لنحذر الانجرار إلى الساحة

دروز

الصورة العامة تشير إلى أنه إذا لم يوجد حل شامل في سوريا فإن إسرائيل ربما تتدخل
 

بقلم: دان مرغليت

ما يجري في جبهة سوريا مع الدروز هو نسخة صغيرة من التشوش الذي يصيب جبهات القتال في الشرق الأوسط. تكاد تكون كل جهة تؤدي دورا في المعارك في المثلث ليبيا ـ العراق ـ اليمن تجد نفسها عدوا وحليفا معا لكل واحد من الاخرين.

هذه صورة غامضة يمكن ايضا عرضها كالواحد ضد الجميع، والجميع ضد الواحد، مع تعاونات مصادفة متضاربة وجزئية في اماكن مختلفة.
دول عظمى ودول مركزية في الشرق الاوسط تجد نفسها في أدوار مزدوجة. وكل شيء حسب الوضع في الساحة والجغرافيا. وهذا ينطبق ايضا على اسرائيل، التي تمكنت من الامتناع حتى الان عن كل تدخل في ما سيوصف في المستقبل كـ «حروب الربيع العربي».
فالدروز من مجدل شمس، ممن نفذوا أول أمس عملية الفتك الرهيبة بحق الجريحين، يعتبرون معادين لاسرائيل اكثر من كل اخوانهم على جانبي تلة الدموع التي تفصل بين هضبة الجولان وسوريا. فالحديث يدور عمن يعتبرون ككارهي الجيش الاسرائيلي، ممن يعربون فجأة عن خيبة الامل من أنها لا تتدخل من اجل اخوانهم. عالم مقلوب.
لماذا تساعد اسرائيل جرحى المقاتلين ضد الاسد. ضمن امور اخرى من أنه يحتمل أن تكون اشترطت ذلك في الا تمس منظمتهم جبهة النصرة بالدروز الذين في قرية الحضر، رغم أنهم يقاتلون في صفوف الاسد ضدهم.
ويستنتج من ذلك انه يحتمل أن تكون اسرائيل تمد يد العون الطبية لاعداء الاسد كي لا يمسوا في قتالهم بالدروز، ولكن اخوانهم في مجدل شمس ـ وبعض منهم أيضا في نطاق اسرائيل ـ يغضبون من ذلك. احجية لا حل لها حقا. وعلى حد قول الدروز المتعاونين مع اسرائيل والذين يفهمون جيدا معضلتها، فإنهم يعرفون من هي الجهات التي بادرت إلى عملية الفتك الرهيبة. وهم يذكرون اسماءهم ويدعون بانهم العملاء الاساس للاسد في المنطقة.
لقد وقع الامر بالذات عندما لاح هدوء نسبي (وقصير على أي حال) سواء في جبل الدروز، حيث التحفز عال، ام في الحضر، وفي اوساط جهات مسؤولة مثل الضابط الكبير في الاحتياط عماد فارس، ورئيس المجلس الصهيوني عطا فرحات تسمع اصوات قلقة تدعو إلى اعادة الهدوء إلى حاله.
67 سنة في اسرائيل و 47 سنة اخرى في حضرتها في هضبة الجولان، أدخلت إلى القاموس الذي على لسان الجميع اصطلاحات «سلطة القانون» و «لا يجب اخذ القانون في اليدين».
هذا كفيل بان يجدي. ولكن الصورة العامة تلمح إلى أنه اذا لم يوجد حل شامل في سوريا، من شأن جر اسرائيل إلى الساحة ان يصبح محتما.

اسرائيل اليوم 

 

حرره: 
م.م