عبارات "شامير" تتصدر الصحف العبرية

تل أبيب-زمن برس: بدأ رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قبل دعوة وزرائه الوقف دقيقة صمت حزناً لوفاة رئيس الحكومة الاسرائيلية الاسبق يتسحاق شامير بجملة شامير الشهيرة التي قالها قبيل ذهابه الى مؤتمر مدريد: "البحر هو البحر والعرب هم العرب"، معقباً بقوله: "شامير كان يمتلك فهما عمقيا لطبيعة الصراع في هذه المنطقة".

جمل شهيرة كثيرة حفظها الإسرائيليون عن شامير منها: "من أجل مصلحة اسرائيل يجوز الكذب". و"سمعت عن ذلك في المذياع فقط"، وهي عبارة قالها عندما سأل عن عملية اغتيال خليل الوزير احد قادة حركة "فتح".

ودأب المسؤولون الاسرائيليون على تكرار هذه الجملة للاجابة عن تساؤولات وسائل الاعلام حول عمليات اغتيال تنفذ بحق نشطاء وقادة فلسطينين في الخارج تنسب للموساد، وترفض إسرائيل اعلان مسؤوليتها عنها بشكل رسمي، وأصبحت "سمعت عن ذلك في المذياع" تفهم أنها اعتراف غير رسمي بالمسؤولية عن عمليات الاغتيال.

وشامير كان عضوا في منظمة "الارغون" الاهاربية التي اضطلعت بتنفيذ التطهير العرقي بحق الفلسطينيين خلال فترة الانتداب البريطاني، ثم انشق عنها لاحقا. كما كان في صفوف منظمة "ليحي" التي قادها "مائير شتيرن"، وفي عام 1942م اعتقلت سلطات الانتداب البريطاني شامير، لكنه نجح بالفرار بعد ذلك بفترة وجيزة مع صديقه والياهو جلعادي، وهربا من سجن المزرعة في حيفا. وبعد يومين من عملية الهرب عقد شامير اجتماعا مع بعض نشطاء "ليحي" اظهر أن عدد أعضاء المنظمة خارج السجن لا يزيد عن 40 شخصا يملكون عددا قليلا من المسدسات والقنابل اليدوية، وما بين رشاشتين إلى ثلاثة رشاشات.

أصبح شامير يدير أمور المنظمة ثم ما لبثت واندلعت خلافات بينه وبين رفيق دربه جلعادي في عملية الهرب من السجن وإثر ذلك، قرر شامير تصفية رفيقه جلعادي، حيث استدرجه في ربيع 1943م لحضور تدريبات عسكرية لأعضاء "ليحي" في الجنوب وقتله هناك.

وفي السابع والعشرين من شهر عام 1948م، طالب، الكونت فولك برندوت من الحكومة الإسرائيلية المؤقتة، الاعتراف بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى أماكن سكناهم بدون أي عائق وتمكينهم من استعادة ممتلكاتهم. فاجتمعت قيادة "ليحي" بقرية الشيخ في الثامن والعشرين من شهر أيار عام 1948م، وقررت اغتيال الكونت فولك برندوت، ونفذت ذلك فعلا في السابع عشر من شهر سبتمبر عام 1948م بمشاركة شامير.

وقد أغفلت الصحف الاسرائيلية التي خصصت مساحات كبيرة من أعدادها الصادرة صباح اليوم للاشادة بشامير قضايا أساسية أبرزها: ضلوعه في مجزرة دير ياسين التي شاركت فيها منظمته الى جانب منظمة الارغون والهاغاناة، كما أغفلت الصحف قيامه باغتيال صديقه، واغتيال الكونت برندوت.

وولد شامير في بولندا بتاريخ 15 أكتوبر 1915، وهاجر لفلسطين عام 1935، وكانت عائلته تعرف آنذاك باسم "يازيرنيتسكي" وغيره فيما بعد ليصبح "شامير"، ثم انضم إلى منظمة ألارغون. وقد شغل شامير منصباً رفيعاً في جهاز المخابرات الاسرائيلي الخارجية "الموساد" من الفترة 1955 إلى 1965 وفاز بمقعد في الكنيست الإسرائيلي في عام 1973، وتولى رئاسة الكنيست عام 1977، وأصبح وزيرا للخارجية عام 1980.

وعن مواقفه السياسية المعروفة، عارض شامير مؤتمر كامب ديفيد للسلام مع مصر، والانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان. وفي ولايته الثانية أجبر شامير تحت ضغط من جورج بوش رئيس الولايات المتحدة الأمريكة أنذاك على الدخول فى مفاوضات السلام مع الفلسطينين، وشارك في مؤتمر مدريد للسلام عام 1991. وتوفي شامير عن عمر يناهز 96 عاماً.

أ م / آ ج