ما الذي يؤخر لقاء فتح وحماس؟
غزة: في حوار أجرته صحيفة 'القدس العربي' مع عزام الأحمد رئيس وفد حركة فتح، نفى وجود أي اتصالات بين مصر والفصائل الفلسطينية، أو بين حركتي فتح وحماس لترتيب عقد لقاء في القاهرة لعقد جولة جديدة من مباحثات إنهاء الانقسام، للاتفاق على تشكيل حكومة التوافق الوطني، وانتقد في ذات الوقت موقف حركة حماس، رافضا تعليل تأخر عملية إنهاء الانقسام بوجود 'فيتو' أمريكي فرض على حركة فتح.
وقال الأحمد لـ'القدس العربي' وهو يرد على ما تردد عن عقد لقاءات قريبة بين وفدي فتح وحماس في مصر 'لم تجر أي اتصالات لا بيننا وبين حماس، ولا مع المسؤولين المصريين لتحديد موعد لعقد جولة جديدة من مباحثات المصالحة'، مشيراً إلى أن كل ما تردد حول هذا الأمر 'لا أساس له من الصحة'. وكشف الأحمد عن قيامه بإجراء اتصالات مع المسؤولين المصريين حول هذا الأمر، لكنه توقع أن تعقد جولة من المباحثات قبل منتصف الشهر المقبل.
وكانت تقارير عدة ذكرت ان هناك اتصالات تجرى في هذه الأوقات لعقد لقاءات قريبة بين حركتي فتح حماس في القاهرة. ونقل عن أسامة حمدان عضو المكتب السياسي لحركة حماس قوله 'إن الأيام القليلة المقبلة ستشهد عقد عدد من اللقاءات بين حركتي حماس وفتح لاستكمال جولات إتمام المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام. وكانت آخر جولة من المباحثات بين الحركتين عقدت مطلع الشهر الجاري، وجرى خلالها تبادل قوائم بأسماء مرشحي الحركتين من الشخصيات المستقلة لشغل مناصب وزارية في حكومة التوافق.
ووجه رئيس وفد حركة فتح انتقادات شديدة لحركة حماس على خلفية تصريحات الدكتور موسى أبو مرزوق التي قال فيها ان لدى حركته معلومات موثقة بوجود 'فيتو' أمريكي جديد على المصالحة الفلسطينية فرض على السلطة الفلسطينية. وقال الأحمد ان الإخوان المسلمين على علاقة أكبر مع الولايات المتحدة، وأضاف 'هم أدرى بالسياسة الأمريكية، لأنهم على علاقة مع الإدارة الأمريكية، وأصبحوا حلفاء لأمريكا أكثر منا'. وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية تسعى لإقامة 'صداقة' مع الولايات المتحدة، وقال ان هذه المحاولات غير ناجحة بسبب العلاقات القوية مع إسرائيل. وقال محملاً حماس المسؤولية عن تعثر جهود المصالحة 'إن كان هناك فيتو أمريكي إسرائيلي على المصالحة، فلماذا تقف حماس هي الأخرى ضد المصالحة أيضا'. ورفض عدم موافقة حركة حماس على تزامن تشكيل حكومة التوافق والتي بموجب إعلان الدوحة اتفق على أن يرأسها الرئيس محمود عباس، بالإعلان عن موعد إجراء الانتخابات التشريعية، وقال ان هذا الأمر جرى الاتفاق والتوقيع عليه في اتفاق القاهرة، الذي نص على إجراء الانتخابات بعد عام من التوقيع.
ووقع اتفاق القاهرة للمصالحة مطلع شهر ايار (مايو) من العام الماضين وتلاه في شهر شباط (فبراير) الماضي التوقيع على إعلان الدوحة، الذي نصل على تشكيل حكومة من المستقلين برئاسة أبو مازن. وكان مسؤولون في حركة حماس قالوا انه لا يوجد اتفاق على ربط تشكيل الحكومة وتحديد موعد الانتخابات. وكان أبو مرزوق قال ان هناك مشكلة أخرى تتمثل في إخراج الموقف عن طريق وضع ذرائع أمام تشكيل الحكومة الفلسطينية، وأضاف في تصريحات صحافية 'بالأمس القريب كانت الذريعة عمل اللجنة المركزية للانتخابات أما الجديدة ستكون بتحديد موعد لها متزامناً مع إعلان تشكيل الحكومة'. وأضاف مقدمة مخرج للحل 'لماذا لا نتجه إلى وحدة الشعب الفلسطيني كله تحت مظلة واحدة وهي إعادة تشكيل المجلس الوطني لكي يمارس عمله ويكون الوعاء الشامل والموجه الأساس للسلطة'. لكن الأحمد رد بالقول 'أدعو أبو مرزوق لقراءة اتفاق القاهرة بشكل جيد'.
وانتقد صخر بسيسو عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضوها في حوار المصالحة تصريحات أبو مرزوق التي دعا فيها لإعادة تشكيل المجلس الوطني. وقال بسيسو لـ'القدس العربي' أن هذا الأمر يمثل 'خروجا عن الاتفاق'، وأضاف 'هذا أيضا يؤكد أنهم لا يريدون إجراء انتخابات تشريعية، باعتبار أن الانتخابات السابقة هي آخر انتخابات، وأنهم فقط يريدون تشكيل مجلس وطني'. وفي رده إن كانت حركة حماس ستلجأ إلى المماطلة في تنفيذ اتفاق المصالحة عقب فوز مرشح الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي بالرئاسة المصرية، قال 'لا أعتقد أن هذا الأمر قائم حتى الآن'، وتابع 'لكن إن اتخذوا الأمر ذريعة ستكون صاعقة كبيرة، لأن الانقسام يهدد مستقبل الشعب الفلسطيني'.
وكان أسامة حمدان أشار في تصريحاته التي أدلى بها لصحيفة 'فلسطين' الموالية لحركة حماس والصادرة في غزة إلى أن المصالحة الفلسطينية مرت بحالة تأثر كبير ناتجة عن الضغوط الخارجية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي على رئيس السلطة وحركة فتح. لكنه قال 'نتمنى أن يكون التطور الحاصل في الجانب المصري ذا أثر إيجابي على المصالحة وأن تعمل مصر على تذليل ومنع الضغوط الخارجية لإنهاء الملفات العالقة بين كلتا الحركتين'.
آ ج