غزة بعد خمس سنوات..حماس تتكيف

قدمت الباحثة في الدراسات الإعلامية أميرة البربري عرضاً لدراسة أعدها مركز كارنيجي للشرق الأوسط خلال العام 2012، للباحث ناثان براون والمعنونة بـ "غزة بعد خمس سنوات: حماس تتكيف".

وقالت الباحثة إن الدراسة تنطلق من أن حالة الإنقسام والمركزية المتجذرة هي أبرز ما يميز المشهد السياسي في فلسطين ليرسي بذلك النقطة الأكثر نعومة للسلطوية العربية وفقاً لما جاء في الدراسة.

وجاء في عرض الباحثة والمنشور في مجلة " السياسة الدولية" أن الباحث المعد للدراسة رأى بأنه على الرغم من اختلاف التفاصيل بين طبيعة السلطتين الحاكمتين في الضفة والغزة إلا أن هناك ثمة توزاي واضح في اتباع سياسة "السلطوية الناعمة". وأضافت الباحثة أن معد الدراسة يرى "أن حماس متحصنة جداً في غزة إلى درجة يصعب معها تصور حدوث أي تغيير أساسي قريباً، بينما يمكن لجولة أخرى من الحرب إحداث التغيير في غزة".

وأشارت إلى أن بروان توصل في بحثه إلى أن حكومة غزة مقيدة في النظام التعليمي وما يتعلق به لأنها مضطرة للتنسيق مع الحكومة الفلسطينية برام الله حيث لا يتم الاعتراف دولياً بأي شهادة إلا اذا كانت مصدقة من وزارة التربية والتعليم في رام الله.

واستخلصت الباحثة من دراسة براون "أن وضع حماس في غزة بمثابة النسخة الأكثر نعومة للسلطوية العربية، سلطوية تضبط المعارضة وتنظمها، لكنها تسمح لها بالعمل في حدود معينة، وتفرض مجموعة من الخطوط الحمراء المتغيرة باستمرار لتنظيم الخطاب والعمل السياسي العلني، وتغربل الموظفين الحكوميين لمعرفة انتماءاتهم السياسية".

واضافت "أن حماس تحتكر مجموعة من الأدوات القانونية والمؤسسية للحفاظ على ديمومة النظام، وتقوم بهجمات سريعة ومفاجئة، بين الحين والآخر، على شكل إجراءات خارج نطاق القانون تماماً، عندما يشعر الحكام بأن ذلك ضروري".

وختمت الباحثة عرضها للدراسة بأن حكم حماس بعد خمس سنوات يمثل سلطوية تضفي على نفسها الصبغة المؤسسية، بحيث يبدو استمرارها وتجذرها أمراً لا مفر منه تقريباً وفقاً لما جاء في الدراسة.

زمن برس

ـــــــــــــ

م م