعتماد على الأيدي العاملة الفلسطينية الخيار الوحيد أمام المقاوليين في إسرائيل حيث يتضاعف الطلب على الشقق السكنية.

وفي ظل الضغوط التي تتعرض لها الحكومة الإسرائيلية لحل ضائقة السكن، فإن  وزارة الإسكان التي سيشغلها حزب البيت اليهودي، في الحكومة المقبلة يراهن على توسيع الاستيطان بالضفة الغربية خصوصاً بالمستوطنات المحاذية للخط الأخضر لإيجاد شقق سكنية أرخص، وسيجد إسرائيليين من الطبقات الاقتصادية الضعيقة مضطرون لشرائها تحت ضعط انخفاض الثمن وليس بدافع الاستيطان ولكن ربط  مصالح هولاء مع الاستيطان يحولهم في المستقبل لمصوتين لليمين في المستقبل.

وتوقع غالبية المحللين السياسيين في إسرائيل أن تشهد العلاقات بين الحكومة الإسرائيلية والفلسطينية جموداً، خصوصا" أن نتنياهو يراهن على تحسين الظروف الاقتصادية في الضفة الغربية، للحيلولة دون حدوث تصعيد ميداني".

حرره: 
م.م