إسرائيل تقترح بناء جدار لمنع المهاجرين من وصول أوروبا

زمن برس، فلسطين: في مواجهة ازدياد أعداد المهاجرين القادمين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تدرس دولتان أوروبيتان إمكانية إنشاء أسوار أمنية حديدية عالية على امتداد أجزاء من حدودهما، على غرار السور الذي أقامته إسرائيل على حدودها مع مصر.

وقال مصدر تجاري إسرائيلي طلب ألا ينشر اسمه بسبب سرية المفاوضات، إن المجر وبلغاريا أجريتا تحريات مبدئية بشأن شراء أسوار إسرائيلية التصميم.

وتعمل الدولتان العضوان في الاتحاد الأوروبي لتعزيز الإجراءات الأمنية على حدودهما لردع المهاجرين وكثير منهم لاجئون فرارا من الحروب يسعون إلى استخدام البلدين ممرا للوصول إلى بلدان أغنى في الشمال والغرب.

غير أن التحركات لإقامة مثل هذه الحواجز التي قد يبلغ ارتفاعها 5-6 أمتار وعليها أسلاك شائكة ومزودة بكاميرات ومجسات الحركة ستثير ذكريات الانقسامات التي شهدتها أوروبا بعد الحرب الباردة وتغضب مسؤولي الاتحاد الأوروبي الذين يقولون إنها لن تساعد في حل الأزمة.

وأشار مسؤولون بلغار ومجريون إلى ان مناقشات بشأن الأسوار الأمنية تجري بالفعل.

وقال المصدر الإسرائيلي إن هناك شوطا يجب قطعه قبل الوصول إلى أي اتفاقات في هذا الشأن وأشار الى المعوقات المتصلة بالميزانية والحساسية السياسية في الاتحاد الأوروبي تجاه إقامة أسوار لكبح تدفق المهاجرين واللاجئين من سوريا والعراق وليبيا وأماكن أخرى.

وقال المصدر "تريد (البلدان الأوروبية) جميعا حلولا وترى أهمية تقنياتنا.. لكنها تحتاج أيضا إلى مساندة الاتحاد الأوروبي وهذا غير متاح".

وكانت المفوضية الأوروبية قالت إنها تعارض إنشاء الأسوار لكنها تقر بأن من حق كل دولة أن تقرر كيف تحمي حدودها.

ونوع الأسوار الذي عبرت الدولتان عن اهتمامهما به هو النوع الذي أقامته إسرائيل على امتداد حدودها التي يبلغ طولها 230 كيلومترا مع مصر وليس نوع السياج المبني بالخرسانة والحديد الذي يفصل الضفة الغربية عن إسرائيل والقدس الشرقية.

وقد أقيم السور مع مصر على مدى ثلاثة أعوام واكتمل في عام 2013 بهدف منع تدفق المهاجرين من أفريقيا ولمنع هجمات المتشددين الإسلاميين.

وتقول مصادر الصناعة إن تكلفة السور على الحكومة الإسرائيلية بلغت نحو 380 مليون دولار وإن إقامة سياج مماثل قد تزيد تكلفته على الزبائن الأجانب نحو 15 في المائة أو ما يصل إلى 1.9 مليون دولار للكيلومتر وإن كانت التلال والغابات وغيرها من التضاريس الأوروبية القاسية قد ترفع السعر أكثر من ذلك.

وإقامة مثل هذه الأسوار سيعزز التدابير الأمنية للمجر وبلغاريا. وقد أتمت الأولى بالفعل اقامة سور ارتفاعه 3.5 متر على امتداد حدودها مع صربيا وأنشأت الأخيرة سورا ارتفاعه نحو ثلاثة أمتار على حدودها مع تركيا لكن الأسوار الإسرائيلية التصميم تتسم بأنها أطول وأكثر تحصينا ومزودة بوسائل دفاع إلكترونية أكثر تطورا.

حرره: 
م . ع