يقين يدافع عن لقائه بيريس: جرأة وتحدٍ

رام الله: بعد الجدل الذي أثارته زيارته لمنزل الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس في القدس المحتلة، دافع الكاتب الصحفي تحسين يقين عن موقفه الذي عبّر عنه في مقالين يصفان تفاصيل الزيارة.

ففي رسالة وجهها لـ"زمن برس" التي نشرت تقريرًا حول الزيارة، برر يقين خطوته بالقول إن لقاءه بيريس والكتابة حوله يندرجان تحت "حرية الكتابة والصحافة المكفولة من جميع القوانين"، معتبرًا أن "من واجب الصحافي أن يذهب إلى مناطق النزاع للتغطية، وليس فقط إلى منطقته التي يعيش فيها".

وعدّ يقين زيارته لبيريس"جرأة وتحدٍ"، على اعتبار أن "تغطية أخبار الأعداء والأصدقاء تعدّ من أدبيات المهنة وأعرافها؛ ففي الحروب يطالَب دومًا بأن يسمح للصحفيين بالتنقل. كما أن من المهم معرفة أخبار وآراء العدو من الداخل (...) فمن الضروري الذهاب للسماع والحوار".

وتساءل: "كما يأتي الصحفيون الإسرائيليون إلى هنا ويلتقوا الساسة والمسؤولين، لماذا لا يتم الذهاب إلى الساسة في إسرائيل؟ ثم مع من ستجري العملية السياسية؟ وإذا لم نلتق الرئيس بيرس فمن سنلتقي؟ أنفسنا؟".

وأضاف "لقد آن الأوان أن نتعلم كيف نخاطب العالم والإسرائيليين، وألا نظل نخاطب أنفسنا، وكل ما نجيده هو الهجاء والسب؟ إن نقل آراء من نحن معهم في نزاع وصراع معنا أمر مهم مهنيًا ووطنيًا".

وأوضح يقين أنه لبّى دعوة مؤسسة "مشروع إسرائيل" بالمشاركة في "مؤتمر صحفي" لبيريس بتاريخ 16/7/2012، ثم كتابة مقالين عن اللقاء، الأول بعنوان "أدون بيرس: عندما تنقشع الغيوم نبدأ الطريق إلى أثينا؟" والثاني بعنوان "صحفي فلسطيني ورئيس إسرائيلي ومستقبل مشترك".

وتابع معلّقًا على مقاليه بالقول: "لا أرى أن الكاتب عليه أن يشتم ويسب أو يعيد ما هو معروف من تاريخ قريب، فما الذي سنجنيه من لغة الشتم؟".

وأضاف "هناك لقاءات كثيرة تتم في الخفاء، فمن الشفافية أن نعلن ذلك لا أن نستتر، وقد كان بإمكاني عدم الكتابة وبالتالي إخفاء أمر الزيارة!".

وعبر يقين عن إيمانه بأن "على وسائل الإعلام أن تدعم عملية السلام، فالسلام هو ما ننشده جميعًا"، مضيفًا أن نشره المقال في موقع "البحث عن أرض مشتركة" يأتي من هذا المنطلق.

واعتبر أن مقاله "لا يقود إلى التطبيع أو خلافه، بقدر ما يقود إلى البحث عن حلول ذكية للصراع"، وأنه "جاء ضمن مجموعة مقالات نشرتها في العقد الأخير، حول مستقبل الصراع على الأرض، والبحث عن حلول عملية".

وحول موقفَي اتحاد الكتاب الذي ينتمي له يقين، ونقابة الصحفيين من زيارته ومقاله، تساءل الكاتب: "لماذا تم البدء بفصلي من نقابة الصحفيين واتحاد الكتاب؟ لماذا اقتصر الحديث عن الآخرين بعمومية علما بأن مسيرة المشاركين في مثل هذه اللقاءات من قبلي بالعشرات إن لم يكن أكثر؟ فمنذ عقدين بل ويزيد، والاجتماعات واللقاءات بين فلسطينيين وإسرائيليين مستمرة. ألا يعود ذلك إلى استقلاليتي مثلا؟ ألا يعد ذلك استقواء عليّ كوني فردا غير مدعوم من جهة أو أشخاص مهمين؟ وهل التحريض على القلم الحرّ صار مهمة الأدباء والصحفيين؟".

ورأى أن اتحاد الكتاب ونقابة الصحفيين يضعان أنفسهم "في سياق واقع الإسلام السياسي اللندني"، و"يقدمون خدمة مجانية لهذا الخط الذي هو أصلًا يرفض الوطنية الفلسطينية وكل إفرازاتها، بل هم رافضون لمنظمة التحرير قبل رفض السلطة الوطنية".

وأضاف: "في الحقيقة أنا لا أخاطبهم، ولكن أخاطب الشرفاء في منظمة التحرير، والشرفاء في حركة فتح التي أنتسب إليها، والشرفاء من أبناء شعبنا، وأخاطب سيادة الرئيس أبو مازن: هل هذا هو خطك الوطني العقلاني؟هل هؤلاء النخبة المثقفة العقلانية المتنورة؟".

وكان نقيب الصحفيين الفلسطينيين عبد الناصر النجار قد علق سابقًا على زيارة يقين بوصف ذلك "خروجًا عن الصف الوطني"، و"خرقًا لقرارات النقابة"، مضيفًا في حديث لـ"زمن برس" أن يقين سيواجه "مقاطعة وطنية" من قبل النقابة واتحاد الكتاب.

وكان المقال الذي نشره يقين قبل حوالي 3 أسابيع وقدم فيه تفاصيل زيارته لمنزل بيريس في القدس المحتلة ضمن مجموعة من الصحفيين الفلسطينيين، قد أثار حفيظة العديد من الفلسطينيين واستجلب غضب النقابة التي كانت قد أصدرت تعليمات واضحة بمقاطعة اللقاء، وهددت المشاركين فيه بنشر أسمائهم.

وأبدى الصحفي المقدسي في المقال المذكور إعجابه ببيريس، واصفًا إياه بالرجل "الحكيم والمثقف"، وذي "لغة جميلة، لا تشابه لغة الدبلوماسيين"، مشجعًا إياه على "التركيز على أفكار متميزة وخلاقة للتعاون الفلسطيني - الإسرائيلي، حتى نقوي ما نتشاطره ونتجاوز اختلافاتنا"، على حد تعبيره.

زمن برس

_______

د ع