ريفلين أصبح زعيماً

رؤوفين ريفلين

دور القائد هو أن يقود الشعب وألا يسكت أو يكتفي بأن يقول فقط ما هو مريح للناس

يوعز هندلروبي

ريفلين هو رجل هام. بعد سنة من غدوه رئيس الدولة، كلماته تثير النقاش، خطاباته تخلق الفكر. هو رجل هام، وليس فقط بسبب كونه المواطن رقم 1 في اسرائيل بل لانه مؤثر. وهو يتجرأ على أن يقول ما يتردد كثيرون آخرون في قوله في اللحظات الصعبة. يتجرأ على أن يقول وان يتلقى النار، المرة تلو الاخرى.

ان الشجاعة في ان تقول ما تفكر به ليست مسألة سهلة في اليمين. ففي عصر الشبكات الاجتماعية، من الافضل السكوت. لا يوجد سياسي او صحافي لم يكتوى بقطيع التعقيبات. ليس هناك احد لم يسمى خائنا، عاقرا لاسرائيل، يساريا محبا للعرب.
في شهر آذار 2013 نشر الراحل اوري اورباخ رسالة للحاخام كوك من العام 1947، وقف فيها ضد الفتيان الذين تحرشوا بالباعة العرب المتجولين في شارع يافا في القدس. وكان عنوان الرسالة «فعل مخجل ومؤسف». وقد جلب اورباخ الرسالة كسند على الفكر اليميني واليهودي الذي ولد فيه كل انسان بطابع الانسانية. وردا على ذلك كتبوا له انه دمية وسائل الإعلام، يساري، متزلف يعنى فقط بالتنديد لليهود.
ميري ريغف ـ سياسية مرنة، حاولت أن تكتب ضد لا فاميليا في اليوم التالي لاعمال الشغب في بلجيكيا. وردا على ذلك امتلأت صفحتها على الفيسبوك بمئات الشتائم. يوم الاحد التالي في مقابلة مع صوت الجيش شرحت بانها لا تعرف من هم اولئك رجال لا فاميليا وانه يجب معالجة العنف في الرياضة. قول عمومي مريح للجميع. أما احداث الايام الاخيرة فانها تمر عنها بصمت. خلافا للادعاءات من اليسار، فاني اقدر بانها ديمقراطية وليبرالية بقدر لا يقل عن الاخرين حتى عندما تثير مناقشات عامة، حتى عندما تفشل في لسانها. ولكنها ليست شجاعة بما يكفي لان تكون زعيمة.
يوم الجمعة الماضي نشر حانوخ داوم عبارة على الانترنت عن الالم الذي شعر به مع علمه بالعملية اليهودية بحق العائلة الفلسطينية. داوم هو زميل وشخصية فيسبوك وكتب عشرات المرات من اليمين. هذا لم يغير شيئا. الردود ضده كانت قاسية. المؤيدون اصبحوا كارهين.
نحن في أزمنة جديدة. في الماضي لم يجد هزال الفكر تعبيرا له. للكتاب والزعماء كانت لغة عالية وتفكير واضح ولا يهم من أي جانب كانوا هم. أما اليوم، فلوحة النقر توجد تحت يد كل واحد، والافكار الجنائية تلقى تعبيرها، العنصرية قائمة، الكراهية غير مخفية، يوجد الكثير منها في اليمين، يوجد الكثير منها في اليسار ايضا.
وعليه فان الرئيس ريفلين هو رجل هام. يميني في فكره السياسي، رجل بلاد اسرائيل الكاملة، بين القلائل الذين عارضوا فك الارتباط (خلافا لمعظم وزراء الحكومة الحالية)، يختار لان يتحدث رغم ردود الفعل التي تأتي ولا بد ستأتي. أنا لا اتفق معه في كل شيء. المثال الابرز هو قانون القومية الذي انا من مؤيديه وهو من معارضيه. احيانا يخيل لي أنه يتجاهل الفوضى في الوسط العربي ونزعة القومية المتطرفة هناك. ولكن لا يمكن للمرء الا يلاحظ ما نتج في سنة واحدة.
دور الزعيم هو أن يقود الشعب من مكان واحد إلى مكان آخر. الا يسكت او يقول فقط ما هو مريح. لقد عين ريفلين في منصب رمزي فقط ولكنه اصبح زعيما. جاءت ايام في اسرائيل محظور فيها الاستخفاف بشجاعة الكلمة. ليست كلمة رئيس ليس له التزام سياسي ولا كلمة اعضاء حزب ديني، مثل نفتالي بينيت ويانون مغيل، ممن ارادا الحديث في مناسبة الطائفة الفخورة. ليس طبيعيا لرئيس نشأ في الليكود أن يتعرض لمثل هذه النار وليس طبيعيا لاعضاء حزب ديني أن يخطبوا في مظاهرة من اجل حقوق المثليين. قبل عقد من الزمن ما كان لهذا أن يحصل.
في أساس الفكر الرسمي في اليهودية يوجد قول من قضية قانونية: «الله لا تسب ورئيس شعبك لا تهين». شاتمو الرئيس يفعلون هذا باسم دين غريب. المحرضون ضده لا يفهمون ما هي القومية. وبشكل مشابه، في اساس الليبرالية يوجد قبول الاخر. عندما يمنع النواب من البيت اليهودي القاء كلمة في مظاهرة ـ فان هذا هو نقيض الليبرالية.
ان الكفاح في سبيل وجه الدولة يجب أن يكون منقطعا عن الخطاب في الشبكات الاجتماعية. المسؤولية هي مسؤولية من يرى نفسه صاحب السيادة على الارض. هذا هو جوهر الصهيونية. دولة يهود مستقلة تفرض القانون والنظام، تكافح ضد البناء غير القانوني من الجميع، تصفي الإرهاب العربي وكذا اليهودي بكل القوة. وأخيرا، ولعله الاهم، تربي. مسموح الجدال مع خطابات الرئيس ريفلين، ولكن كونوا هامين مثله.

يديعوت

يوعز هندل

حرره: 
م.م