السلطة الفلسطينية: "هي فوضى"!!
هل اعتذرت إيران بالفعل عن دعوتها لرئيس الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية للمشاركة في أعمال الدورة 16 لمؤتمر عدم الانحياز في العاصمة الإيرانية طهران، أم ان إيران لم ترسل أصلاً دعوة بهذا الشأن، وهل تراجع هنية عن حضور المؤتمر بعدما أكدت حكومته والناطقون باسمها على الإصرار على المشاركة في مؤتمر قمة دول عدم الانحياز، جاء نتيجة ضغوط على إيران لسحب دعوتها؛ في الواقع أن هذه الأسئلة ستبقى مشرعة إلى أن تتضح الأمور وتتكشف أسرار هذا الأمر الذي أدى إلى إرباك إضافي في الساحة الفلسطينية عموماً، ولدى السلطة الوطنية وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية على وجه الخصوص، وهو الأمر الذي سنتناوله في هذا المقال. فمنذ اللحظة الأولى التي أعلنت حكومة حماس في غزة عن تلبيتها لدعوة إيرانية للمشاركة في أعمال مؤتمر القمة برئاسة هنية، حتى ثارت كافة قيادات السلطة والمنظمة انطلاقاً من رام الله، لم تثر هذه القيادات على الجهة المنظمة للمؤتمر، سكرتاريا دول عدم الانحياز ومقرها نيويورك، بل صبّت جام غضبها وإدانتها على حركة حماس، التي في واقع الأمر، من مصلحتها اختراق عملية التمثيل الشرعي للشعب الفلسطيني وأن تتحين أية فرصة للاعتراف بها وبحكومتها في غزة، وهو حق مشروع من وجهة نظرها على الأقل، لم تنتبه القيادة الفلسطينية، انه كان بالإمكان بل من الضروري معالجة هذا الأمر بطريقة مختلفة تماماً، من دون إرباك أو فوضى، ولم يكن لها أن يقتصر رد فعلها على حركة حماس، التي أسهمت من خلال تصريحات قياداتها في وضع القيادة الفلسطينية في مأزق أدى إلى انكشاف مستوى عال من الفوضى وانعدام القدرة على التعاطي مع الأزمات.
إذ اننا نرى أنه كان يتوجب على هذه القيادة وأدواتها الأساسية، خاصة وزارة خارجيتها، أن تتجه وبهدوء إلى الجهات المعنية بتنظيم أعمال المؤتمر في منظمة دول عدم الانحياز، والتعرف على حقيقة ما جرى ويجري بهذا الشأن، خاصة وأن هذه الجهة هي الوحيدة الموكلة بتوجيه الدعوات من خلال الدولة المضيفة التي بدورها ليس لها الحق بدعوة، أو عدم دعوة، أي جهة من داخل المنظمة أو خارجها، وهي صاحبة القرار بتطبيق النظام الداخلي لحركة عدم الانحياز، إذ انه ليس من حق طهران في هذه الحالة، عدم دعوة أي دولة عضو، إذا كانت لا تريد ذلك، والعكس صحيح، فهي، الدولة المضيفة، تبعث بالدعوات بناءً على لائحة من قبل سكرتاريا حركة دول عدم الانحياز.
وحتى لو تجاوزنا هذا العامل، فإن الدعوة توجه إلى الرئاسة الأولى في الدولة لحضور مؤتمر القمة التي بدورها يمكن لها أن تلبي الدعوة أو ترشح من يحضر نائباً عنها، وذلك من خلال وزير الخارجية للدولة المدعوة والذي بدوره يشارك في أعمال مؤتمر وزراء الخارجية الذي يهيئ لأعمال القمة ويعد وينظم أعمال مؤتمر القمة، وفي الحالة الفلسطينية، وحتى لو كانت حكومة هنية منتخبة وشرعية وكاملة الأوصاف، فإن الدعوة لحضور مؤتمر قمة دول عدم الانحياز توجه وترسل إلى الرئيس أبو مازن، رئيس دولة فلسطين، رئيس السلطة الوطنية المنتخب، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية العضو كامل العضوية منذ بداية تشكيل هذه الحركة في عهد الزعماء الثلاثة، عبد الناصر، تيتو، نهرو، ولا يعتقد أحد، أن حركة دول عدم الانحياز ستتخلى عن دورها المنظم لعقد مؤتمراتها.
وبدلاً من التوجه إلى سكرتاريا الحركة في نيويورك، والتعرف على ما يجري، انهالت قيادات مسؤولة على حركة حماس، كونها تسعى إلى سلب التمثيل الفلسطيني من الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني منظمة التحرير الفلسطينية، أما الحركة، حركة حماس، فاغتنمت هذه الفرصة للدعوة إلى تشكيل فريق مشترك للمشاركة في أعمال القمة، وانها ستلبي الدعوة في كل الأحوال، ما زاد في ورطة قيادات السلطة ووضعها في موقف حرج وانعدام الرؤية، لدرجة أن رئيس الحكومة فياض، دعا هنية إلى رفض تلبية الدعوة الإيرانية، معتمداً على الأرجح أن وزير خارجيته قد قام بكل ما يلزم ولم يبق سوى الأمل بأن يلبي هنية دعوة فياض بعدم المشاركة في أعمال قمة دول عدم الانحياز! صحيح أن حركة حماس لم تذهب إلى القمة، وسواء تراجعت، أم انها لم تتلق دعوة بالفعل، فإن الحركة في الواقع قد كشفت أن قيادة السلطة تعيش حالة من الإرباك والفوضى ووضعت السلطة الوطنية في حالة انكشاف مروّع، ولعل في هذا الانكشاف، ما يعوّض حركة حماس عن عدم مشاركتها في أعمال قمة عدم الانحياز! •
على هامش وفاة نيل أرمسترونغ أول من خطا على القمر عن عمر يناهز (82 عاماً)، توفي المستكشف الأول الذي مشى على سطح القمر، نيل أرمسترونغ، ما فتح الباب مجدداً حول هواة التشكيك في مدى صدقية الوصول إلى سطح القمر، فقد ظهر أرمسترونغ وهو يحمل العلم الأميركي "مرفرفاً" فوق سطح القمر، بينما أجمع علماء الفلك بمن فيهم علماء "ناسا" أن لا هواء على سطح القمر، فكيف كان يرفرف العلم الأميركي؟ كما يقال إن زميله في الرحلة الاستكشافية بانر أندرين، كان مكلفاً أخذ صور فوتوغرافية للحدث، إلاّ أنه لم يفعل ذلك، بزعم أنه كان يغار من أن أرمسترونغ، شريكه في الرحلة، سيدخل التاريخ من أبوابه الواسعة، بينما شريكه يصور فقط هذا الحدث!