الرد على ليبرمان ضعيف
مازال افيغدور ليبرمان، وزير خارجية إسرائيل، يواصل هجمته على الرئيس ابو مازن، وطالب باستهداف حياته، اي دعوة صريحه لاغتياله. كما طال في آخر هجوم له د. رياض المالكي، مشبها إياه بغوبلز، وزير الدعاية السياسية في عهد ادلف هتلر! وللاسف رد الفعل الفلسطيني حتى الآن لم يتجاوز حدود ما صرح به الناطقون الاعلاميون لمراكز القرار السياسي، وكتابات اصحاب الرأي في الصحف الفلسطينية او المواقع الاليكترونية ووكالات الانباء. د\
وعلى اهمية تلك المواقف في معركة التصدي لخنزير السياسة الاسرائيلية، إلآ انها ليست كافية. ولا تعكس قوة الموقف الوطني والقومي في مواجهة التحديات المنتصبة امام القيادة الشرعية، أضف الى ذلك، ان سياسة "على بركة الله" تكشف عن غياب التخطيط والاعداد المتواصل للسياسة المنهجية في وقف الارهاب المنظم لدولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية، الامر الذي يفرض على القيادة السياسية لمنظمة التحرير ومنابرها السياسية والاعلامية، ومؤسسات الحكومة المعنية مثل وزارة الشؤون الخارجية ووزارة الاعلام وحتى العدل وضع خطة عمل وطنية لمواجهة الهجمة العنصرية، التي تشنها حكومة اقصى اليمين الاسرائيلية وكل القوى المعادية.
على سبيل المثال لا الحصر، يمكن وضع مشروع رؤية تقوم القوى ذات الصلة بتعميقه وتطويره، ويكون نواة لاليات وسياسات عمل لاحقة للهيئات القيادية، منها: اولا مخاطبة الامم المتحدة وهيئاتها المختصة، ومطالبتها بموقف من حملات الكراهية والتحريض على القتل.
ثانيا التوجه لاقطاب الرباعية الدولية وخاصة الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وتحميلها مسؤولية التغطية على عمليات التحريض على قتل القيادة الشرعية وبالتالي قتل عملية السلام.
ثالثا ارسال رسائل لوزارات خارجية دول العالم ، التي لنا تمثيل دبلوماسي فيها لوضعها في صورة التطورات والمواقف الاسرائيلية الاجرامية .
ورابعا ارسال رسائل ايضا للسلك الديبلوماسي العامل في اراضي السلطة الوطنيةوايضا للمبعوثين الامميين والمنظمات الدولية وخاصة اللجنة الخاصة لحقوق الانسان والمنظمات الحقوقية.
خامسا تنظيم حملة اعلامية منهجية وبشكل مخطط ومدروس باللغات المختلفة او ترجمة مقالات بعينها للعبرية والانكليزية والفرنسية والاسبانية .. الخ
لايصال الرسالة للرأي العام الفلسطيني والاسرائيلي والعربي والدولي. سادسا كتابة بعض الشخصيات القيادية مقالات تتعلق بالرسالة تنشر في الصحافة الدولية وخاصة الاميركية والبريطانية والفرنسية لايضاح الموقف الفلسطيني بشكل حازم .
وفي السياق، العمل على تصعيد المقاومة الشعبية في المدن والقرى المختلفة وايضا بشكل منهجي، وعدم ترك الامور على ما هي عليه، لان واقع الحال لا يعكس صلابة في الموقف الوطني، لا بل يعكس تراخيا وخمولا في الاداء ومستوى الصوت، مما يغري قيادة دولة الابرتهايد الاسرائيلية وبلطجيتها امثال ليبرمان بالتطاول على الرموز والمصالح الوطنية .
آن لآوان لرسم سياسة وطنية جديدة وجدية للنهوض في وجه الطغاة الصهاينة ومن لف لفهم. ولا يجوز البقاء في محطات الانتظار لرحمة الله والولايات المتحدة والرباعية الدولية، لان الانتظار يعكس التراجع والخمول السياسي، ويمنح حكومة اقصى اليمين الصهيوني التعدي اكثر فاكثر على مصالح الشعب العربي الفلسطيني، والشعب لم يعد قادرا ولا مستعدا للانتظار والصمت على جرائم ليبرمان ونتنياهو وباراك اكثر مما صمت وانتظر.