كيف حاولت اسرائيل اغتيال صدام؟

تل أبيب: ألقت صحيفة يديعوت أحرنوت الضوء في عددها الصادر صباح اليوم على المخطط الإسرائيلي لاغتيال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وقالت الصحيفة إن المخابرات الاسرائيلية قررت اغتيال صدام خارج بغداد؛ بسبب صعوبة تجاوز الاجراءات الامنية هناك ولهذا لجأت الى ما وصفته الصحيفة بـ تسريع وفاة خاله المريض خير الله طلفاح على اعتبار أن الرئيس العراقي كان يحبه بشكل خاص وسيأتي حتماً للمشاركة في جنازته في بلدة العوجا وعندها يتم اغتيال صدام في الجنازة.

ومن المقرر أن تنشر الصحيفة في ملحقها غدا التفاصيل الكاملة لخطة الاغتيال التي اطلقت عليها اسرائيل اسم "نبتة العوسج" وأشارت الصحيفة الى انها استقت تفاصيل العملية عبر معلومات حصلت عليها من عدد كبير من القادة العسكرييين والاستخباراتيين الذي كانوا ضالعين بالخطة، وعلى رأسهم وزير الجيش الاسرائيلي ايهود بارك الذي شغل انذاك منصب رئيس الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش ورئيس جهاز المخابرات الاسرائيلية الموساد شبتاي شابيط .

ووفقا للصحيفة فإن خير الله الطلفاح خال صدام ووالد زوجته ساجدة، كان يعاني من مرض عضال، وكانت التقديرات تؤكد أنه في حال وفاة الطلفاح فإن صدام سيشارك في مراسم الجنازة في مسقط راسه العوجا في مدنية تكريت؛ ولهذا بدأت اسرائيل باختيار أفضل السبل لاغتيال صدام عبر تفخيخ المقبرة بألغام بامكانها القفز من الارض صوب الهدف في لحظة الصفر، ولكن الموساد رفض هذا الخيار لأن صدام كان يرافقه بالعادة الكثير من الحرس.

وكشفت الصحيفية أنه في النهاية تم تكليف وحدة النخبة في الجيش الاسرائيلي "سرية الاركان" بمهة اغتيال صدام حيث كان من المقرر أن تصل الوحدة بسيارات تجارية يتم إنزالها في العراق بطائرات هليكوبتر، وتتحرك على بعد بضعة كيلومترات من المقبرة بحيث يتم إطلاق صواريخ من طراز "تموز" باتجاه صدام عندما يظهر أمامها ولكن بعد ذلك طرأت عقبات جديدة تمثلت بعدم معرفة موعد وفاة خير الله الطلفاح، لكن المخابرات

الاسرائيلية تجاوزت هذه العقبة بما وصفته الصحيفة التعجيل بوفاته حتى تعلم اسرائيل موعد الوفاة بدقة، وتمت مراقبة تحركات بنت الطلفاح المتزوجة من برزان التكريتي الذي كان يشغل منصب السفير العراقي لدى سويسرا.

وكانت المخابرات الاسرائيلية تعتقد أن بنت الطلفاح ستعود إلى العراق بمجرد معرفة أن صحة والدها تدهورت، وعبر ذلك يتم تحديد موعد الوفاة للبدء بالعملية وانتظار صدام الذي سيشارك في الجنازة ومن ثم تم اختيار الوحدة التي ستنفذ عملية الاغتيال، وتم تحديد الاسبوع الاول من شهر تشرين الثاني سنة 1992 لإجراء تدريبات لمحاكاة العملية.

وفي صبيحة اليوم الخامس من شهر تشرين الثانية عام 1992 أجريت مناورة حية بالنار لمحاكاة عملية الاغتيال اشرف عليها رئيس اركان الجيش الاسرائيلي انذاك ايهود بارك وخلال المناورة أصيب عن طريق الخطأ مجموعة من وحدة الاركان بصاروخ من طراز تموز اسفر عن مقتل خمسة مقاتيلين، وبسبب ذلك تم صرف النظر عن تنفيذ عملية الاغتيال.

زمن برس

ـــــــــــــــ

م م