كيف ينظر العالم العربي إلينا

سمدار بيري

في وسائل الإعلام العربية أنهوا ووقعوا منذ الان الصفقة بين نتنياهو وبينيت وبالنسبة لهم أدت وزير العدل المرشحة آييلت شكيد اليمين القانونية، وسارعوا إلى رسم صورتها بوابل من التقارير. ليست تلك التي حلمت بها. فمن جهة الصور الاكثر ثناء، ومن جهة اخرى محققون صحافيون نشطون دخلوا إلى صفحة شكيد على الفيسبوك ونزعوا منها مواد ترضي الحماسة ضدها كعنصرية ومحرضة على قتل الفلسطينيين.
الموقع الاخباري لقناة «العربية» السعودي، مثلا، اختار صورة لشكيد في بزة عسكرية، ذكر جذورها العراقية (لابيها) ورتب لها العنوان «هذه وزيرة العدل الجديدة لاسرائيل، التي تدعو إلى ابادة الفلسطينيين». وفي لبنان ايضا، في الاردن وفي امارات الخليج اهتموا بتعيين شكيد وبامكانية تأثيرها السلبي على مصير المستوطنات واستمرار الجنود في السياسة تجاه الفلسطينيين. وهكذا نبدو: حتى لو حاول نتنياهو الحركة، فان الثنائي بينيت ـ شكيد سيقيده. والان يجلس الخبراء امام كاميرات التلفزيون ويحللون تأثير توزيع الحقائب في الحكومة الجديدة على توسيع البناء في المناطق.
مذهل في كل مرة من جديد ان يكتشف المرء كم نحن شفافون في نظر الطرف الاخر. فالبروفيسور سعد الدين ابراهيم، رئيس مركز ابن خلدون في القاهرة، قرر رفع اليدين. فمن علو سنواته وتجربة حياته الثرية، نحن نبدو في نظره كضحايا الديمقراطية المبالغ فيها، الخطيرة وباهظة الثمن. وحسب تحليله، كمشاهد قديم لنا، وغير مرشو بزعمه، ليس لحكومة نتنياهو الجديدة احتمال في الصمود. «قدر كبير من المتطرفين والاصوليين، ومعارك ديوك داخل الليكود. كل واحد لديهم يعتقد أنه يستحق أن يكون وزيرا، ولا يخاف تهديد نتنياهو باسلوب كان سيدخل عندنا اصحاب الفم الكبير ليهدأوا في السجن.
ابراهيم لا يرى سوى السواد في المدى القصير: «السيسي رئيس مصر، ابو مازن في رام الله ونتنياهو في القاهرة ملزمون بالتلويح بانجاز سياسي. والمنطق يقول انه فور قيام الحكومة في القدس، سيرفع نتنياهو الهاتف إلى السيسي ويجنده لاستئناف النشاط مع السلطة الفلسطينية. للسيسي يوجد كلام مع نتنياهو، وهو بانتظار رنين الهاتف. ولكن في حينا يفعل الناس ما ينبغي من أجل البقاء. نتنياهو لن يتحرك، أبو مازن سيواصل العمل ضد اسرائيل في المؤسسات الدولية والسيسي سيواصل الانشغال بمشاكل مصر. لا تنقصنا مشاكل… مرة اخرى سنفوت الفرصة، إلى أن توقظنا حماس جميعا».
ويشرح لي البروفيسور ابراهيم، أنا الاسرائيلية، بان ليس لهذه الحكومة أمل، وان اسرائيل ستعلق في مقاطعة دولية، وستلقى مزيدا من الامتعاض في واشنطن ومفاجآت عنف من حماس في غزة وفي رام الله. «عندما يقع هذا عليكم»، يتنبأ، «سيأتيكم العقل».
وحتى مسألة الطائرة السعودية التي هبطت الاسبوع الماضي في تل أبيب تنخرط في التوقعات المتشائمة. فمن تخيل شهر عسل استراتيجي يجري من خلف الكواليس بين الرياض والقدس، تلقى لكمة: الملك الجديد في الرياض أمر بالغاء الارتباطات التجارية مع شركة الطيران في البرتغال التي استأجرت طائرة من السعوديين وهبطت بها عندنا، مع علامات تشخيص المملكة. ليس هاما انهم بعثوا طائرة لمصنع «بيدك»، المهم ما تراه العيون، والسعودية تعلن بالاسلوب الاكثر تبديدا للاوهام بانها لا تعترف ولن تعترف باسرائيل، وبالتأكيد ليس بحكومة نتنياهو.
موظفان كبيران جدا في عمان وفي القاهرة كتبا لي رسالة طويلة تشرح كم هو صعب ومحبط اليوم ان يكون المرء صديقا لاسرائيل: فالسلام شطب عندكم من القاموس، ابو مازن ليس شريكا بالنسبة لكم والفلسطينيون ليسوا في أجندتكم. في نظر الطرف الاخر نحن نبدو كدولة منقسمة تتجادل مع نفسها: تنثني وتنسحب.

يديعوت

حرره: 
م . ع
كلمات دلالية: