انتصار العبث

بن ـ درور يميني
عندما يشجع ويمجد ويدفع إلى الامام جبريل الرجوب رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني الإرهاب الفلسطيني بيد، فانه ينفذ باليد الثانية عملية زاحفة. هذا هو معنى طلبه لتعليق عضوية إسرائيل في الفيفا. منذ جنوب افريقيا، لم تعلق عضوية أي دولة اخرى في الفيفا: لا إيران التي تقمع بيد وحشية حقوق الانسان؛ لا تركيا، التي تزج بالصحافيين إلى السجن؛ ولا السودان، الذي ارتكب قتل شعب بحق ابناء بلاده السود في دارفور. كما ليس هنا أي احتمال في ان يحصل هذا.
الرجوب، الذي يسمي اليهود «ابناء الشيطان» يحظى بنجاح هائل بمجرد اجراء النقاش.
يجدر بالذكر أنه توجد في المؤسسات الدولية اغلبية تلقائية لكل اقتراح ضد إسرائيل ـ فكتلة الدول الاسلامية ودول العالم الثالث، والتي في معظمها دول ظلماء تقمع حقوق الانسان والنساء بيد فظة، تقف بشكل تلقائي إلى جانب كل اقتراح فلسطيني. هذا هو الوضع في الجمعية العمومية للامم المتحدة، وهذا هو الوضع في مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة. ويستغل الرجوب هذا الوضع ويضع نفسه مثابة مقاتل ضد العنصرية. لا يوجد عبث اكبر من ذلك. ولكن هذا العبث ينتصر.
حتى اليوم، كما ينبغي الاعتراف، لم تحظى حملة المقاطعة ضد إسرائيل، بكل فروعها، بنجاحات تؤثر على الاقتصاد الإسرائيلي. ولكن حاجة للاستخفاف بهذه الحملة التي يمتطيها الرجوب الان.
لان هذه الحملة تحظى بنجاحات في الرأي العام العالمي. وهي تحظى بنجاحات في كثير جدا من الجامعات في الولايات المتحدة. فهي تحظى بمقالات تأييد في صحف رائدة في العالم ايضا. شرك العسل «للكفاح غير العنيف ضد الاحتلال الإسرائيلي» يحظى بانجازات، رغم أن قادة الحملة هم عصبة من الاشخاص المتمرسين والخبراء، مع تمويل يصل من قطر، وتطلعهم المعلن هو تصفية دولة إسرائيل. وهم الذراع الدعائي لحماس وفتح. وهذا ينجح.
اذا كان يخيل لنا بان فشل الرجوب في الفيفا مضمون، فينبغي لنا أن نخرج من عدم الاكتراث ـ وذلك لانه ليست فقط كتلة الدول الظلماء تصوت ضد إسرائيل. فقبل اسبوع جرى نقاش في منظمة الصحة العالمية (WHO).
دولة واحدة فقط حظيت بتنديد صريح ـ إسرائيل. والسبب: العلاج الطبي الإسرائيلي لسكان الجولان. فالمذبحة الجماعية للسنة، الشيعة والعلويين في سوريا لا تهم المنظمة الدولية. ولا حتى حقيقة أن إسرائيل تعالج الجرحى من سوريا. ولا أيضا حقيقة ان إسرائيل اقامت المستشفى الاكبر في النيبال. وحده التنديد يهم الاغلبية.
ويصل العبث ذروته عند شطب الفجوة بين المناهض لإسرائيل اليوم واللاسامية التي كانت ذات مرة.
هكذا يمتطي الرجوب الجواد الصحيح. جواد الكراهية والتحريض ضد إسرائيل. وهو يعرف بان اصدقاء إسرائيل ايضا في منظمة الصحة العالمية، بمن فيهم المانيا وفرنسا وتشيكيا، صوتوا مع الاغلبية الظلماء. إذن من يدري لعل معسكر الظلام والكراهية ينجح في فيفا ايضا. بدلا من أن يؤثر العالم الحر والمتنور على العالم المظلم، فان العالم المظلم يسيطر على العالم الذي يفترض أن يكون حرا ومتنورا. الرجوب نفسه قال ان إسرائيل هي غرس غريب يهدد الانسانية. هذا بالضبط ما قالوه عن اليهود في اوروبا قبل اكثر من 70 سنة. ولكن من يتذكر. والمعزوفة تتكرر.
يديعوت