مركبة فضاء تائهة تحترق أثناء دخولها الغلاف الأرضي

زمن برس، فلسطين:  تحطمت مركبة فضاء روسية في وقت مبكر من صباح الجمعة، حيث احترقت أثناء دخولها المجال الجوي للأرض، فوق المحيط الهادئ، بعد أن خرجت عن مسارها، أثناء رحلتها إلى محطة الفضاء الدولية، مما أثار مخاوف من احتمال سقوطها على مناطق مأهولة بالأرض.

وذكرت وكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" أن المركبة الهائمة غير المأهولة، "بروغريس إم - 27 إم"، احترقت في حوالي الساعة 05:04 من صباح الجمعة، بتوقيت موسكو، 10:04 مساء الخميس بتوقيت الساحل الأمريكي الشرقي، أثناء دخولها طبقات الجو الكثيفة، فوق الجزء المركزي من المحيط الهادئ.

وبينما أكدت الوكالة الروسية أن المركبة احترقت بشبه كامل أثناء دخولها الغلاف الجوي للأرض، فقد أعربت عن توقعها سقوط ما وصفتها بـ"شظايا صغير الحجم" على الأرض، وذكرت أن الموقع المحتمل لسقوط الحطام في جنوب غرب المحيط الهندي، بالقرب من الساحل الأفريقي.

وكان من المفترض بالمركبة الفضائية، المعروفة أيضاً باسم "بروغريس 59"، أن تقوم بتوصل إمدادات فنية وغذائية إلى محطة الفضاء الدولية، إلا أن مركز التحكم الأرضي فقدوا الاتصال بالمركبة بعد قليل من إطلاقها في 28 أبريل/ نيسان الماضي، لتضل طريقها وتخرج عن مسارها.

وليس من المعروف بعد سبب خروج المركبة عن مسارها، حيث ذكرت وكالة "روسكوزموس" أنها مازالت تجري التحقيق، إلا أن تقارير أولية أشارت إلى أن الحادث وقع نتيجة خلل ما أثناء المرحلة الثالثة لإطلاق المركبة، في الصاروخ الحامل لها، بحسب وكالة "تاس" الروسية.

وتعتمد روسيا والولايات المتحدة على مركبات "بروغريس" بشكل أساسي في توصيل الإمدادات إلى أطقم المحطة الفضائية الدولية، ونقل تلفزيون "روسيا اليوم" عن بيان لشركة الفضاء الروسية أن النتائج النهائية للتحقيق سوف يتم إعلانها في موعد أقصاه 13 مايو/ أيار الجاري.

ومن المتوقع أن يتسبب فشل المركبة "بروغريس 59" في الوصول إلى وجهتها، في تأجيل عودة الطاقم الحالي المتواجد على متن المحطة الفضائية، حيث كان من المقرر عودته في 14 مايو/ أيار الجاري، ولكن سيتعين عليه الآن البقاء حتى يونيو/ حزيران القادم.

وكان مركز الفلك الدولي، قال إن سفينة الفضاء الروسية التائهة ستسقط بين الساعة 1 بعد منصف الليل و7 صباح الجمعة حيث يمكن رؤيتها من اليمن والإمارات وقطر والبحرين والسعودية وعُمان بعد الساعة 4:24 فجرا بتوقيت السعودية في حال صدف سقوط السفينة أثناء مرورها فوق الوطن العربي.

وأردف قائلا: "أما عن مدى خطورة هذا الاصطدام على الناس والمنشآت العامة، فإن السفينة الفضائية لن تسقط كقطعة واحدة على الأرض، فعند دخولها للغلاف الجوي الأرضي فإن الحرارة الشديدة بسبب الاحتكاك ستعمل على تفكيك السفينة وحرق أجزاء كبيرة منها، وعلى الرغم من أن هذه السفينة كبيرة الحجم، إلا أنها مصممة لكي تحترق في الغلاف الجوي عند عودتها إلى الأرض، ولكن هذا لا ينفي تماما وصول أي أجزاء قاومت الاحتراق، فقد تصل أجزاء بحجم كرة القدم إلى الأرض وهذه قد تشكل خطورة إذا ما اصطدمت بشخص أو مبنى، وعلى الرغم من أن هذا الاحتمال ضئيل جدا، إلا أنه حدث فعلا في الماضي وفي أكثر من مناسبة."

حرره: 
م . ع