المستوطنون يحرقون دير اللطرون

تعرض دير اللطرون، الواقع غرب القدس على الطريق المؤدي الى يافا فجر الثلاثاء إلى إعتداء من قبل قطعان المستوطنين، مجموعة "دفع الثمن" ، تمثل بحرق احد الابواب الرئيسية للدير، وكتابة شعارات معادية لرسول السلام يسوع المسيح عليه السلام ، وبجانب ذلك خطت المجموعة الارهابية إسم "رامات ميغرون" ، المستوطنة، التي اخلي قطعانها قبل ايام قليلة.

الجريمة الاسرائيلية الجديدة، لاقت ردود افعال محلية وعربية ودولية وخاصة من دول الاتحاد الاوروبي، لان العدوان الاسرائيلي كشف مجددا للاوروبيين ودول الغرب انفلات عقال الارهاب الاسرائيلي ضد اتباع الديانتين الاسلامية والمسيحية. ولا يتوقف الارهاب والبلطجة الاسرائيلية عند حدود معينة، انما يطال كل المعالم ومكونات الحياة: الانسان الفلسطيني، ارضه، وشجر الزيتون وغير الزيتون، وآبار المياه، والخرب، ومنازل الموطنين وسياراتهم، واماكن العبادة الاسلامية والمسيحية ... الخ

والهجوم على دير اللطرون، الذي تمت إشادته في العام 1890 من قبل رهبان فرنسيين بالقرب من قرية عمواس المحتلة عام 1967، والتي قامت قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي بتدميرها وطرد سكانها مع اهالي قريتي يالو وبيت نوبا المجاورتين، وتقيم به مجموعة من المؤمنين، الذين ينشدوا السلام، وينادوا بالسلام، لدليل كبير واضافي على الانحدار المريع، الذي بلغته عمليات الارهاب الاسرائيلية ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني، حيث تجاوز عدد الجرائم ضد المواطنين الفلسطينيين ومصالحهم وبيوت العبادة الخاصة باتباع الديانتين المسيحية والاسلامية منذ بداية العام حتى امس بما فيها العدوان على محافظات غزة وخاصة في البريج وبيت حانون حوالي (130) عدوانا أدت الى استشهاد واصابة العشرات من المواطنين ودمرت وخربت وحرقت عشرات ومئات الدونمات من الاراضي المزروعة والبيوت والخرب والسيارات.

العدوان ضد دير اللطرون ليس منفصلا عن الحروب، التي تشنها اسرائيل بشكل منهجي ومدروس ضد ابناء الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية وخاصة الرئيس محمود عباس وعلى الجبهات المختلفة، بل هو جزء من سلسلة متصلة تستهدف الكل الفلسطيني لتدمير مصالح الشعب العليا، وتضييق الخناق على خيار حل الدولتين للشعبين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، ودفع الامور نحو خيار الدولة العنصرية، وتسريع عمليات الترانسفير الارادي والاجباري من خلال إفقاد المواطنين الامن والامان، وبث الرعب فيصفوفهم، وحرمانهم من ابسط حقوق الانسان، وضرب هيبة ومكانة السلطة الوطنية والقيادة الشرعية، المهدد رئيسها شخصيا بالاغتيال من قبل افيغدور ليبرمان وغيره من اركان الحكومة، ومن خلال رفع الاسعار الجنونية، والتهديد بقطع التيار الكهربائي .... الخ

اشكال العدوان كما ذكر سابقا تطال اوجه الحياة المختلفة دون استثناء تبدأ بالقدس ولا تنتهي بحصار قطاع غزة وتهديد القيادة السياسية، ستتواصل وتتعمق يوما تلو الآخر طالما استمر الانقلاب الحمساوي ، ولم تتقدم عربة المصالحة الوطنية، وايضا طالما تواصل الحال الوطني واهنا ضعيفا دون اعادة نظر في الرؤى واليات العمل السياسية والكفاحية، وطالما بقيت ردود الفعل العربية والدولية دون المستوى ، فإن إسرائيل وقطعان مستوطنيها لن تتوقف عن حربها على السلام والمصالح الوطنية العليا، ليس هذا فحسب ، بل ستتابع دون هوادة ارهابها المنظم حتى تحقيق اهدافها الكولونيالية على الارض الفلسطينية من خلال التصفية الكلية للقضية والاهداف الوطنية.

الرد على جريمة حرق دير اللطرون والعدوان على محافظات غزة ومجموع العمليات الارهابية يتمثل بالتقدم نحو خيار المصالحة، وجسر الهوة بين القوى المختلفة، والتقدم التكتيكي للحصول على العضوية غير الكاملة للدولة الفلسطينية في الامم المتحدة، وتطوير الخطاب والبرنامج الوطني واليات العمل والاساليب الكفاحية، وخروج العالم وخاصة اقطاب الرباعية الدولية ومعها الدول العربية ولجنة مبادرة السلام العربية، عن حالة ردود الفعل المتدنية والهابطة، التي لا تعكس روح المسؤولية تجاه خيار السلام وحل الدولتين للشعبين على حدود الرابع من حزيران 1967.

a.a.alrhman@gmail.com