"الجزيرة" تستعد لإغلاق قنوات أخرى بعد “الأمريكية”

زمن برس، فلسطين: نقلت صحيفة “رأي اليوم” عن مصادر دبلوماسية وثيقة قولها أن قرار شبكة قنوات “الجزيرة” القطرية بإغلاق قناة “الجزرة ـ امريكا” التي اطلقتها عام 2013 اعتبارا من اول نيسان (ابريل) المقبل، يأتي في إطار استراتيجية خفض النفقات التي تتبناها دولة قطر في ظل تراجع أسعار النفط والغاز بمقدار الثلثين.

وقالت هذه المصادر إن الشبكة أغلقت قنوات لها في تركيا والبلقان، ولكن دون أي ضجيج اعلامي، ومن المقرر أن تغلق قنوات أخرى مثل قناة “الجزيرة الوثائقية”، وتقليص عدد القنوات الرياضية الأخرى التي يزيد تعدادها عن عشرة قنوات، ولكن ليس دفعة واحدة.

وكان السيد مصطفى سواق المدير العام لشركة “الجزيرة” قال في مذكرة داخلية نقلت مضمونها وكالة الصحافة الفرنسية، ان قرار اغلاق قناة “الجزيرة ـ امريكا” جاء لأن نموذجنا في العمل ليس قابلا للاستدامة، نظرا للتحديات الاقتصادية في سوق الاعلام الامريكي”، لكن الخبراء يرون ايضا ان المحطة تعثرت ماليا، وعجزت عن تحقيق اي تأثير حقيقي في الاسواق الامريكية بسبب المنافسة الشديدة.

وكانت شبكة “الجزيرة” اشترت هذه المحطة قبل ثلاث سنوات من صاحبها الى غور نائب الرئيس الامريكي المرشح الاسبق للرئاسة الامريكية بمبلغ يزيد عن نصف مليار دولار عام 2013، واستشمرت فيها ما يقرب من نصف مليار اخرى، حيث عينت 850 موظفا، وهو ما يعادل ضعفي العاملين في قناة “الجزيرة” العربية الام، وفتحت 12 مكتبا في الولايات الامريكية الرئيسية.

وتواجه القناة انتقادات شديدة لتغطيتها الاعلامية التي لم تحقق اي جماهيرية منذ انطلاقتها عام 2013، اذ تراجع عدد مشاهديها في وقت الذروة بين 20 و40 الف مشاهد.

وادى تراجع اسعار النفط والغاز الى اتباع معظم دول الخليج اجراءات تقشفية كبيرة لسد العجوزات الضخمة في الميزانية العامة في الدولة، وعلى رأسها تخفيض النفقات والغاء بعض اوجه الدعم على سلع اساسية مثل المحروقات والماء والكهرباء، وفرض ضرائب خفية مثل ضريبة القيمة المضافة وزيادة الرسوم التي تفرضها الدولة على بعض المعاملات، مثل تجديد رخص السيارات، ورخص القيادة، وجوازات السفر وغيرها.

وكانت تقارير اخبارية راجت في نهاية الصيف الماضي تتحدث عن إنهاء خدمات 1500 موظف وتقني وصحافي من العاملين في شبكة “الجزيرة” في الدوحة، وقد جرى فعلا فصل حوالي 500 من هؤلاء، لا ان هذه الخطوة جرى تجميدها بعد الضجة الاعلامية الكبيرة التي اثيرت حولها.

احد الصحافيين الذين انهيت خدماتهم من قناة “الجزيرة” الدولية في الفترة الاخيرة اكد لـ”رأي اليوم” بعد عودته واسرته إلى لندن، أن عملية إعادة هيكلة للشبكة تتم حاليا بسرية كاملة، وأنها قد تكمل عملها مع مطلع شهر اذار (مارس) المقبل، وعلى ضوء توصياتها سيتم انهاء خدمات الكثيرين، كما سيتم انهاء الامتيازات الضخمة لكبار العاملين في الشبكة مثل دفعها اجور الفلل الفاخرة وتسديد اقساط الانباء في المدارس الخاصة.

احد الخبراء الكبار المطلع على شؤون شبكة “الجزيرة” قال لـ”راي اليوم” ان الشبكة تعاني من ترهل، او بالاحرى تضخم وظيفي، والادارة مصممة على انهائه بأسرع وقت ممكن في ظل تراجع العوائد النفطية.

ويذكر ان جميع قنوات شبكة “الجزيرة” باستثناء القنوات الرياضية المشفرة تعتمد على دعم الحكومة، نظرا لقلة الاعلانات، الامر الذي يكلف خزينة الدولة عدة مليارات سنويا.

المصدر الذي تحدث لـ”راي اليوم” اكد ان قرارات اعادة الهيكلة ستطبق على جيمع القنوات، وانه لن يتم استشناء اي قناة بما في ذلك “الجزيرة الام”.

وقال المصدر نفسه ان دور القيادة القطرية بات يمر حاليا في مرحلة من المراجعة، خاصة في القضايا الاقليمية والدولية، واضاف بأن هذا الدور ربما يكون “اكثر هدوءا” ، ودون اعطاء اي تفاصيل.

حرره: 
د.ز